أخذت عيونه بالشحوب، سألته يوماً.. ماذا جرى؟! رد علي قائلاً: هذا من أفعال البشر.. عرفوني فما قدروني. رموني للموت.. فياليتهم ينقذوني. وهبتهم عمري ليعيشوا سعداء، فوهبوني الموت، وهل بعد موتي للحياة بقاء؟ تركوني أنزف وهل بعد النزيف إلا الفناء؟ أنا من أنا؟ أنا من تركني أحبائي سائباً مهملاً. ياهل ترى بعد رحيلي أين رحيلهم؟ هل إلى الصين أم الهند؟ هل عرفتموني من أنا؟ أنا من بنا العلالي، أبي العلاء وأمي الثراء. دموعي ذهب، وثرى اغتنى منها كل الوراء. أنا ذلك الذهب الغالي، الرخيص ثمناً. أنا كنز يتجاهلني الناس جهلاً وغباءً. أنا العالي علو السماء مسكني تحت الثرى. فهل عدمتموني من أنا؟ تمعنوا قليلاً في أنفسكم، وستعرفون من أنا ستجدوني في بهاء وجوهكم، ولمعان ثيابكم وأثاثكم. أنا ذلك المهدور في الطرقات، ومزارع القات: فهل عرفتموني؟