استنكر خطباء المساجد في عموم محافظات الجمهورية الحادثتين الإجراميتين اللتين ارتكبها بعض المغرر بهم في شبام حضرموت وخط مطار صنعاء مخلفتين مقتل وإصابة عدد من السياح المستأمنين وإقلاق السكينة العامة للمواطنين.. مؤكدين في خطبتي الجمعة أن تلك الأعمال المشينة لا تمت للإسلام وتعاليمه السمحة بصلة التي حرمت الاعتداء على النفس الإنسانية أياً كانت، مستشهدين بقول الرسول الكريم في خطبة الوداع: «من قتل معاهداً له ذمة الله وذمة رسوله لم يرح رائحة الجنة»، ودعا خطباء المساجد جميع المواطنين إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة التطرف والإرهاب كواجب ديني ووطني على عاتق كل مواطن، كما حثوا على الوسطية، والاعتدال والحفاظ على أمن المجتمع واستقراره الذي لا يكتمل إلا بتعاون الجميع لمنع الجريمة قبل حدوثها. وجددوا رفضهم وإدانتهم الشديدة للعمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا أجانب آمنين بصنعاء وشبام حضرموت الاسبوع الماضي وراح ضحيتها أربعة سياح كوريون ومواطن يمني .. واصفين هذه الأعمال بالشيطانية التي لا يقرها دين ولا شرع ولا عُر.. واعتبروا من يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال جاهلاً باع نفسه للهوى والشيطان وخسر الدنيا والآخرة . وقالوا: إن الأعمال الإجرامية التي يشنها ثلة من العابثين بالدماء والأرواح في استهدافهم للأفواج السياحية والرعايا الاجانب المستأمنين بين الفينة والأخرى تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وسماحته وأخلاقه كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قتل معاهداً ( أي ذمياً ) لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً،» كما أنها تتنافى مع قيم وتقاليد الشعب اليمني المسلم الذي يرفض التطرف والغلو . ولفت خطباء الجمعة الى أن مثل هذه الأعمال لا تخدم سوى أعداء الأمة العربية والإسلامية، وتسيء لصورة الإسلام القائم على التسامح والوسطية والاعتدال، ورفض الغلو والتطرف. وطالبوا أجهزة الأمن وكافة القوى السياسية وأبناء الوطن بالتصدي الحازم للإرهاب وتجفيف منابعه وتعقب كل من يقف وراء هذه الأعمال وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن والإضرار بمصالحه . وأضافوا: إن فاعل هذه الجرائم يحارب الله ورسوله والدين الاسلامي بفعله وساعٍ في الأرض فساداً كما قال سبحانه وتعالى " إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خلاف أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " . واعتبروا التستر على من يرتكبون مثل هذه الأعمال الشنعاء مشاركة لهم في الجريمة.. منوهين بأهمية الوحدة بين المسلمين والعمل من أجل تكريس قيم التسامح والإخاء بين أبناء الأمة ولم شملها وجمع كلمتها والترابط والتعاون بين المسلمين ونبذ الغلو والتطرف وانتهاج مبدأ الوسطية والاعتدال في الأقوال والأفعال والأعمال لقوله تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً» صدق الله العظيم . وطالب الخطباء كافة الوسائل والمنابر الإعلامية القيام بدورها في تقديم النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القول والعمل وإرشاد المجتمع لكل خير وغرس قيم المودة والإخاء بين أفراده، وتعميق الألفة والمودة والوحدة الوطنية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة انطلاقاً من قوله تعالى «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».