عن البدايات الشعرية في اللغة اليمنية القديمة للأستاذ والباحث مطهر الإرياني. وفي المحاضرة التي أقيمت مساء أمس بصنعاء تناول الأستاذ/ مطهر الإرياني الملامح الثقافية والفكرية للحضارة اليمنية القديمةالتي تمثلت في العبادات والطقوس الدينية والأساطير التي عبر فهيا الإنسان اليمني القديم عن الأبعاد الروحية لديه. وقال أن اللغة اليمنية القديمة وصلت إلى قمة نضجها واكتمالها في خط المسند وخط الزبور المتفرع منه وقدم الأستاذ/ مطهر، قراءة لأهم النصوص الشعرية المسندة وقام بترجمته وشرحه والذي يصل تاريخه إلى القرن الثامن قبل الإسلام. وأشار إلى أن النص الشعري الذي قام بقراءته يعتبر نصاً شعرياً سبئي مسندي ويعتبر ثاني نص شعري مترجم، منوها ً إلى أن القصيدة تتحدث عن إحدى غزوات الملوك اليمنيين إلى شمال الجزيرة وردت فيها مخاطبة مع الآلهة. وبين أن هناك الكثير من تراثنا الفكري والثقافي ما يزال يحتاج إلى جهود الجهات المعنية، ودعا إلى الكشف عن الكتابات القديمة التي على الأحجار والبرونز والأخشاب واكتشاف الكتابات والمواد الورقية. وقال أن تاريخ اليمن القديم قائم على تجمعات حضرية متغيرة تكونت لديها عادات وتقاليد وأعراف وتكون فيها النسيج الاجتماعي، واستغرب الباحث والشاعر مطهر الإرياني من عدم دراسة الكتابات المكتوبة على سعف النخل وقال أذا تم دراستها ستمدنا بثروة كبيرة قوية كاملة. ودعا وزارة الثقافة لدراسه التراث القديم بجميع أشكاله وجمعة وقراءاته قراءات جديدة. من جانبه دعا وزير الثقافة/ محمد المفلحي الباحثين إلى قراءة النصوص الشعرية القديمة والنقوش والكتابات، وقال أن أعداداً كبيرة من الرسوم الفنية في المتاحف اليمنية تشير إلى أن المستوى الثقافي في العصر السابق كان على مستوى من التطور والازدهار. وأعلن أن وزارته بدأت بجمع الأساطير اليمنية من كل المحافظات للاستفادة منها في قضايا مسرحية للأطفال، وكان الدكتور/ حسن الكحلاني رئيس الجمعية الفلسفية اليمنية قد أكد على أهمية ايلاء الجهود الفكرية والثقافية في مجال توثيق التراث الثقافي في الحضارة اليمنية القديمة إهتماماً كبيراً وقال أن لدى الجمعية برنامجاً طموحاً لإلقاء الضوء على التراث اليمني القديم فيما يخص الجانب الديني والأسطوري والأدبي واللغة بشكل أساسي وإصدارها في كتاب. وقد تخلل المحاضرة عدد من المداخلات لعدد من المثقفين والأكاديميين الذين أثروا على المحاضرة بمداخلاتهم.