كانت "أخبار اليوم" قد رحلت في الحلقة الماضية إلى مديرية ذوباب وبعض قراها وخاصة قريتي الحوطة والوطن لتكشف النقاب ولأول مرة عما يختلج هذه القرى من تهميش ما جعلها دون منازع خارج نطاق التغطية في خارطة الوطن وفي هذا العددنقترب أكثر من المديرية في محاولة لنقل صورة عما يكتنفها من منغصات جعلتها في عالم النسيان في صورة لا تمت إلى عصر الحضارة بشيء باستثناء قوارب الصيد والدارجات النارية التي تضفي على الزائر نوعاً من الشعور بوجود ما يشير إلى مكنونات الدولة الحديثة . أثناء إعداد الحلقة الثانية من هذا الاستطلاع وردتنا عبر الهاتف المعلومات التالية ( من تاريخ 25 /5 / 2009م وحتى تاريخ 15 / 6 / 2009م عقدت محكمة موزع الوزعية وذوباب أربع جلسات للنظر في قضية أهالي الوطن ولم يحضر الغرماء , ورغم ذلك لم تتخذ المحكمة أي إجراءات بإحضارهم ) .. انتهى مساء أمس الاثنين وردت المعلومات التالية بتاريخ 21/6/2009م مدير أمن ذوباب يرسل المدعي أحمد زيد عوض والمدعى عليه محمد سعيد صالح إلى محكمة موزع الوزعية ومما جاء ( مرسل أليكم المذكوران بخصوص ما يدعى به الطرف الأول على المدعى عليهم وقد تم متابعة المتهمين ولأنهم هاربين ما عداء المرسل إليكم وذلك لإجراء الوجه الشرعي كون القضية منظورة لديكم .. انتهى .. معلومات " أخبار اليوم " يحاول الطرف الثاني الاعتداء على الأرض والحاكم إلى الآن لم يفصل في القضية .. وعلى تسليط " أخبار اليوم " في حلقتها الأولى عن محاولة بعض الجهات المتنفذه السيطرة على أرضي الوطن التي تقدر بعدة كيلومترات وتقاعس القضاء بإنصافهم و وقفه إلى جانب المعتدين بحجة الصلح العرفي فقد تم التالي : في تاريخ 18 /6/2009م أنتقل نائب مدير أمن مديرية ذوباب ورئيس قسم البحث الجنائي ومجموعة من أفراد الأمن إلى منطقة قرية الوطن وذلك للمعانية الاعتداء على الأرض ورفق في تقرير ( محضر إثبات اعتداء على الأرض ) شاهدنا تلم بالحراثة من جهة مشرف منطقة الوطن ......... الخ . تحتفظ "أخبار اليوم" بالمحضر . الأهالي قالوا! المحكمة لم تقم بضبط المعتدين ولم يحضروا أياً من جلساتها حتى ساعة كتابة الخبر . التعليم : التعليم في مديرية ذوباب لا يحظى بالاهتمام اللازم كما بعض المديريات ويرجع الأهالي السبب في ذلك إلى القرى المتناثرة التي تبعد بعضها مسافة 10 - 15 كم كما قريتي الوطن والحوطة إذ تكن الدرجات النارية خير وسيلة لإيصال الطلاب إلى تلك المدارس وفي حالة انعدامها تقطع تلك المسافات سيرا على الأقدام وهو ذات الأمر الذي يجعل معظم طلاب هذه المديرية يعكفون عن إكمال مشوارهم التعليمي والالتحاق بركب صيد الأسماك أو الرعي بمجرد بلوغهم سن المراهقة ومع ذلك يرى مدير عام مديرية ذوباب عبدالله الصراري أن التعليم قطع شوط لا بأس به في المديرية مستدلا بذلك على العديد من المدارس التي تم بناءها من قبل الدولة أو التي أنجزت مؤخرا من قبل المجالس المحلية بالمديرية ومن ذلك مدرسة الأمل بالكدحة والتي كما يوضح مديرها أحمد محمد قاسم بأنه تحوي على قرابة 450طالب وطالبة تدرس فيها مرحلتي الابتدائية والإعدادية علاوة عن مدرسة الفتح بواحجة .. يوضح الصراري أن الفتاة التي كانت لوقت ليس ببعيد لا تلتحق بركب التعليم أضحت بالمديرية من أكثر الفتيات التي تولي اهتماما بمواصلة مشوارها الدراسي ويرجع الفضل بذلك إلى منظمة جايكا اليابانية التي ساهمت بدفع الفتاة إلى التعليم من خلال تشجيعها ودعهما ماديا ومعنوياً . الصحة يقول الأهالي إن الصحة منعدمة في أغلب قرى مديرية ذوباب المتناثرة على أماكن متباعدة و على المريض أن يقطع من قرية الوطن مسافة 18 كم حتى يصل إلى مديرية المخاء أو مسافة 25 كم حتى يصل للمستوصف التابع للمديرية بذوباب .. يوضح أحد المواطنين أن أكثر ما يؤورق الأهالي في هذه القرى النائية هي حالات الولادة المتعسرة مع أن هناك مستوصفات في متناثرة في المديرية غير أنها خالية من الكادر الطبي كما مستوصف الواحجة وبالتالي تحولت إلى سكن للأشباح وبيوت العناكب . الكهرباء والمياه مظاهر الدولة الحديثة في هذه المديرية تكاد تنقطع من كل شيء فالكهرباء لا يعرف الأهالي منها سوها اسمها أو الأعمدة التي تمر من فوق رؤوسهم أما المياه فهي تجلب من الآبار التي يحفرونها بأيديهم ومن ذلك ما يتباهى به أهالي المديرية هي بئر الوطن التي تعود إلى عهد الأتراك في اليمن و ما يميز هذه البئر برودتها أيام الصيف والشتاء .. جمال محمد علي قاسم رئيس لجنة الخدمات بمحلي ذوباب أعتبر أن معظم مشاريع المياه متوفرة في مديرية ذوباب مستدلا بذلك على مشروع مياه باب المندب والكدحة والسويدة والمعقرة والجديد والحنيشة وواحجة .. عشرات القرى التي تستفيد من خدمة المياه في ذوباب فيما تعد قرى خارج تغطية هذه المشاريع أما الكهرباء فكما يوضح مدير عام المديرية أنها كانت إلى عهد قريب متوفرة لولا تهالك الشبكة وتعرضها للسقوط منوها بذات الوقت إلى أحدى المولدات الخاصة بالمديرية قدرته ألف كيلوا وات يتواجد في صنعاء وسيتم إنزاله إلى مديرية المخاء حتى يتم توصيل الكهرباء العمومية بإنشاء شبكة الأعمدة التي جهزت في أحدى المستودعات في تعز .. هي وعود يزفها مدير عام المديرية لأهالي المنطقة ليبقى الأمل منشوداً بسرعة إنجاز المهمة لطالما أن المولد قد وصل إلى صنعاء ليبقى المواطن على أحر من الجمر في انتظار رؤية نور الكهرباء والذي يخشى الجميع من تصنعن المولد بصنعاء نظرا لتحضرها ورفضه مغادرة مخزنه إلى قرى نائية .. الحياة المعيشية يعتمد أهالي هذه المنطقة على الزراعة والرعي واصطياد الأسماك ومع ذلك فإن هناك منغصات تكتنف أرزاقهم فالاصطياد محاصر من قبل القوات الإريترية التي لا تسمح لهم بالاقتراب من الأماكن التابعة لهم زد على ذلك أن القوات الإريترية - وحسب الصيادين - فأنة دائمة الخروج للحدود البحرية فهي تطاردهم حتى شوطي السواحل اليمنية دون أن تحرك الجهات المختصة للحراسة الحدود أدنى ساكن أما الزراعة فإن أرضيهم لا تنفك من الإرتوا بالعاب المتنفذين للاستيلاء عليها كما حصل مؤخرا لقريتي الحوطة والوطن أما أهم زراعتهم فانه البصل الذي يورد بكميات كبيرة إلى الأسواق ويتصدر إلى بعض دول الجوار .. الأهالي الذين يعيش بعضهم حياة البدائية من حيث مساكنهم المصنوعة من جذوع الأشجار والقش يعملون يعيشون في هذه الأيام تحت حرارة تصل إلى 40درجة مئوية ورغم ذلك فهم يحتسبون صبرهم على الله رغم تكالب المصائب عليهم من البحر القوات الاريترية ومن البر القوات المتنفذة ومن الجو حرارة الشمس فهم يعتمدون أيضا في رعي الأغنام والإبل كجزء من حياتهم المعيشية لذلك لا شيء يورقهم غير أشعة الشمس وما تقدم عليه أيدي البشر الظالمة .. الطرقات والأسواق قد تبدو الجغرافية الساحلية من أهم العوامل التي ساعدت في إيجاد طريق معبد نوع ما غير أن الولوج إلى أسواق المديرية سرعان ما يعصف بالذاكرة إلى عقود خلت وذلك لأقدمية الأبنية علاوة على الطرق القديمة التي تستخدم لتحضير الأكل في المطاعم ومحلات الحلويات .. أسواق المديرية تبدو غير منظمة علاوة عن الأوساخ ومكدسات القمامة التي تنشر فيه بشكل لافت للنظر ومع ذلك فمردتي السوق لمديرية ذوباب لا يعيرون الأمر أدنى اهتمام في حين يرجع البعض لليأس الذي أصاب المواطنين من أجدية الإصلاح بذات المكان . التهريب قضية التهريب تعتبر من أهم قضايا فالمنطقة والتي تنعكس آثارها السلبية على مستوى الوطن برمته وحسب ما جاء في صحيفة " حديث المدنية " العدد الثاني عن كشفها بوثائق رسمية عن تقرير استخباري يكشف أن 16 نافذا أحالوا ميناء المخا إلى منطقة حرة للتهريب في حين قدرت الخسائر المادية - حسب الصحيفة - من جراء دخول الكميات المهربة بحوالي 1.969.287.000 ريال يمني أرجع مدير عام المديرية السبب في ذلك إلى الهاتف السيار الذي يعمل على تسهيل عميلة التهريب حينما يتم تبليغ المهربين بواسطته من قبل عيونهم التي ترقب تحركات الجهات الأمنية .. وأشار مدير عام مديرية ذوباب إلى إن إدارة المديرية تعمل على متابعة قضايا التهريب أولا بأول وحسب ما يردها من بلاغات .