دشن المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد العزيز المقالح و وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي يوم أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء “ مهرجان البردوني الثقافي”، الذي ينظمه ، على مدى أسبوع ، فرع اتحاد الأدباء و الكتاب بصنعاء ، برعاية وزارة الثقافة ، في سياق إحياء الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر و الأديب الكبير عبدالله البردوني . وفي حفل التدشين أعرب الدكتور المقالح في كلمة له بهذه المناسبة عن أمله في أن تظل الحياة الأدبية مترابطة عبر نسيج من العلاقات بين الأجيال في اليمن وأن تظل في منأى عن ما أسماه الخلل الخطير الذي تمر به كثير من البلدان العربية . وقال “ إذا كانت الحياة الأدبية في كثير من الأقطار العربية تعاني خللاً خطيراً يهدد نسيج العلاقات القائمة على الوفاء ، فإن بلادنا والحمد لله لاتزال في منأى عن هذا الخلل الخطير ، و أرجو أن تبقى كذلك ،و أن يستمر وفاء الأجيال الجديدة للأجيال السابقة و أن يظل هذا الإمتنان رمزاً للتواصل الصحيح والسليم حتى تجد الأجيال الجديدة من الأجيال التي ستأتي بعدها التقدير نفسه والعناية ذاتها ؛ فالحياة تقوم على قاعدة الجميل ورد الجميل. و أضاف : والذين يتساءلون عن ضمور الإبداع في الوطن العربي وغياب الأسماء الكبيرة لايدركون أن السبب راجع إلى ذلك الخلل الخطير المتمثل في غياب الوفاء و انعدام التواصل العميق بين الأجيال . .و حيا دور الجهات المنظمة و الداعمة لهذه الاحتفائية بشاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني الذي استعصى على الغياب بإنجازاته الشعرية ،و بما تركه من روائع إبداعية و رؤى مستقبيلة, ليكون شاعر كل زمان و مكان عابر سبيل و شاهد عصر ينتقل عبر العصور . .وقال: لقد كان الصديق والزميل الأستاذ عبدالله البردوني أسطورة في شعرنا المعاصر ، و المبدعون الذي يتحولون في تاريخ شعوبهم إلى أسطورة لايأتون من فراغ, و لا يتكونون بين يوم و ليلة. و أضاف :إن الموت بالنسبة للمبدعين هو طريق إلى حياة جديدة ،حياة أطول وأحفل بالمحبة و المتابعات القرائية الجادة و الدراسات العميقة ، التي تتكفل بها الأجيال اللاحقة ؛ لإظهار المزيد مما انطوت عليه أعمال المبدعين و آثارهم الخالدة. .و أكد أن الشاعر الكبير الأستاذ البردوني سيظل إلى ما يشاء الله هامة سامقةً و رمزاً خالداً و شمساً لا تكف عن الإشعاع . من جانبه استعرض وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي ما تمثله هذه الاحتفائية بالشاعر عبد الله البردوني الذي غيبه الموت عنا منذ تسع سنوات أي في ال 31أغسطس من عام 1999م . و قال : لقد حمل الشاعر عبد الله البردوني على كاهل تجربته قضايا الارتقاء و التطور و التجديد في القصيدة العربية ؛ فأصبحت أعماله علامة بارزة في الحياة الثقافية اليمنية و العربية ،و حلقة وصل بين الحداثة و الأصالة ؛ فاستحق بجدارة أن يطلق عليه لقب شاعر القرن . .وأكد وزير الثقافة في كلمته بالقول : “ عندما نحتفل بذكرى رحيل البردوني علينا أن نستحضر البردوني كواحد من أهم رموز الثقافة العربية في القرن العشرين ، رفع اسم اليمن عالياً في كثير من المحافل العربية والدولية . .وبدورها دعت الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنين الشاعرة هدى إبلان جهات الإختصاص إلى أن تدرس مع المثقفين ما يمكن تقديمه لرموز اليمن الثقافية و الفكرية و على رأسهم البردوني ، كتحويل بيته إلى متحف, و إطلاق اسمه على أحد أهم شوارع العاصمة صنعاء كأقل ما يمكن تقديمه وفاءً لهذا الرمز الشعري و الفكري و الإنساني الكبير. ونوهت بما تمثله هذه الاحتفالية التي يقيمها الإتحاد لأحد عمالقة الشعر و الفكر و الأدب ، مؤكدة أن اتحاد الأدباء سيظل يحمل كل الامتنان لأول رئيس له هو عبد الله البردوني. .و كان رئيس فرع الاتحاد بصنعاء الشاعر محمد القعود قد ألقى كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا المهرجان و خصوصيه برنامجه لهذا العام والحرص على تحويله مع استمرارية تنظيمه إلى تظاهرة ثقافية سنوية تعكس تفاعلات المشهد الثقافي اليمني. .كما ألقى الشاعر الكبير الدكتور سلطان الصريمي قصيدة في المحتفى بعنوان “ آخر الشعر “ سكب من خلالها الشاعر الصريمي فيوضا من مشاعره الاحتفائية بتجربة البردوني عبر من خلالها عن المكانة التي تمثلها هذه التجربة ، و المستوى الذي استحقته عن جدارة . .هذا و افتتح على هامش حفل التدشين معرض تشكيلي للفنانين نصير حسين و محفوظ حزام ، و معرض فوتوغرافي للمصور عبدالولي الطوقي ، و معرض للكتاب يُضم عدداً من اصدارات منتسبي فرع الاتحاد بصنعاء . .حضر التدشين عدد من المسؤولين والمهتمين وسفير دولة الكويت بصنعاء سالم غضبان الزمانان.