أكد الأخ عبدالعزيز عبدالغني - رئيس مجلس الشورى، ومينيوا جوهانس ماهلانجو - رئيس المجلس الوطني بجمهورية جنوب إفريقيا، عزمهما العمل من أجل الدفع بالعلاقات بين البلدين والتعاون المشترك الاقتصادي والبرلماني، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. جاء ذلك في الكلمتين اللتين ألقاهما رئيس مجلس الشورى ونظيره الجنوب إفريقي في جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت بينهما مساء أمس بمجلس الشورى. حيث رحب الأخ عبدالعزيز عبدالغني - رئيس مجلس الشورى - في مستهل الكلمة برئيس المجلس الوطني للأقاليم بجمهورية جنوب إفريقيا وبالوفد المرافق له ضيوفاً على اليمن، وعبر عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في تقوية العلاقات القائمة بين اليمن وجنوب إفريقيا التي وصفها بالطيبة والممتازة. وقال: إن هناك اتفاقات للتعاون وقعت بين البلدين ومن المهم أن يعمل البلدان على تفعيلها.. وعبر عن اعتقاده بأن إقامة تمثيل دبلوماسي جنوب إفريقي مقيم في اليمن مقابل التمثيل الدبلوماسي اليمني الحالي لدى جنوب إفريقيا من شأنه أن يسرع من وتيرة النمو في علاقات التعاون بين البلدين. وفي حين قدم رئيس مجلس الشورى نبذة عن مجلس الشورى والدور الدستوري الذي يؤديه، استعرض في كلمته التطورات الاقتصادية والتنموية والديمقراطية التي يشهدها اليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح. مشيراً إلى أن اليمن تبنى منذ تحقيق وحدته النهج الديمقراطي التعددي وتبنى سياسات ومواقف ثابتة تحترم حقوق الإنسان وتتبنى حرية الرأي وحق المشاركة الاجتماعية وتمكين المرأة من الحضور في مواقع صنع القرار. وقال: إن الدولة تكرس كل جهودها في هذه المرحلة لتحقيق التنمية الاقتصادية باعتبارها أولوية ملحة وأداة مهمة لخلق فرص العمل والقضاء على الكثير من التحديات الاقتصادية والاجتماعية بما فيها تحدي الفقر. وأكد رئيس مجلس الشورى الأهمية التي تمثلها رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، التي يتولى رئاستها حالياً ، قائلاً: إنها المنظمة الوحيدة التي تفتح نافذة للتعاون بين الدول العربية والإفريقية، ومن شأنها أن تشكل فضاءً ملائماً للاستثمار الإمكانات المتاحة لدى هذه الدول من أجل تحقيق التنمية وتعظيم فرص التعاون المشترك فيما بين هذه الدول. وعبر رئيس مجلس الشورى عن ثقته بالدور الذي يمكن أن يؤديه رجال الأعمال في تحقيق هذا الهدف.. لافتاً إلى الاجتماع الذي سيعقد على مستوى رؤساء الغرف التجارية والصناعية في الدول الأعضاء بالرابطة في أكتوبر المقبل بجمهورية جنوب إفريقيا. وتحدث عن الدور الذي تؤديه الرابطة من خلال لجنة السلام التي تم تشكيلها في اجتماع بالعاصمة النيجيرية أبوجا أواخر العام الماضي، في إحلال السلام وإنهاء بؤر التوتر في المنطقتين العربية والإفريقية. وأشار رئيس مجلس الشورى إلى جهود اليمن في توطيد التعاون مع دول القرن الإفريقي، من خلال تجمع صنعاء، وقال: إن علاقات اليمن بدول القرن الإفريقي قوية، وهناك جهود مشتركة يتم بذلها في إطار التجمع ومع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي وبالأخص في الصومال. وقال: إن اليمن يعاني من انعكاسات الأوضاع المضطربة في الصومال، من خلال استمرار تدفق اللاجئين، هذا فضلاً عن المخاطر التي تسببها أعمال القرصنة من وقت لآخر في مياه خليج عدن وأثرها على حركة التجارة الدولية. من جهته عبر مينيوا جوهانس ماهلانجو - رئيس المجلس الوطني للأقاليم بجمهورية جنوب إفريقيا - عن شكره الجزيل لرئيس مجلس الشورى ولليمن على حسن الاستقبال وكرم الوفادة، وعلى الدعوة الكريمة التي أتاحت له زيارة اليمن ليكون أول بلد عربي تتاح له زيارته. وعبر عن ارتياحه للتعاون القائم بين بلاده واليمن.. وأبدى اهتماماً بمسألة التمثيل الدبلوماسي، معتبراً أن المصالح المشتركة تستوجب وجود تمثيل دبلوماسي مقيم لبلاده في اليمن وأن الأمر يرتبط في هذه المرحلة بإنجاز بعض الترتيبات من قبل حكومة بلاده. وأضاف: إن اتفاقية الشراكة التي سيوقع عليها البلدان قريباً عبر وزيري خارجية البلدين، معبراً عن ثقته بأن التعاون سيزداد أكثر بكثير مما هو عليه الآن، وبأن كل شيء سيسير على ما يرام بعد توقيع هذه الاتفاقية، وستشترك وزارات وجهات كثيرة في البلدين في تطوير التعاون المشترك بينهما. وعلى صعيد العلاقة بين مجلسي الشورى والمجلس الوطني للأقاليم، رحب ماهلانجو بوثيقة التعاون المقترحة من جانب مجلس الشورى، وعبر عن أمله في أن يتم التوقيع عليها من قبل رئيسي المجلسين في جنوب إفريقيا. وأكد رئيس المجلس الوطني للأقاليم بجمهورية جنوب إفريقيا أهمية التعاون بين الدول الإفريقية والعربية، وتحدث عن أشياء كثيرة مشتركة بين هذين الإقليمين، لكنه شدد على أن تسهيل الطرق أمام التبادل التجاري بين هذه البلدان سوف يساعدها على تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي سيساعدها في التغلب على تحديات الفقر والأمراض التي تواجهها. ورحب بانعقاد اجتماع الغرف التجارية والصناعية للدول الأعضاء في الرابطة في بلاده، وعبر عن أمله في أن ينظر الاجتماع باهتمام لهذه القضايا. كما أكد أهمية الإرادة السياسية في التغلب على التوترات التي تشهدها المنطقتان الإفريقية والعربية، مشيراً إلى أن البرلمان الإفريقي من بين أكثر البرلمانات عملاً في سبيل إحلال السلام.. هذا وفي ختام المباحثات تبادل رئيس مجلس الشورى مع نظيره الجنوب إفريقي الهدايا التذكارية. حضر جلسة المباحثات من الجانب اليمني الإخوة عبدالله صالح البار - نائب رئيس مجلس الشورى، والدكتور محمد أحمد الكباب، المهندس محمد محمد الطيب، الدكتور محمد أفندي، الدكتور أحمد محمد مكي، عبدالواحد البخيتي، حيدر صالح الهبيلي وفاطمة محمد بن محمد - أعضاء مجلس الشورى، والدكتور نجيب عبدالملك سالم - أمين عام مجلس الشورى، والدكتور أمين اليوسفي - رئيس دائرة إفريقيا بوزارة الخارجية.. فيما حضرها من الجانب الجنوب إفريقي السيدة أولفينت - عضو المجلس الوطني للأقاليم، وديوك كينت براون - القائم بأعمال سفارة جنوب إفريقيا في الرياض.