العولمة..هذه المفردة التي ولجت إلى حياتنا دون علمٍ منا..أو بعلمٍ حتى..يظل مصطلحاً شائكاً،واستصعب على كثير من المفكرين،والكتاب العالميين،والعرب،وضع تعريف لهذا المصطلح..ومازال البحث جارياً عن تعريف يلم بإفرازات هذا المصطلح..وحتى اللحظة لم يستطع أحد!!.. يعيش الشباب العربي في مجتمع متنوع الثقافات و اللهجات و المستويات المعيشية و الموارد الطبيعية و الانتماءات العرقية و القبلية و غيرها, غير ان هذه الاختلافات تتميز في المجتمع العربي بنوع من التعقد و التشابك و التداخل .هذا التداخل والتشابك يخلق نوعاً، من السلبية على المجتمع الشبابي العربي , كونه يعيش كثير من تفاصيل التهميش، والتقصير خاصة في أهم مرحلة،وهي المرحلة التعليمية حيث تكرس المؤسسة التعليمية قيم التلقي و الخضوع ،و لا تسمح للشباب بالحوار و التفكير الحر و خلق فرص للإبداع و الإنتاج و إبداء الرأي الحر، وإن كان معارضا للأفكار التي يتلقاها.كما يلاحظ نوع من التجاهل للتعليم الاستكشافي الذي يعطي الشاب القدرة على استكشاف العالم المحيط به، وخلق سلوك الانفتاح على الأخر،وإن كان يخالف قيمه ومبادئه،وثقافته، ويجعله قادرا على التفكير والنقد والتعبير عن رأيه بكل حرية، ومسؤولية دون كبت أو خوف..ذلك ما قالته أستاذة أكاديمية عربية،في إحدى الندوات التي تناولت “العولمة والشباب”..وبين هذا وذاك،يعيش الشاب العربي أيضاً حالة من تشتت الشخصية،وتعدد الهويات،أو ما يعرفه علم النفس ب”انفصام الشخضية”..لنجد أمامنا شباب مقلد،لا يصنع صورته،بل يحاول أن يكرر الآخرين عبره..والمتأمل في حال شوارع مدننا سيرى قصات الشعر ،التي تأتي تقليداً حرفياً للمشاهير من العرب،والأجانب،ويأتي بعد ذلك موضة الملابس المتعددة،والتي تومئ في كثير من الأحيان إلى جنون من يلبسونها!!.ويبرر الشباب ذلك،بأنه نوع من الانفتاح المحبب،والذي لا يسيء بقدر ما يقربنا من العالم!.الفتيات وهن في مرمى العولمة لا يمكن تجاوزهن مطلقاً،وحالتهن لا تختلف كثيراً عن حال شبابنا المقلد،والمستهتر في آن!!.. وسائل الإعلام العربية حالة تبعية،وتقليد مفرطين،ومن هنا يأتي تأثر الشباب..وتعبيئته بشكل يكرر نفسه!! في هذا الملف الذي حاولنا من خلاله تلمس العولمة لدى شبابنا هنا،وتتبعنا ذلك من خلال لقاءات مع الشباب،وأكاديميين يمنيين،إلى جانب الاستناد على دراسات عربية أكدت أكثرها على سوء العولمة في حالتها الراهنة على الأقل..وآخرين أكدوا على أهمية الولوج إليها،بعيداً عن التخوف،ووضع الأحكام المسبقة!