نظرإلى ساعته وغادر مكتب الاستشارات متجها الى سيارته. وردة حمراء ثبتت بماسحة الزجاج , أبطأ من سرعته. فتح باب السيارة، تناول ملفا وعلبة التبغ. أغلق الباب وأشعل لفافة تبغ. أربكته الوردة الا أنه بدا متماسكا يقلب بالأوراق ويلتفت خلفه بحذر، يتفحص الدرج الخارجي لمكتب الاستشارات كي لا تفوته مغادرة أحد. لا يليق من بعمره أن يبحلق في الفتيات الصغيرات! يهمس بينه وبين نفسه: من تكون صاحبة الوردة الحمراء! “الفتاة التي تجلس خلف زجاج الاستعلامات. لا لا أظن” فقد لمح خاتم زواج في إصبع يدها اليسرى؛ هل يمكن أن تكون دعابة من صديقه ؟ لم يسبق أن تبادل الورود مع أحد من قبل، لا وقت لديه، ربما لم يجرؤ! إنه العمل والأسرة والأولاد؛ ولكن من هي؟؟؟ خلع معطفه، وهج حار لفه رغم برودة الجو؛ ألقى المعطف في السيارة؛ ثم عاد ليقف أمام الباب الرئيسي للمكتب. استوقفه زميل له؛ لاحظ ارتباكه؛ غادره مندهشاا! لم يهتم , بقي مسمرا أمام المبنى مدة تجاوزت (إذن المغادرة). عاد الى سيارته يرمق الوردة؛ أبقاها حيث وضعتها امرأة ما، وانطلق بسيارته مسرعا، فابنته تغضب من الانتظار طويلا أمام بوابة المدرسة! أنتهى الشاب الذي يقطن البيت المقابل لمكتب الاستشارات من حلاقة ذقنه، وهرول باتجاه نافذة المطبخ، يلمحها كل صباح تقطع الشارع، تلقي بمفاتيح السيارة في حقيبتها وتدلف مكتب الاستشارات , لم يصادف أن رآها بالقرب من سيارتها..حالما سمع صوت محرك سيارة يدور. اندفع باتجاه النافذة مسرعا , استوقفه صوت أمه تسأل: هل تنتظر أحدا؟ ابتسم حين لم يجد السيارة التي وضع عليها الوردة، لابد أن فتاته الآن تحتضن وردته الحمراء، لمح إناء الزهور: حسنا، هنالك ما يكفي حتى نهاية الأسبوع.