مدير مدرسة الأمل : هناك إقبال للفتيات على التعليم والحاجة ماسة لمركز صحي زيد محمد سعيد: نعاني من انعدام المياه الصالحة للشرب الكدحة .. منطقة ساحلية تقع بالقرب من مدينة المخا، معظم سكانها من الصيادين الأشد فقراً .. مازالت حتى هذه الساعة تعيش حياة بدائية ومازال أهلها وسكانها يستيقظون صباحاً في وقت واحد مع طلوع الشمس ويودعون النهار بعد ساعات من غروبها دون تأخير، لا يعرفون السهر خوفاً من حلول الظلام ، أو من مساء حالك هم غير قادرين على مجاراته فيخلدون للسكينة ليبدأوا حياتهم ليوم جديد آخر.. حياتهم مازالت كما هي بدائية تختلف اختلافاً كبيراً عن بقية القرى والعزل المجاورة، فحياتهم استثنائية سماتها الحرمان والفقر المدقع وتنعدم فيها سبل الحياة من ماء وكهرباء وغيرهما من الخدمات الأساسية. حياة قاسية مقبولة أهالي قرية الكدحة يزيدون في تعدادهم السكاني عن ألف وخمسمائة أسرة أو أكثر لكنهم راضون بتلك الحياة القاسية إلى ماء شاء الله وإلى أن تسمح الأقدار بإيعاز السلطات في مديرية ذباب أو في محافظة تعز الالتفات إليهم في تنفيذ مشروع واحد للمياه يروي عطشهم بدلاً عن تلك المياه المالحة التي يتجرعوها يومياً دون مبالاة بما قد تصيبهم من مكروه.. لأنهم محفوفون برعاية إلاهية ، وربما بفضل البركات والشعوذات يلجأون للتبرك بقباب الصالحين لشفاء آلامهم وأمراضهم المستعصية دون حاجة لاسعاف أو الوصول إلى أقرب مركز صحي يبعد عن الكدحة ويقع في مدينة المخا .. لأنهم غير قادرين بطبيعة الحال على اسعافه .. لأن لا أكبرهم ولا أصغرهم يمتلك ورقة الألف ريال لاسعافه ، وإذا وجدت فليس هناك وسيلة مواصلات تقلهم لاسعاف مريضهم .. إلا إذا سمحت الأقدار بتوكيل من أراد الله بالتوقف في تلك الطريق السريع الساحلي الموحش . حياة مهملة من كل شيء الشيخ زيد محمد سعيد بامخرمة - أحد وجهاء قرية الكدحة يقول في حديثه عن الظروف والأحوال القاسية التي تعيشها الكدحة : الكدحة مركز لتجمع سكاني كبير من الصيادين الأشد فقراً يعيشون في أكواخ كما تشاهد لا كهرباء ولا مياه صالحة للشرب، ومشروع مياه الشرب الوحيد مياه مالحة غير صالحة أصلاً لمياه الشرب وتوالت الاهتمامات في الفترة الأخيرة من قبل مكتب الثروة السمكية بتحسين حياة الصيادين في مركز الكدحة من خلال تلك الدراسات التي قاموا بها وكانت هذه الاهتمامات تدفع الى تشكيل جمعيات تمثل هذا التجمع وذلك للحصول على قوارب ودعم مما دفع ذلك لرفع معنوياتنا وكنا تعرف أن معظمنا أميون ونفتقد لكثير من الامكانات المادية وخصوصاً بعد أن وجدنا من تشكيل مثل هذه الجمعيات بحاجة إلى رأس مال ومصاريف كبيرة للانتقال إلى تعز لمراجعة الشئون الاجتماعية في أخذ التصريح لإشهار الجمعية، وبعد تلك المراجعات الطويلة والقوائم الطويلة وغيرها من الطلبات حتى فاجأنا أحد المسئولين بأن تشكيل الجمعيات موقف من صنعاء والقضية ليست بهذا الاشكال وإنما لأننا لا نمتلك خمسمائة ألف مصاريف وتكلفة لعقد المؤتمر التأسيسي وإشهار هذه الجمعية ولهذا لم نفلح بتأسيس جمعية تمثل مجموعة الصيادين الفقراء في الكدحة بسبب عدم الدعم والتشجيع من الجهات المسئولة والمعنية بهذا الشأن . منطقة إنزال وترحيل وعن الوضع الاجتماعي والخدمي وطبيعة الحياة للفرد بالكدحة يقول : - معظم أولادنا يعملون بمراكب الاصطياد التقليدية من خارج المنطقة ويغيبون في البحر لشهور وحياتهم مرتبطة بهذه المراكب التي مرساها إما الحديدة أو عدن .. لأنه لايوجد مرسى لهذه القوارب بالكدحة ، والكدحة تعتبر مركز انزال لتجار هذه المراكب والذين لديهم ثلاجات محملة على سياراتهم فبعد الانزال يحملون الأسماك مباشرة إلى تعز وغيرها من الأسواق في مختلف المدن الكبيرة .. ما يعني ان الصياد يعمل بأجر يومي ويتضاعف أجره من موسم إلى آخر .. طبعاً توجد مدرسة أساسية وهي الوحيدة في الكدحة ومن أراد تعليم ابنه عليه ارساله إلى ذباب أو إلى المخا حيث توجد مدارس التعليم الثانوي ونتيجة الفقر الذي يسود جميع الآباء الصيادين يتوقف معظم أبنائهم عند حد التعليم الأساسي فقط. مياه غير صالحة وماذا عن المياه الصالحة للشرب ؟ }} كما لمستم الوضع بأن مياه المشروع نستخدمها للغسيل والوضوء لأنها مالحة .. لا يختلف طعمها عن ماء البحر ولهذا الدبة الماء الصالحة للشرب تباع ب 300 ريال والوايت الماء الحالي مكلف يصل من المخا إلى منطقة الكدحة ب (8000) ريال . وفي الحقيقة المسألة اختلفت تماماً مع قيام المجالس المحلية ، حيث في السابق الدولة أوجدت هذا المشروع وأوجدت المدرسة، الآن كله يرجع للمجالس المحلية وكان لنا أمل كبير من هذه المجالس القيام بتوزيع عادل للمشاريع لكن للأسف لم يحدث من هذا شيء. حياة استثنائية أحمد سعيد - مدير مدرسة الأمل الأساسية بالكدحة يقول: - ليس هناك قصور من الدولة في عملية التعليم ومثل ما أوجدت المبنى المدرسي أوجدت ووفرت الكادر التعليمي والكتاب المدرسي وغيره وهناك إقبال من الفتاة للتعليم لكن يتوقف عند الفصل التاسع وهناك نحو أربعمائة طالب وطالبة في المرحلة الابتدائية والاعدادية .. والأعداد تتزايد من عام إلى آخر وما نعانيه هو في الجوانب الخدمية الأخرى، إذ إنه لايوجد مركز صحي يقدم الاسعافات الأولية والصحة الانجابية وأقرب مركز صحي في مدينة المخا والحالة الاسعافية تكلف ألف ريال أجور مواصلات. هذا إذا وجد الألف الريال عند هذه الحالة ، وهذه هي حياة أهل الكدحة. حياة بدائية حسنية أم فتيني جابر تقول : - وضع المرأة في الكدحة ليس كما هو حال المرأة في تعز أو غيرها من المدن السواحلية فهي المربية والمتكفلة بتدبير المنزل من الألف إلى الياء دون تقصير أو ملل .. فالأم تنهض باكراً للخروج إلى الخبت المجاور لقرية الكدحة لتجميع حطب الاراك الموجود بالمنطقة .. في الوقت نفسه يقوم الزوج للذهاب إلى البحر ليصطاد ما يجود به البحر من صيد .. فربنا كريم .. فغذاؤنا كله شاهي وماء وكدرة وصانونة لا نعرف الفاكهة والخضروات ولا ندري متى ستأتي الكهرباء وتقلب حياتنا على رؤوسنا وهذا ما لا نريده.