مدينة تاريخية سياحية وهي عاصمة لمحافظة إب. تعتبر مدينة إب واحدة من أجمل وأشهر المدن اليمنية السياحية في العصر الحديث. تقع مدينة إب إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، وتبعد عنها 193 كم تقريباً. يرجع أقدم ذكر لمدينة إب في المصادر التاريخية إلى القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، حيث تشير بعض هذه المصادر إلى أمير اليمن آنذاك الحسين بن سلامة (تولى من 375ه/941 م إلى 412ه/1018م) ببناء مسجد في هذه المدينة، ضمن عدد من المساجد التي بناها في مناطق مختلفة من اليمن. تخطيط مدينة إب التاريخية : بنيت مدينة إب على ربوة مرتفعة من السفح الغربي لجبل ريمان، من مديرية بَعْدان - وترتفع المدينة حوالي 2000 متر عن مستوى سطح البحر. كانت مدينة إب القديمة مدينة محاطة بسور من الحجر، كانت تتخلله عدد من الأبراج الدفاعية التي لا تزال أجزاء بعضها المعمارية قائمة حتى اليوم. وكان يتم الدخول إلى المدينة من خلال أربعة أبواب تفتح في السور: باب النصر في الجهة الشرقية وباب الراكزة في الجهة الشمالية والباب الكبير في الجهة الغربية وباب سنبل في الجهة الجنوبية، واستحدث في سنة 1382/1962 باب خامس عرف بالباب الجديد في الركن الجنوبي الغربي من السور. وقد أزيل هذا الباب والباب الكبير، وبقيت الثلاثة الأبواب الأخرى قائمة حتى اليوم. يتوسط الجامع الكبير مدينة إب القديمة، وينسب بناؤه إلى خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي أمر ببناء هذا الجامع في الربع الأول من القرن الأول الهجري/السابع الميلادي، الجامع لا يزال يعرف باسم الجامع الخطابي أو العمري حتى الوقت الحاضر.. ويقع سوق المدينة القديمة بالقرب من الجامع الكبير. تتميز المنشآت المعمارية في مدينة إب بطابع معماري فريد، يشبه في تخطيطه العام البناء الصنعاني من حيث تعدد الطوابق التي قد تصل في بعض المنازل إلى خمسة طوابق، ومن حيث وظيفة واستخدام كل طابق، وتنفرد العمائر المتعددة الطوابق في مدينة إب باستخدام مادة الحجر في بناء الطوابق العلوية والسفلية، وهذه الميزة لا تنطبق على العمائر التاريخية في مدينة صنعاء حيث بنيت الطوابق السفلى في هذه العمائر من الحجر وبنيت العليا من الآجر. تزخر مدينة إب القديمة بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية كالمساجد ومدارس العلوم الدينية التاريخية التي تشكل مع قصورها الشامخة وسوقها وأبوابها وشوارعها القديمة ومحيطها الطبيعي الرائع أجمل عناصر التشويق والجذب السياحي. المساجد والمدارس التاريخية في مدينة إب مسجد الشيخ موسى : يقع هذا المسجد في حي الميدان بمدينة إب القديمة، ويرجع تاريخ بنائه إلى حوالي القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي، وينسب بناؤه إلى الشيخ موسى الحضرمي، أحد مشائخ الصوفية المشهورون في تلك الفترة. تخطيط مسجد موس عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتكون من بنية (قاعة الصلاة) وفناء مكشوف ومؤخر (رواق جنوبي) ومقصورة على يمين مدخل المدرسة في الجهة الشرقية وضريح على يسار المدخل. ومن الملحقات أماكن الطهارة والوضوء. مسجد عقيل : يقع مسجد عقيل في حارة عقيل في مدينة إب القديمة. يرجع تاريخ بناء هذا المسجد إلى حوالي النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري/السابع عشر الميلادي، وينسب بناؤه إلى الشيخ عقيل بن عمر. المسجد يتكون في تخطيطه المعماري العام من بيت للصلاة يتقدمها فناء مكشوف، يحيط بها من الجهتين الجنوبية والغربية، ولها رواق يفتح على الفناء بعقدين نصف دائريين، ومن الفناء يتم الوصول إلى البركة وأماكن للوضوء. مسجد الصامت : يقع هذا المسجد في حي الجامع، جنوب غرب الجامع الكبير في مدينة إب. مسجد الصامت، الذي يعرف بهذا الاسم في وقتنا الحاضر، هو في الأصل المدرسة السنقرية السفلى، إحدى مدارس العلوم الإسلامية التي بنيت في مدينة إب في مطلع القرن السابع الهجري، وينسب بناؤها إلى الأتابك سنقر بن عبدالله الأيوبي (توفي سنة 607ه/ 1191م)، الذي أنشأ مدارس أخرى في مدينتي زبيد وتعز. تخطيط مسجد الصامت عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتكون من بيت للصلاة تفتح في جهتها الجنوبية على فناء مكشوف يحيط بها من الجهتين الشرقية والغربية.. بيت الصلاة مستطيلة الشكل، يقسمها عمودان حجريان إلى بلاطتين، يغطيهما سقف خشبي مسطح. يتوسط المحراب جدار بيت الصلاة الشمالي، ويكتنفه من الجانبيين عمودان مخلقان، وتغطي جزأه العلوي زخارف هندسية وكتابية ملونة. مسجد الخضراء (القبة الخضراء) : يقع في حي الميدان بمدينة إب القديمة، بناه الفقيه عز الدين عبدالله بن علي بن عمر المفتي سنة 1037ه/1643م. يتكون هذا المسجد من : بناء مستطيل الشكل يضم بيتاً للصلاة وفناء مكشوفاً وأماكن للوضوء وثلاثة حمامات. بيت الصلاة عبارة عن قاعة مربعة الشكل، سقفها أربع قباب مخروطية الشكل ترتكز جميعها على دعامة. تفتح بيت الصلاة على الفناء بواسطة باب في منتصف جدارها الجنوبي. مسجد المخلطة : يقع هذا المسجد بالقرب من الجامع الكبير من الجهة الجنوبية الغربية في مدينة إب القديمة.. مسجد المخلطة ، هو في الأصل المدرسة السنقرية العليا، أنشأها الأتابك سنقر بن عبدالله الأيوبي (توفي سنة 607ه/ 1191م) . اختفى اسم المدرسة الأصلي في فترة لاحقة، وصارت تعرف باسم مسجد الحُباني، وفي فترة متأخرة اختفى هذا الاسم بدوره وحل محله اسم مسجد المُخلْطة وهو الاسم الذي تعرف به هذه المدرسة في الوقت الحاضر. تخطيط المسجد : عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتكون من قاعة للصلاة ورواق وفناء يحيط بالقاعة والرواق من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية. مدخل المسجد يفتح في الواجهة الشرقية، ومنه يتم الدخول إلى أماكن الوضوء. بيت الصلاة مستطيلة الشكل مقسومة إلى قسمين بواسطة بائكة مكونة من أربعة أعمدة حجرية تحمل السقف. يتم الدخول إلى قاعة الصلاة من الفناء عبر مدخل يفتح في واجهتها الجنوبية. مسجد البيحاني : يقع مسجد البيحاني في حارة دار المُلك بمدينة إب التاريخية. يرجع تاريخ بناء هذا المسجد إلى سنة 753ه/1333م، وينسب بناؤه إلى الشيخ البيحاني، أحد فقهاء الصوفية في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. التخطيط العام لهذا المسجد : يتكون من قاعة للصلاة مربعة الشكل ، يغطيها سقف عبارة عن قبة تقوم على رقبة مضلعة. يتوسط المحراب جدار القبلة، ويقابله في الجدار الجنوبي باب يؤدي إلى الفناء المكشوف. يقع الرواق في الجزء الشرقي من الفناء ويفتح عليه بواسطة عقدين نصف دائريين، أحيطت واجهة كل منهما بحلية زخرفية تشكلها ورقة نباتية. يقع مدخل المسجد في ركنه الشمالي الشرقي. وبنيت في مدينة إب القديمة العديد من مدارس العلوم الإسلامية في العصور المختلفة غالبيتها لا تزال عامرة حتى اليوم وهذه المدارس هي : المدرسة الجلالية العليا : تقع في حي الميدان، أحد أحياء مدينة إب القديمة. بناها الشيخ جلال الدين محمد بن أبي بكر السيري في سنة 815ه/1412م. تخطيط المدرسة : بناء مستطيل الشكل يتكون من قاعة للصلاة وفناء مكشوف ومئذنة وأماكن للوضوء، يتم الدخول إلى المدرسة عن طريق مدخل يفتح في واجهتها الجنوبية. بيت الصلاة مستطيلة الشكل يتوسط المحراب جدار القبلة، ويغطيها سقف من الخشب يتكون من مصندقات خشبية نفذت عليها زخارف نباتية وهندسية وكتابية ملونة منفذة تارة بالنحت وتارة أخرى بالرسم. يتم الدخول إلى بيت الصلاة من باب يفتح في منتصف واجهتها الجنوبية المطلة على الصحن. بنيت مئذنة المدرسة في الجهة الجنوبية الشرقية لمبنى المدرسة، وتعد واحدة من أجمل المآذن في محافظة إب : تتكون هذه المئذنة من قاعدة مستطيلة بنيت من الحجر يعلوها بدن مضلع مبني بالآجر ينتهي بشرفة مستديرة يعلوها بدن صغير ثماني الأضلاع ينتهي من أعلى بغطاء مقبب الشكل. المدرسة الأسدية : تقع هذه المدرسة في حي الأسدية القريب من السوق القديم في مدينة إب القديمة. أنشأها في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي الأمير الرسولي أسد الدين محمد بن حسن بن علي بن رسول (توفى سنة 677ه/1278م). تخطيط المدرسة الأسدية عبارة عن بناء مستطيل الشكل يتم الدخول إليه عن طريق باب يفتح في الواجهة الجنوبية للمدرسة ويفضي إلى فناء مكشوف تحيط به أربعة أروقة، يطل كل رواق على الفناء بواسطة بائكة من العقود النصف دائرية والمدببة الشكل. يقع بيت الصلاة في الجهة الشمالية، ويتم الدخول إليها من الرواق الشمالي، عن طريق باب يفتح في منتصف جدارها الجنوبي. تخطيط بيت الصلاة يتكون من إيوانين شرقي وغربي تتوسطهما بلاطة المحراب التي تغطيها قبة مركزية. يتوسط المحراب جدار القبلة، ويكتنفه من الجانبين عقدان مدببان بداخل كل عقد دخلة جدارية تعلوها نافذة مستطيلة معقودة. المدرسة الشمسية : تقع في حارة الشمسي بمدينة إب القديمة، وينسب بناؤها إلى شمس الدين أبو بكر بن فيروز (القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي) وكانت لتدريس العلوم وإلى الجهة الشمالية الغربية من المدرسة يوجد ضريح بانيها. التخطيط العام للمدرسة عبارة عن بناء مكون من فناء مكشوف وبيت الصلاة وأماكن الطهارة والوضوء. يقع مدخل المدرسة في الجهة الشرقية. بيت الصلاة قاعة مربعة التخطيط، يغطيها سقف مسطح ويتم الدخول إليها عن طريق باب يفتح في منتصف واجهتها الجنوبية المطلة على الفناء. المحراب عبارة عن فتحة مجوفة في منتصف جدار القبلة. المدرسة الجلالية السفلى : تقع في الجزء الجنوبي من حي الميدان في مدينة إب القديمة, أنشأها الشيخ جلال الدين محمد بن أبي بكر السيري في نهاية القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي. تخطيط المدرسة الشمسية عبارة عن بناء مستطيل الشكل عبارة عن فناء مكشوف وبيت للصلاة وإلى الشرق منها رواق شمالي يفتح على الفناء بواسطة عقدين يرتكزان على عمود من الحجر ينتهي بتاج كأسي الشكل. يقع مدخل المدرسة في الجهة الجنوبية، ويتقدم المدخل ظلة مربعة الشكل تطل على الشارع بواسطة عقد مدبب وتغطيها قبة بصلية الشكل. المدرسة النظارية بالمشنة : تقع هذه المدرسة في منطقة المشنة التي صارت في وقتنا الحاضر تشكل جزأً من مدينة إب الحديثة. أنشأها في بداية القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي الأمير محمد بن محمد بن معان النظاري (توفي سنة 921ه/1516م). التخطيط العام للمدرسة عبارة عن بيت للصلاة ورواق يتوسطهما فناء مكشوف وأماكن للطهارة والوضوء، ومدخل المدرسة يقع في الجهة الغربية. الجامع الكبير بمدينة إب يقع الجامع الكبير في وسط مدينة إب القديمة، ويعتبر واحداً من أقدم المساجد التاريخية في اليمن. يعرف هذا الجامع باسم الجامع العُمري نسبةً إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي، وبحسب ما يذكره بعض المؤرخون، أمر بإنشائه في الربع الأول من القرن الأول الهجري/السابع الميلادي. التخطيط المعماري العام للجامع عبارة عن بناء مستطيل الشكل مكون من بيت للصلاة وفناء مكشوف تحيط به أربعة أروقة، ومئذنة مكونة من قاعدة مستطيلة يعلوها بدن مضلع ينتهي بشرفة يعلوها رأس هرمي. كل رواق من هذه الأروقة الأربعة يطل ويفتح على الفناء بواسطة بائكة من الأعمدة أو الدعامات تقوم عليها عقود نصف دائرية ومدببة، تحمل السقوف المسطحة للأروقة. يتم الدخول إلى الجامع من ثلاثة مداخل تفتح في جداره الغربي ومدخل رابع يفتح في جداره الجنوبي ويؤدي مباشرة إلى بيت الصلاة. تتقدم الثلاثة مداخل ظلة سقفها عبارة عن قبتين تقوم كل قبة من الداخل على أربع حنايا ركنية. تفتح الظلة على الشارع في الجهتين الجنوبية والشمالية بواسطة عقد نصف دائري الشكل. وعلى الجهة الغربية تفتح هذه الظلة بواسطة عقدين مماثلين من حيث الشكل للعقدين الشمالي والجنوبي. تقع بيت الصلاة في الجانب الشمالي للمسجد ويتم الدخول إليها بواسطة ثلاثة مداخل تفتح في جدارها الجنوبي على الرواق الشمالي المطل على الفناء. يعد الجزء الشمالي الغربي من بيت الصلاة هو الأقدم والأجمل من حيث البناء والزخرفة، وسقفه الرائع مكون من قبة مركزية كبيرة تغطي بلاطة المحراب ويكتنفها من الجانبين الشرقي والغربي ست قباب (في كل جانب) أصغر حجماً، ومناطق الانتقال في هذه القباب عبارة عن حنايا ركنية ، غطيت واجهاتها بعناصر من الزخارف النباتية والهندسية الملونة. جزء من زخارف القبة التي تغطي الجزء الغربي من سقف الجامع الكبير بمدينة إب.. يتوسط المحراب الأصلي للجامع منتصف جدار المساحة الأصلية في الجهة الغربية من قاعة الصلاة. والمحراب عبارة عن تجويف في عمق الجدار تتوجه ثلاثة عقود مسننة محاطة بإطار مستطيل تغطي واجهته الخارجية عناصر من الزخارف الكتابية والهندسة والنباتية. يتميز الجامع الكبير بمدينة إب بجمال البناء ودقة وأناقة وتنوع الزخارف الكتابية والهندسية والنباتية الملونة التي تزدان بها السقوف المقببة والمصندقات الخشبية وكذلك الزخارف والنقوش المنفذة على الجدران ومنطقة المحراب. نفذت في الجامع أعمال توسيع وترميم عديدة في عصور مختلفة، منها في العصر الحديث أعمال الترميم والصيانة التي تقوم بتنفيذها وزارة الأوقاف والإرشاد 2006-2007.