تُعد الالتهابات المزمنة بجميع أنواعها سواءً كانت كلوية أوروماتيزمية أو قرحة المعدة أو تصلب الشرايين أكثر الأمراض شيوعاً وعادة مايصاب بها الإنسان «الجمهورية» التقت عدداً من الأطباء الاخصائيين في أمراض الكلى والروماتيزم والتهاب المفاصل والباطنية وناقشت معهم العديد من الأعراض الصحية والأسباب المؤدية إلى حدوث تلك المشاكل الصحية. الفشل الكلوي في البداية التقينا الدكتور.فيصل عبدالرحمن أخصائي أمراض الكلى وسألناه: ماالأسباب الرئيسية للاصابة بالفشل الكلوي؟ الأسباب كثيرة لعل أكثرها شيوعاً الالتهابات المزمنة في الكلى والتي لو تم اكتشافها مبكراً لأمكن تفادي حدوث الفشل الكلوي عن طريق الأدوية ومن الأسباب المؤدية إلى الفشل الكلوي العيوب الخلقية لدى بعض الأطفال كارتجاع البول أو انسداد مجراه ولو عولجت هذه الأمور مبكراً لتم تلافي الفشل الكلوي عند الأطفال..وهناك أسباب وراثية يصعب إيقافها في الوقت الحالي لكنه مع التقدم الطبي يمكن الحد منها..ومن الأسباب أيضاً مرض السكري عندما يكون غير منتظم فإنه يسبب الفشل الكلوي وليس كل مرضى السكري يصابون بالفشل الكلوي وهناك نوعان لمرض السكري الأول يبدأ منذ الصغر قبل سن 61 سنة والثاني في سن متأخر كما أن ضغط الدم يؤدي إلى الفشل الكلوي إذا لم ينتظم لتأثيره المباشرة على الكلى. كما أن تأثير المياه يكمن في أنه إذا كان لدى الإنسان قابلية لتكوين الحصوات ولم يعالج منها فإنه يمكن أن تسبب نسبة من الفشل ولكنها قليلة ولاتتجاوز 5 أو 3% هي النسبة العالمية بصفة عامة. التحاليل لزراعة الكلى وهل بالإمكان زراعة الكلى وماهي أهم التحاليل التي تؤخذ لإتمام العملية؟ هذه العملية ليست سهلة كما يتصورها البعض وهي من الناحية العلمية مهمة جداً فالمتبرع وكذلك المتلقي يخضعون للعديد من التحاليل ولابد أن يتم التأكد من أن المتبرع في حالة جيدة وأنه لن تحدث له مضاعفات مزعجة في المستقبل..فكان في السابق يشترط تطابق الأنسجة لاستمرارية الكلية المتبرع بها على المدى الطويل ولكن ذلك لم يعد هاماً مع التقدم الطبي لوجود الأدوية الحديثة التي تعطي المناعة الكاملة ومن أبرز التحاليل توافق فصيلتي المتبرع والمتلقي وقبول المريض للمتبرع وهذه من أهم التحاليل ولكن هناك قوائم كثيرة للتحاليل تصل إلى «63نوعاً» منها مناظير وأشياء أخرى كثيرة. التأثيرات المستقبلية كيف يبدأ عادة الفشل الكلوي وماذا عن تأثيراته المستقبلية؟ الفشل الكلوي يمر في العادة بعدد من المراحل مرحلة مبدئية ومرحلة متوسطة ومرحلة شديدة ثم بعد ذلك يصل المريض إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي التام الذي يتطلب وجود علاج بديل للكلى..«الغسيل أو الزراعة» والفشل الكلوي يؤثر على الإنسان إذا لم يتم علاجه حيث يؤثر على الغدد بجوار الغدة الدرقية وكذلك يؤثر على العظام ولذا ينصح بالاسراع في التبرع إذا وجد قبل التأثير الذي قد يحدث للمريض. الروماتيزم أما عن مرضى الروماتيزم فيقول الدكتور.عبدالجبار علي المفلحي اخصائي أمراض جراحة عظام الروماتيزم: مرض معروف منذ القدم من القرن الرابع قبل الميلاد وهو مرض ناتج عن ارتفاع حامض البوريك بالدم ويصيب الرجال أكثر من النساء حيث أن النساء قبل سن الخامسة والأربعين لايتعرضن للاصابة به وذلك بسبب الهرمونات الأنثوية وهو يؤدي إلى نوبات ألم متكرر شديد جداً في المفاصل وخاصة مفاصل الطرف السفلي وبالأخص إبهام القدم وإذا أهمل علاجه فإنه يؤدي إلى التهاب مزمن بالمفاصل وهبوط بالكلى وننصح عادة بالتقليل من أكل اللحوم الحمراء وعدم تناول الكحول بالإضافة إلى الأدوية. الحمى الروماتيزمية هي أيضاً تصيب الأطفال وتنتج عادة من التهاب بكتيري باللوزتين وتؤدي إلى التهاب حاد بالمفاصل مع ارتفاع في درجة الحرارة وربما تؤدي إلى الإصابة بالتهابات في صمامات القلب التي قد تؤدي على المدى الطويل إلى ضعف بصمامات القلب لذا المهم أن تعالج التهابات اللوزتين بالمضادات الحيوية لفترة كافية وذلك لتفادي الإصابة بأمراض القلب. الروماتويد مرض نظير الرئوي وهذا مرض مزمن يؤدي إلى اصابة معظم مفاصل الجسم وإذا أهمل علاجه فقد يؤدي بالإضافة إلى الآلام المزمنة إلى إصابة المريض بعدم القدرة على الحركة وربما يؤدي إلى تشوهات بالمفاصل وإصابة أجهزة الجسم الأخرى كالرئتين والقلب والكلى..لذلك ينصح المصابون بمراجعة الطبيب في الفترة الأولى من الاصابة حيث أن العلاج المبكر بالأدوية المتوفرة يؤدي بإذن الله إلى وقف تقدم المرض وعدم استفحاله واستمرار المريض بالقدرة على العمل والحركة. التهاب المفاصل عند الأطفال التهاب المفاصل عند الأطفال يؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة بدون آلام مفصلية وكذلك إلى تضخم بالغدد الليمفاوية والكبد والطحال وهذه الحالات صعبة التشخيص لأن أعراضها تتشابه مع أمراض كثيرة ومن المهم دقة التشخيص في هذه الحالات. التهاب المفاصل التيبسي التهاب المفاصل التيبسي يصيب العمود الفقري ومفاصل الحوض وربما أدى إلى إصابة العيون والرئتين والقلب وإذا أهمل علاجه قد يؤدي إلى تقوس شديد في الظهر ومن المهم أيضاً الكشف المبكر عنه حيث أنه مع العلاجات الدوائية والعلاج الطبيعي المبكر فإن التشوهات لاتحدث. ويعد من أكثر أمراض المفاصل شيوعاً وهو ماتعني به العامة «الروماتيزم» وهو عادة يصيب الإنسان عند تقدم السن وغالباً يصيب مفاصل الركبتين والظهر والورك وفي بلادنا فإن أكثر المفاصل إصابة في الرجال هي مفاصل الركبتين وذلك لأسباب كثيرة منها الزيادة في الوزن والجلوس بالطريقة اليمنية على الأرض وهو يؤدي إلى احتكاك الغضاريف ونشوء المنافير العظمية وأن أهم نصيحة لهؤلاء المرضى لتخفيف الآلام هي المحافظة على الوزن المثالي «تخفيض الوزن» الزائد والرياضة لتقوية عضلات الطرف السفلي. الالتهاب التصلبي وهو أيضاً أحد الأمراض الرئوية ولكنه أقل انتشاراً ويصيب السيدات أكثر من الرجال ويؤدي إلى تصلب شديد بالجلد ممايؤدي إلى تغيرات بالوجه حيث يصبح مشدوداً كما أنه يؤدي إلى نوبات من تضيق شرايين الأطراف..وكذلك يؤدي إلى اصابة الأعضاء الداخلية وخاصة الجهاز الهضمي والرئتين حيث يؤدي إلى ارتجاع من المريء مع سوء في امتصاص الغذاء وكذلك تليف بالرئة. وهناك العديد من الأمراض الأخرى كالالتهابات البكتيرية داخل المفصل والتهاب العضلات المتعددة بالإضافة إلى الروماتيزم غير المفصلي الذي يصيب الأوتار ويؤدي إلى آلام مبرحة في عدة مناطق من الجسم وتخصص الأمراض الرئوية هو تخصص دقيق جداً ويحتاج إلى دقة في التشخيص ودقة في العلاج ومثابرة وصبر من الطبيب والمريض على حد سواءً. قرحة المعدة وأعراضها الدكتور.حسن العديني أخصائي باطنية سألناه عن قرحة المعدة وماهي أعراضها فأجاب: لاشك أن هناك البعض ممن يشكون من قرحة المعدة فقد تحصل القرحة الهضمية في المريء والمعدة والأثنا عشر وأكثر الأنواع شيوعاً هو قرحة الأثنا عشر التي تصيب واحداً من كل عشرة أشخاص وذلك في وقت ممن حياتهم ثم تأتي قرحة المعدة التي قد تصيب شخصاً واحداً من بين ثلاثين شخصاً. أما القرحة فهي تنشأ من كثرة إنتاج العصارة المعدية وعدم كفاية الغشاء المخاطي الواقي وانكفاء المادة الصفراء من الأثنا عشر. كلها عوامل يزيد في حدتها تعاطي الخمر والمشروبات المحتوية على مادة الكافيين وعقاقير معينة أخرى. والكوليسترول وكيفية تجنبه يقول الدكتور.حسن: من المعروف أن الكوليسترول مادة شحمية بيضاء توجد في اللحوم وفي الحليب ومشتقاته المصنعة كما تضع في جسم الإنسان بواسطة الكبد ومع أن جسم الإنسان يحتاج للكوليسترول في تأمين وظائف أساسية تشمل إنتاج الهرمون وغشاء الخلايا الخارجي فالكميات الزائدة منه في الدم تؤدي إلى انسداد الشرايين الحالة المعروفة بتصلب الشرايين عندما يستقر الكوليسترول في الشرايين يعيق تدفق الدم إلى القلب ويمكن أن يسبب الجلطة أو نوبة قلبية أو الموت الفجائي فالخطر الذي تطرحه المستويات العالية من الكوليسترول يمكن أن يقاس بفحص كمية دم بسيط لتحديد عدد المليغرامات من الكوليسترول في كل دسيلتر من الدم..ومن المتفق عليه بين الاختصاصيين أن الكوليسترول في دم الرجال والنساء يجب أن يكون من 20ملغ والمستوى في دم الأطفال يجب أن يكون أقل من ذلك والرقم المثالي هو في حدود 150ملغ قبل البلوغ. السعال وأخطاره أما عن مرض السعال فيقول الدكتور.حسن: السعال كما يعتبره الطب هو بمثابة انعكاس طبيعي وقائي مصمم لتصفية منافذ الهواء من أي شيء كالمخاط وفتات الطعام وغيرها وهناك نوعان من السعال.. السعال الذي يعطي نتيجة وهو الذي يصعد معه المخاط أو البلغم بحيث يمكن إخراجه من الأنف والفم والسعال غير المنتج الذي يكون جافاً ومصحوباً بوخز أو دغدغة خفيفين وهذا النوع الثاني يصحب الرشح في مراحله المبكرة والانفلونزا والحساسية والربو وتراكم شمع السعال عندما يكون منتجاً ولقطرية البلغم يجب البحث عن دواء للسعال كتب عليه كلمة «مفتحم» أي يساعد على التخلص من البلغم ويحتوي على مادة الغوايفينسين وهي الأكثر فعالية في التخلص من البلغم يتركز إزعاجه على إعاقة النوم والأكل والحديث وهذا النوع يجب كبحه ويمكن استعمال دواء يحتوي على مادة الدكستروميتورفان وذلك لاستجابة المرض للعلاج.
