فيما أبدى الفنان السعودي محمد الحجي ارتياحه لردود الأفعال التي يتلقاها من الجمهور والمعجبين الذين يتابعون مسلسل ظل الياسمين - المعروض حصرياً على قناة mbc - دعا إلى إنشاء أكاديمية متخصصة في الدراما بالسعودية بهدف إتاحة الفرصة لدعم المواهب في مجال التمثيل. وعن وجه الشبه بين شخصيته الحقيقية وشخصية مهنا، التي يجسدها في المسلسل، قال الحجي:إن أي شخصية درامية- حتى لو كانت تروي قصة شخص حقيقي- فيها نوع من المبالغة، وهذه تحتِّمها طبيعة المهنة، فمن الصعب أن تحيط الدراما بكل الشخصية البشرية، لذا فإن الكاتب يأخذ منها ما يخدم قضيته، وهذا ما يجعله يقع أحيانا في مطب يلاحظه كثير من الناس، وهو أن يكون الطيب طيباً بحتاً والشرير شريراً بحتاً، لذا أعود لأقول كل الشخصيات الدرامية موجودة داخلنا، لكن بنسب متفاوتة”. وتطرق الفنان السعودي إلى أطرف المواقف التي تعرض لها خلال تصويره لظل الياسمين، وقال: “كنا نصور في أحد الأماكن القديمة في البحرين، وكنت أرتدي ملابس قديمة، فقد كنا نلتقي بكثيرٍ من الرجال كبار السن الذين ما أن يروني حتى يبدأون بالحديث معي تاركين كل الفريق، وما تحدثوا معي إلا لأنهم رأوني أشبههم في اللبس، فكانوا يعتبرونني واحداً من أبناء جيلهم حتى أن أحدهم كان يرفض الحديث مع غيري. ورأى الحجي أن “توقيت عرض المسلسل لا يمكِّن كمّا كبيرا من الجمهور العربي، لا سيما السعودي والخليجي من متابعته”، إلا أنه أبدى ارتياحه من ردود الأفعال التي يتلقاها من قِبل من يتابعون ظل الياسمين بشغف، معتبرا أنه لو عُرض بتوقيت آخر، لكان حجم متابعته أكبر بكثير. وأشار إلى أن توقيت عرض المسلسل يحرمه شخصياً من متابعة العمل، الذي يشارك فيه إلى جانب عدد من نجوم الدراما الخليجية، موضحا أن الوقت المتاح له لمشاهدة التلفاز، جعله واحداً من متابعي مسلسل باب الحارة 3. وقال الحجي إنه يتابع ظل الياسمين في وقت الإعادة، وأحياناً- إذا سمحت له ظروفه- يتابعه في وقته الذي يبث فيه والمحدد بالساعة التاسعة مساء طيلة أيام الشهر الفضيل بتوقيت السعودية. وعن أول الذين اتصلوا به مهنئا بدوره في المسلسل، قال إنه صديقي الفنان القدير يوسف الجراح، مشيرا إلى أنه لم يتلق حتى الآن أي اتصال ينتقد شخصية “مهنا”. الدراما الخليجية وردا على سؤالٍ بشأن ترديد البعض القول بأن الدراما الخليجية مدللة من قبل الفضائيات العربية ذات رأس المال الخليجي، وأنه لولاها لما دخلت حلبة منافسة الدراما المصرية والسورية والأردنية، أكد الحجي أن الدراما الخليجية بدأت تأخذ وضعها بعد السورية والمصرية والأردنية، وأصبحت متابعة في الوطن العربي، وأنا عندما أقول إنها أصبحت منافسة، هذا لا يعني إنكاراً لبقية الدراما العربية الأخرى أو لأسبقيتها. وتابع الحجي مع احترامي للجميع، الفضائيات العربية المملوكة لرأس المال الخليجي لها الفضل على كثيرٍ من الأعمال العربية عامة، وليس الخليجية فقط، وإذا استعرضنا ما في الذاكرة سنجد أن أكبر الأعمال التاريخية التي عُرضت في السنوات الثلاث الأخيرة موِّلت برأس مال خليجي. وتساءل الحجي، مستنكراً: “هل هناك عيب لو قلنا إن الدراما الخليجية ما رأت النور إلا بتمويل من الفضائيات الخليجية، ثم أليس هذا واجب الفضائيات أن ترتقي بالدراما العربية أينما وُجدت وبلا تفريق”. وأشار إلى أن هذه القنوات تسعى للربح للاستمرارية على الأقل، فما ترى أنه ليس مشوقاً ولا جاذباً بالتأكيد ستتوقف عن عرضه للناس، وهذا يعني أنه لا مكان للتدليل، فالجيد يفرض نفسه وهذا ما حصل، فهذه القنوات تتوجه للمواطن العربي عموماً، فهي لا تفرق، وإنما تُعرض وللمشاهد بعد ذلك الحق في المشاهدة أو عدمها. وحول ما يشاع بأن عادات وتقاليد المجتمع السعودي تحول دون تطور وتقدم الدراما السعودية، قال الحجي- في نبرةٍ اعتراها الغضب الاستنكار- السعودية كأي بلدٍ في العالم تحكمها نظم وقوانين وعادات، وهذه في نظري لا تمثل معوقات، إنما فهم الأنظمة والقوانين الفهم الخاطئ هو المعوق بذاته، وهذا الفهم الخاطئ موجود في كل أصقاع الأرض. ومضى قائلا:أنا أتحفظ على وصف المجتمع السعودي بأنه منغلق فكرياً، فهذه نظرة مشوشة لمن يسمع عن المملكة العربية السعودية، ولست الآن بصدد الدفاع أو الهجوم، ولكن أعتقد أن لكل مجتمع إيجابيات يحافظ عليه ويبرزها، وعيوبا يحاول التخلص منها. وأضاف أنه لعل أكبر عائق لدينا هو عدم وجود أكاديمية متخصصة في الدراما عموماً، كما أنه يجب الوضع في عين الاعتبار أن الدراما السعودية خصوصاً عمرها قصير جداً بالنسبة للمصرية والسورية، ومع هذا فقد لاقت النجاح رغم العوائق، وهذه نقطة تحسب لها. ومع شدة المنافسة بين الدراما الخليجية والمصرية والسورية والأردنية على المحطات الفضائية العربية، إلا أن الحجي يتمنى أن تكون كل الدراما العربية موحدة في مسلسل واحد، لما في ذلك من أهمية في تطوير الكفاءات العربية الفنية. إعلان في الصحف الحجي الذي سلك درب التمثيل بعد قراءته إعلاناً في إحدى الصحف السعودية، وهو على مقاعد الدراسة الثانوية لتشكيل فريق مسرحي، فجَّر فيه الرغبة بالمشاركة، فذهب وسجل وامتحن ونجح وأسندت له بطولة أو مسرحية، لم يتوانَ عن البوح عما في قلبه المجروح من أنه لو كان يعلم أن هذا الدرب محفوف بالأشواك والمطبات الوعرة لما سلكه. وقال الحجي: سأبوح لكم بأمر لم يعد سراً، فأغلب من أعرفهم من الفنانين ينتابهم هذا الشعور، هل تصدق أنه في كثيرٍ من الأحيان أتمنى لو أني استمعت لنصائح الأهل وابتعدت عن هذا الطريق، فالكثير يرى في هذا الطريق الشهرة والمال والبريق والمظاهر الخداعة، ولكنه حقيقةً لا يرى حجم الشوك والحفر والمطبات التي فيه، فيتمنى لو لم يسلك هذا الدرب أصلا. ويعتقد الحجي أنه وزملاءه من الفنانين السعوديين على عاتقهم مسؤولية كبيرة وضع المجتمع السعودي في نصاب العادات بشكلها الصحيح دون غلو ودون تهاون في التعاطي..ولذلك فهو يرى أن الدراما تلعب هذا الدور الخطير، مشيراً إلى أنها بحاجةٍ إلى أن تكون على درجة عالية من النضج والتثقيف، مؤكداً أن هذا لا يتأتى إلا بوجود جهاز أكاديمي يقوم بدور التثقيف والبحث والتعليم في صناعة الدراما حتى تقوم بدورها على أكمل وجه.