بدأ كثير من زوار مدينة عدن أمس مغادرتها والعودة إلى مدنهم ومحافظاتهم المختلفة بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك ليبدأوا اليوم رحلة جديدة في وظائفهم وأعمالهم الحكومية والخاصة .. غادروها وقلوبهم تأمل العودة إليها في القريب العاجل لقضاء إجازة أخرى في أحضان هذه المدينة الدافئة. عدن - سبأ استطلاع : بسام عبدالسلام - أيمن بجاش فمحافظة عدن ثغر اليمن الباسم وعاصمة اليمن الاقتصادية والتجارية استعدت منذ وقت مبكر لاستقبال هؤلاء الزوار وبما يمكنهم من قضاء إجازة في أحضان رمال شواطئها الدافئة والتمتع بما حباها الله من مزايا سياحية عدة في طبيعتها الجغرافية الخلابة، وبحارها الزرقاء، وجبالها الشامخة، وتضاريسها المتنوعة، وطقسها المعتدل الذي أنعم الله به على المدينة بعد حرّ شديد كان يهدد هذه الإجازة. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء عدد من الزوار حول الخدمات التي قدمتها الجهات المختصة خلال إجازة العيد، وكانت لها هذه الحصيلة. الأمنٌ في خدمة الزوار أمن عدن منذ بدء إجازة عيد الفطر المبارك اتخذ برنامجاً أمنياً متميزاً من أجل خدمة وسلامة الزائرين لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، إلى جانب إجراءات خاصة بتنظيم حركة المرور في المدينة للحد من الحوادث المرورية، ولم تقتصر هذه الخدمات على تسيير حركة المرور بل امتدت إلى انتشار رجال الأمن المدنيين والعسكريين في مختلف شواطئ المدينة وسواحلها ومتنفساتها السياحية والطبيعية ومعالمها الأثرية بهدف حماية الزوار ومنع أي تصرفات غير أخلاقية. يقول رجل الأمن الميداني أمين جلال: مهمتنا حماية الزائر، وإن رأينا أن هناك أي تصرف غير أخلاقي قد يقوم به أي شخص فإننا نعمل على منعه وضبط المتصرف بهذا العمل ومنعه من دخول تلك الشواطئ عقاباً له على ذلك. ويؤكد الشرطي أمين جلال أنه يجد من الزائرين تجاوباً ملحوظاً في الإسهام للحد من هذه التصرفات غير الأخلاقية. وقال: كثير من الذين نضبطهم بهذه الأعمال غير الأخلاقية يتم التبليغ عنهم من قبل الأهالي المتواجدين في تلك السواحل أو الشواطئ والمخيمين منهم، وهذا التعاون يسهم في نجاح المهمة المكلفين بها من قبل جهتنا الأمنية. فعاليات ثقافية مكتب وزارة الثقاقة هذا العام كان له حضور بارز في هذا العيد، حيث أقام فعاليات فنية وثقافية ونظم عروضاً مسرحية فكلورية في عدد من المواقع السياحية والتاريخية التي يكثر فيها إقبال السياح الوافدين من داخل الوطن وخارجها. فمديريتا خورمكسر والبريقة شهدتا خلال إجازة العيد عروضاً لمسرحيات قدمتها فرقة المصافي الكوميدية وفرقة المسرح الوطني حافون، في حين انفردت عدد من الفرق الفنية بتقديم أغانٍ في مطاعم الدولفين والأمواج بجزيرة العمال لعدد من الفنانين الشباب، نالت إعجاب واستحسان الحضور.. ومازالت الأنشطة الفنية والمسرحية تتواصل في مديريات الشيخ عثمان ودار سعد وصيرة، خاصة ملاهي الأطفال بحي عمر المختار وملاهي صيرة وعدن مول والشوارع العامة في كريتر وساحة العروض ابتهاجاً بالعيد. النظافة أكيدة وفي جانب النظافة يقول المدير التنفيدي لصندوق نظافة وتحسين بعدن المهندس قائد راشد أنعم: إن الصندوق يقوم حالياً بحملة نظافة واسعة على مدار الساعة في الكورنيشات والسواحل وحدائق والمتنزهات العام بهدف تأمين نظافة شاملة لقضاء إجازة عيد متميزة ونظيفة... مشيراً إلى أن عدد العمال بلغ أكثر من ألفين و(500) عامل وعاملة، فيما بلغ عدد الآليات والمعدات العاملة خلال أيام العيد (207) آلية موزعة على كل المديريات... مؤكداً أن الجهود ستستمر بوتيرة عالية وبنفس الحماس والعزيمة باعتبار النظافة والحفاظ على سلامة البيئة جزءاً مهما من الحياة اليومية وضرورة متلازمة معها. خدمة متميزة إحدى الزائرات القتيناها على شاطئ جولد مور، أم محمد بادرت بالقول: عدن لها نكهة خاصة ومذاق آخر في الأعياد، ليس في شواطئها ومتنفساتها ومنتجعاتها، ولكن في الخدمات التي تقدمها المدينة خلال إجازة العيد. وأضافت: أشكر القائمين على مكتب البريد في عدن على مواصلة عملهم في الإجازة الأمر الذي سهّل لنا عدداً من المشاكل، خاصة سحب الإيداعات في أي وقت... بصراحة هذه الخدمة اعتبرها خدمة متميزة في محافظة متميزة، إلى جانب خدمات أخرى. الزوار سعيدون في واستطلاع لآراء الزائرين قال نجيب محمد عبدالله، من محافظة تعز: أنا سعيد بزيارة مدينة عدن فهي تزداد جمالاً يوماً بعد يوم، كما أن لها جواً بديعاً معتدلاً يسهم في إنجاح إجازتنا. ويضيف نجيب: أستغرب من قول عدد من ساكني عدن إن هناك حراً شديداً كان موجوداً خلال شهر رمضان المبارك، فأنا لا أرى هذا الحر، بل أرى جواً جميلاً يجب الاستفادة منه قدر الإمكان. ويتابع نجيب قوله: أنا بصراحة أحب زيارة عدن في كل عيد، كانت حارة أو باردة، فأنا لا يهمني جوها بقدر ما يهمني الاستمتاع ببحرها الجميل ورمالها الذهبية الدافئة. فيما يشير محمد القاسم إلى أن العيد في عدن جميل جداً، وأن عدن أفضل مكان لقضاء مثل هذه الإجازات. ويقول القاسم: الجو هنا جميل خاصة أجواء البحر، والناس تخرج كعائلات، وهذا يتيح فرصة للتعارف بين الناس، كما أن سكان مدينة عدن يحبون الاختلاط بالآخرين من المحافظات الأخرى ضمن العلاقات الاجتماعية الإنسانية الجميلة، وتأخذ وتعطي مع بعضها، وهنا النساء يجدن فرصة للخروج والترويح عن النفس. ويضيف القاسم: من أول أيام العيد كنا ونحن خارج المنزل ولا نمل من الخروج والتمشيات رغم الازدحام، فالكل يأتي إلى عدن من جميع المحافظات لتغيير الأجواء. وانتقد القاسم عدم وجود حمامات عامة ومظلات كافية للعائلات، حيث قال: يجب أن توفر الدولة مظلات على امتداد السواحل والشواطئ حتى تتمكن كل العائلات من الاستفادة من هذه المظلات، كما أنه يجب توفير حمامات عامة تتسع للكثير وليس حمامات تتسع لعدد قليل بينما الزائرون يتجاوز عددهم الآلاف، مع فرض رسوم استخدامها بالصورة المناسبة. من جانبه طه محمد القدسي من محافظة تعز أشار إلى أنه رغم الزحمة التي تشهدها عدن خلال العيد إلا أنه استمتع وعائلته جداً بقضاء الإجازة في جو عدن وشواطئها البديعة... منوهاً بما شهدته محافظة عدن خلال فترة الماضية من تطور عمراني وتوسع في المتنفسات السياحية وتحسين شواطئها وتجهيزها لاستقبال الزائرين فيها. سعيد محمد القدمي من صنعاء أكد أن هذه الزيارة هي الرابعة على التوالي لمدينة عدن التي يقضي فيها العيد كل عام دون انقطاع. ووصف القدمي عدن بأنها منطقة سياحية تجذب الجميع إليها، وبحرها «يرد الروح»... مشيراً إلى أن الازدحام لن يثنيه أبداً عن قضاء الإجازة في هذه المدينة... حيث يقول: الزحمة في عدن تشعرني بالأجواء المفرحة ونستمتع كثيراً عندما تكون تلك المتنفسات ممتلئة.