عقدت أمس في وزارة الخارجية جلسة مباحثات رسمية يمنية - تركية، برئاسة وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي ونظيره التركي علي باباجان، كرِّست لبحث علاقات التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، فضلاً عن بحث الموضوعات ذات الصلة بالصراع العربي - الإسرئيلي والمستجدات الإقليمية والدولية. وأوضح الدكتور أبوبكر القربي، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن المباحثات ركزت على علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري وآفاق تطويرها، فضلاً عن التعاون في المجال العلمي وتعزيز التعاون الثنائي في المجال الثقافي والتعليمي. وعقب المباحثات عقد وزيرا خارجية البلدين مؤتمراً صحافياً، أشار فيه وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي والوفد المرافق لليمن، تأتي لتعزيز علاقات التعاون التي توجت بالزيارة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - إلى تركيا، فضلاً عن الزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين في كلا البلدين. وقال: إن زيارة المسؤول التركي تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية تستدعي التشاور بين دول المنطقة.. لافتاً إلى أن الجانبين بحثا المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها قضية الصراع العربي - الإسرائيلي، والدور التركي في عملية السلام، ووقف إطلاق النار، والموقف التركي الداعم لقطاع غزة.. مؤكدين أهمية إصلاح الداخل الفلسطيني، باعتباره الطريق الأمثل للخروج من الأزمة الرهنة وفقاً لمبادرة السلام العربية. ولفت الدكتور القربي إلى الدور التركي في القضية الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.. مشيراً إلى أن وجهات نظر البلدين كانت متطابقة حيال عملية السلام وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. من جانبه عبَّر الوزير التركي عن شكره وتقديره للحكومة اليمنية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وقال: إن اليمنوتركيا يتمتعان بعلاقات ممتازة ومتينة، وجذورها التاريخية ضاربة، ناهيك عن الروابط الثقافية المتينة بين البلدين.. مشيراً إلى أن زيارة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - إلى تركيا كانت الأولى من نوعها وشكلت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين. وقال: المباحثات اليمنية - التركية تناولت علاقات التعاون بين البلدين، فضلاً عن إجراء الجانبين مداولات سياسية امتدادًا للمباحثات التي أجراها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مع القيادة التركية خلال زيارته السابقة إلى تركيا. ولفت الوزير باباجان إلى أن اليمنوتركيا تتعاونان في الكثير من المحافل الدولية.. مثمناً الدور اليمني الذي بذل من أجل حصول تركيا على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.. وأضاف: نشعر أن هناك تحسناً دائماً في العلاقات بين البلدين، خصوصاً في المجال الاقتصادي، فحجم التبادل التجاري بين اليمنوتركيا ارتفع خلال العام الماضي إلى 300 مليون دولار، بما يعادل ضعف حجم التبادل التجاري في العام الذي سبقه. وأكد أن تركيا ترغب في الدخول للاستثمار في السوق اليمني، وأن هناك مشاريع تسير قدماً في الطريق المحدد لها في المجال الاقتصادي. وفي رده على سؤال لمندوب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المشاريع التي يمكن لتركيا الاستثمار فيها في اليمن، أجاب الوزير التركي: نحن نتابع باهتمام وعن قرب التطورات الاقتصادية في اليمن، ولدينا اهتمام بالاتجاه نحو تحسين البنية التحتية في اليمن، كما أن هناك شركات تركية أبدت اهتماماً للدخول إلى السوق اليمنية. وفي الشأن الدولي أكد الوزير باباجان أن المباحثات اليمنية - التركية تناولت الوضع في قطاع غزة. مشيراً إلى أن ما جرى في الأسابيع الماضية كان وضعاً مقلقاً ومؤسفاً. وأضاف: المنطقة تشهد حالياً هدوءاً نسبياً في ظل إعلانين لوقف إطلاق النار من الجانبين، غير أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لم يوقِّعا على أي اتفاق لوقف النار، ما يجعل الوضع قابلاً للانفجار في أية لحظة، كما أن الصراع بين الفصائل الفلسطينية يجعل الحل الفلسطيني صعباً.. ولفت إلى أن المصالحة بين (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمر حتمي وضروري لحل القضية الفلسطينية.. وأشار إلى الدور الذي تلعبه مصر في هذا المسار.. مبيناً أن تركيا لن تتوانى عن تقديم أي جهد في سبيل تعزيز عملية السلام في المنطقة. وعن مستقبل الوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل قال الوزير التركي: الوساطة التركية كانت قائمة بين سوريا وإسرائيل إلى يوم 27 ديسمبر عندما بدأ الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، وليس من المنطقي أن يكون هناك مباحثات ووساطة في الوقت الذي يكون هناك دمار في قطاع غزة. وأكد أن تركيا ترى أن مثل هذه النزاعات لا تحسم بالأسلوب العسكري، ولابد أن يكون الحوار السياسي هو الوسيلة لحل الإشكاليات.