يحيى صالح : القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية والصراع الدائر صراع عربي - صهيوني المشاركون يشيدون بالمواقف اليمنية المناصرة ومبادرة رئيس الجمهورية لرأب الصدع الفلسطيني أكد نائب رئيس مجلس النواب حمير بن عبدالله الأحمر أن مبادرة السلام العربية لاتزال تشكل الحل الأمثل للقضية الفلسطينية وللصراع العربي - الإسرائيلي، كما عبّر عن ذلك فخامة رئيس الجمهورية في أكثر من محفل وطني وإقليمي ودولي، باعتبارها مشروعاً متكاملاً لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة. وقال نائب رئيس مجلس النواب، في إحياء الذكرى الستين لنكبة فلسطين، التي نظمتها أمس في صنعاء جمعية كنعان لفلسطين، تحت شعار (حق العودة .. العودة حق): إننا نلتقي اليوم ليس لنتذكر بألم شديد ذلك التاريخ المشئوم، يوم اغتصاب فلسطين، وتهجير نحو 5 ملايين إنسان من أبناء الشعب الفلسطيني، بل لنثمن تضحيات الشعب الفلسطيني البطل، ونؤازر نضالاته. وأضاف: إننا - هنا - اليوم لنعبر عن تضامننا المطلق ودعمنا المادي والمعنوي في الجمهورية اليمنية قيادة وبرلماناً وحكومة وشعباً لكل الجهود الوطنية التي يبذلها الشعب الفلسطيني بكل قواه السياسية، والهادفة إلى تمتين الوضع الفلسطيني الداخلي، وتوحيد جهود أبنائه لمواجهة استحقاقات ومتطلبات المرحلة الراهنة بآفاقها المستقبلية. واعتبر حمير الأحمر أن عملية السلام كل لا يتجزأ، وتقوم على أساس الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. داعياً البرلمانات العربية والإقليمية والدولية إلى الدعوة لزيادة دعمها ومساندتها للشعب الفلسطيني باعتبار قضيته القضية المحورية للأمة العربية والإسلامية. وحيّا نائب رئيس مجلس النواب الشعب الفلسطيني العربي الأصيل وجوداً وتاريخاً ومنجزات كفاحية وبطولية جسورة منقطعة النظير.. ووصفه بالشعب الصامد المتمسك بترابه وبثوابته الوطنية والحريص على مقدساته الدينية. وقال: نترحم على شهدائه الأبرار، ونتمنى الشفاء العاجل لجرحاه، والحرية التامة لأسراه، ونبارك له إنجازاته الكفاحية الوطنية السياسية والديمقراطية التي حققها رغم التحديات والعوائق والصعوبات التي تخلقها أمامه قوات الاحتلال والمستوطنون الصهاينة.. بدروه رئيس جمعية كنعان لفلسطين يحيى محمد عبدالله صالح قال: نجتمع اليوم لنحيي الذكرى الستين لنكبة فلسطين.. نجتمع اليوم لنقول للجميع إن الزمان ومهما طال لن يبعدنا عن الوطن الفلسطيني، وإن النكبة ومهما ثقل حملها فسنظل نحمي حقنا التاريخي وحقنا الشرعي، وسنظل المدافعين عن هذا الحق من أجل استرداده مهما توحشّت العصابات الصهيونية وحلفاؤها، ومهما تمادت في عدوانها وحصارها، ومهما قتل أو اعتقل عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني. وأضاف: إننا نجتمع اليوم برؤوس مرفوعة لنقول للعدو الصهيوني إن كل هذه السياسات العدوانية لن ترهبنا، ولن تركعنا، ولن تجد بيننا من يرفع الراية البيضاء، لن تجد سوى علم وراية فلسطين مرفوعة بزنود أبناء هذه الأمة، هؤلاء الأبناء الذين سيستمرون في مسيرة الصمود والمقاومة حتى النصر الأكيد بإذن الله. وأكد أن طريق الأمن والاستقرار معروف وواضح وبسيط، يكمن في تطبيق القرارات الدولية، وتبدأ بتطبيق قرار 194 وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من ممارسة حقهم في العودة لوطنهم فلسطين، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال يحيى محمد عبدالله صالح - رئيس الجمعية: مازلنا نؤمن ومتمسكين بأن الصراع الدائر صراع عربي - صهيوني، وليس كما يقول البعض إن الصراع فلسطيني - إسرائيلي. وأكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، وأن الصراع الدائر هو صراع عربي - صهيوني، وأن كل إمكانات الأمة العربية يجب أن تسخّر من أجل حل هذا الصراع وفق القرارات الدولية. داعياً إلى وحدة الصف الفلسطيني في سبيل المقاومة لأن من يريد أن يقاوم فإنه لن يستطيع أن يستمر في مقاومته وينتصر دون وحدة وطنية، ومن يريد أن يفاوض فلن يحصل على حقوقه في ظل الانقسام الفلسطيني. من جانبه ألقى الدكتور محمد الهباش - وزير الزراعة والشئون الاجتماعية بفلسطين - كلمة فلسطين، أشاد فيها بالمواقف اليمنية حكومة وشعباً، وجهود جمعية كنعان لفلسطين تجاه القضية الفلسطينة.. وقال: إننا اليوم نقف جميعاً لنحيي ذكرى مرور 60 عاماً على نكبة فلسطين التي هي نكبة كل الأمة العربية.. مؤكداً أهمية توحيد الصفوف أمام العدو الأكبر للأمة العربية والإسلامية وهو العدو الصهيوني ومن يقف وراءه، وأهمية الالتزام بحق العودة مهما طال الزمن. كما ألقيت كلمات لرئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري، ومعن بشور - الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، وأبو إياد الأحوازي - عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، والمناضل العربي الجزائري عبدالحميد مهدي - الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي وجبهة التحرير الوطني الجزائري، وعبدالله حوارني - رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، ومحمد منيب - المحامي العربي المصري، والباحث السعودي يوسف مكي. وأشارت الكلمات في مجملها إلى أنه وبعد مرور 60 عاماً على ذكرى نكبة فلسطين لايزال الاحتلال يبطش بأبنائها ويفتك بأرواحهم ويحاصرهم ويقضم المزيد مما تبقى لهم من أرض، فيما الدولة العربية لا تقدم شيئاً أكثر من الألم والأسى، في الوقت الذي نحن قادرون أن نقدم كثيراً لفلسطين، فنحن أكثر عدداً، وأكثر أموالاً مما كنا عليه أيام النكبة، ولا ينقصنا إلا الإيمان بهذه القضية التي تعتبر قضية الأمة الأولى. وأكدت الكلمات حق المقاومة المشروع في سبيل تحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الصهيوني، وفي مقدمتها حق العودة لكل اللاجئين الفلسطين في الداخل والخارج، وأن المشروع الصهيوني الذي استهدف إقامة أرض صهيونية على أرض القدس الشريف إنما كان بمثابة مشروع استعماري صهيوني غربي يستهدف الأمة العربية بأسرها. وقالت الكلمات: إن مسئولية تحرير فلسطين ليس مسئولية فلسطينية فقط وإنما مسئولية الأمة العربية كاملة.. وإن علينا الإيمان بحق العودة، فإذا كان حق العودة ممكناً فإن الممكن هو الحق الذي لا يعلى عليه. واعتبرت الكلمات أن المساومة على جزء من فلسطين كالمساومة على القاهرة أو صنعاء والبلاد العربية جمعاء.. وأشادت الكلمات باليمن رئاسة وحكومة وشعباً، وجمعية كنعان لفلسطين التي تحتضن الكثير من المواقف العربية وسط تخاذل وصمت عربي مخيف، وكذا مبادرات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لرأب الصدع الفلسطيني ووحدة الصف لمجابهة العدو الصهيوني. ودعت الكلمات الشعوب العربية والحكام، في هذا الوقت أكثر من أي وقت، إلى الوقوف وقفة مشرفة مع الأشقاء الفلسطينيين، وعدم الاكتفاء بالمظاهرات والمؤتمرات والندوات والمبادرة لفك الحصار المظلم عن فلسطين بتجهيز مستشفياتها بالدواء، خاصة ما يتعرض له قطاع غزة من حصار في المأكل والمشرب والإنارة وعدم فتح المعابر والحدود. كما ألقت الشاعرة العراقية مي خالد، قصيدة شعرية بعنوان «يوميات عراقية»، استعرضت من خلالها المشاهد الدامية والأليمة التي يتعرض لها الشعب العراقي على أيدي الاحتلال الأمريكي. كما تم عرض فيلم وثائقي عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مختلف بلدان العالم من إعداد السيدة بريلا عيسى، والسيد آدم شابيرو، الناشطين في حقوق الإنسان، وبمشاركة جمعية كنعان لفلسطين. حضر ذكرى النكبة عدد من المسئولين، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي، وعدد من أعضاء المؤتمر القومي العربي، وعدد من طلاب وطالبات جامعة صنعاء.