( الحلقة التاسعة ) يَريم (ضبطها ياقوت الحموي في معجم البلدان بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة) مدينة تاريخية ومركز مديرية تحمل اسمها وتتبع إدارياً محافظة إب، تقع في قاع الحقل في الجنوب الغربي من مدينة ذمار التي تبعد عنها 33كم، وترتفع عن سطح البحر 8200 قدم. وسميت يريم نسبة إلى مؤسسها القيل الحميري يريم أيمن ذي رُعين بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشم بن عبد شمس بن وائل بن يغوث. يرجع تاريخ هذه المدينة إلى عصر الدولة الحميرية، وقد عُثر على نقش كتابي (كوربوس رقم 5/3 ) حفر على نصب تذكاري يذكر فيه إنجازاً كبيراً تحقق على يد القيل الهمداني يريم أيمن ذي رعين في القرن الثاني الميلادي (مختارات من النقوش اليمنية ص 140). في القرن الثاني عشر الهجري - الثامن عشر الميلادي زار مدينة يريم العالم الدنماركي كاريستن نيبور على رأس بعثة علمية، وقد وصفها نيبور بأنها مدينة صغيرة فيها قلعة كبيرة تقع على مرتفع صخري حاد ويسكن بداخلها عامل المنطقة، أما بيوت المدينة فهي إما مبنية بالحجارة أو بالآجر أو اللبن المغطى بطبقة من الطين المخلوط ببراز الأبقار.وقد توفي في هذه المدينة احد مرافقيه: عالم الطبيعة الدنماركي فورسكال أحد أعضاء البعثة الدنماركية التي كان يرأسها نيبور والتي زارت اليمن سنة 1763م. كانت مدينة يريم مدينة مسورة بسور من الحجر قام ببنائه الحاج أحمد باشا سنة 1025ه- 1640م، وكانت تتخلل السور عدد من الأبراج وتفتح فيه ثمانية أبواب ثلاثة منها لا تزال قائمة حتى اليوم وهي : باب القرية والباب الصغير وباب المناخ، أما الخمسة الأبواب الأخرى: باب ميفعة و باب الصباح و باب صنعاء و باب الدرب و باب اليمن فقد تهدمت مع السور الذي لم يبق منه إلا بعض الأطلال. أهم المعالم التاريخية في مدينة يريم القديمة الجامع الكبير بمدينة يريم يقع في حي باب اليمن، أحد أحياء مدينة يريم. يعود تاريخ البناء الحالي لهذا الجامع إلى ما قبل القرن العاشر الهجري - السادس عشر الميلادي تقريباً. وتؤرخ احد النقوش الكتابية في الجامع أعمال الترميم التي تم تنفيذها سنة 1006ه- 1621م، أما مئذنة المسجد فقد تم بناؤها في سنة 1117ه- 1738م، وفقاً لنقش كتابي مزبور على قطعة حجرية موجودة في قاعدة المئذنة. التخطيط المعماري العام لهذا الجامع : عبارة عن بناء من الحجر يتكون من قاعة للصلاة مستطيلة الشكل يغطيها سقف مسطح يتكون من عدد من الألواح والعوارض الخشبية ؛ تحمل السقف أعمدة طويلة من الحجر. يتم الدخول إلى بيت الصلاة من بابين يفتح الأول في جدارها الشرقي ويفتح الآخر في جدارها الغربي. تتميز بيت الصلاة بجمال منطقة المحراب الغنية بزخارفها الملونة الرائعة وبأناقة العقود الجميلة التي تتوج فتحة هذا المحراب الذي يتوسط جدار القبلة. أنواع مختلفة من عناصر زخرفية كتابية ونباتية وهندسية ملونة تزين منطقة المحراب في الجامع الكبير بمدينة يريم وإلى يمين المحراب يوجد المنبر وهو عبارة عن منبر من الخشب غطيت واجهاته بالزخارف الهندسية والنباتية والكتابية الملونة. تفتح قاعة الصلاة في جهتها الجنوبية على فناء مكشوف وأماكن الوضوء. يتميز هذا الجامع بمئذنته الرائعة وجمال العقود التي تتوج المداخل التي تفتح في واجهاته الخارجية. قبة الحَسَني: تقع هذه القبة في حي باب اليمن في مدينة يريم، ويرجع تاريخ بنائها إلى سنة 1027ه - 1643م، حيث ورد ذكر تاريخ عمارتها في نقش كتابي يعلو فتحة المحراب في عبارة في النص (( وقد أتا تاريخها شرفت بأمجد)) “بحساب الجُمَلْ” ونتيجة جمع قيمة حروف الجملة شرفت بأمجد تساوي 1027. التخطيط المعماري لهذه القبة التاريخية عبارة عن بناء يتكون من قاعة للصلاة ورواق يتوسطهما فناء مكشوف يغطي قاعة الصلاة الحالية سقف خشبي مسطح تحمله أعمدة طويلة من الحجر. وقد حل هذا السقف المسطح محل القبة الأصلية التي كانت تغطي بيت الصلاة.. تتميز قاعة الصلاة بالزخارف المتنوعة التي تزدان بها مصاريع الأبواب الخشبية الخاصة بالخزانات الجدارية. مسجد عمر بن عبد العزيز من المساجد التاريخية في مدينة يريم. ينسب بناء هذا المسجد إلى الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجريين،السابع-الثامن الميلاديين. أما التخطيط المعماري فيتكون هذا المسجد من بيت للصلاة مستطيلة الشكل، يغطيها سقف مسطح من الخشب تحمله أعمدة من الحجر. يفتح في الجدار الجنوبي لبيت الصلاة باب في الجزء الشرقي من الواجهة وآخر في الجزء الغربي يتم الوصول من خلالهما إلى الفناء المكشوف. توجد في مدينة يريم منشآت تاريخية أخرى مثل جامع ذو ربيعة والحمام والسوق القديم والقلعة التي بنيت في وسط المدينة، وحصن المرايم الذي كان يقع في الجهة الغربية من المدينة .