تنتشر في مديرية الريدة وقصيعر في محافظة حضرموت (23) منشأة صحية، من بينها مستشفى وثلاثة مراكز صحية و(19) وحدة صحية، تستقبل المرضى من مختلف أرجاء المديرية المتباعدة الأطراف والمناطق المجاورة بما فيها مدن محافظة المهرة، ولذلك تصاعدت في المديرية وتيرة العمل لإنجاز مشروع مستشفى المديريات الشرقية الذي تبلغ تكلفته (500) مليون ريال.. الوضع في مديرية أرياف المكلا مختلف كلياً، فالوحدات الصحية التي يبلغ عددها (13) وحدة تعاني من ضعف الإمكانات وشحه الكادر، هذا بالإضافة إلى وجود مشروع مركز صحي في أيدمه مع وقف التنفيذ.. زيارة ميدانية لمديرتي الريدة وقصيعر وأرياف المكلا، واللقاء بالمسؤولين المعنيين مباشرة كانت كفيلة بإزاحة الستار عن واقع الخدمات الصحية في المديرتين.. في مديرية الريدة وقصيعر التقينا الدكتور رياض الجريري مدير إدارة الصحة بالمديرية، الذي رد على أسئلتنا قائلاً: توجد في مديرية الريدة وقصيعر (23) منشأة صحية، من بينها مستشفى وثلاثة مراكز صحية و(19) وحدة صحية، والمستشفى الوحيد في المديرية يقدم خدمات لأهالي الريدة وقصيعر والمناطق المجاورة، في مجالات التشخيص والعلاج والعمليات الإنقاذية في الجراحة العامة والنساء والتوليد وكذلك مجموعة من الأجهزة التشخيصية كالأجهزة التلفزيونية والأشعة العادية وتخطيط القلب. في حين تقدم المراكز الصحية خدمات تشخيصية وعلاجية من خلال طبيب عام ومختبر في ثلاثة مراكز كما أشرت في قصيعر وحضاتهم وعسد الجبل. رعاية أولية بينما تقدم الوحدات الصحية خدمات رعاية صحية أولية عبارة عن حقن ومجارحة وخدمات الصحة الإنجابية والتحصين. وأضاف د. الجريري بالقول: بإمكاننا القول إن الوضع الصحي في مديرية الريدة وقصيعر بشكل عام جيد، وجميع مناطق المديرية تغطى بالمرافق الصحية من خلال وحدات الرعاية الصحية الأولية. وهناك العديد من المشروعات الصحية التي ستنجز خلال العام الحالي لاستكمال بناء الوحدات الصحية في بقية المناطق من بينها حضت وتحت الطريق. هناك العديد من الأمراض والأوبئة ومن ضمن المشاريع الوقائية لمكافحة هذه الأوبئة مشروع برنامج مكافحة البلهارسيا والملاريا ومركز لمكافحة السل يقدم علاجات مجانية لجميع الحالات المرضية التي ترصد في مختلف مناطق المديرية. وأشار د. الجريري إلى أنه في مديرية الريدة وقصيعر لم ترصد أية حالات وفيات من جراء الكارثة، والمديرية عموماً لم تتضرر بشكل كبير، لكن حدثت أضرار بسيطة لحقت بالمرافق الصحية نظراً لقدم مبانيها. نجاح حملة مكافحة شلل الأطفال ويؤكد بنجاح حملة مكافحة شلل الأطفال للعام 2008م، وقال: لقد نفذت الحملة على مدى ثلاثة أيام من خلال (44) فريقاً متجولاً و(6) مواقع ثابتة و(8) مشرفين للفرق واثنين مشرفين على المديرية. وقد نجحنا في الوصول إلى جميع الأطفال المستهدفين في الريدة وقصيعر، وغطينا المديرية بنسبة 99 في المائة، والواحد في المائة المتبقية قد تكون المناطق الجبلية الشاهقة التي لم نستطع الوصول إليها، وهي تسمى مناطق خطورة كونها مناطق الارتباط ما بين مديريتنا ومديرية ساه ومديرية المهرة، وقد تم إبلاغ السلطة في المحافظة بعدم تمكننا من بلوغ هذه المناطق بوسائل المواصلات المتاحة، حيث نحتاج لطائرة للوصول إليها. وعموماً بلغ عدد المستهدفين في المديرية من الحملة من إجمالي الأطفال أقل من خمسة أعوام (8662) طفلاً. مستشفى المديريات وأكد د. الجريري أن مشروع مستشفى المديريات الشرقية يعد أحد المشروعات العملاقة التي تنفذ في مديرية الريدة وقصيعر، و سيتسع المستشفى ل(150) سريراً، وقد بدأ المقاول في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع الذي تبلغ تكلفته الإجمالية (500) مليون ريال يمني، وسيقدم المستشفى خدمات لأهالي الريدة وقصيعر والمديريات المجاورة، ويشمل أربعة تخصصات في الأطفال والنساء والتوليد والجراحة العامة والباطنية، ويحتوي على ثلاجة للموتى وسكن خاص بالأطباء ومكتب للصحة بالمديرية. إمكانات محدودة الدكتور سعيد باموسى مدير المركز الصحي بقصيعر، قال: إمكانات المركز محدودة جداً من حيث المبنى ولكن يوجد طاقم لا بأس به على النحو التالي: طبيب عام واحد، مساعد طبيب عدد أربعة، ثلاثة ممرضين وثلاثة فنيي مختبر، وثلاث قابلات مجتمع، وثلاث مرشدات صحيات، سائق إسعاف بالأجر اليومي، عامل نظافة بالأجر اليومي. أما أهم الصعوبات فهي عدم وجود مخصص مالي للمركز وكذلك المبنى الموجود لا يفي بالغرض بالإضافة إلى بعض الصعوبات التي نواجهها أثناء العمل والتي يتم التغلب عليها بتعاون الجميع. أما العلاقة بإدارة الصحة بالمديرية فهي علاقة ممتازة يسودها التفاهم لما فيه المصلحة العامة وخدمة المريض، كذلك العلاقة بالسلطة المحلية من خلال أعضاء المجالس المحلية بالمنطقة الذين يذللون الصعاب متى ما ذهبنا إليهم. الأوئبة المنتشرة أبرز الأمراض المنتشرة فهي: الإسهالات والتهاب الجهاز التنفسي وأمراض العيون والديدان والحمى، بالإضافة إلى الملاريا والبلهارسيا ومرضاها الوافدين من حضاتهم ووادي عسد الجبل ورغدون ويتم التعامل معها من خلال العيادة العامة المتواجد فيها الدكتور العام وكذلك من خلال قسم الطوارئ للحالات الطارئة. أما مشاريع تطوير المركز الصحي فيتم المتابعة من قبل مكتب الصحة بالمديرية وجمعية الخير الاجتماعية لإقامة مبنى كامل كمركز صحي بأسرة وغرفة عمليات صغرى. أما الأقسام الموجودة في المركز فهي: العيادة العامة، قسم الطوارئ، المختبر، غرفة الوضع، رعاية الأمومة والطفولة، حقن ومجارحة النساء، حقن ومجارحة الرجال. الحاجة إلى الكادر من مديرية الريدة وقصيعر حزمنا حقائب السفر وانتقلنا إلى مديرية أرياف المكلا، حيث التقينا هناك الأخ غيثان العكبري، مدير إدارة الصحية بأرياف المكلا، الذي تحدث عن مركز أيدمة الصحي قائلاً: تم افتتاح مركز أيدمة الصحي في أرياف المكلا في العام 2007م، ومنذ ذلك التاريخ ظل المركز مغلقاً لعدم وجود كوادر عاملة في المركز الذي يتطلب على الأقل 12 عاملاً ما بين أطباء عموم ومساعدين صحيين ومخبريين وقابلات المجتمع، ونحن باستمرار نحرص على تزويد المركز بالمياه والديزل وتغيير الزيت لماطور المركز المتوقف عن العمل لمدة سنة والذي تقدر طاقته ب8 كيلو واط وعندما تم استقدام بعثة الطبيب الزائر التابعة لمؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين تم الاستعانة بماطور متوسط احتياط طاقته 6 كيلو، وتفريغ 9 عمال صحيين في إدارة الصحة بالمديرية وعاملين بالمركز لتسيير عمل البعثة بمشاركة عمال من الوحدات الصحية الأخرى وعددها 13 وحدة صحية في المديرية. والمطلوب في المرحلة المقبلة توفير الدعم من مكتب وزارة الصحة والسلطة المحلية بالمديرية والمحافظة للقطاع الصحي الخدمي وإشاعة ثقافة العمل الخيري الإنساني في المديرية. وقال غيثان العكبري: نحن حقيقة نعاني من نقص في الكادر والإمكانات الشخصية فالمركز بلا ميزانية تشغيلية و5 وحدات عاملة بشكل جيد والبقية ما بين المستوى الجزئي والمتوقفة كالهوته ومذينب لانهيار المباني أو عدم صلاحيتها لقدمها أو تأثرها بفعل الأمطار الأخيرة. المرضى الوافدون للمركز هم من المسنة أسفل العين والعيضة ووادي المشهورة والعريفين والعرم وموجه. نحن استعددنا جيداً لإنجاز الحملة الوطنية لأمراض الكزاز من 15 - 45 للنساء ومن 9 أشهر إلى 5 سنوات بالتطعيم ضد الحصبة، وتم تنفيذ نزول لكل قرية لضرب الحقن في الوحدة الصحية أو المقاصد وبيوت المواطنين لتجميع المواطنين المستهدفين من الحملة والمدارس. غياب الكادر النسائي علي عمر العكبري - مساعد طبيب بمركز أيدمه الصحي أشار إلى أن المركز يتكون من غرفة طوارئ بخمسة أسرة، غرفة طبيب، غرفة مختبر، غرفة نساء وولادة، غرفة صيدلية، غرفة مستودع، غرفة أشعة تم تشغيلها بواسطة الفنيين من العمالة الصحية.. هذا إلى جانب فني مختبر.. علماً أنه لا توجد لدينا العمالة الكافية ولا يوجد أي كادر نسائي نهائياً.
