لم يكن يتوقع المستهلك اليمني أن تصل تأثيرات الأزمة المالية العالمية إلى سوق الطماطم وتشعل فيها أزمة أخرى غير متوقعة رفعت اسهم أسعارها في الفضاء وحققت أرقاماً سعرية قياسية لم تحققها أبداً من قبل. ولم يتوقف الأمر عند أسعار الطماطم المرتفعة التي ذهبت إلى أبعد مدى بل أدى ذلك إلى انعدامها تماماً من الأسواق في الشهرين الماضيين، وللوقوف أمام هذه المعضلة الغذائية كان هذا التحقيق: الصلصة بدل الطماطم بعد الارتفاع الأسطوري لأسعار الطماطم جاء الانعدام غير متوقع، وكما يقال الحاجة أم الاختراع كانت الصلصة هي الاختراع الجديد فالمائدة اليمنية لاتخلو من «السحاوق» التي تمثل الطماطم أكسيرها الغذائي دون غيرها لكن للضرورات أحكام كما قال عبده السر يحي صاحب مطعم: إننا اضطررنا إلى استخدام الصلصة كبديل للطماطم سواءً في المطعم أو في البيت ولقي هذا البديل أو الاختراع مباركة الكثير من الأسرة اليمنية. احصائيات تشير الاحصائيات إلى أن انتاج اليمن من الطماطم تراجع من «272» ألفاً و«696» طناً عام 3002 إلى «232» ألفاً و«019» أطنان عام 7002م كما شهدت المساحة المزروعة لهذا المحصول تراجعاً كبيراً حيث تراجعت من «91» ألفاً و«87» هكتاراً إلى «61» ألفاً و«439» هكتاراً في الفترة نفسها. في شهر ابريل الماضي من هذا العام عندما وصل سعر السلة الطماطم وزن «02» كيلوجراماً إلى «6» آلاف ريال بعد أن كان سعرها في شهر مارس «0002» ريال، ويعني ذلك زيادة أسعار الطماطم بشكل مضاعف خلال شهر واحد وبنسبة أكثر من «001»% فيما وصل سعر الكيلو من «004» إلى «005» ريال. اختفاء ولم تكتف الطماطم من جنون ارتفاعات اسعارها حد الستة آلاف ريال بل كان لها حديث آخر وصلت به إلى أكثر من «8» آلاف ريال خلال الشهرين الماضيين أكتوبر ونوفمبر قبل أن تختفي تماماً من الأسواق المحلية بالذات أسواق العاصمة صنعاء التي تعتمد وبشكل كلي على استيراد الطماطم دون زراعتها خلال الثلثين الأول والثاني من الشهر الحالي ديسمبر قبل أن تتواجد في نهايته وبشكل خجول جداً. قلة الإنتاج ويرجع اقتصاديون وخبراء هذا الارتفاع في أسعار الطماطم إلى قلة الانتاجية من محصول الطماطم وزراعة الخضروات بشكل عام إلى جانب افتقار الزراعة في بلادنا إلى السياسات التسويقية الرشيدة التي تعمل على تنظيم زراعة المحاصيل وتسويقها بشكل مخطط ومدروس بشكل مسبق وذلك من خلال دراسة الحاجة والطلب لهذه المنتجات وقياسها في السوق وتغطية هذه الاحتياجات بصورة متوازنة وبالتالي الحصول على محاصيل متوفرة بدرجة معقولة ومناسبة لا تؤدي إلى الكساد أو خسارة صاحبها، وهو الأمر نفسه الذي تسبب في عزوف المزارعين عن زراعة هذه المحاصيل نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدوها نهاية الموسم الماضي وبداية هذا الموسم حيث تراجع سعر السلة الطماطم إلى «0002» ريال. مواسم يرى آخرون أيضاً أن سبب هذه الارتفاعات إلى جانبا الأسباب السالفة الذكر هو عدم توجه المزارعين نحو زراعة الخضار ومنها الطماطم في غير موسمها لكي تعمل على توفير منتج أو محاصيل بديلة تغطي طلبات السوق والمستهلكين في مواسم انعدامها. التصدير يعتبر آخرون أن تصدير كميات كبيرة من الخضار والفواكه ومنها محصول الطماطم رغم احتياجات السوق المحلية لهذه المنتجات والمحاصيل أدى إلى ارتفاع أسعارها وهو انعكاس طبيعي لعدم توفر هذه المحاصيل في السوق المحلية، وهناك أسباب أخرى مثل قلة الأمطار في أغلب المناطق الزراعية في اليمن هذا الموسم مما يدفع المزارع إلى شراء ماء الري بمبالغ عالية بالإضافة إلى المتطلبات الزراعية الأخرى كالأسمدة والمبيدات الحشرية والديزل وكل هذه الأشياء شهدت ارتفاعاً كبيراً في الآونة الأخيرة. مما يدفع المزارع إلى بيع هذه المحاصيل بأسعار مرتفعة إذا لم يبتعد عن زراعتها خوفاً من عدم تغطية هذه المنتجات لنفقات الزراعة والحصاد والتسويق وبالتالي الخسارة الكبيرة للمزارعين. طرق التسويق وتحتل طرق التسويق الآمن للمحاصيل الزراعية درجة متقدمة من الأهمية كالنقل المناسب والآمن والتخزين السليم وتنظيم التوزيع وإيجاد مخازن آمنة ومجهزة بأحدث التجهيزات التي تعمل على حفظ هذه المنتجات من التلف والكساد والاستفادة منها وفق الحاجة ولتلافي أخطار ارتفاع أسعار هذه المنتجات أو انعدامها بالكامل كما هو حاصل الآن مع محصول الطماطم.