تظل عشش المهمشين المشيّدة من القش والملابس المهترئة والأخشاب فريسة سهلة لعود ثقاب يسقط سهواً جوار عشة، أو شرارة ساقها الريح من مقلب مخلفات ليتفاجأ الساكنون بحرائق تلتهم كل ما أتت عليه دون سابق انذار. أمس تفاجأ سكان المحوى القريب من مستشفى الثورة العام في تعز بحريق بدأ طفيفاً في إحدى العشش؛ لكن الرياح ساعدت على انتشاره ليلتهم «8» عشش ولم يخلف ضحايا بحسب مدير أمن مديرية صالة العقيد محمد علي العمراني.. وقال ل«الجمهورية»: إن بداية الحريق كان اشتعال «فراش» أرضي في إحدى العشش؛ فساعدت الرياح على انتشاره في ثماني عشش أخرى.. وأشار إلى أنه تلقى بلاغاً من عمليات المحافظة بوجود الحريق؛ فاستدعى رجال الدفاع المدني وعدداً من أفراد الأمن والنجدة؛ فهرعوا إلى مكان الحريق، وتمت السيطرة عليه قبل أن تحل الكارثة بسكان المحوى. الحريق شرد ثماني أسر نساء وأطفالاً وعجزة، وهم يبحثون الآن عن أخشاب وصفائح «زنج» ليعيدوا الكرة ويبنوا عششاً عوضاً عن ما التهمه الحريق.. حدث ذلك بعد أقل من شهر تقريباً على اشتعال الحريق في أكثر من 50 عشة في محوى البعرارة بتعز، حيث تضاربت الأنباء عن أسبابه؛ غير أن تصريحات الجهات الرسمية أكدت أن الرياح بعثرت النيران المشتعلة في مقلب المخلفات القريب من المحوى، فكان نصيب المحوى شرارة التهمت أكثر من خمسين عشة.. وبحسب عدد ممن احترقت منازلهم؛ فإن الرعب لم يفارقهم لحظة ماداموا ينامون تحت سقوف من القش محاطين بأخشاب وجدران كرتونية لا تقيهم شيئاً؛ فقط تبقى فريسة سهلة لألسنة اللهب الطائشة.