الكتيبة البيضاء تراهن على خبرة مجذور.. والإدارة البرتقالية تثق بقدرات بن عبد المجيد- تنطلق اليوم في عواصم محافظات «تعز - إب - ذمار - لحج - شبوة - البيضاء » التصفيات النهائية لأبطال المحافظات المؤهلة لاندية الدرجة الثانية لكرة القدم بمشاركة «23» فريقاً تم تقسيمها إلى ست تجمعات تتنافس جميعها على حصد «6» بطاقات للصعود إلى الدرجة الثانية، وبحسب التعميم الصادر عن الاتحاد العام لكرة القدم فإن الفرق الست الحائزة على المراكز الأولى ستتأهل مباشرة إلى دوري الثانية.- وبالنظر إلى حظوظ ممثلي محافظة تعز «الطليعة - الشروق» فإن بالإمكان استشفاف وقراءة ذلك من خلال دراسة ورصد الجاهزية البدنية والفنية للطلعاوية وشباب الشروق، وربط هذه النقطة أيضاً بالحالة الإدارية لهما، وطبيعة أجواء التنافس والأرض والجمهور، ودرجة استعداد الفرق المنافسة الراغبة في استغلال فرصة إقامة هذه التصفيات بأسلوب التجمعات في المحافظات. تفاؤل أبيض وللوقوف على حظوظ الطليعة الحالمي في تجمع «لحج» فإن الرؤية الأولى ستعود للمتتبع للأجواء التي عايشتها الكتيبة البيضاء بالتقليل أو التيئيس من توافر مقومات تحقيق الأمل بالصعود.. غير أن الرؤية المتأنية والموضوعية ستجعلنا نخرج باستنتاج تفاؤلي معتمدين على بعض الأسس الداعمة للفريق الأبيض في مهمته التي يمكن وصفها بالأصعب الممكن، فطبيعة المنافسات في كرة القدم تزرع في روح الفريق الثقة والأمل، خصوصاً بعد الجهود التي تكللت بالهدوء والاستقرار، وارتفاع منسوب الطموح عند الإدارة المكلفة بتسيير وإحياء الأنشطة في القلعة البيضاء بصورة عامة، وكرة القدم بشكل خاص. من خرم الإبرة يأتي الأمل وصحيح أن طليعة تعز يخوض منافسة شديدة، ولن تكون مشاركته نزهة أو سهلة.. لكننا من خلال اقترابنا من البيت الأبيض الحالمي نشير هنا إلى امتلاك الكتيبة البيضاء قدرات فنية وتدريبية خبيرة بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز مجذور صاحب الرصيد الوفير من الإمكانات التدريبية فهو يتمتع بنظرة جيدة وقراءة ممتازة للوضع الرياضي ويكفي أنه قبل التحدي ورسخ في نفوس تلاميذه الشباب الطلعاوية أنهم مقتدرون على تجاوز مرحلة الأحزان وجلد الذات، وأن من خرم الإبرة يأتي الأمل، ويبقى ويتوسع التفاؤل وتنهار جلاميد المعوقات.. ولهذا فإن روح الطاهش الحوباني ستكون وثابة. الشرارة جسر العبور للطليعة ولايمكن إغفال حق كل فرق تجمع لحج أو تهميش طموحاتها وإمكاناتها البشرية والمادية، ولعل فريق الشرارة يعد المرشح الأول لنيل بطاقة التأهل للدرجة الثانية لأنه يلعب وسط جماهيره وعلى أرضه، كما أنه متأقلم مع الطقس والحرارة في لحج، ومع ذلك فإن القوة التي يمتاز بها الشراريون تكمن فيها عناصر الضعف الجالبة للمنغصات إذ أن الفرق الأربع الطليعة الحالمي والأهلي الساحلي وتضامن حضرموت الساحل وجبلان ريمة - تتربص به وجميعها ستلعب بقوة أمام شرارة لحج حيث يشكل الفوز عليه جسر العبور إلى الصعود.. كما أن أهلي الحديدة المحروم من اللعب أمام جمهوره وعلى أرضه بسبب تعديل مكان التجمع للمجموعة الخامسة ونقله إلى لحج - لديه رغبة جامحة لتأكيد تفوقه بتحقيق انتصار على صاحب الأرض والجمهور مايعني أن شرارة لحج سيتعرض للضغط من منافسيه، حيث ينظرون إليه الطرف المعيق والجسر المؤدي إلى كرسي بطولة المجموعة الخامسة. العودة بالبشرى وأعود فأؤكد أن طليعة تعز ينظر بتفاؤل إلى هذه التصفيات رغم ماتخلل رحلة الاستعداد من تجاذبات إداريين ولكنها أفضت إلى انتصار المصلحة العامة للطليعة وأعطت الفريق الكروي شحنات معنوية يمكنه بها العودة من لحج بالبشرى التي يراها المتشائمون بعيدة، ويراها جمهور الحالمة والطلعاوية غير مستحيلة.. وهذه أمنية بيضاء تستحق إعلانها، وأمل كبير قد يصبح حقيقة إن أحسن أبناء الطليعة توظيف مقومات الانتصار، وعوامل الظفر ببطاقة العبور إلى الدرجة الثانية إن شاء الله. الشروق الأفضل أما الممثل الثاني للحالمة في تصفية المحافظات فهو «الشروق» من صنة، وهو فريق رفع شعار الاجتهاد والمثابرة، ورضي بخوض غمار المسابقة التمهيدية بشباب أثبتوا جدارتهم، وسحبوا بساط الإعجاب، وارتقوا فوق الهموم بهمة فحصدوا بطولة الثالثة بتعز، لتطأ أقدامهم لأول مرة المستطيل الأخضر في التصفيات التمهيدية المؤهلة للدرجة الثانية. إن هذا الفريق الكروي الريفي عازم على استغلال ظهوره الأول في هذه المنافسة المهمة، ولايمكنه التفريط بالفرصة الفاصلة في رحلة النادي البرتقالي. ورغم أن الشروق بحاجة ماسة للدعم الإداري الذي غاب خلال الفترة الحرجة خصوصاً فترة الاستعداد للفريق الكروي، فإن جماهير تعز المساندة لشبابه الطامحين تثق في مقدرة الجهازين الفني والإداري على تخطي الحواجز.. فالكابتن محمد عبدالمجيد الأغبري يمتلك رصيداً تدريبياً يجعلنا نؤكد أن الشروق بإمكانه الحصول على بطاقة الصعود عن تجمع تعز الذي يضم إلى جانبه أندية «41 اكتوبر شبوة - خنفر أبين - سد مأرب - يحصب يريم - اتحاد الجراحي» وهي بحسب تقديرنا متقاربة المستوى الفني ومحدودة الخبرة، ومع هذا فلربما حقق أبناء الصنة مبتغاهم بمساندة جماهيرية حالمية، واستغلال أفضل لورقة الأرض والطقس، إضافة إلى أن معظم المراقبين والفنيين بتعز يشيرون إلى أن الشروق لديه حظوظ وفيرة وبنسبة عالية لإعلان الفريق البرتقالي بطلاً للتجمع بتعز. سحق اليأس وتفيد الأخبار القادمة من موقع الإعداد لفريق الشروق أن الكابتن الطلعاوي محمد عبدالمجيد الأغبري قد حاول طرق كل الأبواب التي يمكن لأهلها الإسهام في دعم فريقه إدارياً ومعنوياً لكي يصل باللاعبين إلى الدرجة المناسبة للدخول في معركة إِثبات الذات، وتحقيق الطموح المشروع المتمثل في الاستحواذ على بطاقة الصعود التي باتت فنياً أقرب إلى الشروقيين بشرط تواجد الإدارة بفعالية، وحل كل مايحول دون بلوغ قمة التجمع.. وحين يشعر الجميع - خاصة إدارة النادي البرتقالي - بأهمية الفوز ببطاقة الصعود وتيسير كل عسير، وتجميع الطاقات المعنوية والمادية وتجييش الجهود المحلية في المحافظة، وإعلان حالة الطوارىء والاستنفار الإداري والجماهيري والرسمي فإن النهاية المنطقية ستكون استجابة الوقائع وتمهيد الأجواء النفسية للاعبين وجهازيه الفني والإداري ليؤدوا ماعليهم، ولانستبعد أن يواصل شباب الشروق عروضه الجيدة ونتائجه الباهرة التي ستقفز به إلى الدرجة الثانية لأول مرة، فيكسر حاجز الجمود، ويحوز على جواز السفر وينال الجنسية الرياضية كنادٍ ريفي استحق أن يسحق اليأس وينجب لاعبوه الأمل وينشئون صرحاً لهم ومجداً عبر بوابة الظهور إلى النور الرياضي، ويقتربون من الأضواء الكاشفة. تحقيق الحلم البرتقالي ولايمكن لذلك أن يتحول إلى واقع وحقيقة مالم يبادر إداريوه إلى تأكيد صدقهم وبرهنة ذلك بحل مابقي من مشكلات سواءً صغيرة أم كبيرة لتستطيع الكتيبة البرتقالية إنجاز الصعود باغتنام الفرصة المواتية.. وقلوب الجماهير الحالمية متعاطفة جداً مع الطليعة والشروق وإن شاء الله سيصعدان، حتى وإن كانت التصفيات النهائية تحمل المفاجآت فإن الأماني والطموحات تسبقنا وتحدونا الآمال في بلوغ ثنائي الحالمة الدرجة الثانية وتحقيق الحلم.. والله المعين.
