لا تزال ظاهرة التدخين وأضراره بعيدة كل البعد عن البرامج والسياسات التوعوية، ولا توجد في اليمن رؤية جادة وواضحة لمحاربة هذه العادة السيئة التي بدأت في الانتشار بشكل واسع بين الناس، وخاصة صغار السن. ولها عدة أسباب قد تكون نفسية أو اجتماعية نتيجة لظروف أسرية أو لسوء المعيشة.. أو مجرد تجربة يظن البعض أنه لابد من خوضها، لأن الرجولة لا تكتمل إلا بها كما يقول كثيرون!! العائلة هي السبب! سعود فيصل العماد - 25 سنة - يدخن منذ 12 سنة وأخبرنا أن سبب تدخينه هو رفض العائلة له!. وأضاف أيضا أنه يدخن مع تعاطيه للقات وقبل النوم، وكذلك بعد الغداء مع كوب من الشاي. تجربة حب أن يخوضها!! زهير - 22 سنة- طالب في كلية التجارة قسم العلوم السياسية - يدخن منذ 6 سنوات وسألناه كيف تعلم التدخين؟ أجاب: أنها مجرد تجربة وأحب أن يخوضها وتعود عليها. وأضاف أيضا أن الأوقات التي يفضل فيها التدخين بعد الوجبات ومع وقت تعاطي القات وأخبرنا أنه يدخن من 10 إلى 20 حبة سجائر في اليوم. اكتمال الشخصية! حسين الرداعي - 23 سنة- جامعي..قال: بأنه يدخن منذ 6 سنوات. وعن الأسباب التي دفعته للتدخين؟ أجاب: التدخين شيء يدعو إلى التفاخر والتباهي أمام الناس..وكذلك لاكتمال شخصيته ورجولته، ومع ذلك تعود عليها. وأخبرنا بأوقاته المفضلة للتدخين. وهي مع تعاطي القات. وأنه يدخن بكثرة إذا كان مع مدخنين شرهين. أما إذا كان لوحده فيدخن من ثلاث إلى أربع سجائر فقط في اليوم. بعد الفطور! س.ع-جامعي - 19 سنة - يدخن منذ 7 سنوات وسبب اندفاعه إلى ممارسة التدخين هم رفقاء السوء عند هروبه من المدرسة. والأوقات التي يفضل فيها التدخين هي بعد وجبة الإفطار. وعدد السجائر التي يدخنها في اليوم ليس محدداً. بعد هذه الطقوس الشبابية عرضنا رأي المختصين في هذه الظاهرة. د/ عفاف الحيمي أخصائية اجتماعية- كلية الآداب جامعة صنعاء- سألناها ما سبب اندفاع الشباب لهذه الظاهرة؟ فأجابت: أن الأسباب التي تؤدي بالشباب إلى التدخين هي عدم وجود القدوة الحسنة والابتعاد عن العادات السيئة الآن معظم الآباء يدخنون والأبناء يقومون بتقليد آبائهم. والآباء يمنعون أبنائهم من فعل وهم يفعلونه، ومع ذلك لا يستطيعون منعهم. وكثرة أوقات فراغ الشباب، ويعود ذلك إلى قلة المتنفسات والنوادي الرياضية لاشغال وقت فراغهم، وهناك أسباب أخرى هي تقليد الأصحاب. وضعف التعليم وجديته. الدكتور/ خالد الشميري -أخصائي أمراض نفسية مستشفى الأمان للطب النفسي-قال:بالنسبة للأشياء التي تدفع الشباب للتدخين حب الاستطلاع والشباب بطبيعته يحب يعرف فيقول لنفسه لماذا لا أجرب فيبدأ بتعاطي التدخين..كذلك رفقة السوء إما بتقليد الأشخاص أو تقمص شخصية ما كالأب مثلا. أو عند رؤية الأسرة تمارس التدخين. والشاب يطلب المتعة دائما في مرحلة المراهقة. ويبحث عن الأشياء التي تمنع عنه بحيث أنه يستمتع فيها. فهو يدخل في مرحلة الاستطلاع ثم الاستمتاع بالمادة. وهي مادة النيكوتين. فيأخذ حبة سجائر يستمتع في تدخينها ثم يبدأ التعود ويبدأ جسمه يطلب هذه المادة أو لرغبة أشياء نفسية عنده. أوالتعويض جوانب نفسية التي هي البحث عن الاستمتاع وهذا أي قدر يطلبه الشخص ويعود إليه قد تكون مدة امتنع الشخص فيها عن التدخين بسبب تعود جسمه على عدم وجود هذه المادة. ولكن قد تكون اللذة عند الشخص هي التي تجعله يعود للتدخين مرة أخرى. وهناك أسباب تدفع الشباب للامتناع عن التدخين. منها إذا اكتشفه والده خصوصا إذ كان غير مدخن فيكون موقفه حرجاً. أو جلوسه مع ناس غير مدخنين أو ركوبه في الباص. فقد يجعله ذلك ينوي الانقطاع عن التدخين. وقد تأتي ظروف مهيأة لعودته للتدخين بالجلوس مع رفقاء سوء أو الجلوس في مجالس المدخنين خصوصا في أجواء معينة. فيحب أن يعود لتلك المتعة التي كان يشعر فيها قبل انقطاعه عن التدخين فيعود مرة أخرى إليه. الدكتورة/ سلاف عبد الرزاق – أخصائية أمراض صدر- أوضحت أن سبب إدمان التدخين هي مادة النيكوتين وهي مادة سمية قسم منها يحترق مع السيجارة ويتبقى منها حاجة بسيطة وهذه الأخيرة هي التي تسبب الضرر بصورة عامة ويذهب تأثيرها عندما ينقطع الشخص عن التدخين وسبب الإدمان أن الجسم يحتاج ويطلب تلك المادة. وسبب أن المدخن دائما يقبل على الإكثار من السجائر بسبب هذه المادة بالإضافة إلى مواد أخرى منها أول أكسيد الكربون الذي يشتعل اشتعال غير تام، وتأثيراته أسوأ من تأثيرات النيكوتين. أما بالنسبة على صحة الجسم فهو سبب رئيسي لأمراض السرطان. ابتداء من سرطان الفم، والحنجرة، والمريء والمعدة، والرئتين، أمراض القلب، أمراض الدم مثلا تصلب الشرايين، والجلطات القلبية، والذبحة الصدرية. وأكدت أن المدخن لا يضر ايضاً نفسه بالتدخين بل يضر أيضاً الأشخاص الذين يجلسون معه، سواء في البيت أو في الخارج. ويكون الضرر عليهم أكثر منه..وأنه عندما ينقطع الشخص عن التدخين لمدة عشر سنوات قبل سن الخمسين يصبح جسمه طبيعياً، كأنه غير مدخن. ترجع أسباب التدخين عند الشباب إلى عدة أسباب..منها اجتماعية ونفسية، وعدم وجود قدوة حسنة، وعدم وعي صحي، إلى جانب قلة النوادي الخاصة بشغل أوقات الفراغ ونشاطات رياضية سواء كانت مدرسية أو جامعية وزيادة عدد المدخنين بين هذه الفئة جاء نتيجة عدم وجود سياسة جادة من قبل الحكومة لمحاربته.. جميع الدول المتحضرة تفرض على شركات التبغ طباعة “التدخين غير صحي” على العلب بشكل كبير وواضح. بينما في اليمن التحذير يكاد لا يرى..إضافة إلى منع التدخين في الأماكن العامة غير موجود وإذا وجد ليس بفاعلية قوية.