تنطلق الرؤية الاستراتيجية للمنظومة الاقتصادية الوطنية إلى القطاع السياحي باعتباره قطاعاً واعداً بالكثير من المصادر المجدية اقتصادياً من خلال ما يعود به لمجمل الأنشطة التي يحفل بها هذا القطاع من موارد مالية تسهم بفاعلية في رفد الموازنة العامة للدولة بما يعني تمثيلها ثروة لا تنضب تفوق الأهمية النسبية للثروة النفطية في بنية الاقتصاد الوطني، إلى جانب ما يقدمه القطاع السياحي من فرص هائلة في سوق العمل تسهم بدورها في استيعاب الأعداد الكبيرة من الأيدي الشابة الداخلة إلى سوق العمل بصورة سنوية. الإعلان الرئاسي لتحقيق التنمية السياحية ولا بد من التأكيد على أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية يولي السياحة في محافظة إب رعاية خاصة ليس عبر توجيهات فخامته فحسب، بل وعبر إعلانه من على منصة الاحتفالات بساحة 41أكتوبر للاحتفالات بمدينة إب صبيحة الثاني والعشرين من مايو 7002م بشأن إب.. محافظة سياحية بالجمهورية اليمنية، وهو الإعلان الذي عزز الجهود المبذولة لتنمية القطاع السياحي بالمحافظة.. لقد أدركت السلطة المحلية بمحافظة إب مبكراً قبل غيرها أهمية المقومات السياحية التي تمتلكها المحافظة فعملت على تسخير كافة الإمكانات المتاحة في سبيل تسخير تلك المقومات المتنوعة في خدمة التنمية، وباعتبار السياحة صناعة متكاملة فقد كان لا بد من استثمار المقومات السياحية التي تعد مواد صناعتنا الخام عبر كافة الوسائل الممكنة وجاءت على رأس تلك الوسائل المهرجانات السياحية كوسيلة ناجحة في تنشيط الفعاليات السياحية والترويج السياحي للمحافظة، فانطلق في محافظة إب المهرجان السياحي الأول على المستوى الوطني في العام 3002م ليشكل مبادرة رائدة على الصعيد الاقتصادي. أول صيف سياحي ومنذ العام 3002م فقد تمكنت المحافظة من إقامة خمسة مهرجانات سياحية سنوية تم توقيت موعد إقامتها في شهر أغسطس- آب من كل عام بحيث يوافق موسم الإجراءات الصيفية الطويلة بالترافق مع هطول الأمطار الغزيرة وهو مايضفي على المحافظة رونقاً يأسر الألباب ويشكل عنصراً رئيسياً من عناصر الجذب السياحي. أما التحديد المكاني لإقامة فعاليات المهرجانات السياحية فقد استقر على الانطلاق من منطقة محددة كمدينة إب القديمة أو جبلة باعتبار خصوصيتها التاريخية والطبيعية التي تؤهلها للعب دور كبير في النشاط السياحي، لكن المهرجان لا يقتصر على تلك المنطقة فحسب، بل يمتد ليشمل كافة انحاء المحافظة السياحية حيث يتم في المهرجان السياحي تمثيل كافة المناطق بالمحافظة من خلال فعاليات المهرجان بغرض الموروث الشعبي والمنتجات اليدوية لكافة مديريات المحافظة ، بالإضافة إلى تضمين البروشورات والملصقات والإصدارات السياحية كافة المعلومات التعريفية والترويجية لتلك المديريات، كما تكون أنحاء مختلفة من المحافظة مقصداً للكثير من القوافل السياحية التي يتم تنظيمها. أهداف المهرجانات السياحية مهرجانات إب السياحية السنوية استهدفت تحقيق العديد من الأهداف المحددة بدقة والتي يمكن إيجازها على النحو التالي: التعريف بالمخزون الحضاري لمحافظة إب. إبراز الخصوصية الطبيعية والسياحية للمحافظة والسعي لضم مدينتي إب وجبلة إلى قائمة المدن التاريخية. عرض وتوقيث الفلكلور الشعبي ونشر الوعي السياحي والبيئي. الترويج السياحي والدعوة للاستثمار الخارجي والمحلي في المجالات المختلفة. الحفاظ على المواقع التاريخية والطبيعية والموروث الحضاري الثقافي والشعبي. تحقيق الاستغلال الأمثل للمقومات السياحية وتفعيل المشاركة الشعبية في تنمية القطاع السياحي. إحياء العادات والتقاليد والحرف والصناعات اليدوية والتقليدية وتوثيق الأغاني والأهازيج الزراعية والمناسباتية. فعاليات متنوعة ووفقاً للإمكانات المتاحة فتمتد فعاليات المهرجان السياحي السنوي أسبوعاً كاملاً، وتشمل هذه الفعاليات والأنشطة ما يلي: العروض الفلكلورية الشعبية، الاستعراضية التي يتم بها تدشين أنشطة المهرجان السياحي وتتضمن تلك العروض عشرات اللوحات التعبيرية المجسدة للتراث اللغوي والعادات والتقاليد وفنون الرقص الشعبي والمراسم التقليدية للمواسم الزراعية التي تتميز بها مديريات المحافظة. الفعاليات الفنية والغنائية التي تشمل الأمسيات الغنائية التي يحييها عدد من المبدعين في شتى أنواع الغناء خصوصاً تلك المتميزة بالنكهة الشعبية للمحافظة بشعرها وألحانها الموسيقية ونجوم أدائها، بالإضافة إلى الفنون الإبداعية الأخرى التي تزحر بها المحافظة كالألعاب الشعبية والأهازيج والألغاز وغير ذلك من الفنون التي ابتدعها الإنسان عبر ممارساته اليومية ونزوعه الفطري إلى التسلية والراحة. السياحة الثقافية الفعاليات الثقافية والعلمية والتي تشتمل على العديد من الأمسيات والصباحيات الأدبية التي تعرض في مجملها لكثير من الإبداعات الرائدة لأبناء المحافظة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية كالشعر والقصة القصيرة والرواية والأناشيد والموشحات، بالإضافة إلى تنظيم العديد من المسابقات الثقافية المتنوعة التي تشمل مختلف أنواع المعرفة وتسهم في نشر المعرفة التاريخية والثقافية عامة وما يتعلق منها بالمحافظة خاصة، وتترافق هذه الفعاليات مع انعقاد العديد من الفعاليات الثقافية والعلمية الأخرى والتي تتسم بطابعها الأكاديمي والتزامها المنهجي وهذه الطائفة المتميزة من الفعاليات تشمل العديد من الندوات العلمية. التراث والرياضة الفعاليات التراثية والرياضية والتي تشمل تنظيم العديد من المعارض الحافلة بالقدر الأكبر من المنتجات السياحية التي تتميز بها المحافظة بمختلف مديرياتها وهي المنتجات التي تتضمن الأصناف المختلفة من الأطعمة الشعبية وأدوات الطبخ التقليدية، والمشغولات اليدوية كالأزياء الشعبية، كما تشتمل المعارض الترويجية على عديد أجنحة متميزة والتي يتم من خلالها تقديم عروض مدهشة وتفصيلية لما تمتلكه المحافظة من قطع وتحف أثرية تنتمي إلى مختلف العصور التاريخية التي تمحورت فيها الحضارة اليمنية على أراضي المحافظة، جنباً إلى جنب مع العروض الدقيقة للمنتجات الزراعية وكنوز البيئة الطبيعية التي تشمل السلسلة الواسعة من الأنواع النباتية النادرة والطيور التي تتميز بها المحافظة، بالإضافة إلى معارض الفن التصويري الذي يضم في جنباته (بينالي) متميزاً للصور واللوحات التشكيلية والفوتوغرافية التي ترصد الجمال والعادات في المناطق المختلفة للمحافظة وتقدم مناظر تحفز على زيادة المواقع المنقولة بلغة الضوء والألوان وهو ما يجعلها منطلقاً للسياح، ومن خلال ما انتجته عدسة الكاميرا يتمكن الزائر من التعرف على حجم الانجازات التنموية والمؤشرات الرقمية لمختلف القطاعات العامة والمحافظة، كما تم من خلال فعاليات المهرجانات السياحية تنظيم معرض الكتاب الأول بمحافظة إب والذي كان له دور كبير في جذب مختلف فئات المجتمع المحلي والزوار من خارج المحافظة، وفي ذات الصعيد يتضمن المهرجان السياحي سلسلة من الفعاليات الرياضية التي تشمل مختلف الألعاب الممارسة في المحافظة وفي مقدمتها كرة القدم والتي تنظم في إطارها سلسلة مباريات ودية بين العديد من الفرق الرياضية على كأس المهرجان السياحي، كما يقام في المجال الرياضي مارثون محلي لهواة الدراجات الهوائية والنارية والتي تجتذب جمهوراً كبيراً، بالإضافة إلى تنظيم بعض العروض الجوية لفرق الطيران الشراعي التي شارك فيها الكابتن اليمني- محمد المقالح، وفريق الطيران الشراعي الفرنسي وهي العروض التي تم ترتيب إقامتها في إطار الترويج السياحي وإظهار المميزات السياحية التي تشتهر بها محافظة إب، التي تمتلك العديد من المواقع المفضلة لسياحة التسلق والطيران الشراعي ومنها جبل بعدان وجبل التعكر ومشورة وغيرها. القوافل السياحية الحملة الدعائية والترويجية التي ترافق المهرجان السياحي والتي تنطلق من قاعدة اعتبار الإعلام رأس حربة العمل السياحي وتمتين جسور الجذب السياحي، ولذلك ففي كل مهرجان سياحي يتم إصدار سلسلة من الوسائط الإعلامية كالبروشورات والملصقات والكتيبات التوثيقية والأدلة السياحية والأقراص الليزرية الترويجية لمواقع الجذب السياحي بالمحافظة. الاستثمار السياحي الفعاليات الاقتصادية؛ التي انطلقت من كون المهرجان السياحي محطة تعريف وترويج وتنمية للمنتج السياحي ولذلك فقد ركزت المهرجانات السياحية على تنمية القطاعات المختلفة في المواقع التي احتضنت فعالياتها المختلفة حيث تم في هذا الإطار تنفيذ العديد من مشروعات الترميم التجديدي لبعض الدور الشعبية بالمحافظة، وإقامة العديد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مختلف أنحاء المحافظة وبدرجة أولى في المواقع التي استضافت المهرجانات السياحية مشكلة بذلك ثماراً طيبة للمهرجانات السياحية، وتنفيذاً عملياً لأهداف المهرجانات السياحية على الصعيد الاقتصادي والاستثماري. من أجل الغد لقد عبرت محافظة إب خمس سنوات محتفية بالتجربة الرائدة للمهرجانات السياحية التي أنجزت على أعلى مستويات التنظيم والفاعلية برغم شحة الإمكانات اللازمة والكفيلة بتطورها إلى مستويات أفضل لتنعكس بالتالي بصورة أفضل بنتائجها على مختلف أصعدة التنمية الشاملة للقطاع السياحي خصوصاً فيما يتعلق برفع أعداد السائحين القادمين إلى المحافظة ورفع المستوى الاستثماري في القطاع السياحي عدداً ومالاً وفرصاً تشغيلية وموارد مالية رافدة للاقتصاد المحلي والوطني بشكل عام في إطار العمل الجاد على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية الشاملة، وها هي إب الخضراء اليوم تستعد لإقامة مهرجانها السياحي السادس الذي يكتسب هذا العام مميزات خاصة وفي مقدمتها الرؤية الواسعة والشاملة التي قدمها القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة إب في الاجتماع الأول للجنة المهرجان، والتي أكد من خلالها على ضرورة الخروج من بوتقة التقليد والانطلاق نحو العلمية لما فيه خدمة الصالح التنموي لأبناء المحافظة، ولا شك أن هذه الرؤية قد جاءت متلازمة مع البشائر الأولى للدعم المادي والمعنوي وهو ما سينعكس بصورة إيجابية على مستوى المهرجان السياحي السادس لمحافظة اليمن السياحية، وأهلاً بالجميع في عاصمة الحب والجمال..