التحالف يفشل في لم شمل المشردين اليمنيين مع الجنوبيين    مقتل مسؤول محلي بمدينة تعز    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    العميد المحمدي يُعزّي في رحيل المناضل الكبير أديب العيسي    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    تغييرات مفاجئة في تصنيف فيفا 2025    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    برغبة أمريكية.. الجولاني يتعاهد أمنيا مع اسرائيل    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    يامال يغيب اليوم أمام نيوكاسل    مفاجأة طوكيو.. نادر يخطف ذهبية 1500 متر    النصر يكرر التفوق ويكتسح استقلول بخماسية أنجيلو    شركة صهيونية :دفاعاتنا الجوية المتطورة مثقوبة أمام الصواريخ اليمنية والإيرانية    نتائج مباريات الأربعاء في أبطال أوروبا    واشنطن تزود أوكرانيا بالباتريوت بتمويل الحلفاء    رسالة نتنياهو بعد قصف الدوحة: التطبيع أو الاستهداف!    أصبحت ملف مهمل.. الحرب المنسية في اليمن والجنوب العربي    عاجل: غارة أمريكية تستهدف ارهابيين في وادي خورة بشبوة    دوري أبطال آسيا الثاني: النصر يدك شباك استقلال الطاجيكي بخماسية    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    حضرموت.. نجاة مسؤول محلي من محاولة اغتيال    مواجهات مثيرة في نصف نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    حياة بين فكي الموت    قيادي في الانتقالي: الشراكة فشلت في مجلس القيادة الرئاسي والضرورة تقتضي إعادة هيكلة المجلس    تعز.. وفاة صيادان وفقدان ثالث في انقلاب قارب    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    واقعنا المُزري والمَرير    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    برنامج الغذاء العالمي: التصعيد الحوثي ضد عمل المنظمات أمر غير مقبول ولا يحتمل    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    الأرصاد: استمرار حالة عدم استقرار الأجواء وتوقعات بأمطار رعدية غزيرة على مناطق واسعة    الذهب يتراجع هامشياً وترقب لقرار الفيدرالي الأميركي    مجلس وزارة الثقافة والسياحة يناقش عمل الوزارة للمرحلة المقبلة    اختتام دورة تدريبية بهيئة المواصفات في مجال أسس التصنيع الغذائي    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    غياب الرقابة على أسواق شبوة.. ونوم مكتب الصناعة والتجارة في العسل    قمة الدوحة.. شجب واستنكار لا غير!!    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    المفوضية الأوروبية تقترح فرض عقوبات على إسرائيل بسبب غزة    الانتقالي يثمن مؤتمر الأمن البحري ويؤكد: ندعم تنفيذ مخرجاته    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    مصدر أمني: انتحار 12 فتاة في البيضاء خلال 2024    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    دوري ابطال اوروبا: ريال مدريد المنقوص يتخطى مارسيليا بثنائية    كأنما سلخ الالهة جلدي !    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    ترك المدرسة ووصم ب'الفاشل'.. ليصبح بعد ذلك شاعرا وأديبا معروفا.. عبدالغني المخلافي يحكي قصته    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    العصفور .. أنموذج الإخلاص يرتقي شهيدا    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة ثورة وثوار
نشر في الجمهورية يوم 08 - 09 - 2008

- عبدالله الراعي:بيان الثورة أعده المؤيد .. والمروني عّدل اسم الجمهورية تعطيل المدرعة أجّل القبض على أعوان الإمام ليلة الثورة
لم يكن الحوار مع عبدالله الراعي سهلاً، لأن الرجل ظل يخبئ أسراراً طمرتها أحداث مرت عليها 54عاماً، أي منذ اندلاع الثورة اليمنية في السادس والعشرين من شهر سبتمبر «أيلول» من العام 2691م، ولأن الأحداث لا تروى من الذاكرة فقط، بل ومن الوثائق أيضاً، فإن هذا الحوار استمر لعدة أشهر، في محاولة لتوثيق مراحل لم يمط اللثام عنها منذ فترة طويلة، ومحاولة لاستعادة تاريخ يحاول الكثير طمسه ومحوه من ذاكرة الأجيال اللاحقة للثورة اليمنية.
السيطرة على الإذاعة
كيف بدأ الوضع في الإذاعة، سيطرتم على الإذاعة، بدأتم ببث البيانات، وبدأت الثورة تحصل على تأييد الناس، كيف انقلب الوضع من مؤيد للإمام البدر إلى مؤيد للثورة؟
هذه لحظة نفسية واجتماعية وذهنية لاقدرة لي على وصفها، فقد كانت لحظة تحول جذري في حياة الناس، قد تكون صدمة روحية ونفسية وذهنية بأن المذيعين كانوا بالأمس يذيعون لحكم المملكة المتوكلية اليمنية وبعد ساعات يذيعون لجمهورية اليمن العربية، وأن الذي كان الناس يقدسونه قد أصبح تحت الأنقاض،وأن زعامة جديدة في البلد قد أعلنت، كان المسؤول عن الإذاعة عسكرياً هو صالح الأشول ومجموعة من العسكريين، والمسؤول عن بيانات الثورة الملازم علي قاسم المؤيد.
من كان يذيع البيانات؟
كان يذيع البيانات علي قاسم المؤيد، وكان من البارزين الذين يذيعون بيانات الثورة عبدالعزيز المقالح، عبدالوهاب جحاف، محمد الفسيل، عبدالله حمران، صالح المجاهد،أتى في الأخير محمد الصرحي وآخرون، وأنا أقول إن كل الإخوان الذين كانوا موجودين عملوا عملاً جباراً، وأتذكر أنه حدث إرباك عندما تأخرت بيانات الثورة وأسماء أعضاء مجلس قيادة الثورة وأسماء أعضاء الحكومة، كان كل واحد يكتب على سلم الإذاعة، المقالح من جهة وجحاف من جهة ثانية وحمران من جهة ثالثة والمجاهد من جهة رابعة وأذيع البيان الأول وأذيعت البيانات التي أعدها الأخوان من هناك.
كيف تم الاستيلاء على الإذاعة؟
كان الأهم للقيادة أن تفتح الإذاعة؛فتم الحوار مع الجنود الذين يقومون بحراسة الإذاعة من قبل عبدالوهاب جحاف، وبعد ذلك التقى بهم العمري، وقال لهم:« نحن من الجيش وإلى الجيش،وكلنا إخوة»،وتم في الأخير فتح باب الإذاعة ودخلت القوات وتوزعت المهام على أركان سور الإذاعة وأصيب علي أبو لحوم وهو مار من قبل حسين الحرازي الذي كان يرفض فتح باب الإذاعة، وقد ألقي القبض عليه وأعدم، وكانت صعوبة في تشغيل محرك الإذاعة والاستديو، حينها تحرك صالح الأشول واستدعى المهندسين عبدالله الهمداني ومحمد الشعبي اللذين حركا المحرك وشغلاه وجاء المهندس حسين الشرفي وشغل الاستديو.
وبدأ البيان الأول وبدأت الموسيقى ب «الله أكبر» وبعد ذلك «ياإلهي انتصرنا» ودقت ساعة العمل الثوري،و«أخي جاوز الظالمون المدى»؛فولد الشعب اليمني من جديد،وتيقن المواطنون من جدية الثورة بعد أن استمعوا للإذاعة،لكن في بعض المناطق شك الناس بأن إذاعة صنعاء ليست سوى «صوت العرب» من القاهرة، لكنهم بعد ذلك تيقنوا من أنها إذاعة الثورة.
هل تتذكر من أذاع البيان الأول؟
هذا فيه إشكال، دخل الأستاذ محمد الفسيل والأستاذ عبدالوهاب جحاف في إشكاليات أعتبرها هامشية غير أساسية، الأهم أن إذاعة البيان الأول كان الهم الاستراتيجي، والأهم كانت الطلقة التي دمرت الإمامة، الطلقة هي البيان الأول وفتح الإذاعة، لكن من أذاع البيان الآن ليست مشكلة فكل الناس كانوا وطنيين ومناضلين.
شخصياً لا أتذكر من أذاع البيان الأول وأذكر أن الفسيل قال:« أرجو بنضالي وتعبي بأن تتركوني أذيع البيان الأول »وعبدالوهاب جحاف قال هو من أذاع، وفي حوار لعبد العزيز المقالح قال إنه هو من أذاع البيان الأول، لكن كان الأهم في الإذاعة هو المقالح.
من سلم بيان الثورة للإذاعة؟ هل كلف شخص ما بتسليمه؟
بيان الثورة أعد من علي قاسم المؤيد المسؤول عن الإذاعة، ويمكن هو الذي سلمه للإذاعة.
حول الاسم الذي وضع للجمهورية الجديدة، وهو «جمهورية اليمن العربية»، من اختار هذا الاسم ثم لماذا عدل إلى الجمهورية العربية اليمنية، ومتى كان ذلك؟
اختيار الاسم الأول كان ارتجالاً في وقته، لكن جاء أحمد حسين المروني، وكان مدير الإذاعة، قال لهم إن الاسم الصحيح هو «الجمهورية العربية اليمنية»،وهكذا أخذت الجمهورية اسمها.
هل تم تغيير الاسم من دون قرار؟
نعم تحول اسم جمهورية اليمن العربية إلى الجمهورية العربية اليمنية من دون قرار، لقد كانت العروبة مقدمة على كل شيء.
هروب البدر
هناك تساؤلات حول هروب البدر من قصره، هل كان الهروب في نفس الليلة أم في اليوم التالي؟وماذا عن عاطف المصلي الذي قيل إنه جاء ليعلن تعاطفه مع الثورة فيما كان في حقيقة الأمر مهندس هروب البدر؟
البدر لم يهرب إلا في الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم التالي للثورة، بعد أن جاء صالح الرحبي والنقيب صالح العروسي ومعهما النقيب علي الشعبي وطلب البدر وجه أمان للمحافظة على شرفه وكرامته ونقله إلى القاهرة فوراً.
هل هذا الطلب نقله لكم صالح العروسي؟
نعم، سلم الأمر لقيادة تنظيم الأحرار وتم الرد على هذا الطلب.
هل تدارس الضباط طلب البدر؟
نعم تدارسوه.
متى كان هذا؟
كان ذلك في حدود الساعة الحادية عشرة ظهراً، وقد رفض الطلب مع أن الجميع كان مقتنعاً في البداية،رفض الزعيم عبدالله السلال والمقدم عبدالله جزيلان لعوامل عدة.
هل كان قرار التنظيم صائباً في رفض إعطاء الوجه للبدر؟
لم يكن الرفض قرار التنظيم وإنما قرار أشخاص، فبرأيي كان قرار القيادة صائباً إلى أبعد الحدود.
في تلك الفترة كان صائباً، هل تعتقد اليوم أنه صائب؟
نعم صائب مليون في المائة، لو ذهب البدر إلى القاهرة ما حصل لنا الكثير من المعارك ولا حدث عدوان على الثورة ، كان العبء سيخف على الثورة ولكنا تجنبنا الكثير من العواصف التي عصفت بالثورة.
كيف كان تأثير هروب الإمام البدر على الثورة؟
استفيد من البدر كشرعية في القانون الدولي ، ولهذا عندما تصورت المملكة العربية السعودية أن البدر فعلاً تحت الأنقاض استدعت خلال 42 ساعة سيف الإسلام الحسن لينصب نفسه إماماً من الرياض، ونصب نفسه إماماً بالفعل، وبمجرد أن علموا أن الإمام البدر حي وهرب ووصل إلى السعودية، سحب الحسن دعوته بالإمامة وأعيدت إلى الإمام البدر.
طالما وان القيادة أمسكت بالأمور صباح 62سبتمبر، لماذا لم يتم محاصرة البدر والتأكد من أنه مات تحت الأنقاض فعلاً؟
عندما رجع صالح العروسي ظل الإمام البدر يقاوم، ثم اختفى في بدروم القصر، بعد ذلك نزلت حملة قوية للهجوم عليه مكونة من 5دبابات و01مدرعات، وكان الهجوم على القصر الذي كان يتواجد فيه الإمام البدر شديداً، لكن لم ينتبه أحد إلى هروبه إلا في وقت لاحق، وكان التنفيذ من قبل حرسه، حيث تم تدبير خروجه من القصر إلى منزل مجاور لا أذكر اسمه، وقد خرج تقريباً الساعة 21ظهراً، والناس كانت قد دخلت قصر البشائر وهجموا عليه، وسلبوا كل مافيه.
أين كان الثوار؟
ماذا يفعل الثوار أمام الزحف الجماهيري الكبير على قصر البشائر، لقد كان زحفاً هائلاً، هل تضرب عليهم الرصاص،؟ اعتقدنا أن هذا تأييد ودعم للثورة وقلنا ليحرقوا قصر البشائر، وكان البدر قد هرب في هذه اللحظات.
هي يعني هذا أنه استغل هذا الإرباك الذي حصل؟
نعم وقد هرب بمساعدة حراسه، لبس لباس «عكفي» ، أي لباس أحد أفراد حراسته وفر خارج القصر.
ألم يلبس ملابس امرأة كما تحكي بعض الروايات؟
لا،لا،لبس لباس عكفي وشالاً ومشدة، والبيت كان قريباً منه، واستطاع أن يخرج، وجاء إليه عاطف المصلي مع مجموعة من أصحابه من همدان وأوصله إلى منطقة ضلاع وأعطاه مبلغاً من المال ووصل إلى عمران، ومن عمران انطلق باتجاه حجة، حاول الوصول إلى حجة، لكنه وصل إلى المحابشة، هذه قصة هروب البدر حسب علمي والله يعلم ما لدى الآخرين.
عندما جاءكم عاطف المصلي إلى الإذاعة، هل جاء مؤيداً للثورة؟
نعم. ألقى بيان تأييد للثورة.
هل شعرتم أنه نوع من الخداع؟
لا،لقد كان الرجل ذكياً، ثم إنه لم يكن شيخ مشايخ همدان الحقيقي، نصبه آل بيت حميد الدين نتيجة لولائه لهم، أما مشايخ همدان فهم بيت «دودة» كان لهم رأي في بيت حميدالدين فنصبوا عاطف المصلي.
متى تأكدتم من فرار الإمام البدر، هل بعد نجاحه في الوصول إلى عمران أم لحظة الهرب؟
كما أتذكر فقد علمنا بهروب الإمام البدر عند الساعة الثانية من ظهر السادس والعشرين من سبتمبر.
مقتل الأمير عبدالله بن سيف الإسلام
لو أردنا أن نتحدث عن حادثة مقتل الأمير عبدالله بين سيف الإسلام الحسن في صعدة، ماهي معلوماتك عن هذه الحادثة؟
قبل أن نتكلم عن مقتل عبدالله بن الحسن، كان هناك في أسرة حميدالدين، صعد خط من الشباب الأميري وليس سيوف الإسلام لأن سيوف الإسلام هم ال41 سيفاً أبناء الإمام يحيى الأمراء هم: الأمير عبدالله بن الحسن ومحمد بن الحسن، الحسن بن علي وغيرهم من الأمراء هم أحفاده، وكل ابن من أبناء سيوف الإسلام هو صغير الإمام يحيى ويسمى الأمير،صعود خط الأمراء هؤلاء ممثل في الحسن بن علي الذي كان يمثل شيئاً من الحداثة وكانت أمريكا تتبناه ليكون البديل للإمام أحمد ولسيوف الإسلام وبناء إمامة حديثة فيها شيء من المسحة الليبرالية، كما أن الأمير محمد بن الحسين خريج كلية الشرطة من القاهرة عنده شبه مسحة حديثة، قريبة للحداثة والتطور.
مضى الأمير عبدالله بن الحسن على منوال أبيه سيف الإسلام الحسن المتمثل في الانغلاق والصلف والقسوة والجبروت والظلم بشيء من الهدوء، الأمير عبدالله بن سيف الإسلام الحسن ابن الإمام يحيى حميدالدين، أمير متزمت شرس الطباع، أول من قاوم من القصر« دار الشكر» صباح الثورة بشراسة وجرح العديد من المتواجدين جوار القصر، ومنهم أنا، ففر من دار الشكر إلى قبيلة خولان ثم إلى السعودية وعاد معه العتاد العسكري الكبير مع الأموال الهائلة.
قاد ضد القوات الجمهورية الكثير من المعارك في خولان وغيرها، وعاد بعدها إلى مدينة صعدة للمشاركة في مؤتمر لانتخاب مجلس الإمامة برئاسة الإمام محمد المنصور بعد ظهور طموحات لبعض الأمراء للإمامة.
قصة الإعدامات
هل تم إلقاء القبض على جميع أعوان الإمام في أول أيام الثورة؟ وكيف تم التعامل معهم؟
- كان المكلف باعتقال أعوان الإمام البدر ليلة الثورة في صنعاء هو النقيب حسين الدفعي الذي كان مديراً للشرطة في باب اليمن، وقد أرسلت أسماؤهم من قبل اللجنة العليا للتنظيم وحسب الخطة العسكرية للثورة إلى النقيب حسين الدفعي ولم يتم اعتقالهم في ليلة الثورة بسبب تعطل المدرعة، فتأخر اعتقالهم إلى صباح الثورة.
وهناك من ذهب لاعتقال رئيس الاستئناف يحيى محمد عباس الشهاري وغيره، ومنهم من أتى إلى مبنى القيادة لتسليم نفسه، مثل زبد عقبات، عبدالرحمن عبدالصمد أبو طالب، محمد صالح العلفي وغيرهم، وقد اعتقلوا عقب وصولهم مباشرة، أما بقية سيوف الإسلام في صنعاء فتم اعتقالهم، ولعب علي عبدالله السلال دوراً في اعتقالهم، فلم يأت ظهر يوم الثورة إلا وجميعهم معتقلون في مبنى القيادة من وزراء وحكام وأعوان للإمام وغيرهم، ما في تعز فتم اعتقالهم مباشرة من قبل قيادة التنظيم هناك، عاونهم النقيب علي بن علي الجائفي الذي كان قائداً للحرس الملكي، ولعب الإخوان أحمد الكبسي ومحمد الخاوي وعلي الضبعي وسعد الأشول دوراً في هذا الجانب، إذ قاموا سريعاً باعتقال كل سيوف الإسلام الأعوان، منهم سيف الإسلام إسماعيل وحمود الوشلي، نائب الإمام.
كل المجاميع الموجودة في تعز اعتقلوا وكانت مهمة جداً، فلم تأت الساعة الثانية عشرة إلا وهم في سجن مبنى القيادة بتعز، وأرسلوا الساعة الثانية بعد ظهر اليوم الثاني إلى صنعاء، وفي الحديدة تم اعتقال يحيى عبدالقادر نائب الإمام هنا، والمجموعة الأخرى الذين كانوا عاملين وموظفين مع الإمام، وقد قام باعتقالهم محمد الرعيني ومجموعة التنظيم في الحديدة.
هل كانت هناك شخصيات هامة كبيرة نجحت في الفرار مع الإمام البدر؟
- لا، لم تكن هناك شخصيات هامة فرت مع الإمام.
كيف تعاملتم مع من تم اعتقالهم من أنصار الإمام وأعوانه في ذلك اليوم، هل كانت هناك ردود فعل انتقامية مثلاً، هل شكلت محكمة لمحاكمتهم؟
- لم تكن هناك ردود فعل انتقامية، كان هناك رأي أن تشكل محكمة من عسكريين وعلماء ومشايخ لمحاكمتهم، لكن ذلك لم يحدث.
هل كان الإمام أحمد أو أبوه أو ابنه يحاكم أحداً؟ هل حاكم في حركة 84 أحداً؟ لم يحاكم أحداً، هل حاكم في عام 5591م في انقلاب أخيه عبدالله والثلايا؟ لا، هل حاكم اللقية؟، هل حاكم العلفي، هل حاكم قادة كل التمردات الشعبية؟، هل حاكم حسين الأحمر وابنه حميد؟ هل حاكم العميد شائع سري الذي كان معتقلاً في المستشفى ودعاه في الظهيرة وأوصله إلى دار الضيافة في منطقة الجحملية بتعز وأمر السياف بذبحه وكان?قد عفا عنه وأخرجه إلى المستشفى للعلاج؟، هل حاكم الإمام يحيى بيت آل دنيا الذين أعدمهم؟ هل حاكم العشرات الذين كان يرسل إليهم من يعدمهم ويأتون برؤوسهم إليه؟
ثم لا تنسى أن هؤلاء كانوا عبارة عن عصابة للظلم والطغيان والقهر للإنسان اليمني فهي عصابة تحكمه منذ 0021سنة، الذي وفق الثورة بالنجاح وجعل الجماهير تلتف حولها وتهتف وتصفق لها عندما رأت أعناق رموز الرجعية والإمامه مرمية في الساحة، فتمت الإعدامات فوراً ومباشرة دون أخذ ورد، أية محاكمة؟ من تحاكم؟ سيف الإسلام علي وسيف الإسلام إسماعيل وحسن إبراهيم وعبدالرحمن عبدالصمد أبو طالب ويحيى محمد عباس ويحيى النهاري وعشرات المجرمين معروفون لدى كل اليمنيين بأنهم طغاة وارتكبوا جرائم لا تغتفر.
هذه الإعدامات ساعدت كثيراً على انتصار الثورة في اليوم الأول، والتفاف الجماهير حولها صباح الثورة، فالناس صاروا أمام أمر واقع، كان إعدام يحيى محمد عباس شيئاً كبيراً، فالرجل عندما كان يحكم لم يكن أحداً يستطيع النظر إليه؛ فما بالك بقتله؛ فمشاهدة المواطنين جثته مرمية في الحفرة أحد تحولاً كبيراً في مشاعرهم، كلهم نزلوا إلى الحفرة.
كيف، هل دفنوا جماعياً؟
- عملت حفرة كبيرة لهم في منطقة نادي الضباط ومقبرة خزيمة حالياً، وكان من يعدم يرمى إلى داخل الحفرة، ثم تم دفنهم جميعاً.
ألم تعط هذه الأحداث فرصة للآخرين للانتقام بطريقة أو بأخرى خارج الطابع الرسمي للدولة؟
- أي انتقام تقصد؟
قيادة التنظيم أو الضباط، هل كان هناك خوف من أن تتم إعدامات وفقاً لقوائم محددة؟
- كان قرار مجلس قيادة الثورة بالإعدام.
هل كانت القائمة بأشخاص معينين أم كان المجال مفتوحاً؟
- كانت هناك قائمة، والأنصار اعتقلوا، الذين لم يكن لهم وزن ولو هربوا لم يكونوا يشكلون خطراً، أما القائمة فكانت موجودة في مجلس قيادة الثورة، وتم الإعدام على أساسها وكانوا مقراً من يعدم.
ألم تكن هذه نقطة تحول باتجاه تكوين أعداء للثورة؟
- كانت نقطة تحول لصالح البدر؛ فقد سمعنا فيما بعد من ينتقد القتل وأننا ما قتلنا وأعدمنا إلا من جانب الهاشميين، كلاماً من هذا القبيل، وحتى الآن يحاولون أن يصموا الثورة بالدم والقتل.
كان في تنظيم الضباط شخصيات مثقفة وواعية تدرك خطورة مثل هذه الأعمال، فهو لايقارن بحكم الإمام، ومع ذلك وقع في أخطاء في اللحظات الأولى؟
ماهي الأخطاء؟
قضية الإعدامات مثلاً ورمي جثث الناس في حفر بشكل جماعي؟
كان تنفيذ ذلك الأمر حتمياً كما قلت لك.
هل كان من الصعب على التنظيم أن يحدد الأشخاص ويحاكمهم محاكمة ولو صورية؟
القضية كانت ساعات، وكان لابد من ضمان الانتصار وتعميق الثورة والجمهورية في نفوس الناس لكي يصدقوا بأن هناك ثورة ونظاماً جمهورياً جديداً، ولم يكن سيتحقق ذلك إلا برؤية المواطنين لرموز العهد القديم جثثاً أمامهم.
هذه كانت خطوة كبيرة جداً فالناس سلموا بعدها بشيء اسمه ثورة ونظام جمهوري بدلاً من الإمامة المتعمقة في النفس والقلب 0021 سنة، لولا هذه الإعدامات لما حظيت الثورة في لحظاتها الأولى بالتأييد الجماهيري، أعطيك مثلاً على ماقمنا به وندمنا عليه فيما بعد، جاءوا بأمراء صغار منهم محمد بن المحسن فقال الإخوان في القيادة إن هؤلاء الأمراء من بيت حميد الدين أطفال ليس عليهم أي شيء اتركوهم، فتركوهم وأخذهم الصليب الأحمر وأوصلهم إلى المملكة العربية السعودية وسبقهم من هربوا ممن كانوا في الخارج، لكن ماذا حدث؟ صار الأمير محمد بن المحسن من أخطر المقاتلين في الجبهات العسكرية أمسك بوادي «ورور» و«فرضة نهم» وقاتل قتالاً شرساً وأسر لواءً مصرياً بكامل معداته في «بيت السيد» في بني حشيش وقتل وأسر قائده العقيد عفت وبقي عنده حتى سلمته المملكة لمصر فيما بعد هذا الأمير الذي كنا نعتبره طفلاً.
مثال آخر يتمثل في علي بن إبراهيم فقد كان ضمن المعتقلين وسلمناه للصليب الأحمر في صنعاء وكنا نعامله معاملة حسنة باعتباره ابن الشهيد سيف الحق ابراهيم، وكان ولداً مثقفاً، واعياً ومتأثراً بالاتجاه الماركسي متمرداً على أسرته وتركيبتها الاجتماعية والدينية والثقافية، وكنا نمده بالكتب إلى سجن القلعة، فعندما جاءت قضية عبدالكريم السكري الذي أسر في معركة «رازح» عام 56 مع مجموعته من الضباط، أصبح علي بن ابراهيم في مقدمة من يتم التبادل به مقابل السكري فخرج من السجن وأصبح من أشرس المقاتلين الملكيين وأشجعهم واصلبهم في جبل «عيال يزيد» فقد كان يسقط عمران ويحتلها وقاتل حتى تمت التسوية في عام 0791.
انتم لاتتصورون كيف كانت الظروف في ذلك الوقت، أنا لا أتكلم باعتباري واحداً من ضباط الثورة، بل كواقع كنا نعيشه من الصعب شرحه ونقله إلى الجيل الجديد.
هل تم التخلص من كافة أفراد الإمام، أم بقي بعضهم؟ وكيف تم التعامل معهم؟
لم يبق من أسرة حميد الدين أحد في السجن فمن كان في السجن سلم للصليب الأحمر بعد أن جرى إطلاق سراحهم، وبقي شخص واحد وكان في الخارج هو الأمير بن القاسم الذي أيد الثورة وبقي في القاهرة ومازال هناك حتى اليوم، بالإضافة إلى محمد بن الحسين الذي يعيش حالياً في الأردن.
كم سلم من أفراد أسرة الإمام إلى الصليب الأحمر؟
لا أتذكر الذين سلموا من الأسرة كانوا اثنين، ناهيك عن آخرين من خارج إطار الأسرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.