هانحن نعود لنعيش الكثير من لحظات البوح الرائعة..وكثير من لحظات التفريغ عما يعشعش في خلجاتنا..عن الوجع اللامتناهي..وعن الإنتظار الذي قد يطول أمده!.. لحظة البوح لا تعوض!! بهذا الإيمان المطلق سنمضي في التعبير عنا..وعن تحسس أنفسنا فيما يصدر إلى الواقع المليء بنا..والفاقد لنا في آن! لحظة البوح لا تستبدل! وهي لحظة ترمي بها الأقدار إلينا..لنستلقفها ونمضي مفككين اللحظة..وموغلين في تتبع الماهية..والسؤال عنا!.. لحظة البوح..لحظة الانصياع لمعنى الحقيقة..والألم..لحظة ترمي لتجاوزها..والإيغال فيها أيضاً!.. لحظة الالتفات إلى الذات..والآخر بمعناه الواسع..والمتعدد..الآخر الذي هو نحن في كثير من الأحيان..الآخر الذي يعينا..ويتلاشى عند لحظة البوح!.. اللحظة التي توأدها كثيراً لحظة الصمت..اللحظة القاتلة..والغادرة كثيراً! التعدد يفرز معرفة..ولحظة البوح تفرز معرفة أيضاً..! الإختلاف لا يفسد “للحب” قضية!..ولكنه قد يفسد للود!!! ويفسد اللحظة كثيراً لتغدو قبيحة وكابوسية بما فيه الكفاية..الكفاية التي تشبه إلى حدٍ بعيد كفاية صديقي التي تغيرت حياته بما فيه...!.. التغير الذي لم يقد لتحسن ولو طفيف حتى..بل قاد لكارثة تبدو عناصرها مكتملة على وجهه..ويبدو كما لو هو مسفوووخ تماماً!..يحادثك عن مشاريعه المستقبلية..بينما هو في الحقيقة لا يدرك مع من يتحدث!! لست على يقين من أن التغيير دائماً ذو دلالات جميلة..ورائعة..التغيير في كثير من الأحيان سيء..كأن تستبدل رأسك ذو الكثافة الشعرية..برأس أصلع كروي!.. أو أن تستبدل لحظة صخبة..وذات ضوضاء..بلحظة ملطخة بالتواطؤ والصمت!..مع كوني ذ ارتباط وثيق والصمت..وأؤمن كثيراً بأنه كثير ما يكون “أجمل موسيقى صاخبة في الوجود”..كما قال محمد الماغوط! اللحظة الوجودية..هي لحظة الخلخلة..والتعبير..لحظة التساؤل..والنقاش..! لحظة العطاء..والسلب بمعناه الإيجابي!.. لحظة التوغل..والعودة!.. لحظة مسك القلم والكتابة!.. ولحظة العودة لملئ هاتين الصفحتين..بحبر معانأتكم شباب..وإبداعكم أيضاً..وفعلاً لحظة الإبداع لحظة بوح رائعة وجميلة! قفلة..! فجأة تفقد كل شيء!.. إنها لحظة الضياع..لحظة الحقيقة!