مدير عام مگتب الأوقاف بمحافظة إب:خطة المكتب تستهدف 16000 ألف طالب وطالبة من خلال خمسين مركزاً في مديريات المحافظة ومركزها بدأت الإجازة الصيفية لطلاب مدارس التعليم الأساسي والثانوي ، وقد دخل أيضاًً معهم طلبة الشهادتين الأساسية والثانوية وطلبة الجامعات.. الطلبة في العطلة الصيفية ينقسمون إلى قسمين فنجد طلاباً وطالبات ينعمون بالراحة طوال اليوم، والسهر ليلاً أمام التلفزيون لمشاهدة البرامج والمسلسلات والأغاني والأفلام التي تعرضها الفضائيات، كما أن الشوارع والأسواق التجارية تنذر بكارثة أخلاقية إلى جانب غزو الفضائيات ويبدو ذلك واضحاً من خلال تسكع الشباب والفتيات الذين يجدون في الأسواق ميداناً واسعاً لهم يحتضنهم، كما نجد معظم الطالبات يركضن وراء الموضة في هذه الأسواق وكأننا أمام سباق الموضة، وفي نفس الوقت يتحول كثير من الشباب في الصيف إلى خفافيش يقضون ليلهم في الاستراحات ونهارهم في النوم وشكواهم الدائمة الفراغ. أما القسم الثاني فنجد طلاباً وطالبات ينتظرون الإجازة الصيفية بفارغ الصبر للاستفادة من وقتها الثمين.. وهذا مادفع القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالتوجيه للمؤسسات التربوية والتعليمية والشبابية ومكاتب الأوقاف والإرشاد بأن تنهض بدورها لملء الفراغ الذي يعاني منه طلابنا وشبابنا في العطلة الصيفية بما هو مفيد من خلال المراكز الصيفية والمخيمات الكشفية والدورات المختلفة في كافة المجالات العلمية والدينية والصحية والحاسوب. لأجل ذلك يمضي مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب تحت مبدأ «المتاح والممكن من الإمكانيات» خوض غمار استعدادات مكثفة لاحتواء الموقف من خلال برامج متنوعة تسعى في محصلتها النهائية إلى جر عدد غير قليل من طلبة المدارس من مساوئ العطلة الصيفية التي بدأت هذه الأيام واللافت هذه المرة في عملية الاستعدادات للعطلة الصيفية هو الاصطفاف المبكر للجهات المعنية «وزارات الشباب والرياضة، التربية والتعليم، الأوقاف والإرشاد» وقد قطعن شوطاً كبيراً في التنسيق المشترك أملاً في الخروج برؤية موحدة وبرنامج يلبي طموحات الجميع. هذا مالاحظناه أثناء الفعالية التي أقامها مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب بهذه المناسبة وقد حضرها عدد من المسئولين في الجهات ذات الاختصاص بالمحافظة وخرج المجتمعون برؤية مشتركة حول الآلية المتبعة لتنفيذ المراكز الصيفية لهذا العام مستعرضين النتائج السابقة للمراكز الصيفية وكيفية الارتقاء بها هذا العام وصولاً إلى تحقيق الاهداف الموضوعة. الطلاب الناشئون في البداية تحدث الأخ خالد بدر الدين وكيل محافظة إب حول الأهمية التي تشكلها المراكز الصيفية من خلال إسهامها في تعميق مفاهيم الإسلام في الناشئة من الولاء لله والوطن وتنمية مهارات الطلاب من خلال البرامج والدورات والأنشطة والمخيمات الكشفية التي تقام سنوياً في إحياء وتنمية روح الإبداع والابتكار وصقل المواهب واكسابهم الخبرات والمعارف الدينية والتعليمية والثقافية والرياضية والاجتماعية والمهنية والبيئية.. مؤكداً أن المراكز الصيفية لهذا العام تم اعتمادها وفق أسس ومعايير محددة لخدمة أكبر عدد من الطلبة خاصة وأن مسودة المراكز تضمنت هذا العام عدداً من الضوابط والشروط التي تهدف إلى حشد أكبر عدد من طلاب المدارس وبحسب الفئات العمرية المحددة لمراكز الطلبة التي تستوعب طلاب التعليم الأساسي. مشيراً إلى أنه سيتم وكالمعتاد مراعاة أنواع الأنشطة بما يتلاءم مع الفئة العمرية والنوعية الأكثر عدداً والتي من شأنها اكتشاف مواهب الطلاب وتطوير قدراتهم وتوفير البدائل المناسبة. محفز أكبر من جانبه أوضح الأخ عبداللطيف المعلمي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة إب بأن هناك جهوداً تبذل من قبل مكتب الأوقاف استعداداً لإقامة أكثر من «50» مركزاً صيفياً، مؤكداً أن الجهود تمضي بتسلسل هرمي. فتوجيهات الرئيس علي عبدالله صالح ضمن منظومة الاستراتيجيات المتعلقة بالنشء والشباب كانت المحفز الأكبر على بذل المزيد من الجهد في هذا الاتجاه. وكل ذلك أعطى أهمية لما تم تنفيذه سابقاً من قبل وزارة الأوقاف ويتمثل بإقامة العديد من المراكز الصيفية وقد وجدنا أنه من الأنسب هذا العام هو إيجاد إطار تربوي يضمن تنفيذ برامج تربوية وثقافية ودينية من أجل تحقيق أهداف وغايات نافعة ومفيدة. ويشير إلى أنه تم العام الماضي تنفيذ أكثر من 97 مركزاً صيفياً منها «12» مركزاً نموذجياً و«85» مركزاً أخرى وهذه المراكز كانت موزعة على مدينة إب ومديريات المحافظة وقد جمعت كوكبة من أبنائنا الطلبة مؤكداً أن عدد المدرسين الذين عملوا في هذه المراكز وصل إلى «603» مابين مدرس ومدرسة منهم «123» مدرساً ومدرسة في المراكز النموذجية و«480» مدرساً ومدرسة في المراكز الأخرى. فيما وصل عدد الطلبة الذين التحقوا بهذه المراكز إلى مايقرب من «13880».طالباً وطالبة منهم «2343» طالباً وطالبة بالمراكز النموذجية و«11537» طالباً وطالبة في المراكز الأخرى. وقد تلقى الطلبة العديد من المواد الدراسية في القرآن الكريم والحديث الشريف وهدية المستفيد ومتن الأجرومية والدراري البهية إضافة إلى ذلك أقيمت العديد من الأنشطة مثل المسابقات الثقافية والأنشطة الدينية والاجتماعية والرياضية، كما أقيمت فعالية انفردت بها المراكز الصيفية بمحافظة إب وهي إقامة مسابقة عامة في قاعة كلية التربية بجامعة إب وذلك ضمن فعاليات المهرجان السياحي الخامس الذي شهدته المحافظة. كما شمل برنامج المراكز الصيفية للعام الماضي إلقاء العديد من المحاضرات والدروس الدينية وقد وصل عدد المحاضرين والمرشدين الذين شاركوا في هذه الفعالية حوالي «61» محاضراً ومرشداً. خطة مكتب الأوقاف لهذا العام وواصل الأخ عبداللطيف المعلمي حديثة حول استعدادات مكتب الأوقاف لاقامة المراكز الصيفية لهذا العام حيث أكد أن المكتب قد أعد خطة بهذا الشأن وتهدف إلى إقامة «50» مركزاً صيفياً في عموم مديريات المحافظة والبالغ عددها عشرون مديرية إضافة إلى أن خطة المكتب تستهدف «16000» ألف طالب وطالبة. ويتوقع أن يلتحقوا في المراكز الصيفية لتعليم الواجبات الدينية في مراكز المحافظة وعموم المديريات. مؤكداً أن الفئة المستهدفة هذا العام هم الطلاب الدارسون في مدارس تحفيظ القرآن الكريم وطلاب الصف التاسع والثامن والسابع من المرحلة الأساسية وطلاب المرحلة الثانوية وطلاب الجامعة في مراكز المحافظة ومديرياتها كما أن التابعة لمكتب الأوقاف ستكون في المساجد وذلك في مركز المحافظة مركزان في كل مركز مديرية ويمكن للمكتب أن يقوم بافتتاح مراكز أخرى وذلك بحسب الضرورة. الوسطية والاعتدال أما فيما يخص المنهج الدراسي الذي سيدرس في هذه المراكز؟ وهل هناك ثمة شروط ومعايير لإقامة مثل هذه المراكز من جهات أخرى؟ فيوضح الأخ المعلمي بالقول:- المنهج الدراسي لهذا العام احتوى على الكثير من العلوم والمعارف وأهمها حفظ وتلاوة أجزاء من القرآن الكريم وحفظ وشرح من الأحاديث النبوية ومعرفة التجويد واتقانه وفي جانب الفقه هناك الكثير من الأمور الفقهية التي سيتم تزويد الطلبة بها مثل «الصلاة،الطهارة النجاسة، ..إلخ» ودراسة موضوعات من السيرة النبوية المطهرة وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم. أما فيما يخص الشق الثاني من السؤال فنحن لدينا معايير وشروط عامة لقبول المراكز الصيفية ومن أهمها أن يكون المركز المطلوب إقامته تابعاً لمكتب الأوقاف والإرشاد وأن يكون متوسطاً لتجمع سكاني أضف إلى ذلك وهو الأهم أن يكون القائمون على المراكز متصفين بالوسطية والاعتدال. حيث تم وضع شروط يجب أن تتوفر بالمتقدم للتدريس في المراكز الصيفية وتتمثل في أن لايقل حفظ المتقدم عن خمسة أجزاء من القرآن الكريم وأن يجيد تلاوة القرآن الكريم وأن يكون ملماً بأحكام التجويد نظرياً وعلمياً، وأن يكون المتقدم مؤهلاً علمياً ومتصفاً بالوسطية والاعتدال وبعيداً عن العصبية الحزبية والطائفية والمذهبية وأن يكون ملتزماً بدوام المركز، أما شروط المتقدم للتوجيه على هذه المراكز فيمكن القول: إنها تتمثل في الآتي الموجه عن عشرة أجزاء من القرآن الكريم وان يجيد تلاوته وتجويده وان يكون لديه مؤهل علمي يتناسب مع عمله وان يتصف بالوسطية والاعتدال والبعد عن العصبية والحزبية والطائفية والمذهبية وان تكون لديه خبرة في مجال التوجيه. فعاليات ثقافية ومن الأنشطة الثقافية التي تقام ضمن فعاليات المراكز الصيفية التي يشرف عليها مكتب الأوقاف، إقامة المسابقات الثقافية والتي شهدت العام الماضي تنافساً شديداً بين المراكز النموذجية بمدينة إب وشهدت حضوراً جماهيرياً غفيراً وهذا العام سيستمر مكتب الأوقاف بإقامة هذه النشاط الهام ولكن بآلية مختلفة ويقول الأستاذ. عبداللطيف المعلمي: المكتب وبالتعاون مع لجنة مسابقات المهرجان السياحي السادس والذي تحتضنه مدينة إب هذا العام قد أعد خطة لإقامة هذه الفعالية وتتمثل بإجراء التنافس بين المراكز الصيفية المنتشرة على مستوى مديريات المحافظة وإجراء التنافس بين المراكز تحت اسم المديرية التي يتبع لها المركز الصيفي إضافة إلى أن المسابقات لهذا العام ستشمل إقامة مسابقات حفظة القرآن الكريم بمستوياتهم المختلفة، إضافة إلى إقامة مسابقة منشد المهرجان،حيث يتنافس عدد من المنشدين على الظفر بهذا اللقب من خلال تقييم لجنة من الحكام كما أن مسابقات هذا العام ستشهد مسابقات أجمل تلاوة في القرآن الكريم ويتنافس على ذلك براعم وزهرات المراكز الصيفية،كما تشهد المسابقات العديد من الفعاليات المختلفة والتي تهدف في مجملها إلى غرس المفاهيم الوطنية في نفوس الشباب وتربية الشباب وإعدادهم علمياً وثقافياً وروحياً وأخلاقياً وفقاً للتعاليم الإسلامية والنصوص الدستورية والقانونية. كما إننا نهدف من خلال المسابقات الثقافية إلى رفع المستوى الثقافي لدى الطلاب وتعميق مفاهيم الإيمان والأخلاق الفاضلة وأهداف الثورة والوحدة والولاء الوطني وتنمية المهارات المتعددة لدى الطلاب وإيجاد روح المنافسة الشريفة بين الطلاب واستثمار طاقة الطلاب وتنميتها وتوجيهها التوجيه السليم وربط الطالب بالثقافة الإسلامية وتوجيهه بالاستفادة منها والاعتزاز بها، أضف إلى ذلك أن هذا النشاط يعد الأول للمراكز الصيفية على مستوى الجمهورية.. مراكز تحقق أهدافها الأخ.حميد الخولاني ولي أمر الطالبة «روان» والتي تلتحق سنوياً بالمراكز الصيفية التابعة لمكتب الأوقاف، يقول: يعاني الطلاب في الإجازة الصيفية الكثير من الفراغ ولذلك وفي اعتقادي الشخصي فإن المراكز الصيفية تحميهم من اخطار الفراغ وضياع الوقت بلا فائدة، وللأمانة أن وجود المراكز الصيفية خلال الأعوام السابقة ساعد كثيراً الطلبة في تقضية أوقاتهم خلال الإجازة وكم هو رائع أن نرى أسراً تهتم بأمر التربية الحسنة منذ نعومة أظافر أبنائها والأكثر روعة أن يكون الاهتمام منصباً على تعليم القرآن الكريم ونحن اليوم نشاهد نماذج كثيرة لأسر تحرص على أن يذهب أبناؤها إلى المراكز الصيفية لتحفيظ أبنائها كتاب الله وهذا ما يجعل تلك المراكز تزدحم بالطلاب الراغبين في الحفظ. تحفيظ كتاب الله الأخت رئيسة الغزالي والتي تعمل مدرسة بمدارس تحفيظ القرآن تقول: نعتمد عند تحفيظ القرآن للطلبة الملتحقين بالمراكز على نظام تحديد مستوى كل طالب على حدة باختيار الطلاب بما يحفظون من الأجزاء والسور وهذا النظام يعتمد على أن الطلاب يحفظون سور القرآن الكريم من ضمن مقررات المنهج الدراسي السنوي بالإضافة إلى التحاق بعضهم بمراكز تحفيظ في السنوات السابقة. مشيرة إلى أن طلاب المركز الذي تعمل فيه لديهم استجابة طيبة لحفظ القرآن الكريم بل هناك العديد من الأنشطة المرافقة مثل النشاط الثقافي والاجتماعي والرياضي حيث يتم تقسيم الطلبة إلى مجموعات يتقابلون فيما بينهم للتسابق المعلوماتي بحيث توضع اسئلة ثقافية عامة وأسئلة من المنهج الدراسي وأسئلة من القرآن الكريم ويتسابق المشاركون في حلها، أضف إلى ذلك انه يتم ممارسة بعض الالعاب الرياضية مثل لعب كرة القدم وتنس الطاولة والسباحة وكلها أنشطة تقام خارج المركز في حديقة احدى المدارس. أما الانشطة الاجتماعية فهي عبارة عن صيام جماعي لمن يستطيع وكذلك الإفطار الجماعي .. المراكز النموذجية تقيم رحلات قصيرة للطلاب بالإضافة إلى عرض فيديو لقصص الأنبياء وغيرها مما يساعد الطلاب. طلبة ملتحقون الطالبة أمة الرحمن محمد مزاحم والتي يبدو عليها الجد والمثابرة في حفظ القرآن تقول: منذ دخولي المراكز الصيفية استطعت أن احفظ عدداً من الأجزاء. وتقول :إن أباها وأسرتها يشجعونها على إتمام ما تستطيع من كتاب الله وكذا الطالبة حنين والتي تحفظ جزءاً من القرآن فإنها تحصل على دعم وتشجيع من أهلها في هذا المجال مؤكدة أنها ستواصل الحفظ حتى تحقق هدفها بحفظ كتاب الله كاملاً وهذا ما تريده زميلاتها علياء وسمر. مراكز صيفية هل من جديد تعد المراكز الصيفية ضرورية بنظر أولياء الأمور لأنها المخلص الوحيد لأبنائهم من سلبيات الإجازة التي تلهي ابناءهم، وبالقدر الذي يحرص فيه بعض الآباء على إلحاق أبنائهم في هذه المراكز،نجد الأبناء لايحبذون الالتحاق بهذه المراكز لأنها باعتقادهم - طبعاً البعض - لاتقدم إضافات جديدة فهي تكرار لما ألفوه في المدرسة سواء فيما يتعلق بدروس التقوية في بعض المواد ولاسيما العلمية منها، أم فيما يتعلق بتدريس اللغة الانجليزية بشكل لايضيف الجديد من الدروس لطلبة المراكز الصيفية. عدد من الطلبة تحدثوا عن أن المراكز الصيفية لاتنظم دورة تدريبية على أجهزة الحاسوب مثلاً ولاحتى لمجرد المعرفة العامة بجهاز الكمبيوتر. أحمد سعيد «مدرس» يقول: المراكز الصيفية في الغالب تقدم المعتاد سنوياً وهو حفظ كتاب الله وهذا جيد لكنه لايكفي ويجب على المراكز والقائمين عليها أن يعملوا على تغيير الأفكار الهدامة لدى البعض وأن تحصن الطلبة من الأفكار التي تخالف الشرع وسكينة المجتمع من خلال إقامة المحاضرات والتوعية والاتصال المباشر مع الطلبة وهذا كله بالفعل مطلوب لكن لماذا يتم كل ذلك عبر طريق التقنية الحديثة؟ غير أن «إكرام الخولاني» إحدى القائمات على مركز صيفي تقول: هذا الأمر مكلف ولا يمكن توفير أجهزة الكمبيوتر على المراكز الصيفية المنتشرة في معظم المديريات أما الطالبة «سهام» فتقول : إنه لايوجد في المراكز الصيفية مدرسون متخصصون في بعض المواد بل إن المراكز تعتمد على طلبة لم ينهوا بعد المرحلة الثانوية الأمر الذي يولد لدينا كرهاً لهذه المادة وهذا الأمر يتسبب في تسرب الطلاب من هذه المراكز كونها لم تقدم الشيء المأمول منها أو على الأقل أنها لم تستطع كسر الحاجز النفسي مما يتعلمه الطلبة طوال العام.