حذر الشيخ علي ساجد إمام وخطيب مسجد الشهيد الشيخ أحمد ياسين في صنعاء من دعوة البعض هذه الأيام الى نقل زكاة الفطرة من مجتمع إلى آخر . وقال : الأصل أن الشخص يدفع زكاة الفطرة لفقراء البلد الذي يدركه عيد الفطر وهو فيه، وبناء عليه فنقلها في هذا الزمان من مجتمع إلى آخر والذي يدعو إليه بعض الناس ويرغب فيه معدود من الأعمال المحدثة التي يجب الحذر منها والبعد عنها وهو فيه مخالفة للهدى.. ونوه ساجد إلى أن زكاة الفطرة تسمى أيضاً صدقة الفطرة وفي كلا الاسمين وردت النصوص، وسميت بذلك لأنها عند الفطر عطية يراد بها المثوبة من الله تعالى، فإعطاؤها لمستحقيها في وقتها عن طيب نفس يظهر صدقة الرغبة في تلك المثوبة. كما سميت زكاة لما في بذلها لله من تزكية النفس وتطهيرها من أدرانها وتنميتها للعمل وجبرها لنقصه. وأوضح إمام وخطيب مسجد أحمد ياسين أن زكاة الفطرة أو صدقة الفطرة فرضت في رمضان من السنة الثانية من الهجرة، ودل على مشروعيتها عموم القرآن وصريح السنة وإجماع العلماء كما جاء في قوله تعالى: «قد أفلح من تزكى» وقوله : «قد أفلح من زكاها» أي فاز كل الفوز كل من زكى نفسه بالصدقة وطهرها، وثبت في الصحيحين وغيرهما من غير وجه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطرة وأجمع عليها المسلمون قديماً وحديثاً وكان أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها. أما حكم وجوبها فيقول الشيخ علي ساجد: كما حكى ابن المنذر وإسحاق رحمهما الله تعالى.. فعن أبي إسحاق قال: أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام. . وأكد أهمية مشروعية زكاة الفطرة في تطهير النفس وتزكيتها، وقال:شرعت زكاة الفطرة تطهيراً للنفس من أدرانها من الشح وغيره من الأخلاق الرديئة وتكميلاً للأجر وتنميته للعمل الصالح وتطهيراً للصيام، مما قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما ومواساة الفقراء والمساكين وإغناء عن ذل الحاجة والسؤال يوم العيد وهي خاصة بالمساكين فقط، وليس لكل أصناف الزكاة وفيها وإظهار وشكر نعمة الله تعالى على العبيد بإتمام صيام شهر رمضان وما يسر من قيامه، وفعل ما تيسر من الأعمال الصالحة فيه، وفيها إشاعة المحبة والمودة بين فئات المجتمع المسلم. وحول احتساب زكاة الفطرة يقول الشيخ علي ساجد إنه ثبت في الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر صاعاً، والمراد به صاع النبي صلى الله عليه وسلم وهو أربعة أمداد والمد ملء كفي الرجل المتوسط اليدين من البر الجيد ونحوه من الحب وهو كيلوان ونصف الكيلو تقريباً، وهو الأفضل، ويجوز إخراجها نقوداًَ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اغنوهم في هذا اليوم عن الطواف، فالمقصود سد حاجة المساكين يوم العيد سواء بالحب من قوت البلد أو النقود فكلاهما جائز.. وقد فرضت الدولة زكاة الفطرة هذا العام في اليمن مقدار مائتي ريال على النفس الواحدة. وأوضح خطيب وإمام مسجد الشهيد أحمد ياسين أن لإخراج زكاة الفطر وقتان الأول وهو الأفضل يبدأ من غروب الشمس ليلة العيد وأفضله ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد لحديث: «فرض رسول الله زكاة الفطر...»الحديث وفيه قال وأمر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة.. وقوله تعالى: «قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى» انه الرجل يقدم زكاته يوم الفطر بين يدي صلاته.. أما الوقت الثاني فهو وقت إجزاء وهو قبل العيد بيوم أو يومين لما في صحيح البخاري قال: وكانوا - يعني الصحابة - يعطون - أي المساكين - قبل الفطر بيوم أو يومين فكان إجماعاً منهم.. وفي الحديث:" فمن اداها قبل صلاة العيد فهي زكاة مقبولة ومن اداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات". وقال ابن القيم فيما معناه :انه لا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد وانها تفوت بالانتهاء من الصلاة .. واتفق العلماء على أنها لا تسقط عمَّن وجبت عليه بتأخيرها وهي دين عليه حتى يؤديها وإن تأخيرها عن يوم العيد حرام ويقضيها إثماً إجماعاً إذا أخرها عمداً.