تشكل السدود والحواجز المائية والكرفانات لبنة الأساس في التنمية الزراعة وتطوير الإنتاجية من المحاصيل الزراعية اللازمة لتحقيق الأمن الغذائي في اليمن. وعلى مدى الثمانية عشر عاماً الماضية شهدت المنظومة المائية فى اليمن تطوراً هاما تميز بالتكثيف فى تشييد السدود والحواجز والكرفانات تجاوزت خلال تلك الفترة نحو 146ر1 منشأة مائية وذلك استجابة لكافة المتطلبات التنموية وحتى تكون المدخرات المائية كافية لتغطية الاحتياجات الوطنية خلال السنوات القادمة . وقد مثلت السدود والحواجز والكرفانات المائية أحد أهم المعالجات التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمواجهة مشكلة محدودية الموارد المائية بسبب موقع اليمن الجغرافي وتنوع مناخه وتفاوت معدلات الهطول السنوي للأمطارمن منطقة الى أخرى ، فضلاً عن خلوه من الأنهار واعتماده على مياه الأمطار والمياه الجوفية في ظل التوسع الزراعي الرامي إلى تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين وإحداث تنمية زراعية ريفية مستدامة . وخلال الفترة 1990- ابريل 2008م عملت الحكومة على تنفيذ مشاريع خاصة بإنشاء وتشييد منظومة واسعة من السدود والحواجز والقنوات والكرفانات المائية في مختلف محافظات الجمهورية بلغ عددها 146ر1 مشروعاً، منها 30 مشروعاً منشآت مائية من سدود وحواجز وكرفانات تكلفتها الإجمالية تجاوزت مليارين و138 مليون ريال تم تنفيذها خلال الفترة من يناير 2007م الى ابريل 2008 م . كما أولت الاستراتيجية الوطنية للمياه والبرنامج الاستثماري لقطاع المياه / 2005 2009- / خاصة فى مجال الرى وانشاء وحدات للري الحديث والتي حظيت بإهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، مشاريع المنظومة المائية إهتماما واسعا لمواجهة المشكلة المائية على المدى القريب والمتوسط والبعيد. حيث هدفت الاستراتيجية إلى تنمية الموارد المائية واستثمارها والاستفادة المثلى من مياه الأمطار والسيول كمطلب أساسي في عملية التنمية الزراعية والريفية, من خلال تركيزها على التوسع في بناء وتشييد السدود والحواجز والمنشآت المائية المتنوعة في كافة محافظات ومناطق الجمهورية الأمر الذي يمكن من تخزين وتجميع مياه الامطار والسيول وإستغلالها في عمليات الري بإعادة توزيعها عبر شبكات وقنوات رئيسية وفرعية لضمان تحقيق توسيع أكبر قدر من المساحة الزراعية . وبحسب الاستراتيجية الوطنية فإن الحواجز المائية والسدود تسهم في تغذية المياه الجوفية اللازمة لتلبية احتياجات الري ,فضلا عما توفره السدود من حماية للأراضي الزراعية والقرى والوديان من آثار السيول والأمطار والفيضانات المتدفقة من أعالي الجبال سيما في حالة الأمطار الغزيرة . وأوضحت الاستراتيجية بأن وزارة الزراعة والري بدأت بتنفيذ ثلاثة مشاريع مائية عملاقة في محافظات الحديدة،صنعاء،عدن بعد إستكمال الدراسات الخاصة بها وبتكلفة إجمالية تبلغ 375 مليوناً و 169 الف دولار . وتتمثل تلك المشاريع في مشروع سد وادي سردد بمحافظة الحديدة (سهل تهامة ) بتكلفة إجمالية تقدر ب 100 مليون دولار وسعة تخزينية للمياه تبلغ 32 مليوناً و32 ألف متر مكعب, ويُتوقع أن تستفيد من هذا السد مساحة من الأراضي الزراعية تقدر ب 14 ألف هكتار . كما سيتم تنفيذ سد وادي حسان شرق مدينة عدن بتكلفة إجمالية تبلغ 93 مليوناً و 416 ألف دولار وسعة تخزينية تقدر ب 19 مليوناً و 500 ألف متر مكعب, ويُتوقع أن تستفيد منه 10 آلاف و500 هكتار من الأراضي الزراعية ,بالإضافة الى تنفيذ مشروع سد الخارد بمحافظة صنعاء بتكلفة 181 مليون و400 ألف دولار وسعة تخزينية 44 مليون و24 ألف متر مكعب, وكذا مشروع سد وادي بنا شرق مدينة عدن بتكلفة 155 مليوناً دولار وسعة تخزينية تقدر ب 39 مليوناً و500 ألف متر مكعب . وفي إطار التوجهات المستقبلية للحكومة فيما يتعلق بمشاريع السدود والحواجز المائية فقد أولت الخطة الخمسية للتنمية 2006 -2010 هذا المجال المزيد من الإهتمام من خلال العديد من الإجراءات والسياسات الهادفة إلى التوسع في بناء السدود والحواجز المائية لما من شأنه تحسين معيشة العاملين في النشاط الزراعي وبالذات صغار المزارعين. وتاتي تلك التوجهات الحكومية منسجمة مع ما تضمنه البرنامج الإنتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والذي أكد على ضرورة التركيز على تنمية الموارد المائية من خلال التوسع في إنشاء السدود العملاقة والحواجز المائية الإستراتيجية وإنشاء الكرفانات المائية التي تساعد على تنمية القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي . وتشهد المنظومة المائية في الوقت الراهن و إحتفاء بالعيد الوطني ال 18 عشر للجمهورية اليمنية افتتاح ووضع حجر الأساس ل 44 مشروعا من مشاريع السدود والحواجز والخزانات المائية بتكلفة إجمالية تبلغ 3 مليارات و 790 مليوناً 797 الف ريال . وأوضح مدير عام الإدارة العامة للري والمنشآت المائية بوزارة الزراعة والري المهندس مطهر زيد مطهر لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أنه سيتم إفتتاح 30 مشروعاً بسعة تخزينية تبلغ 3 ملايين و658 ألفاً و784 متراً مكعباً وبتكلفة إجمالية تقدر بنحو مليارين و88 مليوناً و154 ألف ريال منها 8 مشاريع استثمارية تقدر تكلفتها الإجمالية ب 691 مليونا و137 ألف ريال . مبيناً أن تلك المشاريع تتضمن 8 سدود وحواجز مائية بمحافظة صنعاء سعتها التخزينية الاجمالية مليون و596 ألفا و185 متراً مكعباً بتكلفة اجمالية بلغت 693 مليوناً و431 ألف ريال . مشيرا الى ان محافظة عمران تحضى ايضا بخمسة مشاريع سيتم افتتاحها بمناسبة العيد الوطني سعتها التخزينية الإجمالية 92 ألفاً و479 متر مكعب وبتكلفة اجمالية 167 مليوناً و466 ألف ريال , بالإضافة الى إفتتاح أربعة مشاريع سدود بمحافظة الضالع سعتها الاجمالية 372 ألفاً و780 متراً مكعباً بتكلفة اجمالية تقدر بنحو 287 مليوناً و799 ألف ريال . ولفت مطهر الى انه سيتم افتتاح ثلاثة مشاريع سدود وحواجز مائية في محافظة الحديدة سعتها الاجمالية 355 ألف متر مكعب وبتكلفة 238 مليوناً و111 ألف ريال ,بالإضافة الى إفتتاح ثلاثة مشاريع سدود في محافظة البيضاء بسعة تخزينية اجمالية 195 ألفا و753 متراً مكعباً بتكلفة 256 مليونا و479 ألف ريال ,الى جانب افتتاح سدين في محافظة إب بسعة تخزينية اجمالية 522 ألف و700 متر مكعب تكلفتها الإجمالية تقدر نحو 156 مليونا و88 ألف ريال . مبينا انه افتتاح خمسة مشاريع سدود وحواجز مائية في كل من تعز والمحويت وذمار ومأرب وحجة سعتها التخزينية الاجمالية 443 ألفاً و887 متراً مكعباً ,وبتكلفة اجمالية تقدر بنحو 288 مليونا و779 ألف ريال . وأضاف ان الإدارة العامة للري ستقوم بمناسبة العيد الوطني الثامن عشر للجمهورية اليمنية بوضع حجر أساس ل 14 مشروعاً من مشاريع السدود ستعتها التخزينية الاجمالية تبلغ 12 مليوناً و249 ألفاً و337 متراً مكعباً ,بتكلفة اجمالية تقدر بنحو مليار و702 مليونا و643 ألف ريال . وبالنسبة للمشاريع التي سيتم وضع حجر الأساس لها .. أفاد مدير عام الري والمنشآت المائية أن تلك المشاريع تشمل خمسة مشاريع سدود في محافظة صنعاء سعتها التخزينية الاجمالية مليون و467 ألفا و334 مترا مكعبا بتكلفة اجمالية 724 مليونا و429 ألف ريال ,بالإضافة الى وضع حجر أساس لسدين في محافظة إب سعتها التخزينية الاجمالية مليونين و169 ألفا و658 مترا مكعبا بتكلفة اجمالية 198 مليوناً و537 ألف ريال . فيما تتوزع بقية مشاريع السدود التى سيتم وضع حجر اساس لها بمناسبة العيد الوطني لتشمل محافظات مأرب ,المهرة ,المحويت ,عمران ,شبوة ,الجوف والضالع بواقع سد واحد لكل محافظة ,حيث تقدر السعة التخزينية الاجمالية لتلك السدود ب 8 ملايين و512 ألفاً و345 متراً مكعباً ,وتبلغ تكلفتها الإجمالية 779 مليوناً و677 ألف ريال . وأشار مطهر زيد إلى أن أهمية مشاريع المنشآت المائية في الإضطلاع بالتنمية الزراعية والريفية في عموم محافظات الجمهورية ودورها في إحداث طفرة تنموية للعملية الزراعية في اليمن وزيادة الإنتاج وتطويرها قد دفع وزارة الزراعة والري إلى ايجاد إدارة عامة للري المزرعي لتقوم بمهامها الى جانب الإدارة العامة لمنشآت الري والتى تضمنتهما اللائحة التنظيمية لوزارة الزراعة والري بهدف تركيز الجهود لدفع عجلة التنمية الزراعية في البلاد . وأكد مطهر على ان مشاريع المياه الإستراتيجية يكمن دورها في تغذية مخزونات المياه الجوفية بمناطق الجمهورية اللازمة لإرواء المحاصيل الزراعية عموما . وفيما يتعلق بتنفيذ مصفوفة البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية بخصوص تنمية الموارد المائية أشار مدير عام الري والمنشآت المائية الى أن الوزارة عملت على توفير وسائل ري حديثة للمزارعين تغطي نحو 1500هكتار ،و تمديد شبكة الري الحديثة لمساحة 504 هكتارات وأنظمة نقل المياه بمساحة 9450 هكتاراً, وتحسين الري بالسيول وحصاد المياه والحفاظ على التربة , وتنفيذ مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة الى جانب خدمات ارشاد الري، وكذا استمرار تركيب شبكات الري ل 1779هكتاراً وتنفيذ مشروع حوض صنعاء . منوهاً أن الوزارة بدأت بتنفيذ السدود الكبيرة في كل من سردود وحسان, كما تم بناء (15) سدود وحواجز مائية و 25 خزان و خمس سواقي إلى جانب 35 كرفانا و إنشاء سد سطحي لتغذية مياه حوض صنعاء و إعادة تأهيل 5 سدود في حوض صنعاء “ .
