قال الدكتور إبراهيم محمد الصلوي إن اليمن القديم عرف الكتابة قبل الألف الثاني قبل الميلاد ، إلا أن أقدم نقش مكتوب بين أيدينا يرجع تاريخه إلى القرن الثامن قبل الميلاد. وأضاف أستاذ فقه اللغات السامية والنقوش اليمنية القديمة : إن النقوش المتواجدة لدينا وصلت إلى مستوى راقٍ جداً من التطور، بحيث يمكننا الجزم فعلاً بناء على ذلك بأن اليمنيين القدماء عرفوا الكتابة قبل ألفي عام قبل الميلاد.. مؤكداً في محاضرته التي ألقاها أمس بمنتدى السعيد الثقافي بتعز بعنوان «كتاب المسند والزبور في اليمن القديم» أن هناك فرقاً جلياً بين نوعي الكتابات اليمنية «المسند والزبور» من حيث المعنى والأغراض، فالمسند كانت كتاباته توثيقية تخليدية يكتب على الأحجار الكبيرة والجدران وفيها تكتب الاعترافات والنذور الدينية للآلهة. بينما نقوش الزبور كانت تستعمل في حاجيات الناس اليومية كالاتفاقات والعقود والمعاملات التجارية وكانت تنقش على الأخشاب والجلود حتى يسهل نقلها واستعمالها... وفند المحاضر في جامعتي صنعاء وتعز آراء بعض المؤرخين والعلماء القائلة بأن خط المسند من الخطوط غير القابلة للتطور والتجديد بسبب كتابته على الجدران والأحجار مما يصعب التغيير فيه والتطوير، معتمداً في تفنيده هذا على المراحل المختلفة التي مر فيها خط المسند كالخطوط والأشكال والحفر والنحت وغيرها من الدلائل التي تفيد بأن الخط اليماني القديم شهد تطوراً وتحسناً في كتابته عبر السنين.. وقال : إن الكتاب الذين كانوا يكتبون الخط وينقشونه ليسوا هم أصحاب تلك الكتابات وانما كانوا فنانين محترفين مهنياً تخرجوا من مدارس لتعليم النحت والحفر الكتابي.. واصفاً تلك المدارس بأنها مدارس فنون جميلة أبدعت في تخليد وتوثيق الخط اليمني القديم.. كما كشف الدكتور الصلوي عن أوجه التشابه والاختلاف بين كتابات المسند والزبور وكتابات الأمم القديمة.. معللاً نقاط التشابه بالرحلات التجارية اليمنية القديمة إلى الخليج والحبشة والشام ومصر.