يحظى العسل اليمني بشهرة واسعة لما يتمتع به من مزايا عديدة جعلته من أجود وأشهر أنواع العسل في العالم، ويعتبره كثيرون دواء ومقوياً ومنشطاً حيوياً ومغذياً مما جعل سوقه يتوسع يوماً بعد يوم، وقد تنامت في السنوات الأخيرة معدلات إنتاجه وتصديره إلى المنطقة العربية وخاصة دول الخليج، وبعد اتساع دائرة المستخدمين له كغذاء ودواء.. إن كل نوع من هذه الأنواع له خصائص ومنافع مختلفة، فعسل السدر وهو أجود أنواع العسل له مميزات عديدة أهمها تأثيره على البدن، فهو يحرك طاقة البدن عند الإنسان ومنها الطاقة الجنسية، ولهذا يعدّه الكثيرون منشطاً، ويفضله الناس نظراً لخلوه من الآثار الجانبية التي تسببها العقاقير الكيميائية، ولهذا يطلق عليه البعض "فياجرا اليمن". إنه قليل السكر وهو مفيد لمرضى السكري الذين يستعملونه بكثرة كبديل لتحلية الكثير من الأغذية دون أن يكون له أي تأثيرات على ارتفاع السكر في الدم، ولذا فهو الغذاء المفضل والمأمون لمرضى السكر. إنه معروف بفوائده الكثيرة لمرضى الكبد والمصابين بتقرحات في المعدة أو الإثنى عشر، وفي علاج فقر الدم وأمراض البرد.. وهناك كثيرون يحرصون على شرائه وتناوله مع كافة الوجبات، في الصبوح وفي الغداء كما في وقت العشاء. تنوع بتنوع الغذاء والمناخ اليمن مشهورة باختلاف مناخها وتنوع أشجارها، وهناك أنواع كثيرة بعضها مشهور وأنواع ليست مشهورة كعسل السدر والسمر والصال والضباء والسلام والقصاص، رغم أنها أكثر جودة وأكثر فاعلية من غيرها وذلك لندرتها ومحدودية إنتاجها، فمثلاً عسل الصال المعروف بشجر الأثل؛ وهو معروف بطعمه اللاذع الذي يترك حرقة في الحلق تدوم بعد تعاطيه لساعات طوال، وهذا النوع من واقع التجربة من أحسن الأنواع العلاجية؛ فهو يعالج الوهن والضعف الجنسي.. والعطارون عادة ما يصفونه لضعيفي البدن والمصابين بالعنّة وله نتائج مرضية خاصة إذا تناوله المريض على مدار شهرين متتالين بكميات خفيفة صباحاً ومساء. وصفات دوائية الكثير من الدراسات والأبحاث أثبتت وجود فوائد وتأثيرات إيجابية غذائية وطبية واسعة للعسل، فهو منشط ومهدئ ومعقم ومضاد حيوي وعلاج رئيس لبعض الأمراض وثانوي في البعض الآخر، إلا ان ذلك لا يتحقق إلا إذا كان العسل طبيعياً ومنتجاً بطريقة سليمة، وهو ما يحرص عليه أغلب المربّين؛ في حين البعض يتجه إلى خلط العسل بأعشاب ومواد أخرى لزيادة وزنه أو تغذية النحل بالماء والسكر، وهو ما يقلل كثيراً من فوائده. لما ورد في القرآن الكريم أنه فيه شفاء للناس، فالمعنى هنا هو العسل الطبيعي الذي قام النحل بتجميع الرحيق من الأزهار وعمل منه عسلاً طبيعياً، أي العسل الذي جاء من الرحيق وليس أي عسل آخر، وللأسف بعض الناس يقومون بغش العسل. من خلال ممارستي لهذا العمل طيلة 15 عاماً أستطيع القول ان الأسباب الرئيسة للإقبال على العسل هي أسباب مرضية ثم تليها الأسباب الجنسية، وأخيراً الأسباب الغذائية، فالذين يقبلون على استهلاك العسل هم بدرجة رئيسة من المرضى الذين يستطببون بالعسل كمرضى الجهاز الهضمي والمصابين بحروق، وفقر الدم والتهاب العيون، وقرحة المعدة، والسكري، ومرضى القلب. غالباً ما يأتي هؤلاء بناء على نصائح أطبائهم لهم بالتداوي بالعسل بتصريحهم قبل شراء الكمية المرادة بأنهم يبحثون عن النوع المنشط للفتور والضعف الحيوي الذي يعانونه، ومثل هؤلاء عادة ما يعودون لشراء كميات أخرى، مؤكدين أنهم قد عرفوا تحسناً ملحوظاً في علاج الضعف. قطاع استثماري وقد تزايد الاستثمار في قطاع تربية النحل وإنتاج العسل في العشر السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد تزايد الوعي بأهميته العلاجية والاستشفائية وتأثيراته الفعالة على تحفيز الطاقة الحيوية للرجال، حيث بلغ الإنتاج السنوي من العسل بحلول مايو 2008م أكثر من خمسة آلاف طن بقيمة قدرت بنحو 13.6 مليار ريال، فيما بلغ عدد طوائف النحل حوالى 1.2 مليون طائفة ووصل عدد النحالين إلى حوالى 82 ألف نحال. وتشير التقارير الصادرة عن المنافذ الجمركية الحدودية، البرية والبحرية وكذا المطارات، أن العسل اليمني كما يصدر إلى الخارج في عمليات تجارية؛ فإن هناك كميات كبيرة تخرج من اليمن كهدايا سواء من قبل اليمنيين أم السياح العرب والأجانب. وتعد دول الخليج أكثر الدول المستوردة للعسل اليمني، وتأتي في مقدمتها المملكة العربية السعودية، حيث تشير الإحصاءات إلى ان نسبة ما يأكله السعوديون من العسل اليمني يزيد على 50% وبمبلغ 903 ملايين ريال. كما تعد الوصفات الدوائية والغذائية التي اشتهر بها العسل اليمني السبب الرئيس وراء ارتفاع ثمنه مقارنة بغيره طبقاً لما سجلته منظمة الزراعة العربية قبل خمس سنوات استناداً إلى مؤشرات منظمة الزراعة والغذاء "الفاو" والتي أوضحت خلالها أن متوسط سعر كيلوجرام العسل الطبيعي عالمياً يقدر 10.3 دولارات؛ في حين أن متوسط سعر كيلو العسل اليمني وخاصة السدر يصل إلى 100 دولار للكيلوجرام الواحد، منوهة إلى ان بعض الأنواع النادرة منه كالجبلي السقطري يصل سعر الكيلو الواحد إلى 150 دولاراً. حضرموت الأولى كماً وكيفاً وتعد محافظة حضرموت الأولى في تربية النحل وإنتاج أجود العسل اليمني، حيث وصل عدد طوائف النحل إلى 318912 طائفة، أي حوالي 26.3% من إجمالي عدد طوائف النحل في الجمهورية اليمنية.. ومن أبرز أنواع العسل في حضرموت: عسل السدر، وهو أفضل أنواع العسل الحضرمي لما يتميز به من رائحته الزكية ولونه الذي يكون فاتحاً في فترة جنيه، كما يتميز من بين جميع الأنواع الأخرى بمذاق رائع، وهو ما جعله يتمتع بمكانة مرموقة وشهرة تجارية رفيعة حيث يعتبر من أغلى أنواع العسل في العالم.. وقد جاءت تسميته ب"عسل السدر" نسبة لأشجار السدر المعروفة في حضرموت، والتي ينتج النحل هذا العسل من رحيق أزهار أشجار السدر التي تُزهر في بداية الشتاء. ويبلغ إجمالي الإنتاج السنوي لمحافظة حضرموت من عسل السدر خصوصاً من مراعي النحل في وادي دوعن أكثر من 1530 طناً.. أما عسل السمرة والذي يتركز إنتاجه في فصل الصيف، حيث ينتجه النحل من بعض الأشجار التي تزهر في فصل من السنة وبالذات من شجر السمر، فيتميز بلونه الداكن، ويأتي هذا النوع في المرتبة الثانية في الجودة بعد عسل السدر. عسل المراعي، وهذا النوع من العسل ينتج في معظم أيام السنة، حيث لا يعتمد النحل في إنتاجه على أشجار معينة، بل أشجار وأزهار متعددة، لهذا سمي بعسل المراعي نسبة إلى المراعي المتنوعة التي ينتجه النحل منها، ويعتبر هذا النوع من العسل عسلاً ذا جودة متوسطة. الجدير ذكره أن مزارع النحل بمحافظة حضرموت تنتج سنوياً ما يقارب الألف و591 طناً من العسل اليمني الخالص، بقيمة إجمالية تبلغ 4 مليارات و770 مليون ريال، فيما تقدر القيمة الإجمالية للعسل المصدر من حضرموت بنحو مليارين و250 مليون ريال، وفقاً لمدير مركز نحل العسل بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا.