- على فاعلي الخير أن يتنافسوا لكفالة الأيتام بدلاً من صرف الأموال في اللهو والمؤامرات والعبث والنفاق حضر فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أمس الحفل الذي أقامته مؤسسة اليتيم التنموية بمناسبة تخرج الدفعة السادسة من مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام. وكان في استقبال فخامته لدى وصوله مقر الاحتفال أمين عام مؤسسة اليتيم التنموية، عميد مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام الدكتور حميد زياد، والمسؤولون القائمون على المركز، كما كان في استقباله العرسان المحتفى بهم، والبالغ عددهم 250 عريساً من مختلف محافظات الجمهورية الذين تكفلت مؤسسة اليتيم التنموية بتغطية نفقات عرسهم الجماعي..وفي الحفل الذي بدئ بآي من الذكر الحكيم ألقى فخامة الأخ الرئيس كلمة عبّر فيها عن سروره بحضور هذا الحفل.. وقال: أهنئ أبنائي الخريجين والخريجات، وأرحب بالأشقاء ضيوفنا من الدول العربية والحضور جميعاً، وأشكر إدارة المركز والمدرسين والمدربين على الجهود الطيبة التي بذلوها من أجل تخريج هذه الدفعة من مركز اليتيم. ودعا فخامة الأخ الرئيس رجال الأعمال ورجال الخير إلى تبني إنشاء مثل هذه المراكز في عدة مناطق لكفالة الأيتام، كون هذا العمل الخيري تجسيداً عملياً للتكافل الاجتماعي.. وقال: نحن نحث رجال الأعمال والقادرين على إنشاء مثل هذه المراكز. إنشاء 21 مركزاً للأيتام ووجّه فخامته الحكومة بإدراج إنشاء 21 مركزاً لكفالة اليتيم ضمن موازنة العام القادم 2009م، بحيث تشمل كل محافظات الجمهورية، كمرحلة أولى، بحيث يتسع كل مركز ل1000 طالب وطالبة..وأعلن فخامة الأخ رئيس الجمهورية كفالة 1000 يتيم في هذا المركز للعام القادم 2009م، بواقع 69 مليون ريال.. كما أعلن عن تبرعه للعرسان، وعددهم 250 عريساً، بمعدل 50 ألف ريال لكل عريس، إضافة إلى ما قدمته إدارة المركز للعرسان الموجودين في مركز التدريب. فعل الخير صدقة جارية وقال: نحث فاعلي الخير ألا يمنّوا عند فعلهم للخير، ففعل الخير صدقة جارية، كما نحثهم على أن يتنافسوا على فعل الخير وكفالة اليتيم، وما شاهدناه في هذا المركز جميل ورائع وعظيم.. لافتاً إلى أن الأيتام كانوا في الماضي يعيشون ظروفاً أسوأ بكثير مما يعيشه الأيتام اليوم، بفضل الإمكانات الجيدة لدى المجتمع، لذا علينا ألا نبخل عن كفالة الأيتام مأكلاً ومشرباً وملبساً ومسكناً، بدلاً من صرف الأموال على اللهو والفوضى والمؤامرات والعبث والنفاق.. عليهم أن يصرفوا الأموال على كفالة الأيتام. إذا وُجد التكافل لن يحصل خلل وأضاف فخامة الأخ الرئيس: جزى الله خيراً كل من يتحمّس لهذا الأمر من المواطنين ورجال الأعمال، والسلطة، وعلى الجميع أن يتحملوا هذه المسؤولية الأخلاقية، فإذا وُجد التكافل الاجتماعي لن يحصل أي خلل.. مشيراً إلى أن هذه المعاهد والمراكز ستكون تابعة لوزارة التعليم المهني والفني للإشراف على تأهيل منتسبيها مهنياً وحرفياً، كما هو عليه الحال في مركز اليتيم الذي يشرف عليه الدكتور حميد زياد..معتبراً ذلك عملاً جيداً، ويشكر عليه، فالعمل على تخريج هؤلاء الشباب خطوة رائعة ليكونوا منتجين ومبدعين، ولن يكونوا قوى عاطلة، فسوق العمل يتطلب مثل هؤلاء المهنيين.. شاكراً إدارة المركز على ما تبذله من جهود لتخريج الشباب والشابات من الأيتام. كلمة مجلس الأمناء من جانبه أشار أمين عام مجلس الأمناء، عميد مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام الدكتور حميد زياد، إلى حرص المركز على تأهيل وتدريب الأيتام في مختلف المهن، لينقلهم من مرحلة الإعاشة والمواساة إلى الإبداع والإنتاج، ورفد سوق العمل بالأيدي العاملة المنتجة. وقال: إن لدى المركز حالياً 12 تخصصاً حرفياً، فضلاً عن إسهام عدد من رجال الأعمال في إدخال تخصصات جديدة في مجالات ميكانيك السيارات، ولف المحركات، وصياغة الذهب والخراطة، والتي سيتم افتتاحها العام المقبل.وأكد زياد أن حضور فخامة الرئيس حفل تخرج الدفعة السادسة البالغ عددها 350 طالباً وطالبة من الأيتام، لفتة طيبة من باني نهضة اليمن الحديث، ومحقق وحدته الشامخة، (أبو الأيتام) علي عبدالله صالح. كلمة الضيوف والخريجين كما ألقيت كلمتان من الدكتور محمد راتب النابلسي، عن الضيوف، والطالب أكرم الجابري عن الخريجين، أشادتا بدور المركز في تأهيل الأيتام ورعايتهم وإتاحة الفرص أمامهم لنهل العلم والمعرفة في مجال تحفيظ القرآن الكريم ومختلف الحرف المهنية.. داعين جميع المؤسسات الحكومية والأهلية وغيرها من الشركات والتجار ورؤوس الأموال والمستثمرين إلى أن يقفوا إلى جانب أبنائهم الأيتام، وأن يدعموهم باستيعابهم كل في مجال تخصصة. أوبريت الوطن وقد تخلل الحفل تقديم أوبريت (الوطن)، قدمته فرقة الأيتام، إضافة إلى مسرحية (مَن يرفع رأسك مَن؟)، قدمتها فرقة الروضة، وقصيدة شعرية قدمها الدكتور عبدالرحمن العشماوي من المملكة العربية السعودية، عبّرت جميعها عن أهمية رعاية وتأهيل الأيتام. توزيع الشهادات وفي نهاية الحفل قام رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، وعدد من الوزراء، بتوزيع الشهادات التقديرية والحوافز التشجيعية على الخريجين..هذا وكان فخامة الأخ الرئيس قد افتتح معرض المنتدى العالمي الأول لتأهيل اليتيم بمشاركة مؤسسات وجمعيات يمنية وعربية ودولية خيرية استعرضت أنشطتها وفعالياتها، ومنها ما يتعلق بكفالة وتأهيل الأيتام، وتدريبهم على الحرف والمهن المختلفة التي تساعدهم على خدمة وتنمية مجتمعهم. كما احتوى المعرض على نماذج لبعض الصناعات والمنتجات اليدوية والحرفية مثل الخياطة والنجارة وغيرها التي أنتجتها أيادي الأيتام المبدعة..وقد قدم فخامة الأخ الرئيس 200 مليون ريال لدعم أنشطة المركز الذي يمثل خطوة رائدة في مجال خدمة وتأهيل الأيتام ليكونوا قادرين على إعالة أنفسهم وأسرهم، وليسهموا في بناء وطنهم وخدمة مجتمعهم. وتتمحور أنشطة المركز في المجال التنموي من خلال تدريب وتأهيل الأيتام، بما يدعم جهود وخطط الدولة في تحقيق التنمية البشرية المستدامة..ويضم المركز حالياً تسعة أقسام للتدريب والتأهيل في مجال الصيانة والسلامة والأساسيات والقص والتركيب للخشب وصناعة الأبواب والشبابيك وغرف النوم والمكتبات والكراسي الخشبية، والخياطة والتفصيل بأنواعها.