أكد وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الري واستصلاح الأراضي الزراعية المهندس أحمد محسن العشلة أن الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية أبرز التحديات التى تواجه اليمن في الوقت الراهن. وأشار الوكيل العشلة - خلال افتتاحه ورشة العمل الخاصة بالوفورات المائية لأنظمة الري المحسن المنعقد أمس بصنعاء تحت شعار "الحفاظ على المياه حفاظاً على الحياه"- الى أن الزراعة هي المستخدم الأكبر للمياه وخاصة من المياه الجوفية والتي تنخفض مناسيبها بشكل كبير بسبب عدم التوازن بين كمية السحب مع كمية التغذية للمخزون الجوفي، الى جانب تدني كفاءة الاستخدام ومحدودية انتشار التقنيات الحديثة في المساحات الزراعية المروية .. وأكد العشلة أهمية التدخل الحقيقي من الحكومة وكافة المؤسسات والجهات ذات العلاقة بهدف رفع الوعي بأهمية ادارة المياه وترشيد استخداماتها لضمان تنمية مستدامة لها .. وتطرق الى جهود وزارة الزراعة والري ودورها في مواجهة هذه المشكلة من خلال إعطائها أولوية خاصة وتبنيها برامج ومشاريع استثمارية تنفيذية من شأنها تنمية الموارد المائية والحفاظ عليها سواء كانت مياه سطحية أم جوفية . كما أكد وكيل وزارة الزراعة ان أنشطة مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة في ادخال تقنيات الري الحديث تندرج في اطار سياسة الوزارة ويقدم خدمات تقنيات الري الحديث وخدمات ارشاد الري وتشجيع المزارعين على تبني أنظمة مطورة للري .. ولفت العشلة الى جهود الوزارة في مجال تحسين استخدامات المياه من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات والقطاعات العاملة في مجال المياه وكذا مع المانحين باعتبار قطاع الري اللاعب الأساسي في تحديد أسس النجاح لإستراتيجية تقنين المياه .. معتبراً مشروع الحفاظ على المياه الجوفية احد أهم الأدوات المباشرة والفعالة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للمياه . من جانبه استعرض مدير عام مشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة المهندس حمود الربيدي الأنشطة المختلفة في مجال انظمة الري الحديث والتي نفذها المشروع منذ تأسسيه عام 2004م في 15 محافظة . منوهاً بأهمية الورشة في مناقشة قضية المياه وترشيد استخداماتها والوفورات التي تحققت جراء ادخال أنظمة الري المختلفة .. ولفت الربيدي الى ان المشروع أسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين دخل المزارعين وتقليل الإستهلاك من المياه الجوفية، كما أسهم في تحسين كفاءة استخدام المياه الجوفية لأغراض الري بإدخال أنظمة الري الحديث( تنقيط ، رش ، فقاعي ) .. منوهاً بأن المشروع يهدف حالياً الى تركيب مساحة تقدر ب 46 ألفاً و940 هكتاراً حتى عام 2011م. وهدفت الورشة التي شارك فيها 114 مشاركاً يمثلون مسؤولي الوحدات الحقلية ب 15 محافظة يستهدفها المشروع وكذا المزارعين والمنتسبين لمجاميع مستخدمي المياه ومنظمات جماهيرية وهيئات ومؤسسات حكومية ومنظمات دولية، الى إبراز أثر الوفورات المائية المحققة في التخفيف من العجز المائي جراء الاستخدام المفرط للمياه لأغراض الري بالطرق التقليدية . وتناولت الورشة ثلاثة محاور رئيسة تركزت حول خدمات ارشاد الري في دعم البناء المؤسسي للمؤسسات العاملة في مجال المياه، اضافة الى الوفورات المائية المحققة نتيجة تبني أنظمة الري الحديث، وكذا العوائد المائية للمزارعين نتيجة تركيب أنظمة الري الحديث . وناقشت الورشة ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان " دور خدمات إرشاد الري في دعم تحسين الري من المياه الجوفية" والتي قدمها المهندس خالد الصلوي استعرضت ، الدور الهام الذي يقوم به خدمات ارشاد الري في تنفيد أنشطة ادارة مياه الري وتحسين الانتاج الزراعي، الى جانب مناقشة الدعم الفني وبناء القدرات من خلال تدريب المهندسين والفنيين والمرشدين في حساب وتقييم الوفورات المائية .. فيما تناولت الورقة الثانية والتي قدمها الخبير الدولي في خدمات ارشاد الري الدكتور مكي عبداللطيف عمر عدداً من المواضيع المتعلقة بكيفية الإستفادة من أنظمة الري الحديث في تحقيق الوفورات المائية، الى جانب أهمية التركيز على نشر تقنيات الري الحديث وزيادة نسبة الدعم لهذه الأنظمة وكذا رفع وعي المزارع بالتحول لزراعة المحاصيل ذات الإحتياجات المائية القليلة والقيمة . وركزت الورقة الثالثة التي قدمها خبير المتابعة والتقييم بمشروع الحفاظ على المياه الجوفية والتربة حسن داموس على تقييم المنافع المالية المتحققة من تركيب أنظمة الري المحسن والري الحديث، الى أهمية زيادة نسبة الدعم لأنظمة الري الحديث وتحفيز المزارعين على تبنيها وادخالها في مزارعهم، الى جانب تطوير خدمات ارشاد الري.