تبدأ غداً في العاصمة القطرية الدوحة اجتماعات وزراء الخارجية العرب للتحضير لجدول أعمال القمة العربية المقبلة التي تنطلق الاثنين القادم بمشاركة اليمن. وذكرت مصادر مطلعة أن بلادنا ستقدم إلى قمة الدوحة رؤية لتطوير آليات العمل العربي المشترك وإنشاء اتحاد الدول العربية وبما يؤدي إلى تعزيز قدرة الأمة في مجابهة التحديات الراهنة ومواكبة التطورات الجارية في المنطقة والعالم، باستراتيجية سياسية واقتصادية ودفاعية وأمنية واجتماعية شاملة، تنطلق من مبادئ راسخة وثابتة، تستند إلى كون الأمة العربية قادرة على إعادة تنظيم وتنسيق وتوحيد قدراتها وإمكاناتها لتحقيق التكامل السياسي والاقتصادي العربي الشامل. وترتكز المبادرة اليمنية على عدد من المبادئ الجوهرية منها احترام سيادة كل دولة عربية واحترام حدودها الإقليمية ووحدة ترابها الوطني وحق كل دولة في اختيار نظام حكمها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء , وكذا عدم الاعتراف بالوصول إلى السلطة بالقوة أو بالطرق غير الشرعية في أية دولة عربية، ووقف عضوية أية دولة عضو تتعرض لذلك لحين استعادة الشرعية بالإضافة إلى الوصول إلى نظام أمن عربي إقليمي يحمي الدول الأعضاء، ويعزز إسهامها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين والتزام الدول الأعضاء بحل خلافاتها بالطرق السلمية ورفض استخدام القوة في حل منازعاتها والالتزام بميثاق الأممالمتحدة والاتفاقيات الثنائية بين الدول الأعضاء والمحافظة على الأمن والاستقرار الدوليين، ومكافحة الإرهاب. إلى ذلك أعرب وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي عن تطلع اليمن إلى أن تكون قمة الدوحة الاعتيادية قمة فاصلة في تاريخ العمل العربي المشترك. وقال القربي لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» لدى مغادرته مساء أمس من صنعاء متوجهاً إلى الدوحة للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية للقمة :نأمل أن تكون القرارات والنتائج التي ستتمخض عن أعمال القمة العربية المقبلة عند مستوى آمال الشعوب العربية خاصة أنها تنعقد في ظروف بالغة الأهمية للأمة العربية سواء بالنظر إلى ما أصابها من خيبات أمل متكررة على امتداد العقود الماضية أم من حيث الأخطار والتهديدات المحدقة بنا جميعاً. وأوضح وزير الخارجية أن الجمهورية اليمنية ستطرح على قمة الدوحة جملة من القضايا الرئيسة أهمها، المبادرة اليمنية لإنشاء اتحاد الدول العربية التي أقرها البرلمان العربي مؤخراً، والسبل الكفيلة بتعزيز وحدة الصف العربي ودعم المصالحة العربية وجهود تنقية الأجواء العربية التي بدأت بعد قمة الكويت الاقتصادية استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ملك المملكة العربية السعودية - وتواصل مسيرة المصالحة والمصارحة بين مختلف الأقطار العربية، فضلاً عن دعم المصالحة بين الفصائل الفلسطينية ودعم الحوارات التي انطلقت في القاهرة بغرض استكمال الاتفاق على كل القضايا وبما يوحد الجبهة الداخلية الفلسطينية. وأشار وزير الخارجية إلى أنه سيتزامن انعقاد قمة الدوحة مع انعقاد قمة عربية - أمريكية جنوبية، تناقش ثلاثة عناوين رئيسة متعلقة بتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية والنشاط الاقتصادي الذي يخدم الأهداف المشتركة للدول العربية وأمريكا الجنوبية بما يعزز من التقارب والتنسيق الفعال والتشاور فيما بينها على كافة المستويات وخاصة تجاه القضايا الإقليمية والدولية.. ونوه القربي إلى أن اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي ستبدأ اليوم ستكرس لوضع اللمسات الأخيرة لجدول أعمال القمة العربية الاعتيادية ال 21 والذي سيتضمن جملة من القضايا والملفات الهامة السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها من المواضيع التي تصب في خدمة العمل العربي المشترك .