رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    الوجع كبير.. وزير يمني يكشف سبب تجاهل مليشيا الحوثي وفاة الشيخ الزنداني رغم تعزيتها في رحيل شخصيات أخرى    رجال القبائل ينفذوا وقفات احتجاجية لمنع الحوثيين افتتاح مصنع للمبيدات المسرطنة في صنعاء    حقيقة وفاة ''عبده الجندي'' بصنعاء    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    حقائق سياسية إستراتيجية على الجنوبيين أن يدركوها    حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت    الزنداني يلتقي بمؤسس تنظيم الاخوان حسن البنا في القاهرة وعمره 7 سنوات    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    تطورات خطيرة للغاية.. صحيفة إماراتية تكشف عن عروض أمريكية مغرية وحوافز كبيرة للحوثيين مقابل وقف الهجمات بالبحر الأحمر!!    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الضربة القاضية في الديربي.. نهاية حلم ليفربول والبريميرليغ    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لأول مرة.. زراعة البن في مصر وهكذا جاءت نتيجة التجارب الرسمية    رئيس كاك بنك يبعث برقية عزاء ومواساة لمحافظ لحج اللواء "أحمد عبدالله تركي" بوفاة نجله شايع    البحسني يثير الجدل بعد حديثه عن "القائد الحقيقي" لتحرير ساحل حضرموت: هذا ما شاهدته بعيني!    عبد المجيد الزنداني.. حضور مبكر في ميادين التعليم    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    وحدة حماية الأراضي بعدن تُؤكد انفتاحها على جميع المواطنين.. وتدعو للتواصل لتقديم أي شكاوى أو معلومات.    "صدمة في شبوة: مسلحون مجهولون يخطفون رجل أعمال بارز    إصابة مدني بانفجار لغم حوثي في ميدي غربي حجة    مليشيا الحوثي تختطف 4 من موظفي مكتب النقل بالحديدة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    البرق بتريم يحجز بطاقة العبور للمربع بعد فوزه على الاتفاق بالحوطة في البطولة الرمضانية لكرة السلة بحضرموت    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    رئيس رابطة الليغا يفتح الباب للتوسع العالمي    يوكوهاما يصل لنهائي دوري أبطال آسيا    وزارة الداخلية تعلن الإطاحة بعشرات المتهمين بقضايا جنائية خلال يوم واحد    تحالف حقوقي يوثق 127 انتهاكاً جسيماً بحق الأطفال خلال 21 شهرا والمليشيات تتصدر القائمة    صحيفة مصرية تكشف عن زيارة سرية للارياني إلى إسرائيل    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوادث المرورية..محرقة تتسع كل عام لتحصد آلاف المواطنين
البعض يصف ضحاياها بأنهم يفوقون ضحايا الحروب
نشر في الجمهورية يوم 20 - 12 - 2008

لاتزال الحوادث المرورية كابوساً مرعباً يؤرق اليمنيين، نظراً لما تزهقه من أرواح العشرات بشكل يومي،وما تسببه من إصابات بالغة تتحول أكثرها إلى عاهات مستديمة، فضلاً عمّا ينجم عنها من خسائر مادية كبيرة ، فلا يكاد يمر يوم إلا ويرصد فيه وفاة وإصابة العشرات في حوادث المرور، الأمر الذي دفع البعض إلى القول بأن ضحايا الحوادث في اليمن،أصبحوا يفوقون ضحايا الحروب المسلحة في المنطقة، وأن ماخلفته تلك الحروب قد لا يقل ضراوة عما خلفته الحوادث من وفيات وإصابات مختلفة،ناهيك عن آلاف من النساء الأرامل والأطفال اليتامى بسبب الحوادث ،حتى وصل الأمر إلى أنه أصبح لم يمر يومٌ إلا ونسمع عن حادث هنا أو هناك.
حوادث عيد الأضحى
خلال إجازة عيد الأضحى المبارك الممتدة من 421 من ديسمبر الجاري، ذكرت التقارير المرورية أنه تم رصد وقوع 360حادثة مرورية حدثت على مسارات الخطوط الرئيسية والفرعية في مختلف المحافظات، توزعت ما بين 165حادثة صدام مركبات و100حادثة دهس مشاة و55 حادثة انقلاب مركبات، كانت نتيجتها وفاة 88شخصاً وإصابة 285 آخرين،وأشارت التقارير إلى أن السرعة وإهمال السائقين وتعاطي القات أثناء قيادة السيارات كانت أهم الأسباب الرئيسية للحوادث التي حدثت أثناء اجازة العيد.
فمنذ اليوم الأول من إجازة العيد ضحايا الحوادث المرورية كانت في ارتفاع ففي اليوم الأول من الإجازة كانت نتيجة الحوادث «21» قتيلاً و«78» جريحاً بزيادة «6» قتلى و«7» جرحى عن اليوم السابق له، وقد ذكرت التقارير المرورية أن حوادث المرور خلال الثلاث الأيام الأولى من الإجازة فقط أسفرت عن وفاة«62» شخصاً وإصابة«832» آخرين، نتيجة وقوع «134»حادثاً مرورياً تنوعت ما بين صدام مركبات وحوادث دهس وحوادث انقلاب في حوادث مرورية بعموم المحافظات.
يشار إلى أنه ومنذ أن بدأت العشر الأول من ذي الحجة فقد العشرات أسرهم، مع تزايد الحوادث المرورية بكثرة، وما إن بدأ اليوم الأول من ذي الحجة إلا وقد سقط فيه العشرات ما بين قتيل وجريح..جراء ما تشهده الطرقات وخطوط السير من حركة كثيفة وازدحام وكثافة في حركة المركبات، ناجمة عن رغبة الكثيرين بقضاء اجازة العيد بين أهليهم وذويهم في القرى والأرياف، في ظل إهمال ولا مبالاة من قبل كثير من سائقي المركبات ووسائل النقل.
في محافظة تعز
لم تكن محافظة تعز بعيدة عن الحوادث المرورية حيث بلغت عدد الحوادث المرورية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك تسعة وسبعين حادثاً مابين دهس وصدام وانقلاب أسفر عنها سبع عشرة حالة وفاة، وخمسة وتسعين إصابة مختلفة جسيمة وخفيفة.
وقال مدير عام المرور بالمحافظة المقدم قيس الإرياني: إن السرعة تسببت في 8من تلك الحوادث، والتجاوز10حالات والخلل الفني 8حالات، ومنها ما يعود إلى إهمال من قبل السائقين 19حالة أو من قبل المشاة 51حالة وبلغت الخسائر المادية الناجمة عن تلك الحوادث ما يقارب اثنين وعشرين مليون ريال.
ضحايا عيد الفطر
الجدير بالذكر أن عدد حالات الوفاة في الحوادث المرورية خلال اجازة عيد الفطر المنصرم كانت قد بلغت 84حالة وفاة في 78حادثاً مرورياً.
وقد وصفت وزارة الداخلية في أول تعليق لها حينها على حالات الوفاة الناجمة عن الحوادث المرورية خلال أول أيام عيد الفطر المبارك بأنها هي الأقل مقارنة بأعوام سابقة.والذي راح ضحيتها وفاة «5» اشخاص وإصابة «16»آخرين نتيجة «73» حادثاً مرورياً وقعت في مختلف المحافظات اليمنية أول أيام عيد الفطر، تمثلت في «41» حادث صدم مشاة نتج عنها وفاة شخصين وإصابة «91» مشيرة إلى عدد حوادث الصدام بين السيارات والتي وصل عددها إلى «41» حادثاً نتج عنها وفاة شخص وإصابة «29» آخرين ،أما في ليلة العيد فأوضحت إحصائية وزارة الداخلية عن حدوث «36» حادثاً مرورياً،تسببت في وفاة «13» شخصاً وإصابة «65» آخرين، مرجعة أسباب تلك الحوادث إلى السرعة الزائدة وسهر سائقي السيارات.
في رمضان
ولا يختلف الأمر في ضحايا الحوادث المرورية خلال شهر رمضان الماضي حيث تصاعدت عدد الحوادث ففي الأيام الأولى من الشهر الفضيل حصدت الحوادث المرورية المئات، حيث لقي أكثر من 159شخصاً مصرعهم وأصيب 1156آخرين منذ مطلع شهر رمضان المبارك وحتى ال12منه،في 549حادثة مرورية، توزعت ما بين حوادث صدام السيارات بعدد 466حادثة،وحوادث دهس المشاة بعدد 743حادثة،وحوادث الانقلاب بعدد 231حادثة،وبلغ المعدل الأسبوعي لحالات الوفاة 35حالة،وهو الأمر الذي يشير إلى ازدياد حالات الوفاة خلال شهر رمضان المبارك، علماً بأن المعدل الأسبوعي لحالات الوفاة قبل الشهر الكريم كانت تتراوح مابين 0453 حالة وفاة يشار إلى أن حركة المرور والتنقلات بين المحافظات تتزايد وتيرتها خصوصاً في خواتم شهر رمضان المبارك، وقد ارتفعت عدد ضحايا الحوادث المرورية خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان إلى أكثر من ألف شخص وهذا يدل على أن الحوادث في تزايد مستمر وخصوصاً أيام المناسبات، وهذا ما أدى إلى نتائج مأساوية.
أواخر نوفمبر الماضي
وخلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر الماضي لقي خمسون شخصاً مصرعهم،وأصيب 092آخرين، منهم 461شخصاً إصاباتهم بليغة في 752حادثاً مرورياً في مختلف المحافظات.
حوادث الربع الأول من 8002م
وفي الربع الأول من العام الجاري تسببت الحوادث المرورية في وفاة 656شخصاً منها77حالة وفاة من الإناث و202من الأحداث، فيما بلغ عدد المصابين 0984 مصاباً بينهم 948من الأحداث و883من الإناث ووصلت الخسائر المادية 418 مليوناً و831ريالاً.
حوادث 7002م
وخلال العام الماضي 7002م تسببت حوادث المرور في وفاة 7292 شخصاً وكان إجمالي الحوادث المرورية حسب تقرير احصائي للإدارة العامة للمرور بلغت 51ألفاً و955حادثاً، في حين بلغ تجاوز عدد المصابين 91 ألف مصاب، وبلغت الخسائر المادية الناجمة عن تلك الحوادث حوالي 7.13مليار ريال يمني.
12 ألف قتيل في 5سنوات
وخلال الأعوام من 1002 6002م بلغت عدد الحوادث المرورية ستين ألف حادث مروري تسبب في مقتل 21ألف شخص وإصابة 57ألفاً آخرين، وبحسب الإحصائية المرورية احتلت محافظة تعز المرتبة الأولى من حيث عدد الحوادث والوفيات والمصابين بنسبة11%من إجمالي نسبة الحوادث و21%من عدد الوفيات و41% من نسبة المصابين.
الضحايا تفوق ضحايا الحروب
وتؤكد التقارير والاحصائيات أن الحوادث المرورية تحصد سنوياً، ما يفوق ضحايا أعتى النزاعات والحروب في عدد من الأقطار.
حيث يتراوح قتلى الحوادث المرورية أسبوعياً بين 02إلى 05شخصاً،وتصل التقديرات الشهرية بالمتوسط إلى ألف قتيل وثلاثة أضعافهم جرحى، وترتفع تلك المعدلات في مواسم الأعياد والإجازات.
دعوات التحذير
الإدارة العامة للمرور دائماً وخاصة في المناسبات تدعو وتهيب بجميع السائقين ومستخدمي الطريق بتوخي الحيطة والحذر حفاظاً على أنفسهم وسلامة الآخرين،والالتزام بقواعد السير، والأنظمة واللوائح المرورية، وتجنب السرعة الزائدة،وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية، حفاظاً على أرواحهم وأرواح الآخرين.
أسباب الحوادث
دائماً التقارير ترجع أسباب وقوع هذه الحوادث إلى السرعة الزائدة والجنونيةوالتجاوز الخاطئ والحمولة الزائدة وعدم التزام السائقين بقواعد السلامة المرورية ومخالفة آداب وقواعد السير والإهمال والخلل الفني وغياب الصيانة الدائمة للسيارات والمركبات وضعف الوعي المروري لدى السائقين، بالإضافة إلى الانشغال بتناول أغصان القات واستخدام التلفون السيار أثناء القيادة.
تجاهل بعض الأسباب
وفي الوقت الذي تعيد التقارير الرسمية الحوادث باستمرار إلى هذه الأسباب فإنها تتجاهل كل مايتعلق بسوء بعض الطرق والشوارع وعدم الالتزام بالمعايير الفنية لتنفيذها وتهريب قطع غيارات السيارات والمركبات وعشوائية من رخص القيادة.
انتقاد المرور والأشغال
السائق محمد قائد انتقد دور إدارة المرور والأشغال لعدم اهتمامها في تهيئة الشوارع والطرق لتصبح صالحة لسير المركبات المختلفة، إلى جانب غياب التحذيرات والإشارات المرورية والضوئية الليلية وإشارات تغيير الاتجاهات وبقاء الحفريات مفتوحة مما يتسبب في كثير من الحوادث التي لا حصر لها، وعدم تزويدها بالإشارات الضوئية والشواخص والعلامات المرورية الأرضية وعمل التوسعات والصيانة الدورية.
نصيحة للسائقين
السائق محمد عبدالله الحاج عندما سألناه عن رأيه حول أسباب كثرة الحوادث اكتفى بتوجيه نصيحة لزملائه السائقين فقال:أنصح كل السائقين بالقيادة الهادئة والتركيز وعدم التحدث مع الركاب بالذات في الأماكن الخطرة أو الحديث بالتلفون السيار،وأن يهتموا بصيانة وإصلاح سياراتهم باستمرار، ومعروف أن الطرق وخاصة الطويلة تمر على مرتفعات شاهقة على مستوى الشرق الأوسط وآسيا تصل إلى أكثر من 0003 متر عن سطح البحر.
أسباب عديدة
كما التقينا بعدد من الإخوة السائقين وسألناهم عن أسباب الحوادث فكانت خلاصة أحاديثهم أن أهم أسباب هذه الحوادث تعود إلى أن الطرق مليئة بالمطبات المفاجئة التي تظهر من يوم لآخر.
إضافة إلى السرعة الزائدة وإظهار المهارات في القيادة،وكذا عدم وجود إشارات على جوانب الطرق مما يدل على اللامبالاة.. وإن وجدت تكون ضئيلة جداً هذا علاوة على أن الطرق معظمها ضيقة وخاصة الطويلة لاتكفي لأكثر من سيارة في أحد الاتجاهات وأخرى في الاتجاه المعاكس ناهيك عن أن أغلب سائقي السيارات لايلتزمون بالمساحة المتاحة لهم وعدم الالتزام بقواعد السير، فضلاً عن عدم التزام الركاب بقواعد السلامة أثناءالركوب لأنها ليست متوفرة أصلاً بالمركبات المحددة للنقل وذلك لأن أصحاب المركبات يحملون ضعف العدد المحدد مما يجعل من الصعب استخدام أدوات السلامة على سبيل المثال سيارة البيجو محددة ل 6 ركاب بينما هم يحملون عليها 9ركاب، فالسيارات المستخدمة للنقل أغلبها قد انتهت صلاحيتها وأغلبها لاتتوافر بها الإشارات الأمامية والخلفية والإضاءة بشكل عام،إلى جانب استحداث نقاط التفتيش العشوائية دون وضع إشارات مسبقة في بعض الطرق كون السائق يتفاجأ بنقطة تفتيش في الظلام الدامس ويسلط أضواء مصابيح يدوية لعيون السائق من دون سابق إنذار،هذا فقط جزء من القضية لو عولج جزء منها لتفادينا أغلب الحوادث.
طابع الإهمال
مجلس الشورى ناقش خلال شهر إبريل الماضي تقريراً حول السلامة المرورية أعدته لجنة الحقوق والحريات في المجلس،التقرير انتقد المجالس المحلية لعدم اهتمامها بقضية تنظيم المرور والتي قال إنها«لا تعيرها الكثير من اهتمامها،وأشار التقرير إلى أن معظم الحوادث غلب عليها طابع الإهمال البشري،وأنها تنوعت مابين حوادث اصطدام ودهس وانقلاب مركبات.
دور وزارة الأشغال
كما انتقد التقرير وزارة الأشغال العامة ومكاتبها في المحافظات،بسب انخفاض دورها المناط والمتمثل في تهيئة الشوارع والطرق لتصبح صالحة لسير المركبات المختلفة،موضحاً جوانب من إهمال الأشغال العامة والتي تبدأ من «مرحلة التشييد والتي تتسم بغياب التحذيرات والإشارات المرورية والضوئية الليلية وإشارات تغيير الاتجاهات وبقاء الحفريات مفتوحة مما يتسبب في كثير من الحوادث التي لاحصر لها والتي عادة مايكون منصوصاً عليها في عقود المقاولين».
مخالفات المقاولين
التقرير لفت أيضاً إلى وجود المخالفات بسبب عدم تنفيذ تلك العقود في مرحلة الإشراف والذي انعكس بالجملة سلباً على تحقيق السلامة المرورية في اليمن،محملاً الأشغال العامة المسؤولية عن أعمال البناء ورصف الطريق وتهيئة وسائل التصريف الفوري لمياه الأمطار والتأثيث اللازم للشوارع وتزويدها بالإشارات الضوئية والشواخص والعلامات المرورية الأرضية وعمل التوسعات والصيانة الدورية وتحديد المواقف المختلفة،ووصف التقرير ماتقوم به وزارة الأشغال العامة ب «الضئيل» مقارنة بما كان ينبغي أن تقوم به لتحقيق شروط السلامة المرورية في مختلف الطرقات والشوارع المختلفة بالشكل الذي يتوافق والميزانيات الهائلة التي تخصص لمشروعات الطرق.
تساهل مصلحة الجمارك
مصلحة الجمارك هي الأخرى نالت حصتها من انتقادات تقرير السلامة والتي حصرها في تساهلها في تطبيق القرارات التي تقضي بمنع استيراد المركبات والمعدات وقطع الغيار والدراجات النارية التي انتهى عمرها الافتراضي وأصبحت تشكل عبئاً اقتصادياً على المجتمع صحياً وبيئياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن معظم تلك المعدات لاتتوافر فيها المواصفات والمقاييس المحققة لشروط السلامة ولاتتناسب مع تضاريس ومناخ اليمن والذي يؤدي في النهاية إلى زيادة في الحوادث،كما انتقد التقرير مصلحة الجمارك لعدم اتخاذها أي إجراء إزاء البيع والترويج لقطع الغيار المزيفة.
تعثر الإسعافات
وحمل التقرير وزارة الصحة العامة والسكان زيادة الإصابات من خلال مساهمتها غير المباشرة في انخفاض مستوى السلامة المرورية عبر تأخيرها في إسعاف المصابين نتيجة لتعثر عربات الإسعاف في الوصول إلى موقع الحادثة وعدم توافر العربات الإسعافية في النقاط السوداء التي تكثر فيها الحوادث المرورية سواء في داخل المدن أو خارجها وإن وجدت فهي تفتقر إلى التجهيزات الإسعافية ووسائل الاتصال الحديثة والسريعة حسب تأكيدات تقرير السلامة المرورية.
عوائق شرطة المرور
ونوه التقرير إلى معوقات رئيسة تساهم في إعاقة شرطة المرور عن أداء واجبهم والتي تصدرها،عدم تناسب العقوبات والجزاءات مع حجم المخالفة المرورية وضعف تطبيقها على كبار المخالفين بنفس القدر،إضافة إلى التساهل في شروط الحصول على رخص القيادة وتسجيل المركبات وغض الطرف عن العديد من المخالفات المرورية وتدني أسلوب تعاملهم مع مختلف شرائح المجتمع وعدم منحهم الصلاحيات الكافية لفرض سيطرتهم الكاملة على الشارع من أهم الأسباب التي تعيقهم عن أداء عملهم ومن ثم زيادة الحوادث المرورية.
إجراءات موسمية
الصحفي محمد الغباري يرى أن ضحايا الحوادث المرورية في اليمن كل يوم يفوقون ضحايا الحروب المسلحة في المنطقة،وأن المطالبات بتشديد الإجراءات على سائقي السيارات تتحول إلى مواسم للابتزاز. .وأشار إلى «غياب الإجراءات المتبعة في كل بقاع الأرض والتي تبدأ بعدم السماح للأشخاص بتملك سيارات إلا في حال حصولهم على رخصة قيادة لافتاً إلى أن أداء رجال المرور لايجب أن يتركز في المدن فقط كماهو الحال الآن،فكوارث السيارات غالباً ماتكون على الخطوط الطويلة،حيث يسمح للسيارات بالسفر دون التأكد من صلاحياتها،والركاب لا يلتزمون بربط حزام الأمان،والطرقات مليئة بالحفر والمطبات وخالية من الإشارات والعلامات التي تبصر السائقين بالنقاط العسكرية،ومحطات البترول،والاستراحات والمناطق الآهلة بالسكان،والأسواق والمدارس حتى يتفادوا الحوادث وأضاف الغباري: المرور لاينبغي أن تقتصر مهمته على تحرير وثيقة مخالفة أو أن يحرك «الونش» لرفع السيارات في الشوارع،ويستدرك بل إن الواجب يقتضي من إدارة المرور أن تدرس أسباب كثرة الحوادث في ظل الارتفاع المخيف للضحايا.
وتابع قائلاً:ولنا أن نسألها لماذا تصمم طرقاتنا خلافاً للمعايير العالمية؟!
ولماذا تنفجر إطارات السيارات مع أنها جديدة؟!
ما مدى جودة قطع الغيار المستوردة والسيارات أيضاً،وملاءمتها للبلاد من حيث تصميم الطرقات أو الأحوال المناخية؟كيف يسمح لليمن أن تصبح مكباً للسيارات المصنعة أصلاً للدول الأوروبية والأمريكية؟وهل لذلك علاقة بكثرة الحوادث؟
ولماذا تغيب لدينا مواصفات ومقاييس المركبات؟
لماذا يسمح للناقلات بالسير في الطرقات دون الالتزام بالأوزان والأحمال المسموح بها؟!
يفقد اليمنيون مع كل عام الآلاف من الضحايا للحوادث المرورية ويخسرون عشرات الآلاف من المعاقين جسدياً مع الصدمات النفسية التي تلحق بهم ومن يتعافى من الإصابة ولم يكن ذلك دافعاً للالتفات لهذه المحرقة والمعركة التي يخوضونها من طرف واحد دون أن يتعرفوا على عدوهم الحقيقي الذي لن يكون بعيداً عن مصممي الطرقات ومنفذيها من المقاولين والمشرفين عليها من المسئولين الحكوميين،ومستوردي السيارات وقطع الغيار المهربة والمقلدة وذات المواصفات الرديئة،ومانحي الرخص دون الالتزام بالشروط المطلوبة،ونقاط التفتيش العسكرية والأمنية المنتشرة في الخطوط الطويلة ومداخل المدن،وقبل كل ذلك جهل السائقين مرورياً أو تعمدهم المخالفة والسير بسرعة جنونية وعمليات الصيانة السيئة السمعة في ورش الصيانة والإصلاح،وأيضاً مسئولي المرور ورجاله.
الذين ينتقون المخالفات والمخالفين بحثاً عن أشياء أخرى غير سلامة البشر سائقين وركاباً ومواطنين آخرين.
ظاهرة عالمية إنسانية
وأتذكر هنا جيداً كلام الدكتور رشاد العليمي عندما كان وزيراً للداخلية الذي قال إن المشكلة المرورية ظاهرة عالمية انسانية وتنموية واجتماعية تفرض مسئوليات مقابلة يجب أداؤها في اطار من التعاون والاهتمام على مختلف الأصعدة والمستويات.
وأضاف: إن السلامة على الطرق تشكل محوراً رئيسياً للكثير من الخطط ومشاريع البناء والتطوير النوعي التي تتوزع من حيث الاختصاص على العديد من مؤسسات الدولة وأجهزتها الرسمية كون السلامة على الطريق مسئولية مشتركة لكافة مؤسسات المجتمع ابتداء من الأسرة وانتهاء بمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الاعلامية.
وقال إن لدى وزارة الداخلية خططاً وتوجهات ستعمل على تنفيذها خلال الفترة المقبلة في اتجاه دعم وتطوير أداء جهاز المرور وتقليل الحوادث المرورية ودعا العليمي السائقين إلى الاسهام في تحقيق السلامة على الطرق واتقاء شرور ومآسي الحوادث المرورية من خلال الالتزام الذاتي بأنظمة المرور وقواعد السلامة.
حصد آلاف الأرواح
لقد حصدت الحوادث المرورية الآلاف من اليمنيين صغاراً وكباراً رجالاً ونساء الذين تمت مواراتهم الثرى وطي صفحات حياتهم الدنيا فيما يبقى عشرات الآلاف من الضحايا كمعاقين أو أكثر منهم أرامل وأيتام ومدينين ومسجونين معسرين على ذمة الحوادث المرورية التي تتصاعد أرقامها المخيفة باستمرار ورغم الأرقام المتصاعدة للحوادث المرورية إلا أن الكل يشكو الجهات الحكومية والشعبية والأحزاب السياسية من هذه المحرقة المتسعة المساحة التي تفتك باليمنيين أوالمعركة التي تحصد عشرات الآلاف منهم سنوياً قتلى ومعاقين وأرامل وأيتام ومسجونين معسرين ومليارات الريالات من الخسائر المادية وتعيد الأجهزة الرسمية الأسباب باستمرار إلى السرعة الجنونية وغياب الصيانة الدائمة للسيارات والمركبات وضعف الوعي المروري لدى السائقين والتجاوز المفرط و... إلخ، في حين تتجاهل كل مايتعلق بسوء الطرق والشوارع وعدم الالتزام بالمعايير الفنية لتنفيذها وتهريب قطع غيارات السيارات والمركبات وعشوائية منح رخص القيادة.
مطلوب خطة متكاملة وشاملة
الأمر يتطلب وضع خطة متكاملة لجميع الطرقات التي تربط بين جميع محافظات الجمهورية،وخصوصاً في المناطق والأماكن التي تكثر فيها الحوادث،والتنسيق بين الجهات المختصة كالأجهزة الأمنية في الطرقات الطويلة والصحة والإسعافات،وهذا الإجراء لو تم فلا شك أنه سيعمل على انخفاض الحوادث المرورية وضحاياها،إلى جانب وعي المواطن والتوعية المستمرة للسائقين والمواطنين التي تقوم بها إدارة المرور،ولاننسى أيضاً أن طبيعة الطرقات الملتوية وغير المستوية والسرعة الزائدة لدى السائقين هي التي تسبب أكثر الحوادث.
أخيراً
إن ماتسببه الحوادث المرورية من حصاد للأرواح والممتلكات وصل الأمر إلى أن الحوادث المرورية تمثل نسبة عالية في اليمن بل أصبحت تفوق ضحايا الحروب المسلحة في المنطقة وأن ماتخلفه لايقل ضراوة عما تخلفه الحروب من إصابات وأضرار مختلفة،فهناك آلاف من الأطفال يتامى ونساء أرامل،وفي ظل كل ذلك يتوجب على جميع الجهات المعنية كوزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور ووزارة الأشغال العامة تذليل كل الصعوبات وعمل كل مايلزم للطرقات،وعلى وزارة الإعلام بالاشتراك مع الإدارة العامة للمرور تبني خطة شاملة لتوعية المواطن عبر الإذاعة والتلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية تأدية للأمانة التي حملوها في خدمة هذا الوطن. . ورحم الله الزملاء حميد شحرة وفهيم العبسي وإياد عصام سعيد سالم ومحمد أبوبكر الميوني،ونعمة عبدالعزيز وجميع ضحايا الحوادث المرورية،ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.