غدا الرصيف مأوى لكثير من المواهب.. يمتلك الرصيف مخزوناً غير عاد من الشباب المبدع الباحث عن ثقب أمل يمرر عبره درزينة طموحاته..وأحلامه المكدسة..! يتصارع الشباب هنا مع الفراغ/التجاهل/الإقصاء/النسيان/التهميش..على أمل أنهم شباب المستقبل الذي لا يأتي على حد الزميل/فاروق الكمالي الذي قال بأننا دائماً ما نسمع الكبار يرددون ودون أدنى خجل"الشباب أمل المستقبل..لتمر السنون ويبقى الشباب في أماكنهم..والكبار أيضاً مرابطين في ذات الأماكن التي يطلقون منها صرخاتهم..وتأييدهم للشباب. الشباب يخونون أنفسهم باستمرار..يخونون طموحاتهم..وأحلامهم أيضاً..ربما على غفلة منهم يفعلون ذلك..وربما انتقاماً منهم يتجاوزون أنفسهم نحو تأييد الكبار..ليس ثمة من أن ينسى الإنسان نفسه..أو يتجاهلك من يدعي إتاحة الفرصة للتجارب الشابة..أو يكذب عليك من تعتبره قدوة..لتكتشف كم أنت أحمق وكم هو ساذج بالفعل..! يكتظ الشارع/الجامعة/المدرسة..الخ ،بالكثير من التجارب الشابة.. بالكثير من الإبداع..والكثير من الطموح المشروع..لماذا لا تتاح الفرصة الكافية لأن ينثر الشباب ما في جعبهم؟.. لماذا يعيش الشباب حالة حصار تمتد..وتتمدد أمامهم..ويكبر أمامهم حجم الجدار الحاجز أو العازل..؟.. يحدث كثيراً أن يحارب الشباب أنفسهم..! يحدث أن تجد شاباً يحول دون إتاحة الفرصة لزميل هو بحاجة فقط للدفع..ليشق طريقه بتمكن حتى لا تدركه تماماً..! يحدث أن يطرحك أرضاً أحدهم لتمر عليك جموع الشباب..منهم لن يتأسف لك أحد بالمقابل..! يكفي هنا أن تنذر نفسك وقفاً لشيء أن لا تدرك ماهيته..لأنه أساساً لا يدرك ماهيته هو..! وتمضي في التحدث عنه..مخاطبته..والبحث عنه بين ركام النسيان..ومخلفات الحياة..لتعود خالي الوفاض حتى منك..! أعود لحكاية الرصيف المكتظ بالشباب..الرصيف العاطل عن العمل..عن التفكير..وعن كثير أشياء يعيش الرصيف بمنأى عنها..! من ينتشل "شباب الرصيف" من علاتهم..من ضياعهم..تقهقرهم..وتلاشيهم على جنباته..؟؟ كم من الوقت يجب أن يقفه الشباب بانتظار ما ستجود به يد العدم؟.. من الواقع كثير من الطلاب غادروا الجامعة هذا العام متجهون نحو سوق العمل..البحث عن العمل يؤرق الكثيرين في ظل ما يعيشه البعض..نتيجة غلاء الأسعار التي رمت بثقلها على مستوى معيشة المواطن..! بعض الزملاء غادروا البلاد ولم يكملوا سنتهم الجامعية الثانية باحثين عن مدخل للرزق..حيث غدت الشهادة الجامعية ليست أكثر من ورقة يخجل المرء من تعليقها على الحائط حتى..كما يقول كثير من الشباب..! بعد أن فقدت الجامعة دورها الحيوي..هاهي تدريجياً تفقد دورها المعنوي المتمثل بدفعة الحصول على الشهادة الجامعية..! هل سيتزحلق شبابنا؟ واحداً..واحداً..لنصحوا على خلو الساحة منهم..أتساءل من سيبكيهم؟.. الرصيف فائض بالمخزون البشري..الرصيف آيل للسقوط.. الرصيف مثقلُ بالشباب.. قفلة..! لا تخافوا العظمة، فالبعض يُولد عظيماً، والبعض الآخر يحقق العظمة بنفسه، والبعض يخلعها عليه الناس كثوب يستحق لبسَهُ. (شكسبير)