ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    شاهد:الحوثيون يرقصون على أنقاض دمت: جريمةٌ لا تُغتفر    ليست السعودية ولا الإمارات.. عيدروس الزبيدي يدعو هذه الدولة للتدخل وإنقاذ عدن    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    "امتحانات تحت سيف الحرمان": أهالي المخا يطالبون بتوفير الكهرباء لطلابهم    "جريمة إلكترونية تهزّ صنعاء:"الحوثيون يسرقون هوية صحفي يمني بمساعدة شركة اتصالات!"    "الحوثيون يزرعون الجوع في اليمن: اتهامات من الوية العمالقة "    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    البريمييرليغ: السيتي يستعيد الصدارة من ارسنال    زلزال كروي: مبابي يعتزم الانتقال للدوري السعودي!    الوكيل مفتاح يتفقد نقطة الفلج ويؤكد أن كل الطرق من جانب مارب مفتوحة    الارياني: استنساخ مليشيا الحوثي "الصرخة الخمينية" يؤكد تبعيتها الكاملة لإيران    الرئيس الزُبيدي يثمن الموقف البريطاني الأمريكي من القرصنة الحوثية    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    المنامة تحتضن قمة عربية    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الولايات المتحدة: هناك أدلة كثيرة على أن إيران توفر أسلحة متقدمة للمليشيات الحوثية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضارة اليمن .. عنقاء تنبعث من تحت الرمال
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص) .. إرث تاريخي عظيم وحصون وقلاع أثرية جذابة
نشر في الجمهورية يوم 20 - 11 - 2006


- د. عبد الله علي الكميم
ورد في مقدمة الاستطلاع. على بعد 244 كم. من العاصمة صنعاء تقع مدينة صعدة عاصمة المحافظة تحيط بها 14 مديرية من مختلف الاتجاهات في حيز جغرافي واسع يمتد من قلب الرمال الصحراوية والمتحركة في (العطفين والبقع) من الشرق وحتى السهول التهامية في (الملاحيظ وشداء) غرباً في موقع متميز أقل ما يمكن وصفها به أنها بوابة اليمن الشمالية. إذ تتصل مناطقها الحدودية مع ثلاث إمارات في المملكة العربية السعودية الشقيقة هي: (نجران، عسير، جيزان) وعبر تاريخ اليمن الطويل شكلت همزة ونقطة اتصال بين شمال الجزيرة وجنوبها. وبوابة للأحداث والمنعطفات التاريخية الهامة في تاريخ اليمن القديم. فمنها انطلقت الهجرات اليمنية القديمة إلى مصر والشام والعراق. ومن خلالها لبت اليمن دعوة الإسلام. واستقبلت وفود النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (معاذ بن جبل) وخالد بن الوليد. وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهم أجمعين) وعبرها وفد الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي. من الرس بالمدينة المنورة شمال المدينة إلى اليمن سنة 284ه ليقيم دعائم الدولة الزيدية.
وتحت عنوان: معالم أثرية وتاريخية.
قال صاحب الاستطلاع: وبهدف تقديم فكرة مختصرة للقارئ في هذه العجالة عن المواقع الأثرية والتاريخية الهامة ومواقع السياحة البيئية في صعدة عمدنا إلى اختيار عشرة مواقع أثرية تمثل: (مدينة تاريخية، سور، مقبرة، قصر، سد، مسجد نقوش، حصن، معبد، قرية تاريخية)، وتشكلت من هذا الاختيار.
مدينة صعدة - حصن تلمص - قصر كهلان - مقبرة القرضين- سور صعدة سد الخانق - جامع الإمام الهادي - نقوش المسلحقات، معبد عرو- هجرة فللة والخزائن.
وبما أننا بصدد تاريخ اليمن القديم وما يتعلق به من أحداث أو منشآت أو معالم وأعلام تاريخية، فإننا سنختار ماله صلة بذلك. فعن صعدة قال الهمداني رحمه الله: صعدة كورة بلاد خولان - يعني خولان الشام أو خولان الشمال. لأن هنالك خولان الجنوب وهي المعروفة بخولان الطيال وهي واسعة تتكون من عدة مديريات وتقع جنوب شرق صنعاء وتمتد إلى حدود محافظة مأرب.
ونعود إلى كلام الهمداني إذ يقول: وموضع الدباع في الجاهلية الجهلاء وذلك أنها متوسط بلاد الفرض. وهو يدور عليها مسافة يومين. وعدها الهمداني في باب كنوز اليمن ودفائنها من الملعونات وهي. (نجران، صعدة، يكلى) كما عدها من مواضع النياحة على الموتى، ووصفها الحريري في مقاماته (المقامة الصعدية) بالنظرة والخضرة وكثرة ودقة وتحري القضاة وحسن نسائها الذي يضرب به المثل. وقدر بينها وبين صنعاء ستين فرسخاً.
حصن تملص. قال عنه:
حصن تلمص حصن عظيم، معقل شهير شامخ، يطل على مخلاف صعدة، ويسيطر على ما حوله من بنايات متقنة الفن، وكان حصناً لملوك حمير وأقيال وأذواء حمير لأنه على صعيد صعدة ومخالفيه. وبه تحصن الإمام أحمد بن سليمان وأقام بعض الوقت، وأسس به قصر دار الإمارة. قال الأكوع: كانت الملوك من حمير وأمرائها الذين يتولون مخلاف صعدة والجهة الشمالية ينزلون فيه. وممن سكنه في الجاهلية نوال بن عتيك مولى سيف بن ذي يزن الحميري وكان يلقب بنازع الأكتاف، وكان يضرب به المثل في القسوة قال الشاعر:
حتى كأنك نازع الأكتاف
أصبحت توعد في بأمر معطل
بين الأرائك مسبل الأسجاف
عبد ابن ذي يزن برأس تلمص
وقال خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام أن صاحب الحصن هو يعلي بن عمرو بن سعد بن خولان الذي تولى إخراج قبائل (شعب حي) الخولانية إلى صعيد مصر قبل الإسلام.
وعن قصر كهلان قال:
من أقدم القصور الحميرية التي بناها الحميريون في المناطق الشمالية وينسب إلى كهلان بن سبأ بن عبد شمس أخو حمير بن سبأ والذي كانت موكلة إليه حماية الثغور وقيادة الجيوش، وقد شيد هذا القصر في موقع يسمى (القلات) شرق جبل كهلان بصعدة وهناك من ينسب قصر كهلان إلى كهلان بن كريم الدعام. وقد ذكرت كتب التاريخ هذا القصر المشيد قال الشاعر الحارث بن عمرو الحزبي الخولاني يصف مفاخر حمير وقصورها في صعدة وبعض مناطق اليمن:
توارثها نسل الملوك القماقم
ودار بعنوان لنا كان عزها
إلى أسفل المعشار فرع التهائم
ويسنم دار العز من دمنتي دفا
ولا تزال بقايا آثار هذا القصر المشهور في منطقة القلات أعلى وادي نشور، حيث ما تزال هناك بقايا أحجار وأعمدة رخامية ضخمة يصل طول بعضها إلى 5 أمتار وعرض 80 سم. وسمك 20 سم. وبقايا أساسات القصر في مساحة واسعة من الأرض على مرتفع صخري تمر في جواره مياه (غدير القلات) الجاري في الوادي الضيق: والقلات بمعناها اليمني جمع قلة (أو قلتة) وهي حفرة في الصخر تكون عادة على مجرى غيل أو عين ماء صغيرة جارية يمتلئ منها ويسمونه (قلة) أو قلتة).
ولدينا ما تسمى بقلات الصبايا وقلات الباردة وقلات النوب.
ويقول عن. مقبرة القرضين.
(مقبرة القرضين) التي تحيط بالمدينة التاريخية (صعدة) من مختلف الاتجاهات يمكن القول أنها أكبر وأعظم المقابر الإسلامية (بل التاريخية) فهي من قبل الإسلام بكثير لأن صعدة مدينة تاريخية. وكانت مدينة لصناعة الحديد، بدليل وجود تلال ضخمة من خبث الحديد على الغرب منها وقد اشتهرت بصناعة السيوف والأسلحة وأدوات الحرب كالدروع). ويضيف أن سعة مقابر صعدة تساوي مقابر الوطن العربي برمته حيث تزيد مساحتها عن مساحة مدينة صعدة القديمة والذي حدا بأحد المؤرخين إلى القول: أن عدد الأموات في صعدة يفوق عدد الأحياء. ويختم قوله بهذه العبارة. إن مقبرة القرضين كبرى مقابر اليمن والعالم العربي في الإسلام تعد مادة تاريخية دسمة تستحق الاهتمام والبحث الذي لم يتحقق حتى الآن، وقد دأب القاضي الشعبي المؤرخ إلى تدوين مضمون جزء من ألواح المقبرة لتصنيف كتاب عن إنسان صعدة: أن مقبرة (القرضين بصعدة تعد تاريخاً مستقلاً وأعظم الشواهد التاريخية الإسلامية في اليمن ومصدراً هاماً ونادراً للباحثين والمؤرخين وتتطلب اهتماماً خاصاً من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة.
سد الخانق
شيد هذا السد الشهير في وادي الخنفري والذي يسمى (وادي العبدين) اليوم على يد الوالي الحميري. نوال بن عتيك مولى الملك سيف بن ذي يزن، ويعد من أعظم السدود الحميرية في اليمن وثاني السدود بعد سد مأرب العظيم. وقد ذكره جميع المؤرخين ، ومنهم الهمداني والأكوع وغيرهما. وقد ظل سد الخانق قائماً حتى عام 200ه. عندما هدمه القائد إبراهيم بن موسى العلوي: الملقب بالجزار. أخو أبن طباطبا عندما دخل صعدة ودمرها. وكان مما دمره سد الخالق الشهير !!
وقال في هذا السد الشهير القيل اليماني محمد بن أبان الخنفري:
منسا وسهلاً وماءً معينا
غرسنا الكروم على الخنفري
نقوش المسلحقات
من أقدم النقوش يعود تاريخها إلى ما قبل (5000) سنة، وموقعها في المسلحقات بالقلات شرق مدينة صعدة. ويوجد على وجه القمم الجبلية رسوم الأوعال وصور آلات الحرب القديمة. وقد سجل أحد النصوص القديمة دخول وزير الحرب المكتوي يازل بين صعدة وإحراق قاع وصعيد صعدة. ويقصد هذا الموقع كثير من السائحين والوافدين إلى صعدة، ولا زالت رسوم الأوعال (رمز الدولة الحميرية) مجسمات ضخمة على الصخر دقيقة النحت. ويتعرض هذا الموقع للعبث والتدمير من الذين اتخذوا هذه النقوش هدفاً للرماية في المناسبات والأعياد!!
معبد عرو
وعن معبد عرو يقول: إنه يقع في منطقة بني مجز مديرية ساقين شمال غرب صعدة ب30كم وهي منطقة غنية بالآثار القديمة التي تعود إلى العصر الحميري ويوجد بها حصن عراش. أما المعبد (العرو) فيقع في إحدى قرى هذه الهضبة المرتفعة وهو مطمور الآن إلا أن حفريات قد جرت فأظهرت بعض أعمدته الرخامية الرائعة والمنقوشة. وتعرضت للتكسير والعبث، كما عثروا على عدد كبير من اللوحات والنقوش، وتعرضت هي الأخرى للعبث ولا يزال معظم المعبد مطموراً.
وزارته لجنة من هيئة الآثار عام 1977م . وأقرت أن المنطقة برمتها بحاجة إلى مسح أثري شامل. ومن الأمور اللافتة للانتباه هنا أن مديرية منبه تنفرد بعاداتها وتقاليدها الوحيدة في اليمن (ليست الوحيدة وإنما هنالك أكثر من منطقة تتصف بهذه الصفات وقد أشرت إلى بعضها في السياق) الضاربة في أعماق الزمن من حيث الملابس والختان والأعراس والعلاقات الاجتماعية واللهجة ذات التأثر الشديد باللغة الحميرية. هذا لا يزال موجوداً في أكثر من منطقة وبالذات في المناطق الأكثر عزلة. وهي بحاجة إلى دراسات تاريخية ولغوية وأنثربيولوجية...إلخ.
البرهان السابع والخمسون
عن قدم اللغة اليمنية المعروفة ب(الحميرية)
في عددها رقم (409) بتاريخ 7 شعبان 1423ه الموافق 13/10/2003م. نشرت جريدة الشورى ملخصاً لبحث أعده المستعرب الفرنسي (دي ساسي) عن الخط المسند الحميري. هل ابتكر في اليمن أم في أثيوبيا؟!! وقد طرحته في حلقتين للنقاش: من قبل المختصين.
وقد قدمت الصحيفة البحث هكذا: نشرت صحيفة (أخبار الأدب) المصرية العدد (478)- 8/9/2002م. ملخصاً لدراسة لافتة كتبها المستعرب الفرنسي (سلفستر دي ساسي) (1758- 1838م) عن نشوء اللغة العربية من عهد حمير إلى الكوفة. وأضافت: والدراسة التي ترجمتها الدكتورة كاميليا صبحي نشرت أخيراً في إيطاليا عن مؤسسة نويا زادة التي أسسها الأستاذ سيرجونيوزادة أحد المتخصصين الكبار في مجال الإسلام. وقد جاءت ضمن كتاب يحوي مخطوطات تنشر لأول مرة للمصحف كتبت في الحجاز بعد وفاة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحوالي مائة عام.
الدراسة التي ننشر هنا جزءً من ملخصها نضعها للنقاش أمام المهتمين والباحثين في مجال اللغات اليمنية القديمة خاصة وأنها تطرح أفكاراً مختلفة عن علاقة اللغة الحميرية باللغتين الأثيوبية والعربية. وسنقوم بدورنا في القسم الثقافي في (الشورى) في العدد القادم بتخليص آراء العلماء والباحثين اليمنيين الواردة في كتبهم حول هذا الموضوع.
إلى هنا ثم صار الكاتب يقتطف عبارات ويجتزئ فقرات من دراسة (دي ساسي) الذي استند بدوره إلى بعض المصادر العربية التي استقاها معظمهم مما قاله بعض الأجانب نقلاً عن اليهود الذين يرجعون كل شيء إلى التوراة المحرفة!! وهنا مكمن الخطر وبيت الداء. فلقد جاء تشويش وتلويث بل وتسميم التاريخ العربي عن طريق هذه المصادر سواء كانت يهودية الأصل أو ترجمها أجانب بسوء قصد أو بحسن نية! أو ترجمها عرب أو نقلوها في القرن الثاني الهجري بلا روية ودون أن يعرفوا النوايا الخبيثة لليهود، وبعض من نقل عنهم أولم يعوا آي القرآن الكريم ويستوعبوا مقاصدها ومضامينها جيداً. ولم يستطيعوا التمييز بين زمن صناع الحضارات السابقين، فقد يحصل الخلط بين أقوام عاد وثمود وسبأ ومعين وحمير وقتبان وحضرموت كما لو كانوا عاشوا في زمن واحد. مع أن البون بينها شاسع والفرق متسع جداً، فبين سبأ ومعين وحضرموت مثلاً من جهة وبين عاد وثمود من جهة أخرى آلاف السنين! فعاد هم أصحاب (إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) وهم الذين خاطبهم الله بقوله: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون، وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون، وإذا بطشتم بطشتم جبارين، فاتقوا الله وأطيعون، واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون، أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون) الشعراء: 128-134
وقد ثبت علمياً أنهم عاشوا في الفترة الواقعة بين الألفين السابع والثالث عشر ق. م. كما ثبت علمياً أنهم هم الذين اخترعوا الخط المسند. وسمي بالمسند لأنهم أسندوه إلى نبيهم (هود) عليه السلام. فهو أول من كتب به، وانتشر في عاد ومن بعدهم.
إذن فالموضوع في نظري يحمل نقيضين. هما:
أولاً: إنه غير ذي موضوع: لسببين أحدهما أن صاحبه عاش في أول القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وهي الفترة التي شهدت نشاطاً ملحوظاً للمستشرقين الذين كانوا يتابعون أخبار الشرق. ويتسقطون كل واردة وشاردة دونما رؤية أو تمحيص، ولم يمتلكو أدوات المعرفة التي يمتلكها علماء اليوم. إضافة إلى سوء القصد كما قلنا، وهو إلقاء المزيد من القتامة والتشويش على تاريخ الشرق!!.
والثاني: أن الذي قام بالتلخيص لم يكن مدركاً كافياً للتاريخ اليمني ومراجعه، وإلا فكيف يمكن الخروج بشيء مفيد؟! وكيف يمكن التوفيق بين عبارتيه الواردتين في الحلقة الأولى مثل قوله: يميز دي ساسي في بحثه عن أصول تدوين اللغة العربية نوعين من الكتابة. كتابة حمير أو اليمن. وكتابة بقية العرب خاصة في الحجاز؟! ولم يصل إلى أدلة قاطعة تؤيد ما ذهب إليه في نسب أصل اللغة العربية إلى حمير. وأوصله بحثه الدؤوب في سيرة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما يدعم الكتابة العربية إلى إسماعيل عليه السلام العمود الأول. وقوله في العمود الخامس: وبنص السؤال حول نشأة هذا الخط الشائع لدى سكان حمير وأثيوبيا هل كان في شبه الجزيرة العربية أم في أثيوبيا؟ هل أتت به هذه المستعمرة من شبه الجزيرة إلى أفريقيا حينما هاجرت إليها أم أنه نشأ في المستعمرة ذاتها ومنها انتقل إلى شبه الجزيرة العربية. حينما قام الأثيوبيون بغزو اليمن؟ ومما يزيد الأمر هولاً وغرابة أن الكاتب يجزم بأن تاريخ اليمن ويضيف الحبشة أيضاً قبل تاريخ المسيح كان مجهولاً ولا يعرف أحد عنه شيئاً فتراه يقول: منذ حكم سبأ (أي سبأ؟!) وحتى سيل العرم لا توجد أية معلومات مؤكدة تدلنا ولو بصورة تقريبية على تاريخ هذه الهجرة. وفي ظل انعدام أي أثر تاريخي بهذه الفترة سواء بالنسبة لحمير أو أثيوبيا فلا يوجد ما يحملنا على الاعتقاد أن أياً من الشعبين عرف هذه الكتابة في تلك الأزمنة البعيدة. فإذا سلمنا أن المسند أو الحميري (أي حميري؟!) هما الكتابة الأثوبية فالأقرب إلى الصحة هو أن هذا الخط ابتكر أولاً في أثيوبيا وأنه لم ينقل إلى اليمن إلا لاحقاً قبيل غزو الأثيوبيين لها. والدليل على افتراض دي ساسي ما يلي:
1- التشابه بين عدد من الأحرف الأثيوبية والأبجدية اليونانية.
2- الأرقام التي ربما سبقت وجود الأحرف هي أحرف يونانية.
3- اتجاه الكتابة من اليسار إلى اليمين. أي هو ذات الاتجاه (ومن قال هذا؟ فالأصل في كتابة المسند هو الاتجاه من اليمين إلى الشمال وليس العكس، وإنما جاءت نصوص مكتوبة من الشمال إلى اليمين أو من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين في نقش واحد ولكنها حالات نادرة. استثنائية وليست القاعدة!!).
4- أصل بعض الأحرف ربما كان مصرياً مما يدعونا إلى الاعتقاد أن هذه الحروف وصلت أثيوبياً عن طريق أقباط أو يونان مصر. (لا يسعنا هنا إلا أن نقول للأخ الكاتب: صح النوم!) فإذا كان اليونان قد اعتبروا الفينيقيين دون وجه حق ودون علم منهم أنهم مخترعو الخط وتلقفه عنهم بعض إخواننا العرب! كما أخذه عنهم الأجانب بينما الفينيقيون فئة صغيرة من الكنعانيين . وكذلك اليهود فئة صغيرة من الكنعانيين الذين هاجروا أصلاً من اليمن بخطهم المسند وثقافاتهم المختلفة. فكيف ياتي اليونان المتأخرون جداً والذين اصطدموا أول ما اصطدموا بالفينقيين ووجدوهم يكتبون بالمسند مع بعض التعديلات التي اقتضتها طبيعة عملهم كتجار وظروف بيئتهم. فقال اليونان عنهم أنهم مخترعو الخط، وأطلقت من هنا هذه الأكذوبة. وانطلت على الذين لا يعرفون أصل المسند، ولا يعرفون تاريخ الشعوب السامية وأصل لغاتها وأنها مشتقة من اليمنية، وإن كتاباتهم مشتقة هي الأخرى من المسند!! إنني لا ألوم الكاتب بل ألوم الذين صنعوا الثقافة السائدة الملوثة وأقول إنها دليل على مدى تلوث فكر هذا الجيل بالخزعبلات والأفكار المشوشة والسموم التي تبثها جهات ومؤسسات أجنبية في تراثنا وتاريخنا وتتلقاها مؤسساتنا بالترحاب!! ويأتي التعبير عن الأهداف والتآمرات العبرية في الآتي إذ يقول:
5- ثلاثة أحرف تحديداً لا تتحول من التسكين إلى الحركة وهي خاصية تقترب من الجذور العربية. ولعل هذه الصفة تحديداً تؤكد عدم وجود أية صلة بين اختراع هذه الكتابة وجميع اللغات التي اشتقت من العبرية. ومن هنا يتأكد لنا أن اختراع هذه الكتابة وجميع اللغات التي اشتقت من العبرية. ومن هنا يتأكد لنا أن اختراع الكتابة الأثيوبية سبق دخول المسيحية إلى هذه البلاد.
فمن يمعن في العبارة (وجميع اللغات التي اشتقت من العبرية)، يستبين له مدى تأثير اليهود في النص بكامله. وفي غيره*من النصوص المشابهة بل وفي كل الشبهات والدسائس والسموم المبثوثة في غضون التاريخ العربي! هذا التاريخ الذي بدأ البعض يتصدى لتنقيته من هذه الشوائب. ويحاولون إعادة قراءته وكتابته.
إن هذه كلها هلوسات وتعبيرات لا تنم إلا على مدى التأثير اليهودي في صياغة التاريخ القديم، والعربي منه بالذات، وعلى مدى سذاجة بعض مؤرخينا الأقدمين الذين نقلوا كل ما جاء عن الإسرائيليين كمسلمات وحقائق لا يرقى إليها الشك. هذه من جهة ومن جهة أخرى إنه دليل قائم على ضعف حصانة شبابنا من هذا التلوث الفكري التاريخي. وعلى إمكانية تقبلهم لكل ما يأتي به المؤرخون الأجانب، القدامى منهم والمحدثون، دونما تمحيص أو تدقيق!، والأخطر من هذا ما يرد على ألسنة هؤلاء الكتاب اليهود ومن يحذو حذوهم عن كتب التراث اليمني الباقية والمتداولة وهي ليست إلا قطرة من بحر مما ترك لنا الأولون. قبل الإسلام - إذ يصفونها بأنها أساطير وخرافات في حين إنها حقائق لا يرقى إليها الشك، كونها تجد سندها في القرآن الكريم. وأحاديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وما توارثه الأجيال عبر الزمن من مسانيد مكتوبة ظلت متداولة إلى القرن الرابع الهجري. وما لا يزال متداولاً على ألسنة الناس من كلمات وألفاظ يمنية ذات دلالات في حياتهم، وهي غير موجودة في معاجم الأولين. إضافة إلى ما كتب على الصخور وعلى المواد الأخرى، وما تكشف عنه الحفريات والتنقيبات من نقوش ولوحات وكتابات كثيرة بأكثر من خط، منها الزبور، وكشفت عن قصائد شعرية مكتوبة بامسند ... إلخ إلخ.
هذا ما يتعلق ب(أولاً) الذي قلنا أنه لا يستحق الالتفات إليه للأسباب التي ذكرناها، وأهمها أن المسند لم يكتب في عهد سبأ ولا في عهد حمير رغم ما يحيط اللفظين من غموض من حيث دلالاتهما وتاريخهما... إلخ. وإنما المسند اخترع قبل ثلاثة عشر ألف عام ق. م. وفي أيام عاد. وليس للأحباش علاقة فيه، كما أن اليهود - وهم فصيل من الكنعانيين الذي نزحوا من اليمن بثقافاتهم وخطهم- كانوا عالة عليه. ومن هذا المسند اشتقت مجموعة كبيرة من الخطوط ومنها (خط الجزم) الذي كتب به القرآن الكريم.
ثانياً: أن هذا النص خطير لأنه أحد النصوص التي شوشت على العرب تاريخهم وحاولت إضفاء صبغة الأسطورة والخرافة على تاريخ العرب. لذلك فإنه كان ولا يزال واجباً على المؤرخين وكل المثقفين القادرين من العرب التصدي له ولأمثاله ودحضها وتزييفها باعتبارها ترهات وأكاذيب لا تستند إلى حقائق علمية ولا براهين وأدل? موضوعية في الواقع، وإنما الهدف منها هدم تاريخ العرب المجيد والعظيم!
البرهان الثامن والخمسون
عن نشاط الهيئة العامة للآثار في مجال المسح والتنقيب
في عددها (1120) بتاريخ 1/5/2003م. وتحت عنوان (نحو استكمال المسح الأثري في عموم الجمهورية ما الذي تم إنجازه؟ نشرت صحيفة الميثاق استطلاعاً عن نشاط الهيئة العامة للآثار في مجالي المسح والتنقيب عن آثار الحضارات اليمنية العظيمة في مناطق مختلفة من اليمن (التي كلها مناطق آثار) (أقلب حجراً تجد أثراً) وبالذات تلك المناطق النائية والساحلية التي لم تحظ باهتمام من قبل، فقال المستطلع: خلال ستة أعوام مضت شهدت الآثار وهي من أبرز وأهم جوانب الثقافة والتاريخ اهتماماً ملحوظاً، وكان لصدور القرار الجمهوري رقم (8) لسنة 1997م. الخاص بتعديل بعض مواد القانون رقم (21) لسنة 1994م. بشأن الآثار، دور بارز في تفعيل الأدوار الاعتبارية الثقافية والحضارية والإنسانية التي تلعبها الآثار في المجتمع. وقد ساهمت إلى حد كبير المعلومات المتوافرة عن المسح الشامل للآثار تلعبها الآثار في المجتمع. وقد ساهمت إلى حد كبير المعلومات المتوافرة عن المسح الشامل للآثار خلال سنوات سابقة في تفعيل نشاط الهيئة العامة للآثار، كما ساعدها ذلك على رسم مشروعاتها المسحية للآثار في معظم محافظات الجمهورية. ولفترة زمنية تقع بين عامي 98-99م. حيث بدء إنشاء الهيئة خلال العامين الآنفي الذكر، يتجه نحو تركيز الأبحاث على التنقيب المنتظم في مواقع محددة جرياً وراء منهج البحث العلمي الأثري المتبع في معظم مناطق الشرق الأدنى القديم، وهو المنهج الذي يعتمد الحفر الاستراتيجي في كنظام يتبع في الكشف عن مواد أثرية. وعن المناطق التي شملها المسح ونتائجه، قال الكاتب: المسح الأثري شمل معظم مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية، ومناطق الهضبة الوسطى والمرتفعات الجنوبية والغربية. أما النتيجة فقد قال عنها: اكتشاف المئات من المواقع والنقوش الأثرية المهمة. ولعل من أهم ما أنجزته الهيئة في هذا المشروع يتمثل في الانتهاء من أعمال المسح والتنقيبات الأثرية في منطقة الهضبة الوسطى الواقعة جنوب مدينة صنعاء .. إضافة إلى إنجاز التنقيب في مدينة (تمنع) عاصمة دولة (قتبان) كما مسح شمال المدينة طبوغرافياً، وتم مسح وتنقيب معبد (أوام) الأثري، في مأرب، كما تم إنجاز مشروع مسح أثري بمحافظة المحويت.. وكذلك تم مسح الشريط الساحلي لمحافظة لحج من خور المعميرة إلى السقيفة. وأسفر المشروع عن اكتشاف (17) موقعاً أثرياً تعود لفترات تاريخية مختلفة ومسحت كذلك منطقة الحد. وتمت حفريات إنقاذية في (خربة هديم قطفان) حيث عثر على عدد من النقوش.
وفي حضرموت تم المسح والتنقيب في الجزء الشرقي منه وتم اكتشاف (344) موقعاً، تمثل جميع فترات التاريخ، وتم العثور على عدد كبير من الأدوات والنقوش كما تم اكتشاف (110) مواقع أثرية في منطقتي ساحل حضرموت والمهرة. أما في مديرية النادرة في محافظة إب فقد تم تسجيل وتوثيق (45) موقعاً أثرياً، منها قللاع وحصون ومساجد ومساكن واضرحة وطرق مرصوفة. وعن دور البعثة الإيطالية في الكشف عن مدن جديدة من مدن سبأ، قال المحقق: أما الأبحاث الأثرية التي أجرتها البعثة الإيطالية عن الفترة السبئية في المناطق الصحراوية، وتحديداً في الجزء الشرقي من صحراء مأرب، فقد كشفت كما يقول رئيس البعثة البروفيسور (اليساندور ديميجري) لأول مرة عن موقع لمدينة أثرية كبيرة في وادي (يلع) اعتبرها البعض من أهم المواقع السبئية القديمة المكتشفة بعد مأرب، ويتألف الموقع في وادي يلع من مدينة محصنة بالأسوار، وبها مركز زراعي، حقول، سدود ومعسكر للجيش، وأيضاً واد صخري ضيق بينت العديد من النصوص الملكية المتعلقة بطقوس ما يسمى ب(الصيد المقدس) أنه مكان يحتفل فيه الملوك السبئيون. وكان للحفريات التي نفذتها البعثة الإيطالية في موقع المدينة المكتشفة أهمية كبيرة في إثبات أن الحضارة السبئية كانت قد استخدمت أشكالاً كتابية للتخاطب منذ القرنين العاشر والتاسع ق. م.
وعن حضارة دولة (قتْبان) ودور البعثة الإيطالية أشار المستطلع إلى أنها قامت بحفريات (مدروسة في مدينة تُمنْع) بالتعاون مع البعثة الفرنسية المتخصصة في علم النقوش من جامعة مقاطعة (أكسين) الفرنسية التي يرأسها البروفيسرو (كريستيان روبن) وبعد تنفيذ أربع حملات تنقيب أظهرت الحفريات آثار معبد (يشال) الذي يقع في الجزء الشمالي الغربي من المدينة. وهو مثلث الشكل تضم جوانبه غرفاً صغيرة، تتوسطه باحة صغيرة. وبه سلالم ضخمة متوجة بأعمدة مطوقة بسلالم أصغر تمثل مدخل القبو العلوي للمعبد. ويقول أن البعثة تنوي إقامة متحف في الموقع لتقديم معلومات شاملة عن المدينة. ولغرض حفظ القطع الأثرية التي عثر عيلها هناك. ويعتبر رئيس البعثة أن من النتائج الهامة للحفريات في تمنع اكتشاف جزء كبير من موقع السوق الشهير الذي تم تحديده من قبل بعثات سابقة. والفضل يعود إلى وجود المسلة المشهورة المكتوب عليها قانون المدينة المنظم لأحوال السوق وشئون الناس فيها. وفي مدينة براقش (الجوف) دولة معين فإن البعثة الإيطالية قد بدأت أعمالها عام 1986م. واستمرت متقطعة حتى عام 1992م. وكشفت عن أشياء كثيرة من أهمها (70) نقشاً تحمل معلومات قيمة عن الحياة الدينية والسياسية واللغوية في مدينة (براقش) أيام عظمتها. ومن الأشياء الأخرى اكتشاف معبد إلهة براقش المسمى (نكرح) الذي لا يزال محتفظاً باثني عشر عموداً ترتفع إلى ما يزيد عن أربعة أمتار. أما مدخله فيزدان بأربعة أعمدة يبلغ ارتفاع الواحد منها أكثر من 5.5 متر. وقد وعد رئيس البعثة استمرار بعثته في ترميم المعبد، وغيره من المكتشفات المهمة. وفي زبيد تم مسح العديد من المواقع التاريخية. وفي شبوة تم ترميم متحف عتق ووثقت فيه (300) قطعة أثرية. وفي وادي سهام (محافظة الحديدة) تم مسح عدة مواقع منها موقع (الهامد). كما تم مسح واكتشاف عدة مواقع أثرية في جزيرة (سقطرى). وقد تمت هذه الأعمال بسواعد وعقول يمنية ومساعدة البعثات الآثارية الكندية والروسية والاسترالية والألمانية والأمريكية والبريطانية وغيرها).
البرهان التاسع والخمسون
عن أهل الكهف
نشرت صحيفة الوحدة استطلاعاً عن مسجد وغار (أهل الكهف) وذلك في عددها (640) بتاريخ 7/5/2003م. تحت عنوان (أنقذوا أهل الكهف) جاء فيه: (لاشك أن الاهتمام والعناية بالمناطق الأثرية والسياحية مسئولية تقع على عاتق الجميع، مواطنين ومسئولين، وعندما يتخلى مسؤول عن هذه المهمة، ويدعي أن هذا الأمر ليس من اختصاصه، فهذا يعني أن هناك خطأ.. يعني أن هناك شخصاً غير مناسب موضوع في منصب مهم. وبعد هذه المقدمة قال صاحب الاستطلاع: (في قرية المعقات الواقعة أعلى جبل صبر الشهير المطل على مدينة تعز يوجد جامع أثري صغير يدعى جامع (أهل الكهف) يتوارث سكان القرية تاريخاً يؤكد أنه مبني على الكهف الذي أوى إليه الفتية المؤمنون الذين وردت قصتهم بسورة الكهف في القرآن الكريم. (دفعني الفضول إلى زيارة هذا الجامع. وأديت الصلاة فيه ركعتين خالصتين لوجه الله أنتابني الخوف أثناءها، وأنا أرى أعمدة وسقف الجامع الخشبية المتآكلة المتهالكة، خيل إليّ أن السقف سينهار فوق رأسي أثناء أدائي للصلاة. وأضاف: يقول الشيخ محمد الفقيه (قيم الجامع) أن آخر مرة تمت فيها توسعة الجامع وترميمه كانت قبل حوالي (800) عام، وأن قبلة الجامع كانت باتجاه المسجد الأقصى. ثم تمت تسويتها باتجاه الكعبة المشرفة من قبل موحدين مما يؤكد فعلاً أن هذا الجامع الأثري هو فعلاً جامع أهل الكهف. وفتحة الكهف موجودة داخل الجامع محاطة بسياج خشبي مزخرف خوفاً من وقوع رواد الجامع داخلها. ويقول الشيخ (الفقيه) أن الريح عندما تهب في منطقة (ثعبات) أسفل جبل صبر فإنها تخرج من فتحة الكهف داخل الجامع الموجود على الجبل على ارتفاع 3000 قدم من على سطح البحر، وبإمكان من يمد يده في فتحة الكهف أن يحس بالريح. ويضيف عن قصة الكهف وأهله تحت عنوان فرعي فيقول: أوكسوس ودقيانوس سمعت قصة أهل الكهف من الشيخ محمد عقلان الفقيه (منصب الجامع) وهي قصة يتوارثها أبناء قرية (المعقات) جيلاً بعد جيل منذ مئات السنين، أوردها هنا كما سمعتها على لسان الفقيه: (هرب أهل الكهف من ظلم، الملك (دو قيانوس) ملك (أوكسوس) مدينة الجند حالياً. وعندما وصلوا إلى مدينة (الثعبان) منطقة ثعبات حالياً وجدوا راعي أغنام طلبوا منه أن يسقيهم لبناً فقال الراعي: إن ضرع الماعز جاف، وهي تحتاج إلى الماء لتدر اللبن، والماء معدوم فأخذ أحد الفتية الفأس التي كانت بيد الراعي. وضرب به صخرة كبيرة تفجر منها الماء فشرب الماعز(المعزة) الماء وشرب الفتية اللبن. وما يزال الماء يخرج من الصخرة إلى الآن،الراعي شك بأمر الفتية واتهمهم بأنهم سحرة وهدد أنه سيشكوهم إلى الملك إن لم يخبروه بقصتهم. فأخبروه بقصتهم ثم صعدوا إلى هنا وتبعهم كلب الراعي.. وناموا (في هذا الكهف). هذه هي الرواية التي حكاها الفقيه. والله أعلم. ويبدو أن قصة أهل الكهف من القصص التي تروى في اليمن في أكثر من منطقة، فهي تروى في حضرموت حيث لديهم كهفهم، وكذلك يقول أهل يافع أنهم يمتلكون كهفاً يسمى كهف أهل الكهف. وهي موجودة في الأردن وفي تركيا وفي أقطار أخرى. والمسألة بحاجة إلى مزيد من البحث العلمي ميدانياً وفي التراث الشعبي بغرض إظهار الحقيقة.
البرهان الستون
عن نشاط البعثات الآثارية
وفي عددها رقم (1066) بتاريخ 15/5/2003م. نشرت صحيفة 26 سبتمبر استطلاعاً عن نشاطات البعثة الإيطالية في منطقة مأرب، كما نشرت صوراً لموقعين رئيسين تم الكشف عنهما في قلب الصحراء شرق مأرب. وبراقش في الجوف (معبد نكرح) وتحت عناوين بارزة قالت الصحيفة: (من الاكتشافات المثيرة للبعثة الإيطالية مدينة محصنة بالأسوار في (وادي بلع) شرق صحراء مأرب. (70 نقشاً اكتشفتها البعثة) في مدينة براقش تتضمن معلومات هامة سياسية ودينية ولغوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.