أكد علماء اليمن أن السياح والرعايا الأجانب، الذين يدخلون البلاد بموافقة الجهات المعنية في الدولة، أصبحوا في أمان الله تعالى، ثم أمان الدولة، ولايجوز شرعاً الاعتداء على أي منهم أو إيذاءه.. مشددين بأن هذا حكم معلوم شرعاً لكل عالم ومتعلم. جاء ذلك في بيان أصدرته جمعية علماء اليمن أمس وتلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، وفيما يلي نصه: الحمد لله القائل: «مَن قتل نفساً بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً»، والقائل في محكم كتابه: «ولا تقتلوا انفسكم إن الله كان بكم رحيماً».. والصلاة والسلام على رسول البشرية جمعاء القائل: «مَن قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة».. وبعد: فإن جمعية علماء اليمن تدين الحادثين الإجراميين اللذين ارتكبهما بعض المغرر بهم ممن لم يكلفوا أنفسهم عناء معرفة الأحكام الشرعية القائمة على فهم مقاصد الدين الحنيف.. الأول فجّر نفسه وقتل وجرح عدداً من السياح الكوريين المستأمنين، ومن اليمنيين في شبام حضرموت، والآخر قام بتفجير نفسه في طريق مطار صنعاء، وأقلق السكينة العامة للمواطنين، وكلاهما هانت عليهما نفسيهما، متجاهلين أن النفس البشرية ليست ملكاً لصاحبها، وأن صونها وحفظها أمر واجب شرعاً.. والخطورة في مثل هذه الأمور، بعد أن ظهر سن مرتكب الجريمة الأول 18 سنة، تكمن فيمن يبث في أذهان مثل هؤلاء الشباب الفكر الضال الذي انحرف عن جادة الدين، هذا الفكر الغريب على المجتمع اليمني. وإذا كانت الدولة قد أمَّنت كل داخل إليها، فهو في أمان الله تعالى، ثم أمان الدولة، لايجوز شرعاً الاعتداء عليه أو إيذاءه، وهذا حكم معلوم شرعاً لكل عالم ومتعلم. ولذلك فإن جمعية علماء اليمن تدعو إلى البعد عن ارتكاب الكبائر وعدم الاندفاع إلى ارتكاب جريمة القتل لما يصيب مقترفها من عقوبات شديدة. كما تدعو الخطباء والمرشدين والمفكرين، والتربية والتعليم، ووسائل الإعلام، والثقافة، للإسهام في تنشئة الشباب تنشئة سليمة على أحكام كتاب الله وسنة رسوله، عليه من الله أفضل الصلاة والسلام.. والعمل على تتبع منابع أي فكر هدام والتعاون من قبل الجميع لاجتثاث هذه الآفة المزعجة للمجتمع، كلّ في مجاله. إن جمعية علماء اليمن تحث على الوسطية والاعتدال وتدعو الجميع وخاصة الشباب إلى التمسك بهذا المبدأ القويم. إن الحفاظ على أمن المجتمع واستقراره وسكينته العامة من قبل الجميع أمر معلوم لبناء المجتمع وتطوره وازدهاره، ولايكتمل ذلك الأمر إلا بتعاون الجميع لمنع وقوع الجريمة قبل حدوثها.. سائلين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البلاد، ويصلح العباد، إنه سميع مجيب.