كشفت دراسة حديثة ارتفاع التحاق الفتيات بمدارس التعليم الأساسي في محافظات: شبوة، صعدة، لحجوعمران بنسب 9 بالمائة و40 بالمائة و3،6 بالمائة و28 بالمائة على الترتيب. وأوضحت الدراسة، التي أعدتها اللجنة الوطنية للمرأة بدعم منظمة أوكسفام الدولية، خلال العام الجاري بهدف معرفة مستوى التطور العلمي والمعرفي الذي شهده قطاع تعليم الفتاة خصوصاً في المناطق النائية خلال الأعوام 2003 - 2007م، أن التحاق الفتيات بالتعليم الأساسي والثانوي في تلك المحافظات شهد تحسناً نسبياً مقارنة بما كان عليه قبل عام 2000م. وبحسب الدراسة فقد ارتفع عدد الطالبات الملتحقات بمدارس التعليم الأساسي في محافظة لحج إلى 70 ألفاً و285 طالبة عام 2007م، بنسبة زيادة 6.3 بالمائة، مقارنة بعام 2003م، الذي وصل فيه عدد الفتيات بهذا النوع من التعليم إلى 67 ألفاً و817 طالبة. فيما ارتفع عدد الملتحقات بمدارس التعليم الثانوي في لحج عام 2007م إلى 7 آلاف و663 طالبة، بنسبة زيادة 9 بالمائة، على ما كانت عليه عام 2003م، حيث كان 6 آلاف و938 طالبة فقط في المرحلة الثانوية. وطبقاً للدراسة فإن التحاق الفتيات بالتعليم الأساسي في محافظة شبوة ازداد عام 2007م إلى 34 ألفاً و221 طالبة، في حين كان عددهن عام 2003م حوالي 31 ألفاً و361 طالبة بنسبة زيادة 9 بالمائة. كما ارتفع عدد الطالبات الملتحقات بمدارس التعليم الثانوي في شبوة إلى 827 طالبة عام 2007م مقارنة ب436 طالبة عام 2003م، أي بنسبة زيادة 6،89 بالمائة. وفي محافظة عمران بيَّنت الدراسة أن التحاق الفتاة بالتعليم الأساسي ارتفع إلى 84 ألفاً و35 طالبة عام 2007م، بينما كان لا يتجاوز 65 ألفاً و307 طالبة عام 2003م، بنسبة زيادة 28 بالمائة، وفي التعليم الثانوي ارتفع عددهن إلى 6 آلاف و50 طالبة عام 2007م من 4 آلاف و764 طالبة عام 2003م بنسبة زيادة 27 بالمائة. بينما في محافظة صعدة ارتفع إقبال الفتيات بمدارس التعليم الأساسي خلال هذه السنوات إلى 38 ألفاً و993 طالبة من 30 ألفاً و842 طالبة عام 2003م، بنسبة زيادة 40 بالمائة. كما زاد عدد الطالبات بمدارس التعليم الثانوي إلى ألف و786 طالبة عام 2007م من ألف و527 طالبة عام 2003م وشملت الدراسة بيانات الدرجات الوظيفية لقطاع التربية والتعليم في المحافظات المحددة، والتي بيَّنت الفوارق النسبية للحصول على الدرجات بين الذكور والإناث.. وبناءً على نتائج هذه الدراسة ففي محافظة لحج انخفض معدل حصول الإناث على الوظائف إلى أقل مستوى، مقارنة بحصول الذكور على معدل أعلى، حيث بلغ عدد الوظائف بقطاع التربية والتعليم في لحج خلال 2003 - 2007م ألف و36 وظيفة، منها 677 وظيفة للذكور بنسبة 65 بالمائة و359 للإناث بنسبة 35 بالمائة.. وكان نصيب محافظة شبوة من الدرجات الوظيفية ألفاً و177 درجة، توزعت على 788 درجة للذكور بنسبة 9،66 بالمائة، و389 وظيفة للإناث بنسبة 1،33 بالمائة، أي ثلث هذه الدرجات للإناث. وفي محافظة عمران بيَّنت الدراسة أنه كان عدد الوظائف المخصصة لقطاع التعليم خلال تلك الفترة ألف و611 درجة، توزعت بين حملة الشهادات الجامعية ودبلوم والشهادة الثانوية للجنسين، اختص الذكور بألف و193 درجة، بنسبة 1،74 بالمائة، و418 درجة للإناث بنسبة 9،25 بالمائة. كما أن عدد الدرجات الوظيفية بقطاع التعليم في محافظة صعدة 895 درجة وظيفية، منها 711 درجة للذكور و184 درجة للإناث. وحول توفير المباني المدرسية للفتيات خلال تلك السنوات تشير نتائج الدراسة إلى أن عدد المدارس في لحج ارتفع إلى 605 مدارس للجنسين، منها 61 مدرسة للذكور، و50 مدرسة للإناث، بنسبة 2،8 بالمائة، و494 مدرسة مختلطة، أي أن ما نسبته 6،97 بالمائة مدارس مختلطة للجنسين.. فيما بلغ عدد المدارس بشبوة 467 مدرسة في العامين 2006 - 2007م، بزيادة نسبتها 5،12 بالمائة مقارنة ب2003م، وكانت نسبة المدارس الخاصة بالفتيات من ذلك 9،8 بالمائة و4،9 بالمائة.. فيما استحوذت المدارس المختلطة من إجمالي مدارس المحافظة على 346 مدرسة بنسبة زيادة 1،13 بالمائة.
وأوضحت الدراسة أن المدارس في محافظة عمران ارتفع عددها في عامي 2007 - 2006م إلى ألف و141 مدرسة، شكلت مدارس الإناث منها ما نسبته 9،6 بالمائة، والذكور 5،7 بالمائة، والمدارس المختلطة 6،85 بالمائة، حيث وصل عددها إلى 977 مدرسة. أما في محافظة صعدة فإن عدد المدارس بشكل عام ارتفع خلال العامين 206 - 2007م إلى 701 مدرسة، بنسبة 6،9 بالمائة، منها 138 مدرسة للذكور، نسبة الزيادة فيها 5،4 بالمائة، ومدارس الإناث 94 مدرسة، نسبة الزيادة فيها 32 بالمائة، فيما عدد مدارس التعليم المختلطة 469 مدرسة، نسبة الزيادة فيها 6،7 بالمائة. كما تناولت اللجنة الوطنية للمرأة في دراستها جانب الإنفاق الحكومي في توظيف المعلمات، وأكدت أن نسبة ما يُنفق في توظيف المعلمات انخفض خلال العام 2007م إلى 5،29 بالمائة على مستوى محافظات الجمهورية بشكل عام، بينما كان نسبة ما يُنفق في هذا الجانب عام 2003م حوالي 35 بالمائة.. فيما ارتفع الإنفاق في المحافظات المشمولة بالدراسة خلال تلك الفترة، ففي محافظة لحج تراوح بين 25 - 48 بالمائة، وفي محافظة شبوة بين 20 - 48 بالمائة، ومحافظة عمران بين 12 - 36 بالمائة، ومحافظة صعدة بين 7،8 - 100 بالمائة كحد أدنى وحد أعلى.
وفيما يتعلق بالإنفاق الحكومي الاستثماري في بناء وتجهيز المدارس أشارت الدراسة إلى الصعوبات التي واجهها معدو الدراسة في الحصول على أرقام دقيقة في هذا الجانب، إلا أنها استنتجت أن محافظة صعدة احتلت المرتبة الأولى في بناء وتشييد المدارس خلال الأعوام 2003 - 2007م بتمويل من موازنة السلطة المحلية، بنسبة زيادة 65 بالمائة، بينما لم تتجاوز مساهمة السلطة المحلية في محافظة عمران لبناء وتشييد مدارس التعليم للذكور والإناث بنسبة 30 بالمائة، وشبوة 58 بالمائة، ولحج 43 بالمائة.
وأوصت الدراسة الجهات المعنية بتوفير درجات وظيفية للفتيات من متخرجات الثانوية العامة في جميع مناطق الاحتياج بمحافظات الجمهورية، بإشراف وزارة التربية والتعليم، ووضع برامج لرفع مستوى قدراتهن العلمية وتأهيلهن لتدريس الفتيات وتشجيعهن لمواصلة التدريس.. ونبَّهت الدراسة إلى أن عدم وجود موازنات مالية خاصة بالنوع الاجتماعي في قطاع تعليم الفتاة، وعدم وجود الدرجات الوظيفية لتوظيف معلمات، وإنشاء مبانٍ مدرسية خاصة بالفتيات، من العوامل الرئيسة التي تحد من التحاق الفتيات بالتعليم، فضلاً عن العادات والتقاليد المجتمعية التي تعيق تعليم الفتاة في الأرياف. كما طالبت الحكومة بتخصيص موارد مناسبة لتعليم الفتاة، والتنسيق لإيجاد موازنات مستجيبة لاحتياجات النوع الاجتماعي وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي وأهداف مؤتمر داكار عام 2000م، بخصوص توفير التعليم للجميع في عام 2015م. ودعت وزارة التربية والتعليم إلى توزيع الموارد المتاحة الحالية، سواء كانت جارية أم استثمارية للنوع الاجتماعي حسب التقسيمات الإدارية المركزية والمحلية، لمعرفة الاحتياجات الضرورية للنوع في قطاع التعليم، وردم الفجوة في معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي بين الذكور والإناث.. يُذكر أن اللجنة الوطنية للمرأة كانت دشَّنت في أكتوبر الماضي حملة إعلامية لمناصرة تعليم الفتاة، والدعوة لرفع مخصصات البدلات الخاصة بالمعلمات في المناطق الريفية من 3 إلى 10 آلاف كحد أدنى، وذلك لتشجيع الفتاة على مواصلة التعليم والحد من التسرب.