قال الدكتور إبراهيم محمد الصلوي أستاذ فقه اللغات السامية والنقوش اليمنية القديمة بجامعة صنعاءوتعز أن ضعف الاهتمام بالمخزون التاريخي لليمن القديم ادى الى عدم الجزم باعتبار ان لغة الخط المسند هي اللغة الاقدم في العالم، مشيرا الى ان اللغة الفينيقة ما تزال هي الاقدم حتى الان مقارنة بلغة الخط المسند اليمنية. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها صباح اليوم الخميس في قاعة المنتدى الثقافي بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز. واضاف الصلوي: ان الخط المسند كان يستخدم في عملية التوثيق والتخليد من خلال استخدام الأحجار التي تبقى أكثر من الأخشاب وفيها الاعترافات والنذور الدينية للآلة، أما نقوش الزبور فتتركز في ما يلمس حاجات الناس والاتفاقات والعقود والحسابات والمعاملات التجارية، وكانت تكتب على الخشب والجلد لان اليمن القديم كان مجتمعاً اقتصادياً تجارياً، لافتاً - في سياق محاضرته- إلى أن أقدم نقش للمسند يعود إلى القرن الثامن ق.م. وقال: يمكننا أن نجزم أن الكتابة كانت موجودة في اليمن في الألف الثاني ق- م نظراً للآثار الموجودة، وان اليمنيين نشروا مع تجارتهم في بقاع الخليج والحبشة الخط اليمني فيما عملت الحبشة على تطويره .. وأضاف: لقد رأى العلماء والمؤرخون بان خط المسند مادام مرسوماً على الجدران والأحجار فانه لن يتطور وكان قد مر بمراحل ثلاث تتميز كل مرحلة عن سابقتها حيث كان في المرحلة القديمة قائم على الزاوية وخطوط مستقيمة ، وأشكال الحروف تتميز عن المرحلة الثانية التي تلي القديمة، وفي المرحلة الثانية مالت الحروف للزخرفة مع تمسكها باستقامتها، والمرحلة الثالثة تميزت الحروف بأنها ذات زوايا حادة وزاد فيها الزخرفة كثيراً حتى قاربت الرسم، ثم جاءت المرحلة المتأخرة التي تميزت بحفر حول الحرف حيث كان سابقاً يمر بحفر الحرف بذاته إلى الداخل لكن المرحلة المتأخرة صارت بارزة وبدأت بتشكيل ما حولها.. وكشف الصلوي ان كل كتابات المسند والزبور كان يكتبها شخصاً آخر محترف مهني، وهذا يعني أن هناك مدرسة فنون جميلة كانت موجودة في ذاك الوقت لتخرج نحاتين ومهنيين. وأكد أن هناك علاقة بين المسند والإغريق من حيث عدد الحروف الأقرب لخط المسند أنها تشترك مع الاجروغيقية وهما مأخوذات للغة السامية الأم الذي أخذت من كل اللغات. حضر المحاضرة عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي بتعز.