الحياة مستمرة...كما قُدر لها ذلك..تحمل في أحشائها الكثير من الاحداث وحبلى بالكثير الكثير من المفاجآت ...وهذه سُنة الله فيها..فلا الخير مستمر...ولا الشر كذلك...إنما هي مزيج من الاثنين..لذا قيل دوام الحال من المحال..وقال الشاعر فيها أيضاً «فلاحزن يدوم ولا سرور» غير أن الإنسان المتزن هنا هو الذي فهم المغزى من ذلك فأعد العدة للمواجهة...وبنى قناعاته على ضرورة التحدي بعيداً عن النقيضين «الشجاعة المفرطة.. والحذر المفرط» فالإفراط في الشجاعة حتماً سيتحول إلى تهور والافراط في الحذر حتماً سيتحول إلى خوف..لذا وجب الاتزان والأخذ بالنقيضين بنفس النسب لكلٍ منهما. ربما لأن الحياة لاتخلو من المباغتة وعنصر المفاجأة عندما تريد أن تعبر عن رغبتها في شيء ما...كان علينا إذا أن نفهمها أكثر...ونتعلم وسائل التصدي..لأن الحياة معركة..فيها ما فيها من الكر والفر والمكر والخديعة.. ومحتوم علينا الخوض فيها حتى النهاية..شئنا ذلك أم أبينا..لذا كان علينا أن نواجهها بذكاء القائد المحارب الذي فهم عدوه جيداً...وعرف كيف يفكر فانتصر في آخر المطاف...والإنسان هنا مخيرأمام اثنتين..إما رفع الراية البيضاء..وهنا بالتأكيد لن تتأنى الحياة حينها في لفظه تحت قدميها ثم تدوس عليه غير آبههٍ به..وإما أن يفرط في شجاعته ويتحداها دون الأخذ بالاسباب..وهذا قد يجعلها دون شك توجه اليه ضربة قاصمة لم تكن في الحسبان يفقد بعدها حيلته وتربكه تماماً...إذا ما الحل..لو كان يستخدم عقله وقوته بنسب متكافئة وفي وقت واحد...لكان ذلك في صالحه ومن الاسباب التي تقوده حتماً إلى التحكم بالاحداث والسيطرة على زمام المبادرة.. وكان عليه أن يتوقع حدوث الحدث ثم يبني تصوراته على كيفية استقباله ثم كيف يطوع ذلك الحدث أو المتغير لصالحه وإن كان سلبياً... هناك صنفان من الناس...قد تواجههما مشكلة واحدة...لماذا نجدإذاً احدهما مازال مبتسماً..واقفاً على قدميه بينما الآخر قد تاه في غياهب الألم وجثا على ركبتيه خسر الدنيا والآخرة..هذا مثال يعكس ماتم طرحه من خلال الاسطر السابقة...ومن خلال الطريقة والثقافة التي يتبعها الانسان ويتعامل بها مع الحياة.. لا تكن ليناً إلى درجة الميوعة...ولا تكن صلباً يسهل عليه الكسر ولكن اجمع بين الاثنين واستفد من خبرة الآخرين وتجاربهم...وتعلم من اخطائك..ولاتكن أكثر عفوية..وسطحية وتهوراً.. حتى لاتقع سريعاً من على كبوة الفرس. تأملات: ? لاتكثر الشكوى لغيرك...لأنك بهذا توضح لهم مدى ضعفك وقلة حيلتك وبأنك عاجز عن الانتصار لنفسك وحل مشاكلك. ? عود نفسك أن تقول «لا» عندما تحتاج لذلك.