( الحلقة السادس عشر ) الطويلة اسم مدينة تاريخية بها مركز مديرية الطويلة إحدى مديريات محافظة المحويت، تقع مدينة الطويلة شمال غرب مدينة صنعاء على بعد 127كم تقريباً، وقد بنيت هذه المدينة عند سفح جبل القرانع وترتفع المدينة عن سطح البحر 2050متراً. والمدينة محاطة بخمس تلال جبلية يتربع قمة كل جبل من هذه الجبال حصن من الحصون المنيعة التي تطل وتشرف على مدينة الطويلة وهذه الحصون هي : حصن حجر سيد في الجهة الغربية وحصن المنقر وحصن شمسان وفي الجهة الغربية منه يقع حصن يفوز وفي الجهة الشمالية الشرقية من المدينة يقع حصن القرانع. تتميز الطويلة بخصوبة أراضيها الزراعية وتتميز المدينة بفنها المعماري حيث تقدم مبانيها الحجرية العالية لوحات فنية بديعة تعبر عن مهارة الإنسان اليمني وقدراته الفائقة في فنون البناء والزخرفة. ولعل من أهم ما يميز مدينة الطويلة تلك الحصون وأبراج المراقبة التي تشرف على المدينة. تزخر مدينة الطويلة بعدد من المعالم والمنشآت التاريخية الهامة مثل : الجامع الكبير ومسجد الإمام الذي يرجع تاريخ بنائه إلى النصف الثاني من القرن السابع الهجري-الثالث عشر الميلادي، وفقاً لما ورد في أحد النقوش الكتابية التي تزدان بها جدران بيت الصلاة في هذا المسجد. تقدم مدينة الطويلة التي يلفها الضباب في النصف الأخير من النهار كل يوم مع القرى المحيطة بها صورة رائعة من صور جمال الطبيعة الخلابة في محافظة المحويت، وتشكل العمائر الدينية والقلاع والحصون والمنشآت السكنية الرائعة ببنائها وروعة زخارف ومشربيات واجهاتها الخارجية وسوقها القديم متحفاً مفتوحاً يؤهلها لتصبح واحدة من أجمل المناطق والمزارات السياحية في اليمن. وحالياً يأتي كثير من السائحين الأوروبيين لزيارة مدينة الطويلة في محافظة المحويت طوال العام، غير أن المدينة كغيرها من غالبية المدن التاريخية العريقة في اليمن، تفتقر للبنى التحتية الخدماتية السياحية، التي تسمح للسائحين بقضاء أوقات طويلة فيها، وممارسة الكثير من الأنشطة والهوايات. لكن ما يحدث حالياً هو أن السائحين لا يبقون في هذه المدن اليمنية التاريخية الهامة كالطويلة وزبيد والمخا وشبام حضرموت وغيرها سوى ساعات قليلة ويغادرون دون أن تستفيد منهم تلك المدن، والبقاء لوقت طويل يعني إنفاق الكثير من المال، وهذا ماتهدف إليه صناعة السياحة الحديثة. الجامع الكبير في مدينة الطويلة يقع الجامع الكبير في وسط مدينة الطويلة في حارة البستان بالقرب من سوق المدينة القديم، ومثل المساجد الجامعة في مدن العالم الإسلامي التاريخية تتجه جميع شوارع وأزقة مدينة الطويلة من كل أحيائها إلى حارة الجامع وسوق المدينة الذي يقع بالقرب منه. يرجع تاريخ بناء المسجد الجامع في مدينة الطويلة إلى ما قبل القرن التاسع الهجري-الخامس عشر الميلادي، وقد أجريت تجديدات وإضافات على هذا الجامع في فترات تاريخية مختلفة، أقدمها بناء مئذنة الجامع وترميمه في العصر العثماني سنة 960ه - 1569م بأمر السلطان العثماني سليمان سليم شاه في عهد الوالي العثماني على اليمن ازدمر باشا. وقد ورد ذكر هذه الإضافات وأعمال الترميم في نقش كتابي في الواجهة الجنوبية لبيت الصلاة المطل على الفناء في الجهة الشمالية ، وقد ورد في هذا النقش : (لا إله إلا الله محمد رسول الله , بسم الله الرحمن الرحيم عمرت هذه الزيادة توسيعاً للجامع المبارك في أيام مولانا السلطان الأعظم سليمان سليم شاه عز نصره بعناية أمير السنجق الشريف قانصوه أمير الحج). الوصف المعماري : التخطيط العام للجامع عبارة عن بناء من الحجر مستطيل الشكل يتكون من قاعة للصلاة ورواق وفناء مكشوف وألحقت بالمسجد أربع حجرات كان طلبة العلم يرتفقون بها، ومن الفناء يتم الوصول إلى بركة المسجد وأماكن الطهارة والوضوء. بيت الصلاة : عبارة عن مساحة مستطيلة الشكل مقسمة بواسطة أعمدة ودعامات إلى جناحين شرقي وغربي ومساحة بلاطة المحراب. . تحمل هذه الأعمدة والدعامات عقوداً مدببة وأخرى نصف دائرية يستند عليها سقف بيت الصلاة. تتخلل النوافذ والدخلات الجدارية جدران بيت الصلاة. المحراب : عبارة عن فتحة مجوفة تفتح في منتصف جدار القبلة، يتوج فتحة المحراب عقد نصف دائري الشكل وتعلوه ثلاثة أشرطة كتابية وعقد داخل إطار مستطيل تدور حوله من أعلى ومن الجانبين أشرطة زخرفية. المنبر : يقع منبر الجامع يمين المحراب، وهو عبارة عن منبر خشبي يقوم على أربع أرجل تحمل جلسة الخطيب، تزين المنبر زخارف نباتية وهندسية وأشرطة كتابية منفذة بخط النسخ. الرواق (يسمى المؤخر) : وهو عبارة عن بناء مستطيل الشكل تقسمه بائكة من ثلاثة أعمدة إلى بلاطتين، يغطي الرواق سقف خشبي مسطح، ويتم الدخول إلى الرواق من قاعة الصلاة ومن الفناء المكشوف. مئذنة الجامع : تقع مئذنة الجامع في ركنه الجنوبي الشرقي وهي ذات قاعدة مربعة الشكل، يفتح في ضلعها الشمالي باب يتم الدخول منه والصعود إلى أعلى المئذنة، تنتهي القاعدة من أعلى بشرفة مستديرة يعلوها بدن أسطواني الشكل ينتهي من أعلاه بشرفة تدور حول رأس البدن وتتكون من ثلاثة مستويات في المستويين الأعلى والأسفل صفان من المقرنصات وفي المستوى الأوسط المحصور بينهما تسع حطات من المقرن وتفصل بين الثلاثة المستويات ثلاث حليات زخرفية بارزة، يعلو هذه الشرفة بدن صغير تفتح فيه نوافذ مستطيلة الشكل ، يغطي البدن سقف المئذنة المقبب الشكل.