تختتم اليوم السبت في عموم محافظات الجمهورية الفعاليات التوعوية والأنشطة الإرشادية لأسبوع المرور العربي الموحد، الذي نظمته وزارة الداخلية خلال الفترة 510 مايو الجاري تحت شعار “سلامتك هدفنا”. . وكانت إدارة مرور أمانة العاصمة قد استبقت هذا الحدث المروري التوعوي العربي بإصدار قرار يقضي بإلزام سائقي المركبات بربط حزام الأمان أثناء قيادة المركبة أي كان نوعها.. «الجمهورية» استطلعت آراء عدد من ذوي الاختصاص وسائقي سيارات الأجرة ورجال المرور الميدانيين حول أهمية وجدوى هذا القرار الذي اعتبر شعاراً مرتبطاً بملصقات التوعية المرورية الهادفة ضمن فعاليات أسبوع المرور العربي 2008م. رجال المرور البداية كانت مع مدير مرور أمانة العاصمة المقدم نديم الترزي، الذي طالب جميع السائقين بالالتزام بآداب وقواعد المرور، فيما يتعلق باستخدام حزام الأمان وعدم استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.. إضافة إلى عدم التدخين في سيارات النقل العام “الباصات”. وقال المقدم الترزي على هامش افتتاح معرض صور أسبوع المرور العربي 2008 بصنعاء: إن الإدارة العامة لمرور صنعاء بصدد اتخاذ إجراءات تمنع استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، وكذا منع التدخين في باصات النقل، فضلاً عن الالتزام بخطوط المشاة والمواقف الطولية. وأضاف الترزي: سوف نقوم بتقديم مشروع خاص بمنع التدخين قريباً، بعد أن قمنا بإلزام السائقين باستخدام حزام الأمان الذي لاقى تجاوباً كبيراً من قبل السائقين.. مشيراً إلى أن الإدارة العامة للمرور تهدف بهذه المناسبة “أسبوع المرور العربي” إلى زيادة التوعية المرورية لدى السائقين. مدير مرور أمانة العاصمة أكد في وقت لاحق أن أسبوع المرور العربي 2008 شهد العديد من الفعاليات التوعوية التي ينفذها أفراد وضباط شرطة المرور، من أهمها النزول الميداني إلى المدارس المختلفة وإعطاء محاضرات توعوية عن المرور والمشاكل المرورية وكذا الطرق السليمة للتخفيف من الآثار المدمرة للحوادث.. إضافة إلى توزيع الآلاف من المطبوعات والمنشورات التي تهدف إلى نشر الوعي المروري بين كافة أفراد المجتمع سائقين ومارة، ناهيك عن الرسائل الهاتفية (SMS ) مستخدمي الهاتف السيار، لتكون رسائل هادفة ومباشرة تذكّر الجميع بمخاطر السرعة وبضرورة القيادة الآمنة في الطرقات. من ناحيته النقيب فضل محمود يؤكد على أن قرار ربط حزام الأمان وعدم استخدام الهاتف السيار أثناء القيادة خطوة اتخذتها إدارة مرور أمانة العاصمة للحفاظ على الأرواح والممتلكات والتقليل من الحوادث المرورية قدر الإمكان وخسائرها البشرية باتخاذ وسائل السلامة المرورية والتي من أبرزها ربط حزام الأمان.. مشيراً إلى أن الإدارة العامة للمرور كانت قد طالبت في وقت سابق بتضمين عدم وضع حزام الأمان في السيارات ضمن المخالفات المرورية، ورفعت بذلك مذكرة إلى وزارة الداخلية للرفع بها إلى رئاسة الوزراء لإصدار توجيهاته بهذا الخصوص. ويؤكد النقيب فضل أن نسبة التزام سائقي السيارات بربط حزام الأمان وعدم استخدام الهاتف السيار بلغت نسبة كبيرة.. مشيراً إلى أن إدارة مرور أمانة العاصمة قد وضعت عدداً من رجال المرور والمرشدين على مداخل الخطوط والجولات الذين يقومون بتوزيع الملصقات والمنشورات وإعطاء الإرشادات والمنافع حول ربط حزام الأمان. مؤيد ومعارض إلى ذلك تباينت آراء العامة في الشارع من سائقي السيارات والمركبات وكذا المارة إزاء هذه الخطوة المرورية، فالبعض يقول إنها خطوة جيدة والبعض الآخر يقول إنها تمثل خطوة نحو فتح باب آخر ومصدر آخر لرزق رجال المرور عبر ابتزازهم لسائق المركبات. السائق عمار الزبيري كان أحد مؤيدي قرار إلزام السائقين بربط حزام الأمان ومنع استخدام التلفون السيار.. ويقول: إن ربط حزام الأمان والامتناع عن استخدام التلفون أثناء القيادة يجعل السائق أكثر تركيزاً في قيادته ويجنب بالتالي من الحوداث ويقلل نسبة الوفيات.. ناهيك كونه وسيلة من وسائل السلامة المرورية إلى جانب ما يمثله من سلوك راقٍ ومظهر حضاري حسب تعبيره. فيما يتمنى السائق محمد العكاري أن تنحو مختلف محافظات الجمهورية ذات المنحى وتصدر إدارات المرور فيها هذا القرار وتلزم به مختلف شرائح المجتمع وخاصة المسئولين.. مضيفاً بقوله: الآن بعد المتابعة من شرطة المرور استطعنا التعود على حزام الأمان، وأصبحنا الآن لا نبدأ بقيادة السيارة إلا بعد ربط حزام الأمان. أما رجل المرور الميداني محفوظ إدريس فقال: إن ربط حزام الأمان يعود أساساً لسلامة المواطن ويقلّل من الحوادث والوفيات.. منوهاً بقوله: الحمدلله لقد تجاوب عدد كبير من سائقي السيارات في ربط حزام الأمان وتوقيف السيارة أثناء استخدام الهاتف السيار، وهذا يدل على مستوى الوعي والتعاون لدى أبناء الوطن. أما السائق محسن الجبلي كان له رأي آخر، حيث قال: أرى أن ربط حزام الأمان هو باب جديد لرزق رجل المرور الذي أصبح لا يسأل عن الملكية أو الرخصة، بل يسأل عن حزام الأمان وإن لم يجدك رابطاً له يقبض عليك تحت هذا المبرر ويلزمك بإعطائه ما يسمى (حق القات). بدوره ينفي رجل المرور فاروق الصبري الذي التقيناه وهو يؤدي واجبه في إحدى الجولات، ما طرحه محسن الجبلي من اتهامات وقال: عندما نجد شخصاً يجهل هذا الإجراء ولا يربط حزام الأمان نقوم بتوعيته وإرشاده ونحثه على تركيب حزام الأمان إذا لم يكن يوجد في سيارته، ونعرّفه بفوائد حزام الأمان خاصة على السائق ولم نقم حتى الآن بضبط أية مخالفة لأننا مازلنا في مرحلة توعية. تخوفات احترازية ويتخوف الكثير من عواقب قرار قيادة إدارة مرور أمانة العاصمة القاضي بإلزام السائقين بربط حزام الأمان، باعتباره أمراً ينذر بصدور قرار آخر يقضي بإيقاف السيارات المتهالكة والشاحنات القديمة التي لا تمتلك وسائل السلامة المرورية. الطالب الجامعي عمر حيدر يرى أنه مثلما هناك قرار يلزم سائقي المركبات بربط حزام الأمان فيجب أن يكون هناك قرار آخر حول حزام أمان للراكب المجاور للسائق خاصة وأن سيارات الأجرة كثيرة الحوادث. إلا أن الطالب عمر يرى في نفس الوقت أن حزام الأمان أكثر أهمية للسائق من الراكب المجاور له، حيث أن سائقي السيارات أكثر عرضة للحوادث لأن المقود أمامهم، وأثناء الحوادث المؤسفة يكون أول ضحية السائق لأن المقود يرتد على صدره ويزهق روحه مبكراً. وحول استخدام الهاتف السيار أثناء القيادة يشدد صادق عبدالله معلم تربوي أنه لا يصح للسائق استخدام الهاتف أثناء القيادة، حيث أنه لا يستطيع أحد أن يرى شيئاً ويسمع شيئاً آخر في آن واحد. جميل عيسى سائق شاحنة يؤكد بقوله: إذا كتب لهذا الإجراء المروري النجاح وتم تطبيق قرار ربط حزام الأمان وعدم استخدام الهاتف السيار أيضاً فإنه ستكون هناك إجراءات سلامة أخرى، ولا نعلم ما تخبئ لنا إدارة المرور من تدابير سلامة تفيد المواطن والسائق في آن واحد. وأضاف: من المعروف أن هناك سيارات كثيرة وشاحنات طال بها العمر ولم تعد توفر هذه الخدمة، وحتى لا يمكن أن تستوعبها لأنها متهالكة وهذا ما نتخوف منه، من قطع أرزاق الناس لو يصدر قرار آخر يقضي بإيقاف السيارات المتهالكة والشاحنات القديمة التي لم تعد قادرة على توفير وسائل السلامة المرورية. إحصاءات مرورية وانتهاءً بإحصائية مرورية حديثة كشفت أن الحوادث المرورية خلال الربع الأول من العام الجاري 2008م بلغت 1440 حادثاً مرورياً، أدت إلى وفاة 81 شخصاً، وإصابة 1130 آخرين، مقارنة بالحوادث المرورية التي وقعت خلال نفس الفترة (الربع الأول من العام المنصرم 2007م) والتي بلغ عددها 1370 حادثاً مرورياً، أدت إلى وفاة 87 شخصاً وإصابة 879 آخرين.
