أدان مصدر مسئول في الحكومة اليمنية الجرائم الإرهابية البشعة التي تعرضت لها عدة مناطق في مدينة بومباي الهندية والتي أزهقت العديد من الأرواح وأصابت المئات من المواطنين الأبرياء. واعتبر المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن هذه الأعمال غير الإنسانية تأتي في سياق الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها العديد من دول العالم والتي تقوم بها جماعات لاتضع حرمة للنفس البشرية ولا تحترم التعاليم السماوية والقيم الإنسانية التي ترفض العنف والإرهاب وقتل النفس البريئة . وأكد المصدر موقف اليمن الثابت في مكافحة الإرهاب وتعاونها مع المجتمع الدولي لاجتثاثه .. معرباً عن تقديم اليمن قيادة وحكومة وشعباً أحر التعازي إلى حكومة وشعب الهند الصديق وأسر الضحايا الذين قضوا نتيجة هذه الأعمال الآثمة، ومجددة دعوتها إلى المزيد من التنسيق والتعاون الأمني الدولي لمواجهة قوى الشر الإرهابية في كافة أنحاء العالم. إلى ذلك أعلنت الشرطة الهندية انتهاء عملية احتجاز الرهائن في فندق تاج بمدينة يومباي. وقال مصدر مطلع لموقع «سبتمبرنت»: إنه كان بين المحتجزين في فندق تاج بومباي مدير مكتب شركة الخطوط الجوية اليمنية محسن حيدرة والطيار اليمني خالد احجب ضمن المحتجزين كرهائن من قبل متشددين إسلاميين وقد نفذت مجموعات صغيرة من المسلحين هجمات متزامنة على مواقع متعددة في بومباي الليلة الماضية قتل فيها أكثر من مائة شخص وجرح مئات آخرون، كما احتجز المسلحون رهائن تضاربت الأنباء عن عددهم. واستهدفت هذه الهجمات، إضافة إلى فندقي تاج محل وأوبروي فندقاً ثالثاً ومستشفى ودار سينما ومطعماً ومحطة قطار، وقتل فيها أربعة مسلحون و11 شرطياً بينهم قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة المدينة. وقال أرار باتيل، نائب رئيس حكومة ولاية مهاراشترا الهندية التي تعتبر بومباي مركزها، لوكالة رويترز: إن عدد النزلاء والعاملين المحاصرين داخل فندق أوبروي يتراوح بين مائة ومائتين، وإن عدد المتشددين في الداخل يتراوح بين عشرة و12 .. كما أفادت الأنباء عن مسئولين هنود قولهم: إن عدد الرهائن في فندق أوبروي قد يكون عشرين رهينة. وأكدت الشرطة الهندية أن عائلة إسرائيلية ضمن الرهائن وأنها احتجزت في مبنى سكني، كما أعلن اتحاد يهود الهند أن حاخاماً يهوديًا وأفراد أسرته تم احتجازهم. وأوضح مراسل الجزيرة في إسرائيل إلياس كرام أن أي مسئول من الخارجية الإسرائيلية لم يؤكد بعد هذه المعلومات، وأن هناك اتصالات إسرائيلية مع الشرطة الهندية للتحري عن الموضوع. وقتل أيضاً في الهجمات ستة أجانب على الأقل بينهم إيطالي وبريطاني وياباني وأسترالي. وقال بيان لوزارة الخارجية الإيطالية: إن بين القتلى في الهجمات مواطناً إيطالياً، وأعلنت شركة طاقة يابانية أن أحد عمالها اليابانيين هو أيضاً بين القتلى. وذكر المفوض البريطاني الأعلى في الهند ريتشارد ستاغ أمس الخميس أن سبعة من مواطنيه أصيبوا في الهجمات، مضيفاً في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه زار أغلب المستشفيات المركزية التي نقل إليها الجرحى وأنه من المحتمل أن يكون هناك مصابون بريطانيون آخرون. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن برلمانيين ومسئولين أوروبيين كانوا بين المحاصرين في الهجمات، حيث كانوا في زيارة بومباي، لكنها نقلت عن مسئول في البرلمان الأوروبي تأكيده أنه تم إنقاذهم وأنهم لم يصابوا بأي أذى. وتناقلت وسائل الإعلام خبر تبني مجموعة صغيرة غير معروفة تسمي نفسها "ديكان مجاهدين" وتعني باللغة المحلية (مجاهدي الجنوب) هذه العمليات. وتضيف المصادر نفسها: إن المجموعة المذكورة أعلنت أنها نفذت هذه الهجمات دفاعاً عن المسلمين رداً على ما تقول إنه اضطهاد لهم من الهندوس. وكانت الاستخبارات الهندية تحدثت عن تهديد أمني مباشر من هذا التنظيم في مدينة بومباي بالذات. غير أن رئيس تحرير صحيفة ميلي غازيت الهندية ظفر الإسلام خان قال: إن وسائل الإعلام الهندية تتحدث بإسهاب منذ شهرين عن ما سماه "الإرهاب الهندوسي" حيث تم اعتقال عدة أشخاص هندوسيين بينهم عقيد يعمل في الجيش، كانوا يحضرون لهجمات. وأضاف: إن أخبار هذه الاعتقالات احتلت واجهة الإعلام لمدة طويلة، وإن القضية انقلبت الآن مع الهجمات التي حدثت، ووصفها بأنها "عملية كبيرة قلبت الموازين".