المراوعة (ضبطها الجندي بفتح الميم والراء ثم ألف وخفض الواو وفتح العين المهملة ثم هاء ساكنة): اسم مدينة ومركز المديرية التي تحمل اسمها، وهي من المدن التهامية العامرة التي تتبع إدارياً محافظة الحديدة. تقع مدينة المراوعة شرقي مدينة الحديدة التي تبعد عنها 35كم، وتتوسط منطقة زراعية خصبة، وقد كانت المراوعة قديماً لبني المجدلي الذين اشتهروا بثرائهم وكرمهم.قال الشاعر محمد بن حمير (سنة 650ه/1244م) : حييت من ربع ومن منزل كان محل الشادن العيطلٍ وطبعك الهجر لنا في الهوى والجود طبعٌ من بني المجدل كانت مدينة المراوعة في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي من أعمال الكدراء. في القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي كانت المراوعة من المناطق التابعة لأعمال وادي سهام. في فترة الوجود العثماني الثاني في اليمن اتخذت القوات التركية مدينة المراوعة مخزناً لحفظ أسلحتها وذخائرها التي نقلتها من مدينة الحديدة إلى مدينة المراوعة حتى لا تطالها قذائف مدافع البحرية البريطانية، وقد حفظت هذه القوات جميع الأسلحة والذخائر وخمسمائة برميل من البارود في جامع السلطان عبد الحميد الذي يقع بالقرب من الجامع الكبير بمدينة المراوعة، وقد انفجر المخزن فدمر الجامعين تدميراً كاملاً وقتل نحو مائة وعشرين شخصاً من طلبة العلم وحراس مستودع الأسلحة ودمر من المدينة نحو الثلثين وقتل من أهل المراوعة قرابة أربعمائة شخص. تتكون مدينة المراوعة حالياً من الحارات التالية: الحوك والمزاحفة والجعالية والمهادلة والطواهرة، ومن حاراتها الحديثة شارع صدام الذي نشأ بعد حرب الخليج الثانية (1990م) وحارة الحوك هي أكبر الحارات في المدينة وتعتبر حارة الطواهرة أقدم حارات مدينة المراوعة. تزخر مدينة المراوعة بالعديد من العمائر التاريخية مثل قلعة المدينة والسوق القديم ومن أهم المساجد التاريخية في هذه المدينة : الجامع الكبير ومسجد المصلي، ومسجد التربة ومسجد البشاري، وفي عام 1418 / 1997م هُدم أحد المساجد التاريخية القديمة في مدينة المراوعة واختفت معالمه وهذا المسجد هو مسجد العسل، الذي يرجع تاريخ بنائه إلى القرنين الثامن والتاسع الهجريين/الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين تقريباً، والسبب قيام فاعل خير بهدمه بحجة أن المسجد القديم كان صغيراً وبنى مسجداً جديداً مكانه ؛ وكان الأحرى بفاعل الخير هذا، إن كان فاعل خير حقاً، عدم هدم بناء المسجد القديم الذي كان يعد معلماً تاريخياً هاماً من معالم الحضارة العربية الإسلامية في اليمن، وكان من الممكن بناء مسجد جديد أكبر من المسجد القديم على أرض جديدة، فمساحات كثيرة من الأرض كانت متوفرة في نفس الحي وكانت تكفي لبناء عدد آخر من المنشآت. يعتبر رباط الأهدل واحداً من الأربطة التاريخية التي كانت مشهورة في مدينة المراوعة في عصر بهاء الدين الجندي في القرن الثامن الهجري/العاشر الميلادي.