تترجم امتحانات الشهادة الثانوية العامة حصاد عام دارسي كامل يبحث العديد من الطلاب في اجتيازه بجدارة، فيما يجدد طلاب آخرون مظاهر الغش في الامتحانات سنوياً لبلوغ نجاح فاشل، حيث رصد العام الدراسي المنصرم ألفين وثمانمائة وتسعاً وعشرين حالة غش واعتداء على المراقبين، وانتحال شخصية، وهروب بدفاتر الإجابة أو تمزيقها وغيرها من محاولات الغش.. {.. وأفاد تقرير لجنة الاتصال والتنسيق باللجنة العليا للامتحانات للعام الدراسي (2006/2007م) التي حصلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” على نسخة منه ان محاولات الغش توزعت على أربعمائة وتسعة وأربعين مركزاً امتحانياً بمختلف محافظات الجمهورية. ورصد التقرير مائة وخمسة وثمانين مركزاً امتحانياً واجه حالات تجمهر من قبل المبادرين للتبرع بإجابات معلنة من خلال مكبرات الصوت، إضافة إلى اقتحام للمراكز بهدف تسهيل الغش والنجاح للطلاب والطالبات. كما عانى المراقبون في خمسة وستين مركزاً امتحانياً في أربع عشرة محافظة من تدخلات بعض أفراد اللجان الأمنية والمجالس المحلية وبعض موظفي التربية، فيما استخدم طلاب آخرون الفوضى والمشاغبات في قاعات الامتحانات بأربعة وخمسين مركزاً امتحانياً بثلاث عشرة محافظة أملاً في الغش. وأفاد التقرير أن اللجان الإشرافية تمكنت من ضبط مائة وتسع وأربعين حالة غش، موضحاً ان عدد حالات انتحال الشخصية بلغ مائة وستين حالة في ثلاثة وعشرين مركزاً باثنتي عشرة محافظة. وبحسب التقرير فقد بلغ عدد حالات الاعتداء على المراقبين ورؤساء المراكز الامتحانية سبع عشرة حالة اعتداء في تسعة وثلاثين مركزاً امتحانياً بعدد من المحافظات. وتطرق التقرير إلى معالجات وتدخلات اللجان الإشرافية على الامتحانات لضمان سلامة سير العملية الامتحانية والتي شملت نقل عدد من المراكز من أماكن التجمعات في الأسواق والأماكن المزدحمة الأكثر قبولاً لحدوث فوضى وإعلان للإجابات بالمكبرات الصوتية، حيث تم نقل ثلاثين مركزاً للحد من وقوع الغش. وشهدت الامتحانات للعام المنصرم تمزيق مائة وتسعين دفتر إجابة إضافة إلى تسريبها خارج اثنين وثلاثين مركزاً امتحانياً منتشرة في إحدى عشرة محافظة، كما بالغ آخرون في محاولة النجاح والحصول على إجابة مريحة بطريقة صعبة من خلال إطلاق نار في أحد عشر مركزاً امتحانياً بسبع محافظات، واحتج عدد من الطلاب في أربعة مراكز بأربع محافظات على صعوبة أسئلة الامتحانات وعجزهم التحصيلي من خلال رفض دخول قاعة الامتحان، كما تفاجأ الطلاب بمحافظات أمانة العاصمة وعمران والبيضاء بطباعة رديئة للأسئلة وتأخر وصول الأسئلة إلى القسم الأدبي مما أدى إلى تأخرالامتحانات في عدد من المراكز الامتحانية. وحصد التقرير أكثر من ألف وسبعمائة طالب دخلوا الامتحانات دون أرقام جلوس نتيجة لتدخلات من قبل متنفذين بالسلطة المحلية ومسئولين في المحافظات طبقاً للتقرير. وأحصى التقرير اثنتين وستين قضية غش وأحداث مختلفة وقعت بحسب المواد الدراسية، حيث تصدرت مادة القرآن الكريم والتربية الإسلامية مجموع قضايا الغش بعدد عشر قضايا تلتها مواد اللغة الانجليزية (والكيمياء + التاريخ) بعدد تسع قضايا غش، وتتبعها مواد اللغة العربية والجبر والهندسة والإحصاء بعدد ثماني قضايا؛ لتسجل مادة التفاضل والتكامل أقل قضايا الغش بعدد (خمس قضايا). وانتقل التقرير إلى نقيض محاولات النجاح الفاشلة إلى فشل محاولات الوصول إلى الامتحانات من خلال أسباب قدرية حالت دون وصول طلاب مجتهدين إلى تتويج نهاية التحصيل العلمي بنجاح مرتقب، حيث باغت الموت بحثاً في الوصول إلى المركز الامتحاني أحد الطلاب بوادي حضرموت بعد أن حالت السيول والأمطار الغزيرة بينه وبين المركز الامتحاني. فيما فارق الحياة طالب من محافظة صنعاء بعد تعرضه وزملائه لحادث مروري أودى بحياته، فيما أصيب زميلاه بإصابات بليغة، كما تعرض خمسة طلاب من محافظتي صعدة والبيضاء لحادث مروري؛ ثلاثة منهم لدى خروجهم من المركز الامتحاني. وتطورت حالة الخوف من الامتحان إلى خوف مرضي بعد ان أصيب أكثر من ستين طالباً بمختلف المراكز الامتحانية في أمانة العاصمة وتعز والحديدة وشبوة وصعدة بأعراض هبوط في ضغط الدم وصداع شديد وآلام المعدة والكلى والقيء والإسهال والإغماء. ففي حين امتحن أحد الطلاب في مستشفى وآخر في السجن، وأخير ظهرت عليه أعراض الصرع في مركز نشوان (حيدان) بأمانة العاصمة، والأكثر طرافة وجمالاً هو تسجيل التقرير لحالتي وضع في مركزي الزهراء والقديمي بأمانة العاصمة. وانتهى حصاد العام الدراسي بتنقلات بين صعوبات العملية الامتحانية التي تواجه الباحثين عن النجاح المخادع بتصنيف أكثر القضايا بحسب وقوعها في المراكز الامتحانية، حيث تصدرت محافظة مأرب إجمالي محافظات الجمهورية الأكثر شغباً وتعرضاً لمحاولات غش الطلاب بنسبة (%166) تلتها محافظة الضالع (%122) فمحافظة ريمة (%106) وحلّت محافظة ذمار رابعاً بنسبة (%83) وصعدة خامساً (%69) فيما سجلت محافظة صنعاء نسبة (%63). وعزا التقرير ارتفاع تلك النسب في محافظات وانخفاضها بأخرى إلى قصور بعض التقارير من اللجان الإشرافية في بعض المحافظات عن حالات الغش وأعراضه مما يسبب خللاً في الجمع للحالات ينعكس على النسبة العامة النهائية لمستويات الغش في كل محافظة. وأخيراً يرافق أسف محاولات الغش في امتحانات الشهادة الثانوية للعام المنصرم 2006/ 2007م للوصول لنجاح مشكوك وتأخير زمني لفشل منتظر في محطة مقبلة من محطات الحياة أمنيات التوفيق الخالص لأكثر من مائتي ألف طالب متقدم لنيل شهادة الثانوية العامة للعام الدارسي الجاري 2007/ 2008م.