قال المؤرخ اليمني الدكتور مطهر علي الارياني إن آراء الدارسين تتفق على أن تاريخ "سبأ" ودولتها العمود الناظم لتاريخ اليمن القديم. واضاف في المحاضرة التي القاها أمس بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" الموسومة ب"مدخل الى كتابة تاريخ العصر السبئي الثالث" إنها القطب المحوري الذي يلتقي عنده الدارسون وتعتمد عليه جميع اطراف هذا التاريخ ..وأكد أن البراهين على ذلك كثيرة تتناول مختلف الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ..مشيراً إلى امكانية الاكتفاء بالنظر إلى كلمة "سبأ" وكيف اتخذت مكان الصدارة والديمومة والشمول في الصيغة الرسمية لألقاب حكامها وملوكها في مختلف العصور من لقب أول حاكم أعلى دولة إلى لقب آخر ملوكها في نهاية التاريخ الحضاري لليمن قبل الاسلام . واستعرض الدكتور الارياني في محاضرته القاب ملوك سبأ في العصر السبئي الاول و الثاني والثالث والرابع حيث كان في العصر السبئي الاول "مكرب سبأ" و في العصر الثاني "ملك سبأ" و في العصر الثالث "ملك سبأ وذي ريدان" أما في العصر السبئي الرابع فكان يطلق باسم "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنه" ثم اضيف اليه وأعرابهم طوداً وتهامة . . وقال إن نقوش المسند هي الوثائق المرجعية الاولى لكتابة تاريخ اليمن القديم كتابة علمية منهجية وهي الاقرب إلى الكمال وتمثل سيلاً من الحقائق الصادقة والمعلومات الصحيحة والميثلوجيا الغنية باساطيرها وملامحها المعبرة من خلال مايسمى بالمصادر الكلاسيكية يونانية ورومانية و كذا من خلال كتب التراث العربي عامة وكتب التراث اليمني خاصة ومؤلفات الحسن بن احمد الهمداني ونشوان بن سعيد بصفة خاصة.. وأوضح بأن ما وصلت الى ايدي الدارسين حتى اليوم من النقوش السبئية وان كان شاملاً لمختلف العصور السبئية ومراحلها الا انه ليس مما نتوقعه ..مشيراً إلى أن جميع المتخصصين وكثيراً من المهتمين يعرفون ان المرحلة الثانية من العصر السبئي الثالث قد حظيت من النقوش الكثيرة بما لم تحظ به هذا العصر أو ذاك من عصور التاريخ بمختلف مراحله .. وكان وزير الثقافة الدكتور محمد ابوبكر المفلحي قد القى كلمة عبر فيها عن شكره وتقديره للمركز الذي استضاف الأستاذ الكبير مطهر الارياني الذي طرح في محاضرته طرحاً رصيناً وعلمياً .. وقال الدكتور المفلحي إن اليمنيين لايحتاجون لأن يثبتوا أنهم أبناء حضارة لأن كل علماء التايخ والآثار يشهدون بأن اليمن هي مهد الحضارات ..مشيراً إلى أهمية التعلم من الآخرين فجميع خبراء التاريخ والآثار اليمنيين تخرجوا من الجامعات الغربية لذا يجب خلق نوع من الترابط بيننا وبين الآخرين وألّا ننظر دائماً نظرة الشك تجاه الآخرين. وأكد وزير الثقافة بأن هناك علماء يبذلون جهوداً في تقديم الحقيقة للعالم لذا فنحن بحاجة لأن نتعلم منهم ونعلمهم ايضاً .. حضر المحاضرة رئيس مجلس ادارة المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل احمد اسماعيل ابو حورية و عدد من الباحثين والاكاديميين والمهتمين .