تختلف معاني المصطلحات والمفاهيم المتناثرة على هوامش الحياة اليومية ولكل منا - عالماً كان أم طالباً أم حتى أمياً - معنى محدد ومنمط لأي مصطلح وبما يتناسب مع فكره ونظرته للأمور ، وربما مع ثقافته ، لكنه في العموم لا يتناقض مع المراد والمقصد الأساس من هذا المصطلح على الأقل من وجهة نظر قائلها . ولعل المصطلحات التي تزخر بها أدبيات التنمية البشرية أكثر بكثير من أي مجال امتلك مثل تلك المصطلحات ، ليس هذا فحسب بل تعد مصطلحات التنمية البشرية أكثر تعقيداً وأشد غموضاً مقارنة بغيرها من العلوم المختلفة . نتناول فيما يلي مصطلحاً ارتبط ارتباطاً وثيقاً بأدبيات التفوق والنجاح والإبداع في كل المجالات وليس التنمية البشرية فقط ، إنه “الطموح” هذه الكلمة المتداولة التي يثري معناها الطلاب والشباب والباحثون الأكاديميون. تحفيز النفس أستاذ الصحافة في جامعة عدن الدكتور حيدر محيي الدين يقول حول ذلك: الطموح يعتبر جزاً من طبيعة الانسان، بحيث يختلف الطموح من شخص لآخر ،واختلف البعض في اعطاء وتحديد مفهوم للطموح حيث قال بعضهم ان الطموح هو الهدف والبعض الآخر قال: انه غاية وهو الامل بهذه الحياة ، واعتقد البعض منا على ان هذه العبارات لها معنى واحد ولكنها تختلف . وأضاف: ربما نعتبر ان الطموح عبارة شاملة لكل هذه الكلمات ..!!! حيث إن الهدف هو المبتغى الذي بمثابة نقطة يضعها الانسان لتحقيقه ،والغاية هي مطلب النفس والروح في اشياء متنوعة ، والامل هو ماتهواه النفس وتريد تحقيقه. فالانسان كائن حي يختلف عن سائر الكائنات الاخرى بكونه لا يكتفي بما يحصل عليه، وإنما يريد ان يحصل على المزيد دائماً حيث ان الانسان مفطور على النشاط كما انه مفطور كذلك على الطموح الدي هو جزء من حياة الانسان ، ومن هنا يمكن استخلاص مفهوم الطموح على انه مطلب ودافع اساسي لتحفيز النفس ودفعها للوصول الى المبتغى الذي يريد الانسان ان يحققه ، فالطموح هو الذي يولد الثقة بالنفس حيث يلعب مستوى الطموح دوراً هاماً في حياة الفرد والجماعة...إنه أحد المتغيرات ذات التأثير البالغ الذي يصدر عن الإنسان من نشاط وافعال . ويضيف: النجاح مطلب يسعى إليه كل إنسان، ويتمنى الوصول إليه كل شاب، ومن الأمور المسلم بها أن الإنسان يولد وتولد معه قدرات ومواهب يستطيع من خلال توظيفها الرقي بنفسه في سلم النجاح ، ومع هذا فإن الكثيرين قد أخفقوا في تحقيق النجاح المطلوب نظراً لافتقاد عوامله الموصلة إليه من جهة، ومن جهة أخرى عيشهم على الأمل والأحلام دون التفكير في السعي والعمل لتحقيق ذلك. الطموح هو الهدف الطالب معين الحمادي - مستوى رابع إعلام قال: الطموح هو الهدف الذي يضعه الشخص لنفسه فأول شيء يجب فعله أي منا تحديد الهدف في الحياة بدقة، وبعدئذ العمل على تحقيقه، فإن السائر بلا هدف لا يمكن أن يصل إلى نتيجة ، ولا بد من مراعاة أن يكون الهدف وفق قدرات الشخص ومتلائماً مع مواهبه، فلو فرضنا أن إنساناً لا يحسن الرياضيات، ولا يستطيع هضم هذه ا لمادة، ثم يجعل هدفه الدخول لكلية الهندسة للتخرج منها مهندساً فإن هذا يعبث، ولا يمكن أن يصل إلى النجاح الذي ينشده، فلا بد من موافقة الطموح لميول الإنسان ومواهبه حتى يستطيع تحقيقه. طموح بثقة واجتهاد من جانبه أدلى الطالب شمسان الميسري - في ذات المستوى - دلوه بعدد من النصائح قائلاً: إن النجاح والمجد لا يمكن أن ينال بالتقاعس والخمول والكسل، بل لا بد من السعي والجد والاجتهاد للوصول إلى الهدف الذي وضعته، ولابد أيضاً من الصبر على ما يعترض طريقك من مصاعب وعقبات ومحاولة تذليلها وإزالتها، واحذر من التسويف وتأجيل الأعمال، فإن الوقت يمضي والأعمال كثيرة، فلو جعلتها تتراكم عليك لما استطعت أن تنجز منها شيئاً مما يعني بداية الفشل. ويضيف: الثقة بالنفس من المقومات الرئيسة لكل من ينشد الطموح ، فلا طموح بدون ثقة الإنسان بذاته، والتي تعني ثقة الإنسان بقدراته ومواهبه. ومع هذه الثقة تأتي الإرادة القوية التي تدفع بالإنسان لمواجهة مصاعب الحياة والتغلب على مشكلاتها والسعي لتجنب الفشل والخروج منه، وهذا يتحقق بالاعتماد على النفس وشحذ العزيمة والإصرار إضافة لتدريب النفس وتمرينها على القيام بالأعمال الشاقة. وقود النجاح رشا الدبعي خريجة جامعية تؤكد أن الطموح اللامحدود هو الوقود الذي يساعد الإنسان على المثابرة والجد والسعي وبذل الجهد، وعلى قدر طموح الإنسان يكون سعيه وعمله، وبقدر تطلعه يكون تنقله من نجاح إلى نجاح. وقالت إن الطموح يقتل باليأس، فالإنسان الذي يحمل اليأس بين جنبيه لا يمكنه أن يحقق نجاحاً ورقياً، فاطرح اليأس جانباً وكن ذا فأل حسن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الحسن، ويجب علينا تحويل إخفاقاتنا إلى دروس عملية نتعلم منها كيفية النجاح، وأن نحذر أن نكون ضعافاً أمام المشكلات والعقبات فإن طريق الطموح مزروع بالأشواك والمشاق. رفقاء الطموح وواصلت رشا حديثها قائلة إن اختيار رفقاء يمتلكون الطموحات لتحقيق النجاح، وعندهم الأمل في الوصول إلى التميز، ويتصفون بأنهم من أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية، فإن ذلك سيحفزنا ويدفعنا لتحقيق المزيد من النجاح. فمن الضروري الاهتمام بمن يحيطون بنا وإياك ورفقاء الأهواء الذين لا هم لهم إلا إضاعة الأوقات واتباع الشهوات، فإن السير معهم يصيبك بمرض الفشل.. واعلم أن التوكل على الله والسير على منهاجه ومراقبته في كل وقت وحين هو الأساس الذي تقيم عليه حياتك في كافة جوانبها، فإن من اعتمد على الله كفاه، وفي الحديث “أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء “. آراء تلك كانت بعض الآراء حول الطموح ، ولنا أن نعرف أن هذا المصطلح وغيره الكثير من أمثاله ، يمكن أن يكون ذا معنى مغاير عند كل واحد منا ، كل بحسب نظرته وثقافته والمعنى الخاص الذي يراه من هذا المصطلح.