سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فهم الرئيس الخصوصية التاريخية والقبلية لليمن مكّنه من النجاح في تعامله مع الجميع في 17 ورقة عمل تناولت المشوار السياسي لفخامة الرئيس في ختام ندوة «قائد ووطن» :
اختتمت أمس في صنعاء فعاليات الندوة الفكرية الخاصة بكتاب «قائد ووطن.. ثلاثة عقود من التحولات»، التي نظمت بالتعاون والتنسيق بين دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر والهيئة العامة للكتاب... وناقش المشاركون في الندوة، التي استمرت يومين ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض صنعاء الدولي للكتاب ال25 (17) ورقة عمل، تناولت المشوار السياسي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح، والصفات والسمات التي تحلّى بها خلال فترة حكمه، ومضمون الكتاب ومحتواه من جميع الزوايا. وتمثلت أعمال اليوم الثاني في جلستين، ناقشت الأولى، برئاسة الدكتور عبدالوهاب الروحاني، عدداً من أوراق العمل، حيث استعرض الدكتور قاسم سلام في ورقته بعنوان «القيادة فن وموهبة.. والحوار قاعدة الحكمة» الشواهد والسمات التي تمتّع بها رئيس الجمهورية، وقدرته القيادية على التأثير في المحيط الداخلي والخارجي مما جعله يحتل مكانة بين العظماء والمشاهير الذين استطاعوا أن يغيّروا التاريخ، ويحفروا لأنفسهم مكانة في المجتمعات المحلية والإقليمية. واعتبرت الورقة أن الأمن والاستقرار من أولياته الاستراتيجية، وكانت الديمقراطية من أدواته لتحقيق تطلعاته المشروعة، وكان فهم الرئيس الخصوصية التاريخية والقبلية لليمن، فنجح في التعامل مع الجميع، وجعل رهانه للتغيير والتحديث على أرض الواقع وتحويله إلى حقائق حياتية معاشة هو الشعب. فيما ركزت ورقة رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والنشر، رئيس التحرير أحمد الحبيشي، بعنوان «الرئيس علي عبدالله صالح.. خطاب ثقافي جديد»، على البعد الثقافي لرئيس الجمهورية، باعتبار البعد الثقافي أساساً لأية عملية سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وقدرته على استشراف المستقبل واكتشاف الواقع وإعادة تغيير الواقع، إضافة إلى أنه جسّد خلال مرحلة حكمه ثقافة الحوار ومشروع التغيير من خلال إصدار صحيفة الأمل والميثاق... فيما قدّم الدكتور أحمد الشاعر باردة ورقة بعنوان «الوحدة في فكر الرئيس علي عبدالله صالح» تناولت موضوع الوحدة... مشيدة بحنكة الرئيس وقدرته الفائقة على الحوار، والذي بذل جهداً كبيراً لتحقيق الوحدة وتحمله المشاق والمصاعب، وما صاحبت تلك الفترة من أحداث. وقالت ورقة باسردة: إن من الصعب اختزال إنجازات شخص الرئيس (3) عقود بين دفتَي كتاب، ولكننا نبرز بعض الشواهد والسمات لهذه الشخصية الكارزمية، ونحن جيل هذا الجيل سعداء وتعساء... سعداء لأننا شهدنا هذه الوحدة وعايشناها وتحققت في عصرنا... وتعساء لأننا عشنا فترة مؤلمة وموجعة من صراعات وخلافات وقتال... فيما تناولت ورقة الدكتور أحمد الكبسي، بعنوان «التطور السياسي خلال ثلاثة عقود»، الشواهد والملامح السياسية لشخص الرئيس علي عبدالله صالح على الصعيدين الداخلي والخارجي... منوهة بأن الرئيس وصل إلى السلطة عام 1978م في وقت لم يستطع أحد أن يتقدم لهذا المنصب والكرسي، ولكن حنكة وقيادة وزعامة فخامة الرئيس أتى لها وهو يضع كفنه بين يديه، واستطاع أن يروّض الأسود في الغابة ليجعلها في صفّه، وهذه ميزة إيجابية لايملكها أي قائد أو زعيم على الإطلاق. فيما تناولت ورقة الدكتور طه الفسيل بعنوان «ثلاثة عقود من التنمية الشاملة» الأوضاع الاقتصادية وأحوال التنمية منذ تولِّي فخامة الرئيس زعامة اليمن حتى اليوم... وأكدت الورقة أن الاستقرار السياسي، الذي تحقق في عهد فخامته خاصة خلال الفترة 1982-1989م مكّن اليمن من تحقيق إنجازات كبيرة ومعدلات نمو عالية. وناقشت الجلسة الثانية، برئاسة نقيب الصحافيين اليمنيين، رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) رئيس التحرير نصر طه مصطفى، ست أوراق عمل، الأولى بعنوان «بناء وتطوير القوات المسلحة والأمن في عهد الرئيس القائد» من قبل نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري، تناولت التطور الكبير الذي شهدته القوات المسلحة والأمن في عهد فخامة الرئيس. وأكدت الورقة الأهمية الكبيرة التي أولاها فخامة الرئيس لتطوير وتحديث الجيش والانتقال به نقلة نوعية من واقعه قبل العام 1978م، التي كان يتصف خلالها بالعشوائية وقلّة الخبرة والجاهزية النوعية. وركزت الورقة الثانية، من قبل ياسين عبده سعيد، بعنوان «علي عبدالله صالح .. قراءة في سيرة زعيم»، على أبرز العوامل والمؤثرات التي أسهمت في تشكيل وتكوين الشخصية القيادية لفخامة الرئيس منذ النشأة. وبيّنت الورقة أن من أهم العوامل الموضوعية، التي أسهمت في تشكيل شخصية الرئيس علي عبدالله صالح، نشأته في ظل معارك الثورة والدفاع عنها بدءاً من الحركات الوطنية قبل 26 سبتمبر 1962 ومروراً بقيام الثورة المباركة وحصار السبعين يوماً، إلى جانب العوامل الموضوعية على مستوى المنطقة العربية، والتي كان يسودها في تلك الفترة المناخ الثوري التحرري على مستوى الوطن العربي ككل. فيما تطرقت الورقة الثالثة، بعنوان «ثلاثة عقود من النجاحات الدبلوماسية» للدكتور نجيب غلاب، إلى اعتماد اليمن في عهد فخامة الرئيس مبدأ عدم الانحياز في سياسته الخارجية، والتي جاءت انعكاساً للأوضاع الداخلية التي حتّمت ضرورة العمل على تحقيق جملة من الأهداف والمبادئ الوطنية، في مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية دون الانحياز لمصالح أطراف أو جهات بعينها وإنما العمل باعتبار المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبار. وأكدت الورقة الرابعة، بعنوان «التوثيق.. قضية وطنية من الدرجة الأولى» من قبل نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والنشر ياسين المسعودي، على أهمية التوثيق، خاصة للمواقف والأحداث التآريخية في ضمان صحة المعلومات حول مختلف الأحداث، ومن أنجزوها، وأسهموا في صناعتها. ولفتت إلى ما قام به فخامة رئيس الجمهورية من تبني مشروع كتابة تاريخ الثورة اليمنية، وما يمثله من أهمية في حفظ الحقائق وتقديمها للأجيال انطلاقاً من شهادات من أسهموا في صنع الثورة وعايشوا أحداثها لتقدم للأجيال بإنصاف دون زيف أو تحوير للحقائق والمواقف. وتضمنت الورقة الخامسة «المضمون الجديد في كتاب قائد ووطن» لإسكندر الأصبحي، تضمنت توصيفاً مهنياً لمضمون ومحتوى الكتاب والقيمة الجمالية التي ظهر بها الكتاب من خلال أسلوب التحرير المتمكن والتعبير القوي من خلال بلاغة الصورة التي تميز بها الكتاب... وبينت الورقة أن الكتاب في الوقت الذي قدم سيرة للرئيس قدم الحقبة التاريخية اليمنية منذ ظهور فخامته في منصب الرئاسة حتى اليوم. واشتملت الورقة السادسة والأخيرة لعادل الأحمدي «ملاحظات فنية حول: التبويب، اللغة، الإخراج والتدقيق». وفي ختام أعمال الندوة أكد مدير تحرير صحيفة 26 سبتمبر أحمد الجبلي، أهمية ما أُثرى به المشاركون مادة الكتاب ومضمونه من ملاحظات وتصويبات ستكون محط اهتمام دائرة التوجيه المعنوي مستقبلاً، وبما يضمن أن يكون الكتاب وثيقة تاريخية للشعب والتاريخ. فيما أشار رئيس الهيئة العامة للكتاب الدكتور فارس السقاف بدوره إلى أهمية الكتاب كونه يمثل توثيقاً لسيرة قائد ووطن، خلال فترة من أبرز وأهم فترات اليمن في تاريخه المعاصر. حضر فعاليات الاختتام رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عصام السماوي، وجمع من الباحثين والمثقفين والمهتمين.