تترقب الجماهير والأوساط الرياضية والجماهيرية في بلادنا مشاركة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في منافسات كأس الخليج ال 19 التي تستضيفها ملاعب سلطنة عمان خلال الفترة من 4 إلى 17 يناير الحالي، بشوق وتلهف. وتكتسب المشاركة اليمنية المرتقبة للمرة الرابعة في تاريخها في هذه البطولة الخليجية الكروية، كونها تأتي وعلاقات التعاون القائمة حالياً بين اليمن والأشقاء في دول الخليج العربي تسير في خطى متسارعة نحو اندماج اليمن الكلي في المنظومة الخليجية العربية، إلى جانب أنها ستكون محطة هامة في مسيرة الإعداد والاهتمام بالمنتخبات الوطنية اليمنية لمواكبة تطور مستويات المنتخبات الخليجية الكروية صاحبة الخبرات الطويل في ملاعب كرة القدم. كما تعد خير إعداد لمشاركة المنتخب الوطني في تصفيات كأس آسيا التي ستقام في قطر عام 2011، حيث تقع اليمن في المجموعة الأولى بجوار اليابان والبحرين وهونغ كونغ، والاعداد لخليجي 20 باليمن. وتتطلع الجماهير اليمنية بترقب وقلق ولهفة لما سيقدمه منتخبنا الوطني في هذه التظاهرة العربية الأخوية الكبيرة.. وتأمل أن يقدم منتخبنا في هذا الامتحان والاختبار الحقيقي الذي يعتقد البعض في بلادنا بأنه ليس صعباً لتقديم العرض المشرف والظهور بصورة جيدة وتجاوز المستوى الرائع الذي قدمه المنتخب في خليجي 18 بالإمارات مطلع العام الماضي 2007.وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت أراء بعض المختصين في الشأن الرياضي حول هذه المشاركة اليمنية المرتقبة في خليجي 19، حيث يرى نائب عميد كلية التربية الرياضية أستاذ علم التدريب الرياضي في كرة القدم بجامعة صنعاء الدكتور احمد جاسر ان مشاركة منتخبنا الوطني الأول في منافسات خليجي 19 ستكون بشكل جيد خاصة بعد الاستعدادات الجادة التي خاضها المنتخب قبل المشاركة من معسكرات داخلية وخارجية في تونس ومصر وإجراء مباريات تجريبية عديدة عكس المشاركة في بطولات الخليج الثلاث الماضية. وأضاف “: نأمل ان يقدم المنتخب أداء مشرفاً ورجولياً يمتاز بالروح القتالية العالية حتى أخر دقيقة في الملعب وتنفيذ تعليمات المدرب محسن صالح بالشكل المطلوب على أرض الملعب حتى تكون النتيجة جيدة ومرضية للجماهير اليمنية، ولكن علينا ان لا نطمح بالمنافسة في المجموعة التي وصفت بالحديدية والقوية وأعدت لخوض هذه المنافسات بشكل أفضل من المنتخب اليمني ولعبت مع منتخبات أوروبية قوية”. وطالب جاسر القائمين على شئون الكرة اليمنية من قيادات ومسئولين وخبراء ان يضعوا الحلول والمعالجات الفنية لمنتخبنا الوطني على أسس علمية مقننة بعد المشاركة في خليجي 19 بمسقط حتى خليجي 20 في اليمن وأشار أن بطولة الخليج مطلع العام 2011م ستقام في ملعبنا ووسط جماهيرنا الرياضية. وألمح الجاسر إلى ان بناء منتخبات وطنية يمنية تقدم مستوى رفيعا يتطلب وجود ملاعب حديثة مجهزة بأحدث الإمكانات والوسائل الرياضية وتجهيز المركز الأولمبي اليمني. من جانبه قال نجم الكرة اليمنية السابق ومدرب شعب صنعاء عبد الرحمن سعيد “: ما رافق المنتخب من تغيير في الجهاز الفني من محسن صالح إلى البرتغالي موريس إلى محسن صالح مرة أخرى من شأنه ان يخلق حالة من عدم الاستقرار والثقة لدى اللاعبين وهو ما يشير إلى ان الوضع لن يكون أفضل حالاً من المشاركات السابقة، إضافة إلى الإصابات التي لحقت بعدد من اللاعبين الذين يعدون أساسيين لدى محسن صالح وهو ما يصعب المهمة أمام المنتخب الوطني.ويرى سعيد ان على الجهاز الفني التركيز على اللقاء الأول الذي سيحدد بالفعل مصير منتخبنا الوطني وموقفه كمنافس أو مشارك فقط في خليجي 19 بمسقط. وأعرب عبد الرحمن سعيد عن أمله بأن يتجاوز المنتخب الوطني هذه الصعوبات التي رافقت مراحل إعداده لخليجي 19 ويقدم المستوى المشرف والطيب.فيما أوضح وكيل وزارة الشباب والرياضة للشئون المالية والإدارية والنائب الثاني رئيس اتحاد كرة القدم حسين الشريف ان اتحاد كرة القدم قد عمل على توفير كافة الإمكانيات والمستلزمات المتعلقة بإنجاح مشاركة المنتخب في خليجي 19 بمسقط ، وخصص ميزانية كبيرة لذلك تقدر بأكثر من 400 مليون ريال إلى جانب انه أتاح الفرصة لعدد كبير من القيادات والكوادر الرياضية والإعلاميين الرياضيين لمرافقة المنتخب ومساندته ودعمه في مشواره في منافسات البطولة الخليجية المرتقبة.وأكد الشريف الذي يرأس البعثة الرياضية الرسمية لبلادنا لخليجي 19 بعمان ان المنتخب الوطني سيقدم صورة جيدة للكرة اليمنية ولن يكون لقمة سائغة للمنتخبات الأخرى في البطولة الخليجية المقبلة. وأرجع ذلك إلى الثقة الكبيرة لقيادة الاتحاد في لاعبي منتخبنا الوطني وجهازهم الفني الذين يمتلكون العزيمة والحماس والإصرار لتقديم مستوى لائق في خليجي 19 يعكس صورة مشرفة عن الرياضة اليمنية. وأضاف:” أننا ندرك إمكانياتنا، خاصة بعد فترة التصحيح في عمل الاتحاد في الآونة الأخيرة والتي تضمنت وضع برامج وخطط متعددة للمسابقات لكل الفئات ووضع الإمكانيات أمام المنتخبات ووجود علاقة جيدة متحسنة مع وزارة الشباب الداعم الرئيسي لأنشطة وخطط الاتحاد.وقال:” نرجو ان ينعكس كل ذلك بطفرة وقفزة نوعية تساعد في الخروج بصورة طيبة من ادوار البطولات الثلاث الماضية 16 و17 و18 التي ظهر فيهما المنتخب اليمني في حال لا يرضي أحداً رغم تحسن الأداء في البطولة الثالثة في ابو ظبي مطلع العام 2007 “. وحول حظوظ المنتخب الوطني في مجموعة يتواجد فيها حامل اللقب المنتخب الإماراتي والمنتخب السعودي القوي والمنتخب القطري المتطور أفاد الشريف أن المنتخب يمكن أن يحقق نتائج جيدة في بعض المباريات، لكن هذه المنتخبات بالطبع منتخبات قوية ويمكن أن يكون من بينها بطل خليجي 19 لذلك المهمة صعبة لكن في عالم الساحرة المستديرة كل شيء ممكن. لكنه اكد اننا لن نذهب إلى البطولة منهزمين قبل أن نلعب.وأضاف:” يجب علينا ان نكون منطقيين ولا نتجاوز واقعنا فتحقيق بطولة خليجي 19 أمر صعب حاليا، ولكننا نطمح إلى أن يقدم منتخبنا مباريات جيدة وأن تشهد المشاركة تحسنا ملحوظا للمنتخب”.من جهته قال الاعلامي الرياضي خالد هيثم “: الحديث عن حظوظ منتخبنا الوطني في خليجي 19 يبدأ مما لدينا وما اعددناه لخوض الحدث الخليجي للمرة الرابعة، فنحن وانطلاقا من ذلك سنذهب للمشاركة وبعيدين كل البعد عن الوصول إلى منصات التتويج أو حتى المنافسة في المجموعة التي تضم إلى جانبنا الإمارات والسعودية وقطر وهي منتخبات تتفوق علينا في الدوري والمنتخبات”. وأَضاف “: مع كل ذلك كل أمانينا ان يكون للمنتخب الوطني حضور طيب وان نصنع شيئاً من خلال عنصر المفاجأة في مبارياتنا الثلاث وان نجتاز حاجز النقطة التي حققناها في المشاركات السابقة، واما الحظوظ في المنافسة بعيدة لأننا لا نمتلك مقومات ذلك وسنبقى منتخب مشارك باحث عن مفاجأة في مباراة أو اثنتين للفت الأنظار إلينا كما كان في البطولة الأخيرة التي خسرنا فيها مباراتين ولكن بصعوبة”. ويخوض منتخبنا الوطني أولى مبارياته في المحفل الخليجي بمسقط أمام حامل اللقب الأبيض الإماراتي يوم الاثنين القادم 5 يناير الحالي، بعد مباراة الافتتاح التي تجمع المنتخبين البحريني والعراقي ضمن المجموعة الأولى ستقام يوم الأحد 4 يناير، ويلعب المنتخب الوطني مباراته الثانية أمام الأخضر السعودي القوي يوم الخميس 8 يناير، ويختتم مشواره في الدور الأول لخليجي 19 يوم الأحد 11 يناير أمام العنابي القطري.