باستخدام الجمل يستطيع المرء الحصول على أجود زيوت السمسم المنتج الزراعي الاقتصادي الذي يتعرض في اليمن للإهمال ويفترض أن يتم إعادة زراعته ودراسة جدواه وقيمته المادية والطبية. هكذا قال لنا عبدالله القرماني صاحب معصرة تقع بالقرب من باب اليمن.. مضيفاً: إن هذه الطريقة مازالت تستخدم في اليمن لإيمان الناس أن طريقة العصر الحديثة تغير طعم زيت السمسم نتيجة للمواد المعدنية المستخدمة. ويقول القرماني إن عصر حب السمسم يتم بارداً بعد تنظيفه من الشوائب وقد يعصر بعد تحميصه للحصول على نكهة خاصة.. وهناك عدة أنواع من حب السمسم مثل الأحمر والأبيض والأسود والتي تنعكس على لون الزيت.. زيت السّمسم يعتبر من الزيوت التي تبقى فترة صلاحيتها لفترة طويله أفضل من الزّيوت الأخرى.. وزيت السّمسم خالٍ من الكولسترول ويحوي نسبة عالية للسمن غير المشبّعة الجيّدة والفيتامينات. وفي رده على سؤال كيف يعالج زيت السمسم قال لنا نبيل عبدالله محمد المخصمي صاحب معصرة في صنعاء القديمة: نحن نعالج زيت السمسم المخصص للتدليك بصبّ زيت السمسم المعصور في قدر وتسخينه على حرارة منخفضة إلى 100 درجة أي نقطة غليان الماء.. يمكن معرفة وصول الزيت إلى تلك الحرارة بإضافة قطرات ماء للزيت ويبدأ بالتسخين وعندما تبدأ قطرات الماء بالتبخر فإن ذلك يعني وصول الزيت إلى درجة غليان الماء. يجب أن يكون تسخين الزيت تدريجيًّاً.. عند ذلك يترك الزيت ليبرد وعندما يبرد تماماً يعاد إلى وعائه السابق ويكون جاهزاً للتدليك. ويقول المخصمي: يعتبر زيت السمسم من أفضل الزيوت المستخدمة في مساج (تدليك) الجسم بشكل عام وقد استخدمه القدماء لهذه الغاية كثيراً ومازال يستخدم إلى وقتنا الحاضر وهو يستخدم في اليمن ودول شرق آسيا في تدليك بعض النقاط الحساسة في الجسم التي تؤدي إلى الاسترخاء وهدوء الأعصاب، حيث يكتسب الجسم بعدها نشاطاً غير عادي، وتكمن أهمية زيت السمسم في غنائه بالأحماض الدهنية، غير المشبعة والتي يحتاجها الجسم، ويختلف زيت السمسم عن غيره من الزيوت الأخري، في أنه لا ينصح باستخدامه في الطبخ، لأن الحرارة العالية تغير من تركيبته، لكنه يضاف للسلطات، وتتعدد فوائد زيت السمسم، في أنه مضاد للسرطان لما يحتوي عليه من مواد مضادة للأكسدة، فهو يفيد في تقليل الالتهابات، ويعتقد الباحثون أن الحمض الدهني غير المشبع (لينولييك) له الدور الأكبر في ذلك الأثر. ويقول القرماني صاحب معصرة بالقرب من باب اليمن في مدينة صنعاء القديمة: ثبت علمياً أن زيت السمسم منشط جنسياً لاحتوائه على فيتامينE) ) أو فيتامين (ح) والدهون الحمضية التي تنشط من الدورة الدموية في الجسم وإذا اشتمل الغذاء اليومي على فيتامين E)) فإنه يقل من ظهور الشيب في الشعر، ويعطي الجلد نعومة ونضارة ويجعل خلايا المخ تعمل في يقظة وانتباه إضافة إلى تنشيط الدورة الدموية في الجسم مما يؤدي إلى النشاط الجنسي لدى الرجل ويقوي من عملية الانتصاب وهذا هو تأثير عقار (الفياجرا) المنشط جنسياً ولكن الفرق هنا أن الفياجرا تعطي مفعولاً فورياً ومؤقتاً أما زيت السمسم فإنه يؤدي إلى هذا المفعول بالاستخدام المستمر ولفترات طويلة مما يؤدي إلى نشاط الجسم بشكل كامل وتمتعه بالصحة. ويفيد: إن أجيالاً كثيرة في اليمن استخدمت ولا تزال أجيال أخرى تستخدم زيت السمسم في الطبخ لرائحته الممتازة ونكهته الجيدة، حيث يفضله الكثير على الزيوت الأخرى كزيت الزيتون. سر مذاقه ويبين عبدالله القرماني سر مذاق معاصر الجمال فيؤكد أنه في بعض مصانع السمسم يؤخذ اللب الذي يبقى بعد عملية العصر الباردة وتعاد معالجته في حرارة فوق 100 درجة مئوية لاستخراج الزّيت الإضافي.. تسبّب الحرارة الأعلى للزيت في الحصول على لون أغمق و نكهة قويّة. ويشير إلى أن زيت السمسم يبستخدم في صناعة الصابون والمنظفات وزيوت الاستحمام والعناية بالجسم، وكريمات الترطيب، وزيوت المساج وفي مرطبات الشفايف. ويوضح نبيل عبدالله المخصمي أنه قبل النوم يؤخذ زيت السمسم كجرعة يومية وقت النوم بوجهٍ عام للتخفيف من الإمساك، وبعدها يتم تناول الخضروات الورقية والفواكه المجففة الغنية بالألياف لمرضى القلب وتصلب الشرايين، يزيد نشاط الدورة الدموية وتنشيط القلب ويساعد في تنظيف الشرايين من الكولسترول لأنه ينشط حركة الدم في الشرايين مما يؤدي إلى إزالة رواسب الكولسترول حديثة التكوين. ويستخدم خارجيا بتشبيع قطن نظيف متماسك كالقطن الذي يستخدم للماكياج ثم تدهن به المنطقة عدة أيام.. ولعرق النسا يتم خلط الزيت مع الزنجبيل والسمسم يفيد لعلاج عرق النسا وهو مزيج يتكون من ملعقتين صغيرتين من مسحوق الزنجبيل تخلط مع ثلاث ملاعق من زيت السمسم ثم تضاف إليها ملعقة من عصير الليمون، ويدلك موقع الألم بهذا الخليط عدة مرات في اليوم. ومما ذكر عن السمسم وزيت السمسم في كتاب المعتمد في الأدوية المفردة، تأليف الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني التركماني الذي عاش بين سنة 620 ه و694 ه: سمسم فيه من الجوهر اللزج الدهني مقدار ليس باليسير وهو يسخن تسخيناً معتدلاً، وهذه القوة فيه وفي دهنه، وهو أكبر البذور دهناً، وإذا غسل الشعر بماء طبيخ ورقه لينه وأطاله وذهب بالأتربة العارضة في الرأس.. كما أن نقيع السمسم يدر الحيضة ويطرح الولد، كما يفيد من التشنج اليابس أكلاً ودهناً، ويلين صلابة الأورام وينفع السعفه، وإدمان أكله بالجبن ينفع من في صدره قرحة، ومن استولى على جسده اليبس. وهو جيد لضيق التنفس والربو، ودهنه مع فوة وورد ينفع من الصداع والاحتراق.. وأكل السمسم يسكن الحرقة واللذع العارضين من المعدة من خلط حار. لقد كان آخر مستجدات زيت السمسم ما جاء في مؤتمر حول الضغط الشرياني الذي عقد في سان انطونيو في ولاية تكساس الأميركية، إذ عرضت خلاله دراسة بينت أن استهلاك زيت السمسم يومياً يسمح بخفض الضغط الشرياني المرتفع لدى الأشخاص المصابين به. شملت الدراسة 336 شخصاً عانوا ارتفاعاً في الضغط ويأخذون أدوية مخفضة له، إلا أن التعليمات التي أعطيت لهم من المشرف على الدراسة هي استعمال زيت السمسم فقط دون غيره. وفي نهاية الدراسة سجل البحاثة انخفاضاً في أرقام الضغط لدى المشاركين فيها، كما أن هؤلاء تمكنوا من إقلال كمية الجرعة الدوائية المستعملة للعلاج (أي علاج الضغط) وعند إلقاء نظرة على حال الشحوم في الدم لاحظ العلماء وجود تغييرات إيجابية عندهم؛ فما هو السر؟