أولت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، والحكومة اهتماماً خاصاً في خططها الإنمائية بالمناطق الصحراوية النائية .. حيث شهدت هذه المناطق تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية المرتبطة بحياة المواطنين الذين حرموا من أبسط مقومات الحياة في الماضي. ومديرية العبر الصحراوية كغيرها من مديريات محافظة حضرموت شهدت خلال الأعوام الماضية نقلة نوعية في شتى مجالات الحياة أنجزت خلالها العديد من المشاريع الخدمية شملت مجالات التعليم والصحة والطرقات والكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها من المشاريع الأخرى. أكدت وزارة التربية والتعليم أن إجمالي عدد المدارس في عموم الجمهورية وصل إلى 15 الفاً و800 مدرسة حتى نهاية 2007م، فيما ارتفعت ميزانية التربية والتعليم للعام الجاري 2008م إلى 150 مليار ريال، من 140 مليار ريال العام الماضي. وتجسد هذه الأرقام الاهتمام الكبير الذي احتله قطاع التعليم منذ إعادة تحقيق الوحدة المباركة في ال22 من مايو 1990م، وتسنمه مرتبة متقدمة في سلم أولويات مختلف حكومات دولة الوحدة المتعاقبة، باعتبار التعليم اساس وركيزة التنمية والتطور، والوسيلة الرئيسية للحاق بركب التقدم العالمي. و ترجم هذا الاهتمام من خلال الانفاق المتزايد على التعليم العام خلال السنوات الماضية لمواجهة الطلب الاجتماعي المتنامي على خدمات التعليم وتزايد الوعي بأهميته، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الأميين، لتصل نسبة الميزانية المخصصة لهذا القطاع حالياً ما يقارب 22 بالمائة من ميزانية الدولة. وحسب تقارير ووثائق الوزارة، يوجه حوالي 6 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للتعليم، في حين شكلت النفقات الاستثمارية في هذا المجال ما نسبته 7 بالمائة من اجمالي نفقات الدولة، وذلك استجابة للواقع الاجتماعي لمواجهة الاعداد الهائلة من الملتحقين سنوياً في مدارس التعليم، فعدد الطلاب الملتحقين سنوياً يصل إلى ستمائة ألف طالب وطالبة. وتشير إحصاءات الوزارة إلى أن ستة ملايين طالب وطالبة مسجلون في سلك التعليم العام الأساسي والثانوي، فيما يصل عدد العاملين في الحقل التربوي من معلمين واداريين في مختلف مديريات ومحافظات الجمهورية إلى أكثر من 250 الف معلم وتربوي . قطاع المشاريع والتجهيزات ويشكل المبنى المدرسي أحد العناصر الهامة في مكونات العملية التعليمية وهو الجانب الذي حظي بكثير من الاهتمام والتوسع، وفي هذا الخصوص يفيد وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المشاريع والتجهيزات عبدالكريم محمد الجنداري لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن وزارته شيدت ما يزيد عن 14 الفاً وخمسمائة مدرسة منذ قيام الوحدة بتكلفة تزيد عن 141 مليار ريال، إلى جانب بناء مئات الفصول الملحقة بالمدارس. وأوضح أن تلك المدارس استوعبت ما يزيد عن خمسة ملايين طالب وطالبة في مرحلتي التعليم الاساسي والثانوي في مختلف محافظات الجمهورية بزيادة نسبتها 20 في المائة عن العام 1990م. وبشأن توفير المستلزمات التعليمية للمدارس في مختلف مناطق الجمهورية أكد الجنداري أن الوزارة وزعت ما يزيد عن مليون و 558 الف مقعد مدرسي و1600 معمل مدرسي على مختلف المدارس، وتجهيز 500 مدرسة بالحاسب الآلي وغيرها من مصادر التعلم، وكذا توزيع 250 إذاعة مدرسية. دعم تشجيع التحاق الفتاة بالتعليم أما في مجال دعم تشجيع التحاق الفتاة بالتعليم ومواصلتها للدراسة.. فقد أظهرت إحصائيات صدرت مؤخراً عن وزارة التربية والتعليم تقدماً ملحوظاً يصل إلى 66 بالمائة مقارنة بالذكور في مرحلة التعليم الأساسي مما أدى إلى تقليص الفجوة بين الإناث والذكور في هذه المرحلة . وذكر تقرير الانجاز السنوي لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم الاساسي لعام 2007م الأسباب التي أدت إلى زيادة التحاق الفتيات خاصة في المناطق الريفية التي يغلب على سكانها الفقر، ومنها: الغاء الرسوم الدراسية للفتيات من الصف (1-6) والبنين من الصف ( 1-3)، صرف حوافز غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ل 144 الف طالبة في 104 مدارس في 19 محافظة بتكلفة تصل إلى اكثرمن 48 مليون دولار، إضافة إلى توزيع الحقائب المدرسية . تأهيل وتدريب المعلمين كما أولت وزارة التربية والتعليم مجال تأهيل وتدريب المعلمين اهتماماً بالغاً باعتبار أن 90 الفاً من المعلمين غير مؤهلين كونهم يحملون شهادة الدبلوم وما دونها، لذلك عملت الوزارة على تدريب عشرات الآلاف سواء على المستوى المركزي أو المحليات لتعزيز قدراتهم المهنية وتعريفهم بالأساليب والطرق الحديثة في التعليم. حيث أهلت الوزارة عبر قطاع التدريب والتأهيل 16 الفاً و 977 معلماً من حملة الشهادة الثانوية الى دبلوم متوسط، و1100 معلم من حملة البكالوريوس إلى «دبلوم عالي» و472 موجهاً واستاذ معاهد الى الماجستير والدكتوراه . كما عملت الوزارة من خلال فريق التحديث واعادة الهيكلة على اقامة العديد من الدورات التدريبية في مختلف المجالات التعليمية والتربوية والادارية لتعزيز قدرات منتسبيها في ديوان عام الوزارة ومكاتبها بالمحافظات والمديريات، ويجري حالياً على المستوى المركزي والمحلي تأهيل 1596 تربوياً. التعليم الأهلي والخاص وفي مجال التعليم الخاص، منحت الوزارة تراخيص ل 282 روضة مستقلة، و74 مدرسة أهلية للمرحلتين الاساسية والثانوية تستوعب مايزيد عن ثمانية آلاف واربعمائة وثمانين طالباً، إلى جانب العمل على زيادة عدد المدارس الخاصة بأبناء الجاليات اليمنية في الخارج . احتياجات مستقبلية تضمنت خطة الوزارة للعام الحالي 2008م، توفير معلمات، خاصة في محافظات الجوف، البيضاء، ذمار، شبوة، ومأرب التي تقل فيها مؤشرات التحاق الفتاة بالتعليم ، وبناء مدارس ثانوية خاصة بالفتيات، التوسع في انشاء مدارس ورياض اهلية في عواصم المحافظات إلى جانب مواصلة بناء قدرات المعلمين على المستوى المركزي والمحلي، واستكمال هيكلة البناء التنظيمي للوزارة ومكاتبها، وافتتاح خطوط جديدة لمطابع الكتاب المدرسي تلبي احتياجات الطلاب والطالبات من الكتب المدرسية مع بداية كل عام دراسي جديد، بطباعة ستين مليون كتاب للعام الدراسي القادم، الأمر الذي سيوفر على الدولة مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة كانت تذهب مقابل طباعة الكتب في الخارج. لقد أدركت الدولة تماماً أن التعليم أهم العوامل التي ترتبط في كل الأحوال والأوضاع بعملية البناء والتنمية والتغيير والتطوير الاجتماعي، والاهتمام بتطوير التعليم بشكل عام وتحسين نوعيته وجودة مخرجاته يتوقف عليه تحقيق الأهداف المنشودة في مختلف المجالات. ولذلك فإن الدولة تجسد الحرص الكبير للنهوض ببرامج وأنشطة وأداء هذا القطاع من خلال الإستراتيجيات التطويرية للتعليم الأساسي والثانوي وفتح مجالات التعاون مع العديد من الدول الشقيقة والصديقة للاستفادة من الخبرات المختلفة، وزيادة الإنفاق على هذا القطاع، والعمل على إشراك المجتمعات المحلية في تسيير العملية التعليمية والإشراف عليها وتقويمها، وإقامة برامج ومشاريع نوعية متخصصة تهتم كل منها بجوانب محددة في العمل التربوي والتعليمي.